يوسف هذه الأمة
الصحابي جرير بن عبدالله بن جابر رضي الله عنه
نسبه:
هو أبو عمرو جرير بن عبد الله بن جابر البجلي , سيد بجيلة ، كان بديع الحسن كامل الجمال ، له مكانة في قومه ، وكان كريما شجاعا ، لم يلق يوم إسلامه إلا تقدير وتكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، ليكون وسام شرف على صدره إلى أن يحظى بنعيم ربه.
إسلامه:
أسلم في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و فيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه : " يطلع عليكم خير ذي يمن وكأن على وجهه مسحة ملك "
فطلع جرير رضي الله عنه .
وها هو جرير رضي الله عنه يقص علينا خبر إسلامه فيقول: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ، ثم لبست حلتي ، ثم دخلت المسجد ، فإذا النبي يخطب ، فرماني الناس بالحَدَق ، فقلت لجليسي :يا عبدالله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا ؟ قال : نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ، بينما هو يخطب إذ عرض لك في خطبته فقال : " انه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وان على وجهه مسحة ملك "
قال جرير : فحمدت الله تعالى .
أما عن استقبال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم لجرير فيقول عدي بن حاتم رضي الله عنهما : لما دخل جرير على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى له وسادة ، فجلس على الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا ، فأسلم "
ثم قال : " إذا أتاكم كريم قوم ، فأكرموه "
فكان لهذه الكلمات العظيمة أثر عظيم في نفس جرير رضي الله عنه ، وما زال جرير رضي الله عنه يقطف من ثمراتها حتى لقي ربه.
محبة النبي صلى الله عليه وسلم له:
يقول جرير رضي الله عنه : (ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ، ولا رآني إلا ضحك )وتمر الأيام بعد إسلامه ، ويزداد النبي حبا له وثقة فيه يوما بعد يوم حتى انه في يوم من الأيام كلفه بمهمة عظيمة لنشر الإسلام وإزالة الشرك وآثاره ، فأرسله الى مكان باليمن يسمى ذو الخلصة فيه نصب من دون الله يقال له : الكعبة.
فخرج جرير رضي الله عنه في خمسين ومائة فارس وكانوا أصحاب خيل ، وكان جرير رضي الله عنه لا يثبت على الخيل ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم .فضرب يده على صدره وقال : " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا "
قال جرير رضي الله عنه : ( فما وقعت عن فرس بعد )ثم أتاه فحرقه بالنار وكسره ، ثم اتجه الى رجل كان يستقسم بالأزلام
وقال له : ( لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك )فكسرها وشهد ، ثم أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره ، فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة.
وظل جرير رضي الله عنه ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ملازمة العين
لأختها ، فكان لا يفارقه في حله وترحاله ليقبس من هديه وعلمه وأخلاقه ،
يتمنى لو يفتدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله وبكل ما يملك.
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أظلمت الدنيا كلها في عين جرير رضى الله عنه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وعاش بعدها متأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، مطيعا لخلفائه من بعده.
يوسف هذا الأمة:
قال جرير رضي الله عنه :رآني عمر بن الخطاب متجردا ، فناداني :
خذ رداءك ، خذ رداءك ..
فأخذت ردائي ، ثم أقبلت على القوم ، فقلت : ما له ؟
قالوا : لما رآك متجردا ، قال : ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا ، إلا ما ذكر من يوسف عليه السلام ).
وروي أن عمر رضي الله عنه قال : ( جرير يوسف هذا الأمة )وكذلك فإن جريرا رضي الله عنه مع ما أعطاه الله من جمال الخِلقة ، فقد رزقه جمال الخُلق وكان يحب جبر الخواطر وتطييب النفوس ، ومراعاة مشاعرالآخرين.
علمه
روى جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها :
- عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لا يرحم الناس لا يرحمه الله "
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم .
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " من يحرم الرفق يحرم الخير كله "
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : استنصت الناس ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "
جهاده
ولأن إسلام جرير رضي الله عنه جاء متأخرا ، فقد كان يتوق دائما الى الشهادة
في سبيل الله جل وعلا ، فكان على ميمنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
يوم القادسية.
وقال له عمر رضي الله عنه عند قتال الأعاجم في العراق :
(سر بقومك فما غلبت عليه فلك ربعه )
فلما جمعت الغنائم طلب ربعها ، فكتب سعد الى عمر رضي الله عنهما ،
فكتب عمر رضي الله عنه : صدق جرير ، فإن شاء فأعطه ، وان يكن إنما قاتل لله
الصحابي جرير بن عبدالله بن جابر رضي الله عنه
نسبه:
هو أبو عمرو جرير بن عبد الله بن جابر البجلي , سيد بجيلة ، كان بديع الحسن كامل الجمال ، له مكانة في قومه ، وكان كريما شجاعا ، لم يلق يوم إسلامه إلا تقدير وتكريم رسول الله صلى الله عليه وسلم له ، ليكون وسام شرف على صدره إلى أن يحظى بنعيم ربه.
إسلامه:
أسلم في العام الذي توفي فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و فيه قال الرسول صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه : " يطلع عليكم خير ذي يمن وكأن على وجهه مسحة ملك "
فطلع جرير رضي الله عنه .
وها هو جرير رضي الله عنه يقص علينا خبر إسلامه فيقول: لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي ، ثم لبست حلتي ، ثم دخلت المسجد ، فإذا النبي يخطب ، فرماني الناس بالحَدَق ، فقلت لجليسي :يا عبدالله هل ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أمري شيئا ؟ قال : نعم ، ذكرك بأحسن الذكر ، بينما هو يخطب إذ عرض لك في خطبته فقال : " انه سيدخل عليكم من هذا الفج من خير ذي يمن ألا وان على وجهه مسحة ملك "
قال جرير : فحمدت الله تعالى .
أما عن استقبال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم لجرير فيقول عدي بن حاتم رضي الله عنهما : لما دخل جرير على النبي صلى الله عليه وسلم ألقى له وسادة ، فجلس على الأرض ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " أشهد أنك لا تبغي علوا في الأرض ولا فسادا ، فأسلم "
ثم قال : " إذا أتاكم كريم قوم ، فأكرموه "
فكان لهذه الكلمات العظيمة أثر عظيم في نفس جرير رضي الله عنه ، وما زال جرير رضي الله عنه يقطف من ثمراتها حتى لقي ربه.
محبة النبي صلى الله عليه وسلم له:
يقول جرير رضي الله عنه : (ما حجبني رسول الله منذ أسلمت ، ولا رآني إلا ضحك )وتمر الأيام بعد إسلامه ، ويزداد النبي حبا له وثقة فيه يوما بعد يوم حتى انه في يوم من الأيام كلفه بمهمة عظيمة لنشر الإسلام وإزالة الشرك وآثاره ، فأرسله الى مكان باليمن يسمى ذو الخلصة فيه نصب من دون الله يقال له : الكعبة.
فخرج جرير رضي الله عنه في خمسين ومائة فارس وكانوا أصحاب خيل ، وكان جرير رضي الله عنه لا يثبت على الخيل ، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم .فضرب يده على صدره وقال : " اللهم ثبته واجعله هاديا مهديا "
قال جرير رضي الله عنه : ( فما وقعت عن فرس بعد )ثم أتاه فحرقه بالنار وكسره ، ثم اتجه الى رجل كان يستقسم بالأزلام
وقال له : ( لتكسرنها ولتشهدن أن لا إله إلا الله أو لأضربن عنقك )فكسرها وشهد ، ثم أرسل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يبشره ، فدعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالبركة.
وظل جرير رضي الله عنه ملازما للحبيب صلى الله عليه وسلم ملازمة العين
لأختها ، فكان لا يفارقه في حله وترحاله ليقبس من هديه وعلمه وأخلاقه ،
يتمنى لو يفتدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه وماله وبكل ما يملك.
فلما مات النبي صلى الله عليه وسلم أظلمت الدنيا كلها في عين جرير رضى الله عنه ، وضاقت عليه الأرض بما رحبت ، وعاش بعدها متأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، مطيعا لخلفائه من بعده.
يوسف هذا الأمة:
قال جرير رضي الله عنه :رآني عمر بن الخطاب متجردا ، فناداني :
خذ رداءك ، خذ رداءك ..
فأخذت ردائي ، ثم أقبلت على القوم ، فقلت : ما له ؟
قالوا : لما رآك متجردا ، قال : ما أرى أحدا من الناس صور صورة هذا ، إلا ما ذكر من يوسف عليه السلام ).
وروي أن عمر رضي الله عنه قال : ( جرير يوسف هذا الأمة )وكذلك فإن جريرا رضي الله عنه مع ما أعطاه الله من جمال الخِلقة ، فقد رزقه جمال الخُلق وكان يحب جبر الخواطر وتطييب النفوس ، ومراعاة مشاعرالآخرين.
علمه
روى جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه بعض الأحاديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم ومنها :
- عن جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه قال :كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة البدر فقال : إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا "
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من لا يرحم الناس لا يرحمه الله "
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال بايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم .
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه
وسلم يقول : " من يحرم الرفق يحرم الخير كله "
- وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع : استنصت الناس ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض "
جهاده
ولأن إسلام جرير رضي الله عنه جاء متأخرا ، فقد كان يتوق دائما الى الشهادة
في سبيل الله جل وعلا ، فكان على ميمنة سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه
يوم القادسية.
وقال له عمر رضي الله عنه عند قتال الأعاجم في العراق :
(سر بقومك فما غلبت عليه فلك ربعه )
فلما جمعت الغنائم طلب ربعها ، فكتب سعد الى عمر رضي الله عنهما ،
فكتب عمر رضي الله عنه : صدق جرير ، فإن شاء فأعطه ، وان يكن إنما قاتل لله