طب الأمراض الجلدية عند أطباء العرب القدامى
لا يكاد يخلو كتاب من كتب الأطباء العرب في العصر القديم إلا ونجد به شرح عن بعض الأمراض الجلدية وطرق التداوي منها. إنه ليضيق المقام هنا لسرد ما حققه أولئك العظماء من تقدم في مجالات الطب المختلفة وكانوا المنارة التي أضاءت الطريق أمام كثير من الاكتشافات. وسأذكر في هذا الباب بكل فخر واعتزاز بعض ما ساهم به الأطباء العرب في الأمراض الجلدية.
ابن سينا
هو أبو علي الحسن ابن عبد الله ابن سينا ولد سنة 980 م في مدينة بخارى وقد ألف حوالي 276 كتاباً. تحدث عن كثير من الأمراض وطرق علاجها ومن مؤلفاته كتاب قانون الطب والأرجوزة في الطب.
تحدث ابن سينا عن الأمراض الجلدية وعن أمراض الشعر والطرق المختلفة في علاجها.
فذكر الحصف الجلدي والالتهابات الجلدية المختلفة وكذلك عن التعرق وعن الديدان وخاصة الديدان المستديرة والخيطيات (داء الفيل). وقد أقرت مؤسسة روكفلر الأمريكية بأن ابن سينا هو أول من اكتشف مرض الديدان المستديرة وهي دودة الانكليستوما.
ويقول ابن سينا في المقالة الأولى من الفن السابع من الكتاب الرابع من قانون الطب عن: "فصل في مانعات نبات الشعر: تمنعه المخدرات المبردة مثل أن يبدأ فينتف ثم يطلي بالبنج والأفيون والخل".
وفي المجعدات للشعر يقول ابن سينا "هي مثل دقيق الحلبة ودهنها والسدر الأبيض".
أما عن العقاقير التي تبطئ الشيب فيقول عنها "مثل لوك الهليج الكايلي كل يوم منه واحدة العدد فإن هذا ربما حفظ الشباب إلى آخر العمر".
ويذكر ابن سينا الأصباغ الخاصة بالشعر فيقول "أما الحنا والوسمة فهو الأصل الذي أجمع عليه الناس، ويختلف أثرها باختلاف استعدادات الشعور والناس يتداوون بالحناء ثم يرفونه بالوسمة بعد غسل الحنا".
وفي المقالة الثانية من الفن السابع من الكتاب الرابع لقانون الطب يتحدث ابن سيناء عن أحوال الجلد من جهة اللون فيقول في فصل الأسباب المغيرة للون "اللون يستحيل إلى السواد بسبب الشمس أو برد ريح أو ثقل أو قلة استحمام أو أكل الملوحات أو استحالة الدم إلى السوداوية".
ويتكلم ابن سينا عن مرض البهاق فيقول "أما البهق الأسود فلا يشكل أمره، وأما المشاكل فهو الفرق بين الوضح وهو البهق وبين البرص الردئ، ومن الفرق بينهما أن الشعر ينبت على الوضح بلون الشعر أسود أو أشقر وينبت على البرص أبيض".
وعن علاج مرض البهق يقول كذلك "يؤخذ ورق الدفلى الطري ويغلي مع الزيت حتى يجف ويصفى الزيت ويجعل عليه الشمع المصفي بقدر ثم تذر عليه الكبريت الأصفر ويصير كالمرهم ويطلى في الشمس".
وتحدث ابن سينا عن مرض الحكة الجلدية وعن مرض الجرب وكذلك عن الديدان المختلفة خاصة داء الفيل والديدان المستديرة وقد أقرت مؤسسة روكفلر الأمريكية كما ذكرت سابقاً بأن ابن سينا عرف الديدان المستديرة قبل الطبيب الإيطالي "دوبيني" الذي ينسب إليه المرض.
تحدث ابن سينا عن الأمراض الجلدية وعن أمراض الشعر والطرق المختلفة في علاجها.
فذكر الحصف الجلدي والالتهابات الجلدية المختلفة وكذلك عن التعرق وعن الديدان وخاصة الديدان المستديرة والخيطيات (داء الفيل). وقد أقرت مؤسسة روكفلر الأمريكية بأن ابن سينا هو أول من اكتشف مرض الديدان المستديرة وهي دودة الانكليستوما.
ويقول ابن سينا في المقالة الأولى من الفن السابع من الكتاب الرابع من قانون الطب عن: "فصل في مانعات نبات الشعر: تمنعه المخدرات المبردة مثل أن يبدأ فينتف ثم يطلي بالبنج والأفيون والخل".
وفي المجعدات للشعر يقول ابن سينا "هي مثل دقيق الحلبة ودهنها والسدر الأبيض".
أما عن العقاقير التي تبطئ الشيب فيقول عنها "مثل لوك الهليج الكايلي كل يوم منه واحدة العدد فإن هذا ربما حفظ الشباب إلى آخر العمر".
ويذكر ابن سينا الأصباغ الخاصة بالشعر فيقول "أما الحنا والوسمة فهو الأصل الذي أجمع عليه الناس، ويختلف أثرها باختلاف استعدادات الشعور والناس يتداوون بالحناء ثم يرفونه بالوسمة بعد غسل الحنا".
وفي المقالة الثانية من الفن السابع من الكتاب الرابع لقانون الطب يتحدث ابن سيناء عن أحوال الجلد من جهة اللون فيقول في فصل الأسباب المغيرة للون "اللون يستحيل إلى السواد بسبب الشمس أو برد ريح أو ثقل أو قلة استحمام أو أكل الملوحات أو استحالة الدم إلى السوداوية".
ويتكلم ابن سينا عن مرض البهاق فيقول "أما البهق الأسود فلا يشكل أمره، وأما المشاكل فهو الفرق بين الوضح وهو البهق وبين البرص الردئ، ومن الفرق بينهما أن الشعر ينبت على الوضح بلون الشعر أسود أو أشقر وينبت على البرص أبيض".
وعن علاج مرض البهق يقول كذلك "يؤخذ ورق الدفلى الطري ويغلي مع الزيت حتى يجف ويصفى الزيت ويجعل عليه الشمع المصفي بقدر ثم تذر عليه الكبريت الأصفر ويصير كالمرهم ويطلى في الشمس".
وتحدث ابن سينا عن مرض الحكة الجلدية وعن مرض الجرب وكذلك عن الديدان المختلفة خاصة داء الفيل والديدان المستديرة وقد أقرت مؤسسة روكفلر الأمريكية كما ذكرت سابقاً بأن ابن سينا عرف الديدان المستديرة قبل الطبيب الإيطالي "دوبيني" الذي ينسب إليه المرض.
الرازي
هو أبو بكر الرازي ولد سنة 865م وتوفي سنة 925م وله أكثر من 224 كتاباً. ويعتبر الرازي من أعظم أطباء القرون الوسطى. تحدث عن الكثير من الأمراض وطرق علاجها. ويعتبر الرازي أول من استعمل مرهم الرصاص والزئبق في علاجات الأمراض الجلدية المختلفة خاصة في علاج مرض السعفة والبرص وكان يسمى ذلك المرهم باسمه.
تحدث أبو بكر الرازي عن مرض الجرب والسعفة وعن الديدان خاصة دودة المدينة التي لم يصفها أحد حتى في العصر الحديث كما وصفها الرازي. وعن طريق العدوى يقول "العرق المدني قد يكون في البلاد الحارة يسببه شرب المياه الرديئة". وقد شرح الرازي كيفية حدوث الطفح الجلدي خاصة في الأكزيما والالتهابات الجلدية المختلفة. إذ عزى ذلك إلى حدوث التخمر بالدم الذي يؤدي إلى قذف مواد غريبة للخارج من خلال مسام الجلد.
كما تحدث الرازي عن الكثير من الأمراض المختلفة خاصة مرض الجدري والحصبة. إذا أنه قد يكون أول من بين خصائص تلك الأمراض وفرق بينهما وقد ترجمت بعض مقالات الرازي إلى اللغات الأجنبية المختلفة.
تحدث أبو بكر الرازي عن مرض الجرب والسعفة وعن الديدان خاصة دودة المدينة التي لم يصفها أحد حتى في العصر الحديث كما وصفها الرازي. وعن طريق العدوى يقول "العرق المدني قد يكون في البلاد الحارة يسببه شرب المياه الرديئة". وقد شرح الرازي كيفية حدوث الطفح الجلدي خاصة في الأكزيما والالتهابات الجلدية المختلفة. إذ عزى ذلك إلى حدوث التخمر بالدم الذي يؤدي إلى قذف مواد غريبة للخارج من خلال مسام الجلد.
كما تحدث الرازي عن الكثير من الأمراض المختلفة خاصة مرض الجدري والحصبة. إذا أنه قد يكون أول من بين خصائص تلك الأمراض وفرق بينهما وقد ترجمت بعض مقالات الرازي إلى اللغات الأجنبية المختلفة.
الطبري
هو ابن الحسن بن محمد الطبري ولد سنة 933 م وتوفي سنة 979 م. كتب الطبري الكثير عن الأمراض المختلفة وطرق علاجها خاصة عن الأمراض الجلدية. فتحدث عن مرض الجرب بكثير من التفصيل وكذلك عن مرض القوبي والسعفة والالتهابات الجلدية وعن مرض البرص وتعفن أفخاذ الأطفال ويقول عن ذلك.
وفي القوبي التي تحدث للأطفال سيما على أفخاذهم ومذاكيرهم وسبب ذلك فساد الرطوبة أو غلظ لبن المرضعة وترقيق دمها بالأغذية اللطيفة ثم طلي الخل الذي أضيف فيه الخرمل على ذلك القوبي فإنه يزول.
ثم يقول:
"في تعفن أصول أفخاذهم حتى ربما يعفن وأكثر ما يحدث ذلك من كثرة ترطبه بالبول وتغافل المرضعة عنه، وتقميطه وهو رطب، معالجته بأن: يمسح كلما يرطب وتذر عليه ورق الأس المسحوق والمنخول مع الورد المسحوق فإنه بذلك لم يحدث فيه التعفن".
وفي القوبي التي تحدث للأطفال سيما على أفخاذهم ومذاكيرهم وسبب ذلك فساد الرطوبة أو غلظ لبن المرضعة وترقيق دمها بالأغذية اللطيفة ثم طلي الخل الذي أضيف فيه الخرمل على ذلك القوبي فإنه يزول.
ثم يقول:
"في تعفن أصول أفخاذهم حتى ربما يعفن وأكثر ما يحدث ذلك من كثرة ترطبه بالبول وتغافل المرضعة عنه، وتقميطه وهو رطب، معالجته بأن: يمسح كلما يرطب وتذر عليه ورق الأس المسحوق والمنخول مع الورد المسحوق فإنه بذلك لم يحدث فيه التعفن".
الزهراوي
هو أبو القاسم خلف بن العباس الزهراوي نسبة إلى الزهراء وهي مدينة قرب قرطبة. ولد سنة 936م وتوفي سنة 1013م. وهو أعظم من نبغ في الجراحة بين العرب وكان أعظم الجراحين في عصره.
تحدث الزهراوي عن كثير من الجراحات المختلفة وبكثير من الدهشة والبراعة وان ما ذكره عن طريقة التخلص من دودة المدينة لتثير الدهشة.
إذ أن هذه الطريقة التي استعملها الزهراوي قبل ألف عام لا تزال هي المثلى حتى يومنا هذا. وعن ذلك يقول الزهراوي "فإذا ظهر منه طرف فينبغي أن يلف على قطة صغيرة من رصاص تكون زنتها من درهم إلى درهمين وتعقده وتترك الرصاص معلقاً في الساق فكلما خرج منه شيء إلى الخارج لففته في الرصاص وعقدته فإن طال كثيراً فاقطع بعضه ولف الباقي ولا تقطعه من أصله قبل أن يخرج كله لأنك إن قطعته تقلص ودخل اللحم فأحدث ورماً وعفناً في الموضع وقرحة رديئة".
وتحدث الزهراوي كذلك عن الدود المتولد تحت الجلد (اللوالوا) إذ يقول عن ذلك "هذا المرض يسمى في بعض البلدان عندنا علة البقر من أحل أنه كثيراً ما يعرض للبقر، وهي دودة صغيرة واحدة تتولد بين الجلد واللحم وتشب في الجسم كله صاعدة وهابطة تتبين للمس عند دبيبها من عضو إلى عضو حتى تخرق حيث ما خرقت في الجلد موضعاً وتخرج وتكونها من عفونة بعض الإخلاط". إلى أن يقول "وإنما يتوقع من أذيتها أنها إذا ذابت في الجسم وارتفعت إلى الرأس وبلغت العين فربما فتحت فيها وخرجت فأبطلت العين ويعرض ذلك عند دببها وظهور للمس فينبغي أن تشد ما فوقها وتحتها برباط شداً جيداً ثم تشق عليها وإخراجها، فإذا غاصت في اللحم ولم تجدها فاحمل على الموضع الكي بالنار حتى تحرقها".
هذا قليل وقطرة من بحر علوم الأطباء العرب في العصر القديم. ولقد أثبت أسلافنا العظام بأنهم منارات العلوم في فروعها المختلفة. وأسأل الله أن يكون أحفادهم هم خير خلف لخير سلف. والله نعم المولى ونعم النصير.
تحدث الزهراوي عن كثير من الجراحات المختلفة وبكثير من الدهشة والبراعة وان ما ذكره عن طريقة التخلص من دودة المدينة لتثير الدهشة.
إذ أن هذه الطريقة التي استعملها الزهراوي قبل ألف عام لا تزال هي المثلى حتى يومنا هذا. وعن ذلك يقول الزهراوي "فإذا ظهر منه طرف فينبغي أن يلف على قطة صغيرة من رصاص تكون زنتها من درهم إلى درهمين وتعقده وتترك الرصاص معلقاً في الساق فكلما خرج منه شيء إلى الخارج لففته في الرصاص وعقدته فإن طال كثيراً فاقطع بعضه ولف الباقي ولا تقطعه من أصله قبل أن يخرج كله لأنك إن قطعته تقلص ودخل اللحم فأحدث ورماً وعفناً في الموضع وقرحة رديئة".
وتحدث الزهراوي كذلك عن الدود المتولد تحت الجلد (اللوالوا) إذ يقول عن ذلك "هذا المرض يسمى في بعض البلدان عندنا علة البقر من أحل أنه كثيراً ما يعرض للبقر، وهي دودة صغيرة واحدة تتولد بين الجلد واللحم وتشب في الجسم كله صاعدة وهابطة تتبين للمس عند دبيبها من عضو إلى عضو حتى تخرق حيث ما خرقت في الجلد موضعاً وتخرج وتكونها من عفونة بعض الإخلاط". إلى أن يقول "وإنما يتوقع من أذيتها أنها إذا ذابت في الجسم وارتفعت إلى الرأس وبلغت العين فربما فتحت فيها وخرجت فأبطلت العين ويعرض ذلك عند دببها وظهور للمس فينبغي أن تشد ما فوقها وتحتها برباط شداً جيداً ثم تشق عليها وإخراجها، فإذا غاصت في اللحم ولم تجدها فاحمل على الموضع الكي بالنار حتى تحرقها".
هذا قليل وقطرة من بحر علوم الأطباء العرب في العصر القديم. ولقد أثبت أسلافنا العظام بأنهم منارات العلوم في فروعها المختلفة. وأسأل الله أن يكون أحفادهم هم خير خلف لخير سلف. والله نعم المولى ونعم النصير.