أًصيب شخصان واعتُقل آخران في اشتباكات اندلعت السبت بين الجيش الوطني الليبي وثوَّار طرابلس من جهة وبين ثوَّار الزنتان، من جهة أخرى، بالقرب من مطار العاصمة.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن سامي كاموكا، وهو مسؤول في الجيش الوطني الليبي، قوله إن القتال بدأ عندما اشتبكت مجموعة من ثوَّار الزنتان مع عدد من ثوَّار طرابلس بالقرب من مطار طرابلس الدولي.
وقال كاموكا: "لقد اندلعت اشتباكات بين ثوَّار الزنتان وثوََّار طرابلس للسيطرة على المطار، ووقع القتال بالقرب من المطار وليس في داخله".
إصابة شخصين
وأضاف: "حسب معلوماتنا، أُصيب شخصان في الحادث".
يُشار إلى ان مطار طرابلس الدولي يخضع حاليا لسيطرة ثوَّار الزنتان الذين يحتجزون سيف الإسلام، نجل الزعيم الليبي الراحل معمَّر القذافي الذي لقي مصرعه على أيدي الثوار في العشرين من شهر أكتوبر/تشرين الأول الماضي بعد أكثر من 42 عاما من حكمه لليبيا.
لكن أبو بكر الأهرش، أحد ثوَّار الزنتان، قال إن عناصر من الجيش الوطني هم من بادروا بمهاجمة وحدته التي كانت متمركزة بالقرب من المطار المذكور.
وقال الأهرش: "وصلت اليوم (السبت) ثلاث سيَّارات من الجيش الوطني إلى نقطة تفتيش على طريق المطار ويشرف عليها ثوَّار الزنتان. وقد صادروا سيارتي بيك أب محمَّلة بمدافع مضادة للطائرات".
وأضاف: "لقد حاولوا السيطرة على نقطة التفتيش، وأصابوا اثنين من مقاتلينا، واعتقلوا اثنين آخرين".
وأردف بقوله: "يجري الآن أحد قادة ثوَّار الزنتان اتصالات مع وزير الدفاع بغرض الحصول على معلومات بشأن الإفراج عن المقاتلين المحتجزين".
وزير من الزنتان
يُذكر أن وزير الدفاع الليبي الجديد، أسامة الجويلي، كان قبل تسلُّمه لمنصبه الجديد قائدا لثوَّار الزنتان.
إلاَّ أن العقيد أحمد باني، المتحدث باسم الجيش الوطني الليبي، قال إن وسائل الإعلام بالغت في الحديث عن الاشتباكات التي وقعت بين الجيش والقوى الثورية بالقرب من مطار العاصمة طرابلس في وقت سابق من يوم الجمعة.
ونقل تلفزيون "ليبيا الأحرار"، ومقرُّه قطر، عن العقيد باني قوله في حديث عبر الهاتف السبت: "لقد بالغت بعض المصادر الإعلامية بوصف ما حدث. لقد كان الأمر مجرَّد حادث منعزل لا خلفية سياسية أو جنائية له".
وقال باني: "لقد فتح شخصان النار على موكب كان يمرُّ على طريق المطار، وكان يقلُّ اللواء خليفة حفتر، قائد القوات البرية. بعدها ردَّ حرَّاسه بإطلاق النار، ومن ثمَّ اعتقلوا أحد الثوار، أو الشباب الذي قد أطلق النار، والتحقيق جارٍ معه الآن".
وأضاف أنه لم يسقط أي ضحايا في الحادث. ورفض إعطاء المزيد من التفاصيل حول القضية، قائلا إنه يمكن نقاشها فقط حالما ينتهي التحقيق.
مؤتمر مصالحة
وقد تزامنت اشتباكات السبت مع انعقاد المؤتمر الأول للحوار الوطني في البلاد "تحت شعار العدالة والمصالحة".
وكان المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، قد أعلن خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر أن ليبيا "أصبحت مستعدَّة للعفو عن قوات القذافي التي قاتلت الثوَّار الليبين خلال الانتفاضة ضد النظام السابق".
وقال عبد الجليل في كلمته أمام المؤتمر: "نحن في ليبيا نستوعب الجميع، فليبيا لجميع الليبيين".
وأضاف أن المجلس سيصدر قريبا قانونين كان المجلس قد وافق عليها قبل فترة قصيرة يتعلقان بالمصالحة الوطنية.
وقال إن القانون الأول متعلق بتبني إجراءات خاصَّة تتعلق بالعدالة الانتقالية، والثاني حول العفو العام عن الجرائم.
وأوضح عبد الجليل أن هنالك مجموعة من الشروط المهمَّة المتعلِّقة بالعفو عن جرائم القتل والشرف، أو ذات الصلة بتبديد المال العام، بالإضافة إلى تحقيق المصالحة مع أسر من قُتلوا من الثوار، وإعادة المال العام إلى الحكومة.
الكيب والغرياني
من جانبه، أعلن عبد الرحيم الكيب، رئيس الوزراء الليبي، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الليبية السبت عن "برنامج موحَّد وقويٍّ لجمع السلاح في ليبيا".
وقال الكيب: "ستنجح الحكومة بتطبيق البرنامج، خصوصا بعد أن لاحظت تعاونا قويا من قبل المقاتلين حول ضرورة جمع وحصر الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من المدن الليبية، وعلى الأخص طرابلس".
من جانه دعا مفتي ليبيا، الشيخ الصديق الغرياني، في نفس المؤتمر، إلى المصالحة "انطلاقا من المصارحة مع الذات، والتي تعني مساءلة النفس والتخلُّص من الشرور والآثام، والتأكيد على الإخلاص مع النفس في السر والعلن".
واكد الشيخ الغرياني على ان المصالحة الوطنية يجب أن تُبنى على أساسين اثنين: أمن ليبيا، واستقرارها".
ودعا الغرياني إلى "احتواء المقاتلين والعمل على اختفاء مظاهر التسلُّح من كافة المدن الليبية".