أعلن الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) خالد مشعل عن بدء "شراكة فلسطينية جديدة" وجاء ذلك في تصريح أدليا به للصحفيين عقب اجتماعهما اليوم الخميس بالقاهرة والذي وصف بالإيجابي والناجح.
وقال عباس للصحفيين "لا يوجد أي خلافات إطلاقا الآن بيننا، واتفقنا أن نعمل كشركاء بمسؤولية واحدة".
وبدوره أكد مشعل قائلا "أطمئن شعبنا والأمة العربية والإسلامية أننا فتحنا صفحة جديدة كبيرة حقيقية من الشراكة بكل ما يتعلق بالبيت الفلسطيني".
ونقل مراسل الجزيرة نت بالقاهرة أنس زكي عن مدير مركز الدراسات الفلسطينية بالقاهرة إبراهيم الدراوي، قوله إن الاجتماعات شهدت تفاهما على البرنامج السياسي للمرحلة الانتقالية المقبلة بحيث يتم يوم 22 ديسمبر/ كانون أول المقبل تشكيل الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية، مع الاتفاق على عقد اجتماع لمختلف الفصائل الفلسطينية قبل ذلك بيومين بهدف إبرام اتفاق نهائي بهذا الشأن.
توافق سياسي
كما شهدت اجتماعات اليوم التفاهم بشأن الحكومة المقبلة، وكذلك إنهاء ملف المعتقلين السياسيين لدى الجانبين بحيث يتم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بهذا الشأن خلال الأيام المقبلة.
ووفق الدراوي، فقد تم أيضا الاتفاق على إجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية في مايو/ أيار المقبل مع التوافق على إطار سياسي يقود المرحلة المقبلة، مع النص على تفعيل المقاومة الشعبية وتسويقها لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المختلفة من حصار وتهويد للقدس فضلا عن الجدار العازل.
وتطرق المجتمعون إلى العلاقة مع إسرائيل حيث تم الاتفاق على أن تكون هناك هدنة على حدود 1967 بما فيها القدس عاصمة لفلسطين، وأن يكون هذا هو السقف الأدنى للمطالب الفلسطينية على أن يكون التفاوض مع الجانب الإسرائيلي بقيادة حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح).
وكانت اجتماعات مشعل مع عباس قد بدأت باجتماع منفرد، قبل أن يعقد اجتماع موسع ضم وفدي فتح وحماس بمشاركة مصر.
من جانبها، كشفت مصادر مطلعة لوكالة الأنباء الألمانية أن لقاء عباس مشعل اليوم بالقاهرة تحيط به بوادر إيجابية للخروج بـ "تفاهمات كبيرة" مؤكدة أنهما توافقا على العناوين الرئيسية لبرنامج سياسي مشترك يقوم أساسا على دولة فلسطينية على حدود عام 1967 واعتماد خيار "المقاومة السلمية" ضد إسرائيل.
كما أضافت المصادر أن هناك تفاهمات يتم البحث فيها تتعلق بتنفيذ اتفاق المصالحة، وأبرزها تشكيل حكومة التوافق وإجراء الانتخابات الرئاسية التشريعية والمجلس الوطني الفلسطيني في مايو/ أيار المقبل إلى جانب المضي في ملفات الأمن والمصالحة الاجتماعية.
مواضيع اللقاء
وحول المواضيع المدرجة على طاولة الأطراف الفلسطينية المجتمعة بالقاهرة، قال رئيس وفد فتح لحوار المصالحة عزام الأحمد إن اللقاء يناقش كافة المسائل المتعلقة بتنفيذ اتفاق المصالحة، كما سيبحث في مستقبل السلطة الفلسطينية.
وأضاف الأحمد -في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية- أن اللقاء يتناول "مستقبل السلطة الوطنية والوضع في مدينة القدس، ومنظمة التحرير الفلسطينية وتفعيلها، والإسراع في خطوات إعادة بناء المجلس الوطني الفلسطيني ثم بقية بنود اتفاق المصالحة" مشيرًا إلى أنه سيبحث أيضًا "قضية التهدئة في الضفة وغزة مع إسرائيل وقضية المقاومة الشعبية وتنظيمها وتوحيد أطرها وتعميقها".
وبدوره، قال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم في تصريحات من القاهرة إن اللقاء يبحث "الموضوع السياسي المتعلق بالتوافق على برنامج وطني شامل يشكل السياج الواقي للحقوق والثوابت الوطنية ويشارك فيه الجميع".
وأضاف ببيان "كما يتم مناقشة ملف منظمة التحرير الفلسطينية وكيفية إنجاز هذا الموضوع بما يضمن إعادة بناء مؤسساتها على أسس توافقية وطنية بحيث تكون المرجعية لكل الشعب الفلسطيني وإطار شامل يشارك فيها الجميع".
يُذكر أن لقاء عباس مشعل هو الأول من نوعه منذ الثالث من مايو/ أيار، تاريخ توقيع اتفاق المصالحة بالقاهرة والذي ينص على تشكيل حكومة فلسطينية من شخصيات مستقلة تتولى الإعداد للانتخابات والتعامل مع القضايا الداخلية الناجمة عن الانقسام، على أن تلي ذلك إعادة إعمار قطاع غزة ورفع الحصار المفروض عليه وتوحيد مؤسسات السلطة الفلسطينية بالضفة وغزة.