الأطماع الأيرانية في الشرق الأوسط ودور أمريكا وإسرائيل في تحقيقها
المحامي محمد قايد محمد الصايدي
إن المتأمل في مجريات الأحداث السياسية منذ سقوط الدولة العثمانية وإحتلال الدول الغربية للدول العربية وحتى يومنا هذا يجد أن إيران تسعى جاهدةً إلى أن تحل محل الدولة العثمانية في الإستيلاء على الدول العربية التي كانت تحت حكم الدولة العثمانية, ليس لبناء دولة إسلامية عظيمة, كالدولة العثمانية, وأنما لإقامة الدولة الإيرانية الفارسية تحت ستار الإسلام المنبثق من المذهب الشيعي الأثنى عشري, المنتقم من جميع الجماعات الإسلامية الأخرى(السنة), وخصوصاً الجماعات السلفية وجماعات الأخوان المسلمين ...
وسوف نتكلم عن هذا الموضوع من خلال الآتي:
أولاً: الأطماع الإيرانية في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي:
إن إيران كغيرها من الدول الطامعة في إحتلال الدول العربية والإستيلاء على ثرواتها النفطية وعلى خيراتها, بل أن أيران أصبحت في عصرنا الحاضر أكثر تلك الدول طمعاً في ذلك لأنها تطمح إلى بناء الدولة الفارسية الشيعية العظمى, والتي تمد نفوذها على كل الأقاليم العربية والإسلامية التي كانت تحت إحتلال الدولة الفارسية (أل ساسان) والتي سقطت عاصمتها (المدائن) على يد الفاتحين من المسلمين عام 16هـ الموافق عام 637م
وأنتهت تلك الإمبراطورية العظيمة في ذلك الحين بمقتل أخر ملوكها(يزدجرد) على يد الجيش الإسلامي بقيادة الصحابي سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه, عام 31هـ الموافق 652م.
فمنذ ذلك الحين والإيدزانيين الفرس لم يهدأ لهم بال ولم تطفى نيران أحقادهم التي تشتعل في أفئدتهم للأسلام والمسلمين, منذ ذلك الحين وحتى وقتنا هذا جيلا بعد جيل...
فهم كاليهود ينظرون إلى أن المسلمين قد سلبوهم حقاً عليهم إستراداده, وهو الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط, ويسعون بشتى الوسائل والسبل إلى إقامة أمبراطوريتهم العظمى تسمى أمبراطورية فارس الإيرانية العظمى, مثلما كانت عليه قبل ظهور الإسلام, بل والهيمنة على جميع دول المنطقة والاستيلاء على ثرواتها..
وأكبر الأدلة على الأطماع الإيرانية في الشرق الأوسط,أن الإيرانيين يعتبرون الخليج العربي جزء لا يتجزاء من الممتلكات الفارسية بما فيه الدول الخليجية المطلة عليه التي يرون انها تجب أن تخضع في يوماً من الأيام للدولة الإيرانية الشيعية الفارسية العظمى..
وقد برز ذلك من خلال تسميتها للخليج العربي بأسم الخليج الفارسي في الخرائط, وإطلاق هذه التسمية بصورة دائمة ومستمرة في القنوات والمحطات الأذاعية الإيرانية, بل أن إيران تقوم بإحتجاجات متعددة على إستخدام الأقطار والمؤسسات العربية أسم الخليج العربي وليس الخليج الفارسي.
ثانيا: وسائل إيران في تحقيق أطماعها في الشرق الأوسط:
تسعى إيران بالعديد من الوسائل والسبل إلى تحقيق أطماعها في الشرق الأوسط ومن تلك الوسائل ما يلي:
1- قامت إيران وتقوم منذ أيام الشاه بشراء الأسلحة الثقيلة وتطويرها وتصنيعها, فقد قامت في السبعينات بعمليات شراء كبرى لأكثر أنماط السلاح تقدماً حتى قدر ما اشترته إيران خلال الفترة 1971 – 1976م بمبلغ 12 مليار دولار, وتصدرت إيران قائمة الدول المستوردة للسلاح, واحتلت المركز السابع في حجم الإنفاق العسكري عام 1975م بعد الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة الأمريكية والصين والمانيا الاتحادية وفرنسا والمملكة المتحدة.ولم تكتفي إيران بشراء الأسلحة من الدول المصنعة ولم ترضى أن تظل دولة مستوردة للسلاح كما هو حال الدول العربية, بل سعت في بناء وتطوير قدراتها في التصنيع العسكري والتسليح, فقامت بتطوير الصواريخ والأسلحة الأخرى وصناعتها وهاهي اليوم تقوم بتخصيب اليورانيوم وإستخدامه في التسليح النووي لتصبح أول دولة نووية في المنطقة, وهذا ما سوف يجعلها تتمكن من تحقيق أطماعها في المنطقة.
2- قامت ايران أيضاَ بأنشاء أساطيل بحرية عظيمة ونشرتها في العديد من البحاروالمحيطات المحوطة للدول العربية حتى وصلت إلى البحر العربي وخليج عدن والبحر الأحمر لأظهار هيمنتها على المنطقة وحماية مصالحها وتحقيق أطماعها اٌلإستعمارية...
3- قيام إيران بإحتلال ثلاث جزر عربية في مدخل الخليج العربي عام 1971م هي جزر طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى.
4- قيام الشاه بعزل العراق التي كانت حتى عام 1975م حجر عثراء أمام سياسة إيران في المنطقة وتحقيق أطماعها في دول الخليج العربي والشرق الأوسط.
5- قامت إيران بشن حرب مع العراق في الثمانينات بقصد إحتلال العراق والإستيلاء على خيراته النفطية, لتتمكن بعد ذلك من أحتلال بقية الدول العربية دولة بعد أخرى..إلا أن إيران تفاجأة بالقوة والتسليح الكبير الذي يتمتع به العراق, والشجاعة والبسالة التي يتمتع بها أفراد القوات المسلحة العراقية والذي نتج عنه الفشل الذريع للقوات الإيرانية في تحقيق ما كانت تخطط له إيران, أو الدخول حتى بشبر واحد في الأراضي العراقية وبل ويحدث العكس مما كانت تسعى إليه إيران , فقد أثبتت تلك الحرب ضعف القوات الإيرانية وأنها لم تبلغ إلى القدر الذي يمكنها من بناء الدولة الفارسية العظمى, ووجود قوة عربية سوف تمنعها من تحقيق أطماعها الإستعمارية في المنطقة , مما جعل إيران تعيد حساباتها وتكتيكاتها العسكرية والسياسية , سواء من حيث الإهتمام بالجانب العسكري وتطوير أسلحتها مثلما كانت تعمل في عهد الشاه, أو من حيث وضع خطة أخرى لإحتلال العراق وقلب النظام العراقي من حكم السنة إلى حكم الشيعة والتي يترتب عنه إحتلال إيراني للعراق عقائديا وطائفيا وسياسياً, مستعينة في تحقيق ذلك بحليفها السري(الولايات المتحدة الأمريكية)... لأنها أيقنت انه ليس بمقدورها القضاء على الحكم العراقي السني وإستبداله بحكم الشيعة عن طريق حربها منفردة مع العراق . وليس إيران وحدها من أحست بخطر القوة العراقية على أهدافها الإستعمارية بل أن الولايات المتحدة الأمريكية ودولة إسرائيل هما أيضاً قد أحسا من خلال الفشل الذريع الذي لحق بإيران في حربها مع العراق, بأن القوة العراقية تشكل خطراً حقيقياً يهدد مصالحهما في المنطقة بل ويهدد أمن إسرائيل ووجود الدولة العبرية على الواقع الملموس, حيث أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى أن مصالحها في المنطقة تكمن في بقاء الدول العربية ضعيفة ومستوردة للأسلحة وخاضعة للحكومة الأمريكية, فلا ترغب في وجود دولة عربية تمتلك تسليحاً متطوراً أو أن تقوم بتصنيع أسلحة وتطويرها كدولة العراق, كما أن إمتلاك الدول العربية لقوات وأسلحة يشكل خطراً على أمن ووجود الحليف الأول للولايات المتحدة الأمريكية وهي دولة إسرائيل في الأراضي الفلسطينية, لأن إضعاف الدول العربية شرط أساسي لأمن وإستقرار وبقاء دولة إسرائيل على الوجود..وهذا ماجعل الدول الثلاث الولايات المتحدة الأمريكية وإيران وإسرائيل يسعين إلى تحقيق هدف واحد مشترك, هو القضاء على النظام العراقي السني بقيادة البطل العربي صدام حسين يرحمه الله تعالى, والإحتلال الأمريكي الإيراني لدول الخليج العربي عسكرياً وسياسيا وإقتصاديا لتحقيق الأهداف المشتركة للدول الثلاث(إيران وأمريكا وإسرائيل) فقامت الدول الثلاث بوضع خطة متقنة..تتلخص في أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بإعطاء النظام العراقي الذي كان يربطه مع أمريكا ظاهرياً علاقات صداقة, الضوء الأخضر لإحتلال دولة الكويت, وبعدها تقوم أمريكا بتحريك جيوشها وأساطيلها إلى الخليج العربي لتحرير الكويت من الإحتلال العراقي, فتقوم أساطيلها بإحتلال الخليج العربي وإستغلال خيراته ثم بعدها تقوم بإحتلال العراق عسكرياً, والقضاء على الحكم العراقي السني وإستبداله بحكم الشيعة ليتم الإحتلال الإيراني للعراق سياسياً..وفعلاً تمت هذه الخطة وأرتكب الرئيس العراقي صدام حسين رحمه الله أكبر خطأ في حياة الأمة العربية, وقام بإحتلال دولة عربية شقيقة هي دولة الكويت, فأعطى لقوات دول الحلفاء بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية المبرر القانوني لشن الحرب على العراق حتلال دول الخليج العربي والعراق, وبناء القواعد العسكرية ودخول الأساطيل البحرية إلى الشواطي العربية.
وقد تمكنت الدول الثلاث أمريكا وإسرائيل وإيرن من تنفيذ الخطة وتحقيق الأهداف الاستعمارية للمنطقة والتي قد سعت إلى تحقيقها تلك الدول وقد ظهرت على الواقع من خلال ما يلي:
أ- دخول قوات أمريكا وحلفائها إلى دول الخليج العربي وإستعمار أراضيها.
ب- بناء قواعد عسكرية في دول الخليج العربي والتي تعد مصدر تهديد فعلي لجميع الحكومات العربية لإجبارهم على الخضوع لأمريكا وحلفائها وعدم الخروج عن الطاعة أو التفكير بذلك, إضافة إلى حماية مصالحها في دول الخليج العربي الغنية بالثروة النفطية .
ت- الإستيلاء على الثروات النفطية التي تمتلكها دول الخليج تحت مسمى تغطية نفقات الحرب ضد العراق وتحرير الكويت والقضاء على النظام العراقي الذي كان مصدر تهدي لدول الخليج ومصدر قلق لقاداتها وخوف على كراسيهم.
ث- القضاء على أكبر قوة عسكرية كانت تمتلكها دولة عربية وهي القوة العسكرية العراقية والتي كانت تشكل خطراً فعلياً للدول الغربية يمنعها عن تحقيق أطماعها في المنطقة وكانت عائقاً في وجه إيران يعيقها عن تحقيق أهدافها الإستعمارية.
ج- التدمير الشامل لأكبر الدول العربية إزدهارا وتقدما وأقواها عسكريا من خلال تدمير المدن والمنشئات والمصانع والمؤسسات والمنازل والجامعات والمستشفيات والطرق والجسور وجميع ما تم بناءه خلال السنوات الماضية وإعادتها إلى قبل الإستقلال.
ح- الإحتلال الأمريكي العسكري للعراق والإستيلاء على ثرواته النفطية وعلى أمواله وأسلحته وخيراته.
خ- القضاء على نظام الحكم العراقي وإعدام الرئيس صدام حسين شنقاً في صباح يوم عيد الأضحى المبارك, في العيد الأكبر للمسلمين في جميع الدول, أمام مرئى ومسمع رؤساء وملوك وأمراء العرب والمسلمين وأمام مرئى ومسمع كل الشعوب العربية والإسلامية, ليكون عبرة لغيره من رؤساء وملوك وأمراء العرب والمسلمين, وعبرة لكل الأنظمة الحاكمة في الدول العربية والإسلامية, فلا تسول لأحدهم نفسه في الخروج عن طاعة أمريكا أو التحلي بالشجاعة العربية, لأن من سيفكر في الخروج عن الطاعة سوف يكون مصيره كمصير الرئيس العراق والنظام الحاكم في العراق.
د- الإحتلال الإيراني للدولة العراقية سياسياً وذلك بإستيلاء الشيعة العراقية على الحكم بعد القضاء على النظام العراقي الحاكم والذي كان يتولاه الحزب حاكم (حزب البعث) والذي يعتبر من التنظيمات السياسية الحديثة لبعض الجماعات السنية الوسطية ..
6- بدأت إيران بعد إحتلال العراق سياسياً بالإحتلال العسكري الفعلي للأراضي العراقية من خلال التوغل الفعلي في الأراضي العراقية والإستيلاء على أبار نفطية عراقية, وهذه ليست إلا جزء من الخطة الإستعمارية التي تسعى إيران إلى تحقيقها, فسوف تستمر إيران في الإحتلال الفعلي للأراضي العراقية قطعة قطعة, لكي تتمكن من الإستيلاء على خيرات العراق النفطية, لأن الحكومة العراقية الحالية ليست إلا تابعة للحكومة الإيرانية, ولن يقف في وجه الإستعمار الإيراني شئ مادام والكراهية والبغضاء والحقد وحب الإنتقام هي التي تسيطر على قلوب ومعاملات الحكام العرب وشعوبهم تجاه بعضهم البعض..
7- قامت إيران بتأسيس العديد من الأحزاب السياسية الشيعية في العديد من الدول العربية ودعمها عسكريا وسياسياً كحزب الله في لبنان وحزب الحق في اليمن وغيرها, وذلك لكي تقوم بإحتلال الدول العربية سياسياً عن طريق تلك الأحزاب في حالة نجاحها في الحصول على قاعدة شعبية كبيرة وفوزها في الإنتخابات البرلمانية والإستيلاء على السلطة وتشكيل الحكومة الشيعية في تلك الدول.
8- قامت إيران بإنشاء العديد من الجماعات الشيعية السرية في بعض الدول العربية التي فشلت فيها الأحزاب السياسية عن تحقيق أهدافها الإستعمارية والإستيلاء على السلطة فيها, كما حدث في اليمن حينما فشل حزب الحق الشيعي منذ تأسيسه في الإنتخابات البرلمانية والمحلية, وعجز عن الوصول إلى السلطة عن طريق صناديق الإنتخابات, فقامت إيران بإنشاء الجماعة الحوثيية الشيعية الإثنى عشرية والتي تعتبر جزء لا يتجزءا من السلطة الإيرانية الفارسية, وقامت بدعمها مالياً وسياسياً وعسكرياً, حتى وصل بعض قياداتها إلى أعلى مراتب السلطة وتقلدوا العديد من المناصب الهامة في السلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية, تحت ستار أنتمائهم إلى الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي العام), فبعضهم وزراء ووكلاء وزارات وبعضهم محافظون ووكلاء محافظات, وبعضهم مدراء أمن في المحافظات ومدراء عموم المديريات وقادة عسكريين في الجيش اليمني, بل وأستطاعت تلك الجماعة أن تسيطر سيطرة كاملة على محافظة صعدة وعلى أجزاء من عدة محافظات أخرى مجاورة, بل وأقتربت من مدينة صنعاء العاصمة اليمنية, بهدف قلب النظام والسيطرة الشيعية على الحكم الموالية لإيران الفارسية, وتمكنت تلك الجماعة بما تمتلكه من قوة بشرية مدربة وأسلحة متطورة لا يمكن لأي جماعة أو أشخاص عاديين إمتلاكها, أن تقاوم الجيش اليمني بما يمتلكه من عدة وعتاد وأسلحة عسكرية متطورة, وأن تصمد أمام الطائرات, فقامت بتدمير العديد من الأليات العسكرية للجيش اليمني وإسقاط بعض الطائرات وقتل الألاف من أفراد القوات المسلحة من قادة وجنود, كما حاولت توسيع نفوذها من خلال التوسع في الأراضي اليمنية التي تحت يد المملكة العربية السعودية وتشن حرباً على القوات السعودية في داخل السعودية, من أجل أن تتمكن إيران من السيطرة على جميع الجهات المحادة لدول الخليج العربي ومن ثم إحتلالها والإستيلاء على خيراتها وثرواتها ثم التوسع في الدول العربية الأخرى التي كانت تحت سيطرة الدولة الفارسية قبل الإسلام.
9- قامت إيران بنشر المذهب الشيعي في الدول العربية على مستوى كبير وقامت بتقديم الدعم المادي الكبير لكل الجماعات الشيعية في الدول العربية من أجل الوصول إلى مراتب الحكم في العديد من الدول العربية عن طريق الإنتخابات التي تجري فيها, وقد ظهرت الجماعات الشيعية بشكل مكشوف موخراً في العديد من الدول العربية أثناء الأنتخابات التي أجرتها تلك الدول, والتي أظهرت نتائجها فوز كبير للشيعة في مجالس (الأمة أوالشعب أوالشورى أوالنواب) حسب تسميتها في كل دولة من الدول العربية وفي مقدمتها لبنان والكويت والبحرين وقطر ...
وقد يقول البعض أن الصراع الطائفي والمذهبي الذي نراه اليوم بين السنة ليس سوى خطة إسرائيلية أمريكية لإضعاف المسلمين, ويخدم المصالح الإسرائيلية, فأنني أقول بأنه لا تناكر أن هذا الصراع يخدم المصالح الأمريكية الأسرائلية, ولكنه تحصيل حاصل وواقع فرض على المسلمين الذين ينتمون إلى المذهب السني, لأن الكراهية والحقد والبغضاء الذي يكنه الشيعة للسنة قد ظهر على الواقع من خلال الخطب والمحاضرات والفتاوي المعادية للسنة والتي يلقيها علماء الشيعة, ومن خلال معاملاتهم للسنة في دولة إيران..
والحقيقة أن الشيعة لا يكنون للسنة أي حب أو مؤدة التي تحملها الأخوة الإسلامية بل ينظرون إلى السنة نظرة عداء منذ إستشهاد الخليفة الراشد الإمام علي بن أبي طالب رضى الله عنه والحسين بن علي رضى الله عنه.
ثالثا: العلاقات الإيرانية الإسرائيلية الأمريكية:-
إن المتأمل في العلاقات الإسرائيلية الأمريكية مع دولة إيران يجد أنها في ظاهرها العداء وفي باطنها الود والصداقة, يشوبها بعض الغموض وعدم العلانية, فما يظهرعلى الواقع منذ قيام دولة إسرائيل وحتى الآن عكس ما هو خفي من علاقات إسرائيل وأمريكا بالحليف السري إيران من أجل تحقيق أهداف مشتركة تسلتزم سرية تلك العلاقات وإظهار عكسها تماماً...
فالعداوة الظاهرة بين إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وبين إيران من جهة أخرى, ليست سوى تمويه سياسي على الشعوب العربية وحكامهم, فإيران تظهر العداوة لأسرائيل, وحينما تتاح لها الفرصة فأنها تستغل الوقائع والأحداث والجرائم التي يرتكبها اليهود المغتصبون ضد الفلسطينين فتقوم بإرسال أحياناً بعض تهديداتها ضد الحكومة الإسرائيلية بأنها سوف تنتقم للشعب الفلسطيني ليس من أجل أخافة إسرائيل وردعها أو مناصرة منها للشعب الفلسطيني وأنما من أجل أن تنال محبة الشعوب الإسلامية والتظاهر أمام تلك الشعوب المسكينة بأنها مع القضية الفلسطينية ومساندة للشعب الفلسطيني, مع أن علاقتها المخفية بإسرائيل علاقة ود ومحبة ووفاق وسلام وتبادل سياسي وعلاقات تجارية وأقتصادية وأمنية تحت رعاية أمريكية ..
كما أن الصراع السياسي بين أمريكا وإيران حول موضوع التسليح النووي الإيراني, وتخصيب اليورانيوم وإستخدامه في التسليح العسكري, والذي لم ينقطع الحديث عنه في الصحف ولم تمله القنوات العربية منذ سنوات عديدة, ليس سوى مسرحية سياسية أبطالها الدول الثلاث إيران وإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية, وشارك في التمثيل الدول (خمسة + واحد) المتخصصة بالملف النووي الإيراني بهدف تحقيق مصالحهم المشتركة في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي للدول الثلاث والدول الأوربية الحليفة لها, وكذا بمزعوم تلك العداوة والتضليل على حكام الدول العربية التي نجد بعضها تتخذ من إيران صديقاً حميماً وحامياً لها من الخطر الإسرائيلي والأمريكي, كدولة سوريا ولبنان, وبعضها يتخذ من الولايات المتحدة الأمريكية صديقاً حميماً, وحامياً لها من الخطر الإيراني, كمصر واليمن ودول الخليج العربي..
فحكام الدول العربية يعتقدون وجود عداوة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية من جهة , وبين إيران وإسرائيل من جهة أخرى, كما يعتقدون أن النزاع السياسي بين أمريكا وإيران حول التصنيع النووي هو حقيقة وما يصدر من أمريكا وإيران هو فعلاً مواقف حقيقية لتلك الدول.
مع أن هذا الإعتقاد خاطئ, فالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل يعلمون أنه لا يوجد أي خطر من إيران على مصالحهما في المنطقة العربية, مهما بلغة قوتها وتطورت صنعاعتها التسليحية, بل العكس يجدون أن إيران هي الحليف الوحيد الذي يمكنهما الركون عليه في تحقيق المصالح الأمريكية الإسرائلية الإيرانية المشتركة في المنطقة, وإن كانت العلاقات الإيرانية الإسرائلية الأمريكية يشوبها الغموض وتكتنفها السرية منذ أيام الشاه في ظاهرها العداوة إلا أن هناك بعض علاقات الود والمحبة والتعاون والصداقة بين أمريكا وإسرائيل من جهة وبين إيران من جهة أخرى انكشفت وظهرت على الواقع في إيام الشاه, بدأت تلك العلاقات بعد تأسيس دولة إسرائيل بعامين فقط, منها ما يلي:-
1- الإعتراف الواقعي من قبل إيران بدولة إسرائيل في آذار / مارس عام 1950م.
2- إقامة علاقات تجارية وإقتصادية وأمنيةبين إيران ودولة إسرائيل, حيث كانت إيران تستمد من إسرائيل الخبرة الفنية في ميادين الزراعة والجيش والأمن الداخلي, وكان الشاه يعتبر إسرائيل نموذجاً يجب على إيران أن تقتدي به في ميادين الزراعة والري والجيش والتسليح, وكان أهم مجالات التعاون بينهما هو الأمن والمخابرات والمعلومات والتدريب العسكري.
3- تبادل الزيارات بين الدولتين على مستوى القادة العسكريين وجهاز الأمن الداخلي(سافاك)وكان الوسيط الصامت في هذه العلاقة والزيارات المتبادلة بين إيران وإسرائيل هو الولايات المتحدة الأمريكية التي رتبت أو نسقت العديد من الاتصالات بين البلدين ضمن برامج المساعدة العسكرية الأمريكية للبلدين.
وقد ذكر أحد الكتاب الأمريكيين أن كل جنرال إيراني تقريباً زار اسرائيل لسبب أو لآخر.
عدل سابقا من قبل alsaidilawyer في السبت 2 مارس 2013 - 9:39 عدل 4 مرات