سِجال الحرب والسلام
عمر بلقاضي / الجزائر
***
كتبت أبياتا اذم فيها الحرب التي تنخر البلدان والشعوب المسلمة : اليمن ، السودان ، ليبيا ، سورية ، مالي .....ويوجد من العرب والغرب من يخطط لحروب اخرى في بلاد العرب والمسلمين، فقلت مخاطبا الشعوب المسلمة :
مصالحُكِ الأكيدةُ في السّلامِ
فقومي يا شعوبُ إلى الوئامِ
شقاقُ الشّعب يوقع ُفي الرَّزايا
فلا تُردي السّلامة َبالخصامِ
وإنَّ الحربَ تردم ُكلَّ عزٍّ
وتعجنُ من يغامرُ في الرُّغامِ
ومن يكسرْ سِراجَ الأمن يوماً
يُكَبْكَبْ في التّعاسةِ والظّلامِ
فمهما ساء وضعُ العيش فاصبرْ
ولا توهِ الصّلابةَ في النِّظامِ
***
فرد علي احد الشعراء الكبار المقيمين في أوربا قاصدا هذا البيت : وإنَّ الحربَ تردم ُكلَّ عزٍّ
...وتعجنُ من يغامرُ في الرُّغامِ ، فقال :
الحرب والسلام ...
سَلوا التَّاریخَ مِنْ سامِ وَحامِ
یُجِبْکُمْ مَنْ یُعادي أوْ یُحامي
فَیَأتي الخِصْبُ مِنْ غُبْرٍ عِجافٍ
وَیُرْوی بَعْدَ جَدْبٍ ألْفُ ظامِ !
لَعلَّ الحَرْبَ تُعلي صَرْحَ عِزٍّ
وَتُحْیي النارُ نورًا لِلسَّلامِ
فَکَم في المَوتِ مِنْ بُشری حَیاةٍ
تُهادي الرَّوْحَ ما تَحتَ الرَّغام
***
فكان ردي هكذا :
اولا : الرد من القرآن الكريم :
قال تعالى : (وأطيعوا اللهَ ورسولَه ولا تَنازَعُوا فتفشَلوا وتذهبَ ريحُكمْ واصبروا فإنَّ اللهَ مع الصّابرين )الانفال
ثانيا : الرد من السنة النبوية :عن جرير قال لي النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع استنصت الناس ثم قال لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض) رواه مسلم
ثالثا : الرد بقصيدة شعرية:
الحرب والسّلام
***
أيَا قلَمًا تهافتَ في المُحالِ
يرَى دكَّ البلادِ من النِّضالِ
فأزعجَه ُقريضٌ قام يَهدِي
إلى خيرِ المَسالِكِ والخِصالِ
وأورَدَه ُالتَّعالُمُ بابَ غَيٍّ
وَوَرَّطَهُ التَّهوُّرُ في سِجالِي
لعلَّكَ ما فهمتَ القصدَ أصلاً
فبُحتَ بما يَشينُ من المقالِ
خصامُ الشَّعب مَهْلكة ٌتجلَّتْ
كمذبحةٍ تُكرَّسُ في العيالِ
أترضى بالمذابحِ بين شعبٍ
وشائجُه الخضوعُ لذي الجلالِ؟
وقد أوْصى كتابُ الله فيهمْ
بتحريم التّنابزِ والجِدالِ
رسولُ الله حذَّر من نِزاعٍ
يقودُ إلى المذلّة والخَبالِ
ومثلُك يستحبُّ الحربَ غِشاًّ
لامّته ويدعو للقتالِ
فما نالتْ شعوبُ الغيِّ لمَّا
تكسّرتِ النِّصالُ على النِّصالِ؟
سل الأيتام والفقراء فيها
ومن ذاقوا المرارةَ في النَّكالِ
فدعكمْ من مِراءٍ في غرورٍ
يُكبكِبُ في التَّعاسة والضَّلال
ألا قبْلَ التّلفُّظ كن حريصاً
وفكِّر في الحرامِ وفي الحلالِ
ألا إنّ الجهادَ له شروطٌ
تُتَوَّجُ بالمكارمِ والخِلالِ
دفاعٌ عن بلادِ الّذِّكرِ يُحْمَى
به شرَفُ الحرائرِ والرِّجالِ
ويروِي بالدِّماءِ أمانَ شعبٍ
ليخلدَ للفضائلِ والمَعالي
فطُوبَى للذينَ هُدُوا فسارُوا
على دربِ الحقيقةِ والكمالِ
ولم يرضوْا برَهْط ٍمُستَزَلٍّ
يُجَرْجِرُهُ الصَّهايِنُ بالحِبالِ
فيا شعبَ العُروبةِ كن أريبًا
حذارِ من الأفاعِي في الرِّحالِ
هناؤُك بالسّلام فكنْ وَدُوداً
وشيِّدْ صَرْحَ عِزِّكَ بالوِصالِ