لا تقهريني بالصّدود
عبد الله ضراب الجزائري
بعض المنتديات الثقافية والأدبية ما هي الا ذبان تابع لأمراء وملوك الخليج إما خوفا وإما طمعا
وهذه الأبيات مهداة إلى صاحبة احد تلك النوادي
***
بنتَ النَّخيلِ طغى أنينُ تألُّمي ... ما بالُ قلبكِ لا يرقُّ لمسلمِ
هتَكَ الصُّدودُ كرامتي فاستسلمتْ ... روحي الأبيَّةُ للإهانة فافهمِي
إنِّي أُمرَّغُ في الثّرى أرنو إلى ... حُبٍّ بعيدٍ مثل بعد الأنجمِ
أصحو وأغفو هاذيا أشكو الجفا ... غلبَ الهُيامُ تصبُّري وتكتُّمِي
فصبابتي جمرٌ يُقيم بخافقي ... فمتى تردِّين الجميل ؟ تكرَّمي
قصدي شريفٌ والمكارم غايتي ... لا تجعلي الأحلام مَحضَ توهُّمِ
إنّي أرى قلبَ التَّقيّة ِفي الدّنا ... اغلي المكاسبِ والمنى والأنعمِ
لا لستُ اطلبُ صورةً أو مكسبا ... تبًّا لحبٍّ إن هوى في مغنمِ
إنِّي أريدُ تقرُّبا لله في ... ضَمِّ الفؤاد العابدِ المستسلمِ
لا تظلميني بالصّدود جهالة ً... إنِّي أعزّك يا غضوبة فاعلمِي
لا لستُ اطلبُ صورةً أو مكسبا ... تبًّا لحبٍّ إن هوى في مغنمِ
إنِّي أريدُ تقرُّبا لله في ... ضَمِّ الفؤاد العابدِ المستسلمِ
لا تظلميني بالصّدود جهالة ً... إنِّي أعزّك يا غضوبة فاعلمِي
إن سرّ قلبَك أن أطيعكِ في النّدى ... فلك الزِّمامُ مُيسَّرا فتحكَّمِي
لكنْ إذا رُمْتِ السُّكوتَ عن الألى ... خانوا العروبة والهدى لا تحلُمي
فلتغضبي ولتجزعي، في الشِّعر لا ... أُبدي البشاشة للخؤونِ المُجرمِ
شعري الذي أهدي اليك رسالةٌ ... ومشاعلٌ جنب الطريق المظلمِ
يُبدي مطبّات السّلوك ومن هوَوْا ... سقطوا فدُكُّوا بالشعورِ المُلهِمِ
لا تلزميني بالسّكوت وقد طغى ... رهطُ الملوك الخائن المُستلئمِ
أهدى البلاد إلى اليهود تودُّدا ... ورمى العروبة في بحارٍ من دمِ
فالشعبُ ينزفُ في العراق وفي اليمنْ ... وفي الشآم أذيقَ طعم العلقمِ
ليبيا تُمزَّق من جريرة غدره ... فالكون يشهد وضعها المتازِّمِ
والقدسُ بيعتْ فالقلوب كسيفةٌ ... والذلُّ يكسو عزَّنا المتهدِّمِ
والمالُ يُنفقُ في الخيانة والخنا ... والقهرُ يسجنُ شعبنا المتبرِّمِ
لا لن أبكَّمَ في زمان هواننا ... فاق البوارُ حدود كلِّ تحلُّمِ
قرّرتِ صرْمكِ للوصال تقرُّبا ً... لجيوب عرشٍ في التَّصهينِ يرتمي
داسَ الفضيلة والهدى لادينَ لهْ... بالحاقدين على العروبة يَحتمِي
فإذا أردتِ شراء ودِّ عروشهم ْ... فتمتَّعي بقذى الزَّريبة وانْعمِي
وتمثَّلي دور الذباب مخافة.ً.. رُومِي الخيانة والهوان لتسلمِي