منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

4 مشترك

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    أ. إيمان الطيب
    أ. إيمان الطيب
    إداري
    إداري


    الجنس : انثى
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 1256
    نقاط : 27197
    السٌّمعَة : 215
    تاريخ التسجيل : 17/04/2010
    العمر : 44
    الموقع : اليمن السعيده
    أوسمه : موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Ououo_12

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Empty موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف أ. إيمان الطيب الثلاثاء 20 أبريل 2010 - 13:37

    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
    قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
    رقم القصيدة : 10
    -----------------------------------
    -1-
    لَنْ تجعلوا من شعبِنا
    شعبَ هُنودٍ حُمرْ
    فنحنُ باقونَ هُنا ..
    في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
    إسوارةً من زهرْ
    فهذه بلادُنا
    فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
    فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
    مثلَ حشيش البحرْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
    في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
    في قمحها المُصْفَرّْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
    باقونَ في آذارها
    باقونَ في نيَسْاَنِها
    باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
    وفي الوصايا العشْرْ ...
    -2-
    لا تسكرُوا بالنصرْ
    إذا قتلتُمْ خالداً
    فسوف يأتي عَمْرو
    وإن سحقتُمْ وردةً
    فسوفَ يبقى العطرْ
    -3-
    لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
    ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
    لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
    ولم يعُدْ بوسعه..
    شَقَّ مياه البحرْ..
    لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
    ولسنا كالهنود الحُمرْ
    فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
    فوقَ صحاري مِصرْ..
    -4-
    المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
    نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
    وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
    سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
    -5-
    من قَصَبِ الغاباتْ..
    نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
    من قَصَبِ الغاباتْ
    من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
    من عُلَب الدخانِ ..
    من صفائح البنزينِ..
    من شواهد الأمواتْ
    من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
    من ضفائر البناتْ ..
    من خَشَب الصُلْبان..
    من أوعية البخُورِ ..
    من أغطية الصلاةْ
    من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
    من السُطُور والآياتْ
    لن تُفْلتوا من يدنا ..
    فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
    وفي الماءِ ..
    وفي النباتْ ..
    ونحنُ معجونونَ ..
    بالألوانِ والأصواتْ ..
    لن تُفْلتوا ..
    لن تُفْلتوا ..
    فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
    من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
    -6-
    لنْ تستريحوا مَعَنا ..
    كلُّ قتيلٍ عندنا ..
    يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...
    -7-
    إنتبهوا ‍! ..
    إنتبهوا ‍! ..
    أعمدةُ النور لها أظافر
    وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
    والموتُ في انتظاركمْ
    في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
    أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
    الموتُ مخبوءٌ لكمْ
    في مِشْط كلِّ امرأةٍ
    وخُصْلةٍ من شَعرْ ...
    -8-
    يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
    عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
    لا بُدَّ أن تدورْ
    إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
    فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
    والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
    فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
    هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
    لم تهزموا الشعورْ ..
    قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
    وظلَّتِ الجذورْ ...
    -9-
    ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
    ما جاءَ في الزَبُورْ
    ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
    وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
    فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
    ولا لكُمْ حضورْ ..
    من باب كلِّ جامعٍ
    من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
    سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
    ويخرجُ المنصورْ ...
    إنتظرونا دائماً ..
    في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
    فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
    وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
    نطلع في روما ..
    وفي زوريخَ ...
    من تحت الحجَرْ
    نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
    وأحواضِ الزَهَرْ
    رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
    في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
    يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
    أو سيفِ عُمَرْ
    نساؤنا
    يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
    يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
    نساؤنا ..
    يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
    إلى أرض القَمَرْ ....
    -11-
    لقد سرقتُمْ وطناً ..
    فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
    صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
    وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
    فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
    سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
    سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
    فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
    وتنصبُونَ مأتماً
    إذا خَطَفنا طائرَهْ ...
    -12-
    تذكَّروا ..
    تذكَّروا دائماً
    بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
    ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
    وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
    لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
    قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
    صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
    -13-
    ما بيننا .. وبينكُمْ
    لا ينتهي بعامْ ..
    لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
    ولا بألفِ عامْ ..
    طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
    ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
    كالنَقْش في الرخامْ ...
    باقونَ في صوت المزاريبِ ..
    وفي أجنحة الحَمامْ
    باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
    وفي دفاتر الأيَّامْ
    باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
    باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
    باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
    وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
    باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
    باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
    -14-
    مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
    مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
    "نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".
    -15-
    ليس حُزَيرانُ سوى ..
    يومٍ من الزمانْ
    وأجملُ الوُرودِ ما
    ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....
    -16-
    للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
    للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
    لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
    صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
    للأرضِ ..
    للحاراتِ ..
    للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
    وهؤلاء كلُّهُمْ ..
    تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
    في غُرف التحقيق ..
    في مراكز البوليس.. في السجونْ
    تجمّعوا كالدمع في العيونْ
    وهؤلاء كلُّهمْ ..
    في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
    من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
    -17-
    وجاءَ في كتابه تعالى :
    بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
    وأنَّكمْ في تيهها ..
    سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
    وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
    وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
    سوف تكفرونْ ..
    وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
    زدنَا على ما قاله تعالى
    سطريْنِ آخرَيْنْ :
    "ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
    "وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
    "بقوّة السلاح تخرجونْ .."
    -18-
    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
    ونحنُ باقونَ هنا ..
    حدائقاً ..
    وعطرَ برتقالْ ..
    باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
    على دفاتر الجبالْ
    باقونَ في معاصر الزيتِ
    وفي الأنوالْ ..
    في المدِّ .. في الجَزْر ..
    وفي الشروق والزوالْ
    باقونَ في مراكب الصيْدِ
    وفي الأصدافِ .. والرمالْ
    باقونَ في قصائد الحبِّ ..
    وفي قصائد النضالْ ..
    باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
    باقونَ في عطر المناديل ..
    وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
    في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
    باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
    والعقالْ ...
    باقونَ في مُروءة الخيْل ..
    وفي مُروءة الخيَّالْ ..
    باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
    وفي تحيّة الرجال للرجالْ
    باقونَ في معاطف الجنودِ ..
    في الجراحِ .. في السُعالْ
    باقونَ في سنابل القمح ..
    وفي نسائم الشمالْ
    باقونَ في الصليبْ ..
    باقونَ في الهلالْ ..
    في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
    وفي معاول العُمَّالْ
    باقونَ في خواتم الخطْبةِ
    في أسِرَّة الأطفالْ ..
    باقونَ في الدموعْ ..
    باقونَ في الآمالْ ..
    -19-
    تِسعونَ مليوناً ..
    من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
    يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
    يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....
    -20-
    لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
    ولم يَعُدْ في القصرِ ..
    غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
    لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
    وأطعمناهُ للحيتانْ ...
    لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
    لم يَعُدْ "إنسانْ"
    لأنَّهُ في تخته الوثير
    لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
    فقد قطعنا رأسَهُ ..
    أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
    لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
    فقد جعلنا قصرهُ
    قيادةَ الأركانْ ....
    -21-
    ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
    يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
    ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
    وعندما ..
    أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
    وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
    أصبحَ في مقدوره
    أن يبدأ الحسابْ ...
    -22-
    نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
    ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
    نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
    ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
    -23-
    العرَبُ الين كانوا عندكمْ
    مصدِّري أحلامْ ..
    تحوّلوا - بعد حزيرانَ - إلى
    حقلٍ من الألغامْ
    وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
    وانتقلتْ فيتنامْ ...
    -24-
    حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
    ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
    وفي صحاري ليبيا
    أورقَ غصنٌ أخضَرُ
    والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
    تغيّروا ..
    تغيّروا ..
    -25-
    أنا الفلسطينيُّ ..
    بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
    أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
    أضيء كالبرق على وجوهكمْ
    أهطلُ كالسحابْ
    أطلع كلَّ ليلةٍ
    من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
    من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
    من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
    أطلعُ من صوت أبي..
    من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
    أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
    ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
    أطلعُ من رائحة الترابْ..
    أفتحُ بابَ منزلي..
    أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
    لأنَّني السؤالُ والجوابْ...
    -26-
    مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
    فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
    ومن هنا معاويَهْ ..
    سلامُكُمْ ممزَّقٌ
    وبيتكُمْ مطوَّقٌ
    كبيت أيِّ زانيَهْ ..
    -27-
    نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
    نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
    إشارةَ الفِداءْ
    من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
    من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
    من وَجَع الحسين نأتي
    من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
    من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
    ومن أحزان كربلاءْ ..
    نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
    ونطمسَ الحروفَ ..
    في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> السيرة الذاتية لسياف عربي ..!
    السيرة الذاتية لسياف عربي ..!
    رقم القصيدة : 1203
    -----------------------------------
    1
    أيها الناس:
    لقد أصبحت سلطانا عليكم
    فاكسروا أصنامكم بعد ضلال ، واعبدونى...
    إننى لا أتجلى دائما..
    فاجلسوا فوق رصيف الصبر، حتى تبصرونى
    اتركوا أطفالكم من غير خبز
    واتركوا نسوانكم من غير بعل .. واتبعونى
    إحمدوا الله على نعمته
    فلقد أرسلنى كى أكتب التاريخ،
    والتاريخ لا يكتب دونى
    إننى يوسف فى الحسن
    ولم يخلق الخالق شعرا ذهبيا مثل شعرى
    وجبينا نبويا كجبينى
    وعيونى غابة من شجر الزيتون واللوز
    فصلوا دائما كى يحفظ الله عيونى
    أيها الناس:
    أنا مجنون ليلى
    فابعثوا زوجاتكم يحملن منى..
    واعبثوا أزواجكم كى يشكرونى
    شرف أن تأكلوا حنطة جسمى
    شرف أن تقطفوا لوزى وتينى
    شرف أن تشبهونى..
    فأنا حادثة ما حدثت
    منذ آلاف القرون..
    2
    أيها الناس:
    أنا الأول والأعدل،
    والأجمل من بين جميع الحاكمين
    وأنا بدر الدجى، وبياض الياسمين
    وأنا مخترع المشنقة الأولى، وخير المرسلين..
    كلما فكرت أن أعتزل السلطة، ينهانى ضميرى
    من ترى يحكم بعدى هؤلاء الطيبين؟
    من سيشفى بعدى الأعرج، والأبرص، والأعمى..
    ومن يحيى عظام الميتين؟
    من ترى يخرج من معطفه ضوء القمر؟
    من ترى يرسل للناس المطر؟
    من ترى يجلدهم تسعين جلدة؟
    من ترى يصلبهم فوق الشجر؟
    من ترى يرغمهم أن يعيشوا كالبقر؟
    ويموتوا كالبقر؟
    كلما فكرت أن أتركهم
    فاضت دموعى كغمامة..
    وتوكلت علىلا الله ...
    وقررت أن أركب الشعب..
    من الآن.. الى يوم القيامه..
    3
    أيها الناس:
    أنا أملككم
    كما أملك خيلى .. وعبيدى
    وأنا أمشى عليكم مثلما أمشى على سجاد قصرى
    فاسجدوا لى فى قيامى
    واسجدوا لى فى قعودى
    أولم أعثر عليكم ذات يوم
    بين أوراق جدودى ؟؟
    حاذروا أن تقرأوا أى كتاب
    فأنا أقرأ عنكم..
    حاذروا أن تكتبوا أى خطاب
    فأنا أكتب عنكم..
    حاذروا أن تسمعوا فيروز بالسر
    فإنى بنواياكم عليم
    حاذروا أن تدخلوا القبر بلا إذنى
    فهذا عندنا إثم عظيم
    والزموا الصمت، إذا كلمتكم
    فكلامى هو قرآن كريم..
    4
    أيها الناس:
    أنا مهديكم ، فانتظرونى
    ودمى ينبض فى قلب الدوالى، فاشربونى
    أوقفوا كل الأناشيد التى ينشدها الأطفال
    فى حب الوطن
    فأنا صرت الوطنه.
    إننى الواحد، والخالد ما بين جميع الكائنات
    وأنا المخزون فى ذاكرة التفاح، والناى،
    وزرق الأغنيات
    إرفعوا فوق الميادين تصاويرى
    وغطونى بغيم الكلمات
    واخطبوا لى أصغر الزوجات سناً..
    فأنا لست أشيخ..
    جسدى ليس يشيخ..
    وسجونى لا تشيخ..
    وجهاز القمع فى مملكتى ليس يشيخ..
    أيها الناس:
    أنا الحجاج إن أنزع قناعى تعرفونى
    وأنا جنكيز خان جئتكم..
    بحرابى .. وكلابى.. سوجونى
    لاتضيقوا - أيها الناس - ببطشى
    فأنا أقتل كى لاتقتلونى....
    وأنا أشنق كى لا تشنقونى..
    وأنا أدفنكم فى ذلك القبر الجماعى
    لكيلا تدفونى..
    5
    أيها الناس :
    اشتروا لى صحفا تكتب عنى
    إنها معروضة مثل البغايا فى الشوارع
    إشتروا لى ورقا أخضر مصقولاً كأشعاب الربيع
    ومدادا .. ومطابع
    كل شىء يشترى فى عصرنا .. حتى الأصابع..
    إشتروا فاكهة الفكر .. وخلوها أمامى
    واطبخوا لى شاعرا،
    واجعلوه، بين أطباق طعامى..
    أنا أمى.. وعندى عقدة مما يقول الشعراء
    فاشتروا لى شعراء يتغنون بحسنى..
    واجعلونى نجم كل الأغلفة
    فنجوم الرقص والمسرح ليسوا أبدا أجمل منى
    فأنا، بالعملة الصعبة، أشرى ما أريد
    أشترى ديوان بشار بن برد
    وشفاه المتنبى، وأناشيد لبيد..
    فالملايين التى فى بيت مال المسلمين
    هى ميراث قديم لأبى
    فخذوا من ذهبى
    واكتبوا فى أمهات الكتب
    أن عصرى عصر هارون الرشيد...
    6
    يا جماهير بلادى:
    ياجماهير العشوب العربية
    إننى روح نقى جاء كى يغسلكم من غبار الجاهلية
    سجلوا صوتى على أشرطة
    إن صوتى أخضر الايقاع كالنافورة الأندلسية
    صورونى باسما مثل الجوكندا
    ووديعا مثل وجه المدلية
    صورونى...
    وأنا أفترس الشعر بأسنانى..
    وأمتص دماء الأبجدية
    صورونى
    بوقارى وجلالى،
    وعصاى العسكرية
    صورونى..
    عندما أصطاد وعلا أو غزالا
    صورونى..
    عندما أحملكم فوق أكتافى لدار الأبدية
    يا جماهير العشوب العربية...
    7
    أيها الناس:
    أنا المسؤول عن أحلامكم إذ تحلمون..
    وأنا المسؤول عن كل رغيف تأكلون
    وعن العشر الذى - من خلف ظهرى - تقرأون
    فجهاز الأمن فى قصرى يوافينى
    بأخبار العصافير .. وأخبار السنابل
    ويوافينى بما يحدث فى بطن الحوامل
    أيها الناس: أنا سجانكم
    وأنا مسجونكم.. فلتعذرونى
    إننى المنفى فى داخل قصرى
    لا أرى شمسا، ولا نجما، ولا زهرة دفلى
    منذ أن جئت الى السلطة طفلا
    ورجال السيرك يلتفون حولى
    واحد ينفخ ناياً..
    واحد يضرب طبلا
    واحد يمسح جوخاً .. واحد يمسح نعلا..
    منذ أن جئت الى السلطة طفلا..
    لم يقل لى مستشار القصر (كلا)
    لم يقل لى وزرائى أبدا لفظة (كلا)
    لم يقل لى سفرائى أبدا فى الوجه (كلا)
    لم تقل إحدى نسائى فى سرير الحب (كلا)
    إنهم قد علمونى أن أرى نفسى إلها
    وأرى الشعب من الشرفة رملا..
    فاعذرونى إن تحولت لهولاكو جديد
    أنا لم أقتل لوجه القتل يوما..
    إنما أقتلكم .. كى أتسلى..
    ________________________________________
    ديوشعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إغضب !!
    إغضب !!
    رقم القصيدة : 13
    -----------------------------------
    إغضبْ كما تشاءُ..
    واجرحْ أحاسيسي كما تشاءُ
    حطّم أواني الزّهرِ والمرايا
    هدّدْ بحبِّ امرأةٍ سوايا..
    فكلُّ ما تفعلهُ سواءُ..
    كلُّ ما تقولهُ سواءُ..
    فأنتَ كالأطفالِ يا حبيبي
    نحبّهمْ.. مهما لنا أساؤوا..
    إغضبْ!
    فأنتَ رائعٌ حقاً متى تثورُ
    إغضب!
    فلولا الموجُ ما تكوَّنت بحورُ..
    كنْ عاصفاً.. كُنْ ممطراً..
    فإنَّ قلبي دائماً غفورُ
    إغضب!
    فلنْ أجيبَ بالتحدّي
    فأنتَ طفلٌ عابثٌ..
    يملؤهُ الغرورُ..
    وكيفَ من صغارها..
    تنتقمُ الطيورُ؟
    إذهبْ..
    إذا يوماً مللتَ منّي..
    واتهمِ الأقدارَ واتّهمني..
    أما أنا فإني..
    سأكتفي بدمعي وحزني..
    فالصمتُ كبرياءُ
    والحزنُ كبرياءُ
    إذهبْ..
    إذا أتعبكَ البقاءُ..
    فالأرضُ فيها العطرُ والنساءُ..
    وعندما تحتاجُ كالطفلِ إلى حناني..
    فعُدْ إلى قلبي متى تشاءُ..
    فأنتَ في حياتيَ الهواءُ..
    وأنتَ.. عندي الأرضُ والسماءُ..
    إغضبْ كما تشاءُ
    واذهبْ كما تشاءُ
    واذهبْ.. متى تشاءُ
    لا بدَّ أن تعودَ ذاتَ يومٍ
    وقد عرفتَ ما هوَ الوفاءُ...
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أسألك الرحيلا
    أسألك الرحيلا
    رقم القصيدة : 14
    -----------------------------------
    لنفترق قليلا..
    لخيرِ هذا الحُبِّ يا حبيبي
    وخيرنا..
    لنفترق قليلا
    لأنني أريدُ أن تزيدَ في محبتي
    أريدُ أن تكرهني قليلا
    بحقِّ ما لدينا..
    من ذِكَرٍ غاليةٍ كانت على كِلَينا..
    بحقِّ حُبٍّ رائعٍ..
    ما زالَ منقوشاً على فمينا
    ما زالَ محفوراً على يدينا..
    بحقِّ ما كتبتَهُ.. إليَّ من رسائلِ..
    ووجهُكَ المزروعُ مثلَ وردةٍ في داخلي..
    وحبكَ الباقي على شَعري على أناملي
    بحقِّ ذكرياتنا
    وحزننا الجميلِ وابتسامنا
    وحبنا الذي غدا أكبرَ من كلامنا
    أكبرَ من شفاهنا..
    بحقِّ أحلى قصةِ للحبِّ في حياتنا
    أسألكَ الرحيلا
    لنفترق أحبابا..
    فالطيرُ في كلِّ موسمٍ..
    تفارقُ الهضابا..
    والشمسُ يا حبيبي..
    تكونُ أحلى عندما تحاولُ الغيابا
    كُن في حياتي الشكَّ والعذابا
    كُن مرَّةً أسطورةً..
    كُن مرةً سرابا..
    وكُن سؤالاً في فمي
    لا يعرفُ الجوابا
    من أجلِ حبٍّ رائعٍ
    يسكنُ منّا القلبَ والأهدابا
    وكي أكونَ دائماً جميلةً
    وكي تكونَ أكثر اقترابا
    أسألكَ الذهابا..
    لنفترق.. ونحنُ عاشقان..
    لنفترق برغمِ كلِّ الحبِّ والحنان
    فمن خلالِ الدمعِ يا حبيبي
    أريدُ أن تراني
    ومن خلالِ النارِ والدُخانِ
    أريدُ أن تراني..
    لنحترق.. لنبكِ يا حبيبي
    فقد نسينا
    نعمةَ البكاءِ من زمانِ
    لنفترق..
    كي لا يصيرَ حبُّنا اعتيادا
    وشوقنا رمادا..
    وتذبلَ الأزهارُ في الأواني..
    كُن مطمئنَّ النفسِ يا صغيري
    فلم يزَل حُبُّكَ ملء العينِ والضمير
    ولم أزل مأخوذةً بحبكَ الكبير
    ولم أزل أحلمُ أن تكونَ لي..
    يا فارسي أنتَ ويا أميري
    لكنني.. لكنني..
    أخافُ من عاطفتي
    أخافُ من شعوري
    أخافُ أن نسأمَ من أشواقنا
    أخاف من وِصالنا..
    أخافُ من عناقنا..
    فباسمِ حبٍّ رائعٍ
    أزهرَ كالربيعِ في أعماقنا..
    أضاءَ مثلَ الشمسِ في أحداقنا
    وباسم أحلى قصةٍ للحبِّ في زماننا
    أسألك الرحيلا..
    حتى يظلَّ حبنا جميلا..
    حتى يكون عمرُهُ طويلا..
    أسألكَ الرحيلا..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة بلقيس
    قصيدة بلقيس
    رقم القصيدة : 1464
    -----------------------------------
    شُكراً لكم ..
    شُكراً لكم . .
    فحبيبتي قُتِلَت .. وصار بوُسْعِكُم
    أن تشربوا كأساً على قبر الشهيدهْ
    وقصيدتي اغْتِيلتْ ..
    وهل من أُمَّةٍ في الأرضِ ..
    - إلا نحنُ - تغتالُ القصيدة ؟
    بلقيسُ ...
    كانتْ أجملَ المَلِكَاتِ في تاريخ بابِِلْ
    بلقيسُ ..
    كانت أطولَ النَخْلاتِ في أرض العراقْ
    كانتْ إذا تمشي ..
    ترافقُها طواويسٌ ..
    وتتبعُها أيائِلْ ..
    بلقيسُ .. يا وَجَعِي ..
    ويا وَجَعَ القصيدةِ حين تلمَسُهَا الأناملْ
    هل يا تُرى ..
    من بعد شَعْرِكِ سوفَ ترتفعُ السنابلْ ؟
    يا نَيْنَوَى الخضراءَ ..
    يا غجريَّتي الشقراءَ ..
    يا أمواجَ دجلةَ . .
    تلبسُ في الربيعِ بساقِهِا
    أحلى الخلاخِلْ ..
    قتلوكِ يا بلقيسُ ..
    أيَّةُ أُمَّةٍ عربيةٍ ..
    تلكَ التي
    تغتالُ أصواتَ البلابِلْ ؟
    أين السَّمَوْأَلُ ؟
    والمُهَلْهَلُ ؟
    والغطاريفُ الأوائِلْ ؟
    فقبائلٌ أَكَلَتْ قبائلْ ..
    وثعالبٌ قَتَلَتْ ثعالبْ ..
    وعناكبٌ قتلتْ عناكبْ ..
    قَسَمَاً بعينيكِ اللتينِ إليهما ..
    تأوي ملايينُ الكواكبْ ..
    سأقُولُ ، يا قَمَرِي ، عن العَرَبِ العجائبْ
    فهل البطولةُ كِذْبَةٌ عربيةٌ ؟
    أم مثلنا التاريخُ كاذبْ ؟.
    بلقيسُ
    لا تتغيَّبِي عنّي
    فإنَّ الشمسَ بعدكِ
    لا تُضيءُ على السواحِلْ . .
    سأقول في التحقيق :
    إنَّ اللصَّ أصبحَ يرتدي ثوبَ المُقاتِلْ
    وأقول في التحقيق :
    إنَّ القائدَ الموهوبَ أصبحَ كالمُقَاوِلْ ..
    وأقولُ :
    إن حكايةَ الإشعاع ، أسخفُ نُكْتَةٍ قِيلَتْ ..
    فنحنُ قبيلةٌ بين القبائِلْ
    هذا هو التاريخُ . . يا بلقيسُ ..
    كيف يُفَرِّقُ الإنسانُ ..
    ما بين الحدائقِ والمزابلْ
    بلقيسُ ..
    أيَّتها الشهيدةُ .. والقصيدةُ ..
    والمُطَهَّرَةُ النقيَّةْ ..
    سَبَأٌ تفتِّشُ عن مَلِيكَتِهَا
    فرُدِّي للجماهيرِ التحيَّةْ ..
    يا أعظمَ المَلِكَاتِ ..
    يا امرأةً تُجَسِّدُ كلَّ أمجادِ العصورِ السُومَرِيَّةْ
    بلقيسُ ..
    يا عصفورتي الأحلى ..
    ويا أَيْقُونتي الأَغْلَى
    ويا دَمْعَاً تناثرَ فوق خَدِّ المجدليَّةْ
    أَتُرى ظَلَمْتُكِ إذْ نَقَلْتُكِ
    ذاتَ يومٍ .. من ضفاف الأعظميَّةْ
    بيروتُ .. تقتُلُ كلَّ يومٍ واحداً مِنَّا ..
    وتبحثُ كلَّ يومٍ عن ضحيَّةْ
    والموتُ .. في فِنْجَانِ قَهْوَتِنَا ..
    وفي مفتاح شِقَّتِنَا ..
    وفي أزهارِ شُرْفَتِنَا ..
    وفي وَرَقِ الجرائدِ ..
    والحروفِ الأبجديَّةْ ...
    ها نحنُ .. يا بلقيسُ ..
    ندخُلُ مرةً أُخرى لعصرِ الجاهليَّةْ ..
    ها نحنُ ندخُلُ في التَوَحُّشِ ..
    والتخلّفِ .. والبشاعةِ .. والوَضَاعةِ ..
    ندخُلُ مرةً أُخرى .. عُصُورَ البربريَّةْ ..
    حيثُ الكتابةُ رِحْلَةٌ
    بينِ الشَّظيّةِ .. والشَّظيَّةْ
    حيثُ اغتيالُ فراشةٍ في حقلِهَا ..
    صارَ القضيَّةْ ..
    هل تعرفونَ حبيبتي بلقيسَ ؟
    فهي أهمُّ ما كَتَبُوهُ في كُتُبِ الغرامْ
    كانتْ مزيجاً رائِعَاً
    بين القَطِيفَةِ والرخامْ ..
    كان البَنَفْسَجُ بينَ عَيْنَيْهَا
    ينامُ ولا ينامْ ..
    بلقيسُ ..
    يا عِطْرَاً بذاكرتي ..
    ويا قبراً يسافرُ في الغمام ..
    قتلوكِ ، في بيروتَ ، مثلَ أيِّ غزالةٍ
    من بعدما .. قَتَلُوا الكلامْ ..
    بلقيسُ ..
    ليستْ هذهِ مرثيَّةً
    لكنْ ..
    على العَرَبِ السلامْ
    بلقيسُ ..
    مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ .. مُشْتَاقُونَ ..
    والبيتُ الصغيرُ ..
    يُسائِلُ عن أميرته المعطَّرةِ الذُيُولْ
    نُصْغِي إلى الأخبار .. والأخبارُ غامضةٌ
    ولا تروي فُضُولْ ..
    بلقيسُ ..
    مذبوحونَ حتى العَظْم ..
    والأولادُ لا يدرونَ ما يجري ..
    ولا أدري أنا .. ماذا أقُولْ ؟
    هل تقرعينَ البابَ بعد دقائقٍ ؟
    هل تخلعينَ المعطفَ الشَّتَوِيَّ ؟
    هل تأتينَ باسمةً ..
    وناضرةً ..
    ومُشْرِقَةً كأزهارِ الحُقُولْ ؟
    بلقيسُ ..
    إنَّ زُرُوعَكِ الخضراءَ ..
    ما زالتْ على الحيطانِ باكيةً ..
    وَوَجْهَكِ لم يزلْ مُتَنَقِّلاً ..
    بينَ المرايا والستائرْ
    حتى سجارتُكِ التي أشعلتِها
    لم تنطفئْ ..
    ودخانُهَا
    ما زالَ يرفضُ أن يسافرْ
    بلقيسُ ..
    مطعونونَ .. مطعونونَ في الأعماقِ ..
    والأحداقُ يسكنُها الذُهُولْ
    بلقيسُ ..
    كيف أخذتِ أيَّامي .. وأحلامي ..
    وألغيتِ الحدائقَ والفُصُولْ ..
    يا زوجتي ..
    وحبيبتي .. وقصيدتي .. وضياءَ عيني ..
    قد كنتِ عصفوري الجميلَ ..
    فكيف هربتِ يا بلقيسُ منّي ؟..
    بلقيسُ ..
    هذا موعدُ الشَاي العراقيِّ المُعَطَّرِ ..
    والمُعَتَّق كالسُّلافَةْ ..
    فَمَنِ الذي سيوزّعُ الأقداحَ .. أيّتها الزُرافَةْ ؟
    ومَنِ الذي نَقَلَ الفراتَ لِبَيتنا ..
    وورودَ دَجْلَةَ والرَّصَافَةْ ؟
    بلقيسُ ..
    إنَّ الحُزْنَ يثقُبُنِي ..
    وبيروتُ التي قَتَلَتْكِ .. لا تدري جريمتَها
    وبيروتُ التي عَشقَتْكِ ..
    تجهلُ أنّها قَتَلَتْ عشيقتَها ..
    وأطفأتِ القَمَرْ ..
    بلقيسُ ..
    يا بلقيسُ ..
    يا بلقيسُ
    كلُّ غمامةٍ تبكي عليكِ ..
    فَمَنْ تُرى يبكي عليَّا ..
    بلقيسُ .. كيف رَحَلْتِ صامتةً
    ولم تَضَعي يديْكِ .. على يَدَيَّا ؟
    بلقيسُ ..
    كيفَ تركتِنا في الريح ..
    نرجِفُ مثلَ أوراق الشَّجَرْ ؟
    وتركتِنا - نحنُ الثلاثةَ - ضائعينَ
    كريشةٍ تحتَ المَطَرْ ..
    أتُرَاكِ ما فَكَّرْتِ بي ؟
    وأنا الذي يحتاجُ حبَّكِ .. مثلَ (زينبَ) أو (عُمَرْ)
    بلقيسُ ..
    يا كَنْزَاً خُرَافيّاً ..
    ويا رُمْحَاً عِرَاقيّاً ..
    وغابَةَ خَيْزُرَانْ ..
    يا مَنْ تحدَّيتِ النجُومَ ترفُّعاً ..
    مِنْ أينَ جئتِ بكلِّ هذا العُنْفُوانْ ؟
    بلقيسُ ..
    أيتها الصديقةُ .. والرفيقةُ ..
    والرقيقةُ مثلَ زَهْرةِ أُقْحُوَانْ ..
    ضاقتْ بنا بيروتُ .. ضاقَ البحرُ ..
    ضاقَ بنا المكانْ ..
    بلقيسُ : ما أنتِ التي تَتَكَرَّرِينَ ..
    فما لبلقيسَ اثْنَتَانْ ..
    بلقيسُ ..
    تذبحُني التفاصيلُ الصغيرةُ في علاقتِنَا ..
    وتجلُدني الدقائقُ والثواني ..
    فلكُلِّ دبّوسٍ صغيرٍ .. قصَّةٌ
    ولكُلِّ عِقْدٍ من عُقُودِكِ قِصَّتانِ
    حتى ملاقطُ شَعْرِكِ الذَّهَبِيِّ ..
    تغمُرُني ،كعادتِها ، بأمطار الحنانِ
    ويُعَرِّشُ الصوتُ العراقيُّ الجميلُ ..
    على الستائرِ ..
    والمقاعدِ ..
    والأوَاني ..
    ومن المَرَايَا تطْلَعِينَ ..
    من الخواتم تطْلَعِينَ ..
    من القصيدة تطْلَعِينَ ..
    من الشُّمُوعِ ..
    من الكُؤُوسِ ..
    من النبيذ الأُرْجُواني ..
    بلقيسُ ..
    يا بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
    لو تدرينَ ما وَجَعُ المكانِ ..
    في كُلِّ ركنٍ .. أنتِ حائمةٌ كعصفورٍ ..
    وعابقةٌ كغابةِ بَيْلَسَانِ ..
    فهناكَ .. كنتِ تُدَخِّنِينَ ..
    هناكَ .. كنتِ تُطالعينَ ..
    هناكَ .. كنتِ كنخلةٍ تَتَمَشَّطِينَ ..
    وتدخُلينَ على الضيوفِ ..
    كأنَّكِ السَّيْفُ اليَمَاني ..
    بلقيسُ ..
    أين زجَاجَةُ ( الغِيرلاَنِ ) ؟
    والوَلاّعةُ الزرقاءُ ..
    أينَ سِجَارةُ الـ (الكَنْتِ ) التي
    ما فارقَتْ شَفَتَيْكِ ؟
    أين (الهاشميُّ ) مُغَنِّيَاً ..
    فوقَ القوامِ المَهْرَجَانِ ..
    تتذكَّرُ الأمْشَاطُ ماضيها ..
    فَيَكْرُجُ دَمْعُهَا ..
    هل يا تُرى الأمْشَاطُ من أشواقها أيضاً تُعاني ؟
    بلقيسُ : صَعْبٌ أنْ أهاجرَ من دمي ..
    وأنا المُحَاصَرُ بين ألسنَةِ اللهيبِ ..
    وبين ألسنَةِ الدُخَانِ ...
    بلقيسُ : أيتَّهُا الأميرَةْ
    ها أنتِ تحترقينَ .. في حربِ العشيرةِ والعشيرَةْ
    ماذا سأكتُبُ عن رحيل مليكتي ؟
    إنَ الكلامَ فضيحتي ..
    ها نحنُ نبحثُ بين أكوامِ الضحايا ..
    عن نجمةٍ سَقَطَتْ ..
    وعن جَسَدٍ تناثَرَ كالمَرَايَا ..
    ها نحنُ نسألُ يا حَبِيبَةْ ..
    إنْ كانَ هذا القبرُ قَبْرَكِ أنتِ
    أم قَبْرَ العُرُوبَةْ ..
    بلقيسُ :
    يا صَفْصَافَةً أَرْخَتْ ضفائرَها عليَّ ..
    ويا زُرَافَةَ كبرياءْ
    بلقيسُ :
    إنَّ قَضَاءَنَا العربيَّ أن يغتالَنا عَرَبٌ ..
    ويأكُلَ لَحْمَنَا عَرَبٌ ..
    ويبقُرَ بطْنَنَا عَرَبٌ ..
    ويَفْتَحَ قَبْرَنَا عَرَبٌ ..
    فكيف نفُرُّ من هذا القَضَاءْ ؟
    فالخِنْجَرُ العربيُّ .. ليسَ يُقِيمُ فَرْقَاً
    بين أعناقِ الرجالِ ..
    وبين أعناقِ النساءْ ..
    بلقيسُ :
    إنْ هم فَجَّرُوكِ .. فعندنا
    كلُّ الجنائزِ تبتدي في كَرْبَلاءَ ..
    وتنتهي في كَرْبَلاءْ ..
    لَنْ أقرأَ التاريخَ بعد اليوم
    إنَّ أصابعي اشْتَعَلَتْ ..
    وأثوابي تُغَطِّيها الدمَاءْ ..
    ها نحنُ ندخُلُ عصْرَنَا الحَجَرِيَّ
    نرجعُ كلَّ يومٍ ، ألفَ عامٍ للوَرَاءْ ...
    البحرُ في بيروتَ ..
    بعد رحيل عَيْنَيْكِ اسْتَقَالْ ..
    والشِّعْرُ .. يسألُ عن قصيدَتِهِ
    التي لم تكتمِلْ كلماتُهَا ..
    ولا أَحَدٌ .. يُجِيبُ على السؤالْ
    الحُزْنُ يا بلقيسُ ..
    يعصُرُ مهجتي كالبُرْتُقَالَةْ ..
    الآنَ .. أَعرفُ مأزَقَ الكلماتِ
    أعرفُ وَرْطَةَ اللغةِ المُحَالَةْ ..
    وأنا الذي اخترعَ الرسائِلَ ..
    لستُ أدري .. كيفَ أَبْتَدِئُ الرسالَةْ ..
    السيف يدخُلُ لحم خاصِرَتي
    وخاصِرَةِ العبارَةْ ..
    كلُّ الحضارةِ ، أنتِ يا بلقيسُ ، والأُنثى حضارَةْ ..
    بلقيسُ : أنتِ بشارتي الكُبرى ..
    فَمَنْ سَرَق البِشَارَةْ ؟
    أنتِ الكتابةُ قبْلَمَا كانَتْ كِتَابَةْ ..
    أنتِ الجزيرةُ والمَنَارَةْ ..
    بلقيسُ :
    يا قَمَرِي الذي طَمَرُوهُ ما بين الحجارَةْ ..
    الآنَ ترتفعُ الستارَةْ ..
    الآنَ ترتفعُ الستارِةْ ..
    سَأَقُولُ في التحقيقِ ..
    إنّي أعرفُ الأسماءَ .. والأشياءَ .. والسُّجَنَاءَ ..
    والشهداءَ .. والفُقَرَاءَ .. والمُسْتَضْعَفِينْ ..
    وأقولُ إنّي أعرفُ السيَّافَ قاتِلَ زوجتي ..
    ووجوهَ كُلِّ المُخْبِرِينْ ..
    وأقول : إنَّ عفافَنا عُهْرٌ ..
    وتَقْوَانَا قَذَارَةْ ..
    وأقُولُ : إنَّ نِضالَنا كَذِبٌ
    وأنْ لا فَرْقَ ..
    ما بين السياسةِ والدَّعَارَةْ !!
    سَأَقُولُ في التحقيق :
    إنّي قد عَرَفْتُ القاتلينْ
    وأقُولُ :
    إنَّ زمانَنَا العربيَّ مُخْتَصٌّ بذَبْحِ الياسَمِينْ
    وبقَتْلِ كُلِّ الأنبياءِ ..
    وقَتْلِ كُلِّ المُرْسَلِينْ ..
    حتّى العيونُ الخُضْرُ ..
    يأكُلُهَا العَرَبْ
    حتّى الضفائرُ .. والخواتمُ
    والأساورُ .. والمرايا .. واللُّعَبْ ..
    حتّى النجومُ تخافُ من وطني ..
    ولا أدري السَّبَبْ ..
    حتّى الطيورُ تفُرُّ من وطني ..
    و لا أدري السَّبَبْ ..
    حتى الكواكبُ .. والمراكبُ .. والسُّحُبْ
    حتى الدفاترُ .. والكُتُبْ ..
    وجميعُ أشياء الجمالِ ..
    جميعُها .. ضِدَّ العَرَبْ ..
    لَمَّا تناثَرَ جِسْمُكِ الضَّوْئِيُّ
    يا بلقيسُ ،
    لُؤْلُؤَةً كريمَةْ
    فَكَّرْتُ : هل قَتْلُ النساء هوايةٌ عَربيَّةٌ
    أم أنّنا في الأصل ، مُحْتَرِفُو جريمَةْ ؟
    بلقيسُ ..
    يا فَرَسِي الجميلةُ .. إنَّني
    من كُلِّ تاريخي خَجُولْ
    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
    هذي بلادٌ يقتلُونَ بها الخُيُولْ ..
    مِنْ يومِ أنْ نَحَرُوكِ ..
    يا بلقيسُ ..
    يا أَحْلَى وَطَنْ ..
    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يعيشُ في هذا الوَطَنْ ..
    لا يعرفُ الإنسانُ كيفَ يموتُ في هذا الوَطَنْ ..
    ما زلتُ أدفعُ من دمي ..
    أعلى جَزَاءْ ..
    كي أُسْعِدَ الدُّنْيَا .. ولكنَّ السَّمَاءْ
    شاءَتْ بأنْ أبقى وحيداً ..
    مثلَ أوراق الشتاءْ
    هل يُوْلَدُ الشُّعَرَاءُ من رَحِمِ الشقاءْ ؟
    وهل القصيدةُ طَعْنَةٌ
    في القلبِ .. ليس لها شِفَاءْ ؟
    أم أنّني وحدي الذي
    عَيْنَاهُ تختصرانِ تاريخَ البُكَاءْ ؟
    سَأقُولُ في التحقيق :
    كيف غَزَالتي ماتَتْ بسيف أبي لَهَبْ
    كلُّ اللصوص من الخليجِ إلى المحيطِ ..
    يُدَمِّرُونَ .. ويُحْرِقُونَ ..
    ويَنْهَبُونَ .. ويَرْتَشُونَ ..
    ويَعْتَدُونَ على النساءِ ..
    كما يُرِيدُ أبو لَهَبْ ..
    كُلُّ الكِلابِ مُوَظَّفُونَ ..
    ويأكُلُونَ ..
    ويَسْكَرُونَ ..
    على حسابِ أبي لَهَبْ ..
    لا قَمْحَةٌ في الأرض ..
    تَنْبُتُ دونَ رأي أبي لَهَبْ
    لا طفلَ يُوْلَدُ عندنا
    إلا وزارتْ أُمُّهُ يوماً ..
    فِراشَ أبي لَهَبْ !!...
    لا سِجْنَ يُفْتَحُ ..
    دونَ رأي أبي لَهَبْ ..
    لا رأسَ يُقْطَعُ
    دونَ أَمْر أبي لَهَبْ ..
    سَأقُولُ في التحقيق :
    كيفَ أميرتي اغْتُصِبَتْ
    وكيفَ تقاسَمُوا فَيْرُوزَ عَيْنَيْهَا
    وخاتَمَ عُرْسِهَا ..
    وأقولُ كيفَ تقاسَمُوا الشَّعْرَ الذي
    يجري كأنهارِ الذَّهَبْ ..
    سَأَقُولُ في التحقيق :
    كيفَ سَطَوْا على آيات مُصْحَفِهَا الشريفِ
    وأضرمُوا فيه اللَّهَبْ ..
    سَأقُولُ كيفَ اسْتَنْزَفُوا دَمَهَا ..
    وكيفَ اسْتَمْلَكُوا فَمَهَا ..
    فما تركُوا به وَرْدَاً .. ولا تركُوا عِنَبْ
    هل مَوْتُ بلقيسٍ ...
    هو النَّصْرُ الوحيدُ
    بكُلِّ تاريخِ العَرَبْ ؟؟...
    بلقيسُ ..
    يا مَعْشُوقتي حتّى الثُّمَالَةْ ..
    الأنبياءُ الكاذبُونَ ..
    يُقَرْفِصُونَ ..
    ويَرْكَبُونَ على الشعوبِ
    ولا رِسَالَةْ ..
    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
    من فلسطينَ الحزينةِ ..
    نَجْمَةً ..
    أو بُرْتُقَالَةْ ..
    لو أَنَّهُمْ حَمَلُوا إلَيْنَا ..
    من شواطئ غَزَّةٍ
    حَجَرَاً صغيراً
    أو محَاَرَةْ ..
    لو أَنَّهُمْ من رُبْعِ قَرْنٍ حَرَّروا ..
    زيتونةً ..
    أو أَرْجَعُوا لَيْمُونَةً
    ومَحوا عن التاريخ عَارَهْ
    لَشَكَرْتُ مَنْ قَتَلُوكِ .. يا بلقيسُ ..
    يا مَعْشوقتي حتى الثُّمَالَةْ ..
    لكنَّهُمْ تَرَكُوا فلسطيناً
    ليغتالُوا غَزَالَةْ !!...
    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ، يا بلقيسُ ..
    في هذا الزَمَانِ ؟
    ماذا يقولُ الشِّعْرُ ؟
    في العَصْرِ الشُّعُوبيِّ ..
    المَجُوسيِّ ..
    الجَبَان
    والعالمُ العربيُّ
    مَسْحُوقٌ .. ومَقْمُوعٌ ..
    ومَقْطُوعُ اللسانِ ..
    نحنُ الجريمةُ في تَفَوُّقِها
    فما ( العِقْدُ الفريدُ ) وما ( الأَغَاني ) ؟؟
    أَخَذُوكِ أيَّتُهَا الحبيبةُ من يَدِي ..
    أخَذُوا القصيدةَ من فَمِي ..
    أخَذُوا الكتابةَ .. والقراءةَ ..
    والطُّفُولَةَ .. والأماني
    بلقيسُ .. يا بلقيسُ ..
    يا دَمْعَاً يُنَقِّطُ فوق أهداب الكَمَانِ ..
    عَلَّمْتُ مَنْ قتلوكِ أسرارَ الهوى
    لكنَّهُمْ .. قبلَ انتهاءِ الشَّوْطِ
    قد قَتَلُوا حِصَاني
    بلقيسُ :
    أسألكِ السماحَ ، فربَّما
    كانَتْ حياتُكِ فِدْيَةً لحياتي ..
    إنّي لأعرفُ جَيّداً ..
    أنَّ الذين تورَّطُوا في القَتْلِ ، كانَ مُرَادُهُمْ
    أنْ يقتُلُوا كَلِمَاتي !!!
    نامي بحفْظِ اللهِ .. أيَّتُها الجميلَةْ
    فالشِّعْرُ بَعْدَكِ مُسْتَحِيلٌ ..
    والأُنُوثَةُ مُسْتَحِيلَةْ
    سَتَظَلُّ أجيالٌ من الأطفالِ ..
    تسألُ عن ضفائركِ الطويلَةْ ..
    وتظلُّ أجيالٌ من العُشَّاقِ
    تقرأُ عنكِ . . أيَّتُها المعلِّمَةُ الأصيلَةْ ...
    وسيعرفُ الأعرابُ يوماً ..
    أَنَّهُمْ قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
    قَتَلُوا الرسُولَةْ ..
    ق .. ت .. ل ..و .. ا
    ال .. ر .. س .. و .. ل .. ة
    أ. إيمان الطيب
    أ. إيمان الطيب
    إداري
    إداري


    الجنس : انثى
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 1256
    نقاط : 27197
    السٌّمعَة : 215
    تاريخ التسجيل : 17/04/2010
    العمر : 44
    الموقع : اليمن السعيده
    أوسمه : موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Ououo_12

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Empty موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف أ. إيمان الطيب الثلاثاء 20 أبريل 2010 - 14:15

    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هجم النفط مثل ذئب علينا
    هجم النفط مثل ذئب علينا
    رقم القصيدة : 15
    -----------------------------------
    من بحارِ النزيفِ.. جاءَ إليكم
    حاملاً قلبهُ على كفَّيهِ
    ساحباً خنجرَ الفضيحةِ والشعرِ،
    ونارُ التغييرِ في عينيهِ
    نازعاً معطفَ العروبةِ عنهُ
    قاتلاً، في ضميرهِ، أبويهِ
    كافراً بالنصوصِ، لا تسألوهُ
    كيفَماتَ التاريخُ في مقلتيهِ
    كسَرتهُ بيروتُ مثلَ إناءٍ
    فأتى ماشياً على جفنيهِ
    أينَ يمضي؟ كلُّ الخرائطِ ضاعت
    أين يأوي؟ لا سقفَ يأوي إليهِ
    ليسَ في الحيِّ كلِّهِ قُرشيٌّ
    غسلَ الله من قريشٍ يديهِ
    هجمَ النفطُ مثل ذئبٍ علينا
    فارتمينا قتلى على نعليهِ
    وقطعنا صلاتنا.. واقتنعنا
    أنَّ مجدَ الغنيِّ في خصيتيهِ
    أمريكا تجرّبُ السوطَ فينا
    وتشدُّ الكبيرَ من أذنيهِ
    وتبيعُ الأعرابَ أفلامَ فيديو
    وتبيعُ الكولا إلى سيبويهِ
    أمريكا ربٌّ.. وألفُ جبانٍ
    بيننا، راكعٌ على ركبتيهِ
    من خرابِ الخرابِ.. جاءَ إليكم
    حاملاً موتهُ على كتفيهِ
    أيُّ شعرٍ تُرى، تريدونَ منهُ
    والمساميرُ، بعدُ، في معصميهِ؟
    يا بلاداً بلا شعوبٍ.. أفيقي
    واسحبي المستبدَّ من رجليهِ
    يا بلاداً تستعذبُ القمعَ.. حتّى
    صارَ عقلُ الإنسانِ في قدميهِ
    كيفَ يا سادتي، يغنّي المغنّي
    بعدما خيّطوا لهُ شفتيهِ؟
    هل إذا ماتَ شاعرٌ عربيٌّ
    يجدُ اليومَ من يصلّي عليهِ؟...
    من شظايا بيروتَ.. جاءَ إليكم
    والسكاكينُ مزّقت رئتيهِ
    رافعاً رايةَ العدالةِ والحبّ..
    وسيفُ الجلادِ يومي إليهِ
    قد تساوت كلُّ المشانقِ طولاً
    وتساوى شكلُ السجونِ لديهِ
    لا يبوسُ اليدين شعري.. وأحرى
    بالسلاطينِ، أن يبوسوا يديهِ
    بيروت 14/10/1984
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> خمس رسائل إلى أمي
    خمس رسائل إلى أمي
    رقم القصيدة : 16
    -----------------------------------
    صباحُ الخيرِ يا حلوه..
    صباحُ الخيرِ يا قدّيستي الحلوه
    مضى عامانِ يا أمّي
    على الولدِ الذي أبحر
    برحلتهِ الخرافيّه
    وخبّأَ في حقائبهِ
    صباحَ بلادهِ الأخضر
    وأنجمَها، وأنهُرها، وكلَّ شقيقها الأحمر
    وخبّأ في ملابسهِ
    طرابيناً منَ النعناعِ والزعتر
    وليلكةً دمشقية..
    أنا وحدي..
    دخانُ سجائري يضجر
    ومنّي مقعدي يضجر
    وأحزاني عصافيرٌ..
    تفتّشُ -بعدُ- عن بيدر
    عرفتُ نساءَ أوروبا..
    عرفتُ عواطفَ الإسمنتِ والخشبِ
    عرفتُ حضارةَ التعبِ..
    وطفتُ الهندَ، طفتُ السندَ، طفتُ العالمَ الأصفر
    ولم أعثر..
    على امرأةٍ تمشّطُ شعريَ الأشقر
    وتحملُ في حقيبتها..
    إليَّ عرائسَ السكّر
    وتكسوني إذا أعرى
    وتنشُلني إذا أعثَر
    أيا أمي..
    أيا أمي..
    أنا الولدُ الذي أبحر
    ولا زالت بخاطرهِ
    تعيشُ عروسةُ السكّر
    فكيفَ.. فكيفَ يا أمي
    غدوتُ أباً..
    ولم أكبر؟
    صباحُ الخيرِ من مدريدَ
    ما أخبارها الفلّة؟
    بها أوصيكِ يا أمّاهُ..
    تلكَ الطفلةُ الطفله
    فقد كانت أحبَّ حبيبةٍ لأبي..
    يدلّلها كطفلتهِ
    ويدعوها إلى فنجانِ قهوتهِ
    ويسقيها..
    ويطعمها..
    ويغمرها برحمتهِ..
    .. وماتَ أبي
    ولا زالت تعيشُ بحلمِ عودتهِ
    وتبحثُ عنهُ في أرجاءِ غرفتهِ
    وتسألُ عن عباءتهِ..
    وتسألُ عن جريدتهِ..
    وتسألُ -حينَ يأتي الصيفُ-
    عن فيروزِ عينيه..
    لتنثرَ فوقَ كفّيهِ..
    دنانيراً منَ الذهبِ..
    سلاماتٌ..
    سلاماتٌ..
    إلى بيتٍ سقانا الحبَّ والرحمة
    إلى أزهاركِ البيضاءِ.. فرحةِ "ساحةِ النجمة"
    إلى تحتي..
    إلى كتبي..
    إلى أطفالِ حارتنا..
    وحيطانٍ ملأناها..
    بفوضى من كتابتنا..
    إلى قططٍ كسولاتٍ
    تنامُ على مشارقنا
    وليلكةٍ معرشةٍ
    على شبّاكِ جارتنا
    مضى عامانِ.. يا أمي
    ووجهُ دمشقَ،
    عصفورٌ يخربشُ في جوانحنا
    يعضُّ على ستائرنا..
    وينقرنا..
    برفقٍ من أصابعنا..
    مضى عامانِ يا أمي
    وليلُ دمشقَ
    فلُّ دمشقَ
    دورُ دمشقَ
    تسكنُ في خواطرنا
    مآذنها.. تضيءُ على مراكبنا
    كأنَّ مآذنَ الأمويِّ..
    قد زُرعت بداخلنا..
    كأنَّ مشاتلَ التفاحِ..
    تعبقُ في ضمائرنا
    كأنَّ الضوءَ، والأحجارَ
    جاءت كلّها معنا..
    أتى أيلولُ يا أماهُ..
    وجاء الحزنُ يحملُ لي هداياهُ
    ويتركُ عندَ نافذتي
    مدامعهُ وشكواهُ
    أتى أيلولُ.. أينَ دمشقُ؟
    أينَ أبي وعيناهُ
    وأينَ حريرُ نظرتهِ؟
    وأينَ عبيرُ قهوتهِ؟
    سقى الرحمنُ مثواهُ..
    وأينَ رحابُ منزلنا الكبيرِ..
    وأين نُعماه؟
    وأينَ مدارجُ الشمشيرِ..
    تضحكُ في زواياهُ
    وأينَ طفولتي فيهِ؟
    أجرجرُ ذيلَ قطّتهِ
    وآكلُ من عريشتهِ
    وأقطفُ من بنفشاهُ
    دمشقُ، دمشقُ..
    يا شعراً
    على حدقاتِ أعيننا كتبناهُ
    ويا طفلاً جميلاً..
    من ضفائرنا صلبناهُ
    جثونا عند ركبتهِ..
    وذبنا في محبّتهِ
    إلى أن في محبتنا قتلناهُ...
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> مورفين !!
    مورفين !!
    رقم القصيدة : 17
    -----------------------------------
    اللفظةُ طابةُ مطّاطٍ..
    يقذفُها الحاكمُ من شُرفتهِ للشارعْ..
    ووراءَ الطابةِ يجري الشعبُ
    ويلهثُ.. كالكلبِ الجائعْ..
    اللفظةُ، في الشرقِ العربيِّ
    أرجوازٌ بارعْ
    يتكلَّمُ سبعةَ ألسنةٍ..
    ويطلُّ بقبّعةٍ حمراءْ
    ويبيعُ الجنّةَ للبسطاءْ
    وأساورَ من خرزٍ لامعْ
    ويبيعُ لهمْ..
    فئراناً بيضاً.. وضفادعْ
    اللفظةُ جسدٌ مهترئٌ
    ضاجعهُ كتابٌ، والصحفيُّ
    وضاجعهُ شيخُ الجامعْ..
    اللفظةُ إبرةُ مورفينٍ
    يحقنُها الحاكمُ للجمهورِ..
    منَ القرنِ السابعْ
    اللفظةُ في بلدي امرأةٌ
    تحترفُ الفحشَ..
    منَ القرنِ السابعْ..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أنا مع الإرهاب
    أنا مع الإرهاب
    رقم القصيدة : 174
    -----------------------------------
    متهمون نحن بالارهاب ...
    ان نحن دافعنا عن الوردة ... والمرأة ...
    والقصيدة العصماء ...
    وزرقة السماء ...
    عن وطن لم يبق في أرجائه ...
    ماء ... ولاهواء ...
    لم تبق فيه خيمة ... أو ناقة ...
    أو قهوة سوداء ...
    متهمون نحن بالارهاب ...
    ان نحن دافعنا بكل جرأة
    عن شعر بلقيس ..
    وعن شفاه ميسون ...
    وعن هند ... وعن دعد ...
    وعن لبنى ... وعن رباب ...
    عن مطر الكحل الذى
    ينزل كالوحى من الأهداب !!
    لن تجدوا فى حوزتى
    قصيدة سرية ...
    أو لغة سرية ...
    أو كتبا سرية أسجنها فى داخل الأبواب
    وليس عندى أبدا قصيدة واحدة ...
    تسير فى الشارع .. وهى ترتدى الحجاب
    متهمون نحن بالارهاب ...
    اذا كتبنا عن بقايا وطن ...
    مخلع .. مفكك مهترئ
    أشلاؤه تناثرت أشلاء ...
    عن وطن يبحث عن عنوانه ...
    وأمة ليس لها أسماء !
    عن وطن .. لم يبق من أشعاره العظيمة الأولى
    سوى قصائد الخنساء !!
    عن وطن لم يبق فى افاقه
    حرية حمراء .. أو زرقاء .. أو صفراء ..
    عن وطن .. يمنعنا أن نشترى الجريدة
    أو نسمع الأنباء ...
    عن وطن كل العصافير به
    ممنوعة دوما من الغناء ...
    عن وطن ...
    كتابه تعودوا أن يكتبوا ...
    من شدة الرعب ..
    على الهواء !!
    عن وطن ..
    يشبه حال الشعر فى بلادنا
    فهو كلام سائب ...
    مرتجل ...
    مستورد ...
    وأعجمى الوجه واللسان ...
    فما له بداية ...
    ولا له نهاية
    ولا له علاقة بالناس ... أو بالأرض ..
    أو بمأزق الانسان !!
    عن وطن ...
    يمشى الى مفاوضات السلم ..
    دونما كرامة ...
    ودونما حذاء !!!
    عن وطن ...
    رجاله بالوا على أنفسهم خوفا ...
    ولم يبق سوى النساء !!
    الملح فى عيوننا ..
    والملح .. فى شفاهنا ...
    والملح .. فى كلامنا
    فهل يكون القحط في نفوسنا ...
    ارثا أتانا من بنى قحطان ؟؟
    لم يبق فى أمتنا معاوية ...
    ولا أبوسفيان ...
    لم يبق من يقول (لا) ...
    فى وجه من تنازلوا
    عن بيتنا ... وخبزنا ... وزيتنا ...
    وحولوا تاريخنا الزاهى ...
    الى دكان !!...
    لم يبق فى حياتنا قصيدة ...
    ما فقدت عفافها ...
    فى مضجع السلطان !!
    لقد تعودنا على هواننا ...
    ماذا من الانسان يبقى ...
    حين يعتاد على الهوان؟؟
    ابحث فى دفاتر التاريخ ...
    عن أسامة بن منقذ ...
    وعقبة بن نافع ...
    عن عمر ... عن حمزة ...
    عن خالد يزحف نحو الشام ...
    أبحث عن معتصم بالله ...
    حتى ينقذ النساء من وحشية السبى ...
    ومن ألسنة النيران !!
    أبحث عن رجال أخر الزمان ..
    فلا أرى فى الليل الا قططا مذعورة ...
    تخشى على أرواحها ...
    من سلطة الفئران !!...
    هل العمى القومى ... قد أصابنا؟
    أم نحن نشكو من عمى الألوان ؟؟
    متهمون نحن بالارهاب ...
    اذا رفضنا موتنا ...
    بجرافات اسرائيل ...
    تنكش فى ترابنا ...
    تنكش فى تاريخنا ...
    تنكش فى انجيلنا ...
    تنكش فى قرآننا! ...
    تنكش فى تراب أنبيائنا ...
    ان كان هذا ذنبنا
    ما أجمل الارهاب ...
    متهمون نحن بالارهاب ...
    ... اذا رفضنا محونا
    على يد المغول .. واليهود .. والبرابرة ...
    اذا رمينا حجرا ...
    على زجاج مجلس الأمن الذى
    استولى عليه قيصر القياصرة ...
    .... متهمون نحن بالارهاب
    .. اذا رفضنا أن نفاوض الذئب
    .. وأن نمد كفنا ل..
    أميركا ...
    ضد ثقافات البشر ..
    وهى بلا ثقافة ...
    ضد حضارات الحضر ...
    وهى بلا حضارة ..
    أميركا ..
    بناية عملاقة
    ليس لها حيطان ...
    متهمون نحن بالارهاب
    اذا رفضنا زمنا
    صارت به أميركا
    المغرورة ... الغنية ... القوية
    مترجما محلفا ...
    للغة العبرية ...
    ... متهمون نحن بالارهاب
    واذا رمينا وردة ..
    للقدس ..
    للخليل ..
    أو لغزة ..
    والناصرة ..
    اذا حملنا الخبز والماء
    الى طروادة المحاصرة
    متهمون نحن بالارهاب
    اذا رفعنا صوتنا
    ضد الشعوبيين من قادتنا
    وكل من غيروا سروجهم
    وانتقلوا من وحدويين الى سماسرة
    متهمون نحن بالارهاب
    اذا اقترفنا مهنة الثقافة
    اذا قرأنا كتابا في الفقه والسياسة
    اذا ذكرنا ربنا تعالى
    اذا تلونا ( سورة الفتح)
    وأصغينا الى خطبة الجمعة
    فنحن ضالعون في الارهاب
    متهمون نحن بالارهاب
    ان نحن دافعنا عن الارض
    وعن كرامة التراب
    اذا تمردنا على اغتصاب الشعب ..
    واغتصابنا ...
    اذا حمينا آخر النخيل فى صحرائنا ...
    وآخر النجوم فى سمائنا ...
    وآخر الحروف فى اسمآئنا ...
    وآخر الحليب فى أثداء أمهاتنا ..
    ..... ان كان هذا ذنبنا
    فما اروع الارهاب!!
    أنا مع الإرهاب...
    ان كان يستطيع أن ينقذنى
    من المهاجرين من روسيا ..
    ورومانيا، وهنغاريا، وبولونيا ..
    وحطوا فى فلسطين على أكتافنا ...
    ليسرقوا مآذن القدس ...
    وباب المسجد الأقصى ...
    ويسرقوا النقوش .. والقباب ...
    أنا مع الارهاب ..
    ان كان يستطيع أن يحرر المسيح ..
    ومريم العذراء .. والمدينة المقدسة ..
    من سفراء الموت والخراب ..
    بالأمس
    كان الشارع القومى فى بلادنا
    يصهل كالحصان ...
    وكانت الساحات أنهارا تفيض عنفوان ...
    ... وبعد أوسلو
    لم يعد فى فمنا أسنان ...
    فهل تحولنا الى شعب من العميان والخرسان؟؟
    أنا مع الارهاب ..
    اذا كان يستطيع ان يحرر الشعب
    من الطغاة والطغيان
    وينقذ الانسان من وحشية الانسان
    أنا مع الإرهاب
    ان كان يستطيع ان ينقذني
    من قيصر اليهود
    او من قيصر الرومان
    أنا مع الإرهاب
    ما دام هذا العالم الجديد ..
    مقتسما ما بين أمريكا .. واسرائيل ..
    بالمناصفة !!!
    أنا مع الإرهاب
    بكل ما املك من شعر ومن نثر ومن انياب
    ما دام هذا العالم الجديد
    !! بين يدي قصاب
    أنا مع الإرهاب
    ما دام هذا العالم الجديد
    قد صنفنا
    من فئة الذئاب !!
    أنا مع الإرهاب
    ان كان مجلس الشيوخ في أميركا
    هو الذى فى يده الحساب ...
    وهو الذي يقرر الثواب والعقاب
    أنا مع الإرهاب
    مادام هذا العالم الجديد
    يكره في أعماقه
    رائحة الأعراب
    أنا مع الإرهاب
    مادام هذا العالم الجديد
    يريد ذبح أطفالي
    ويرميهم للكلاب
    من أجل هذا كله
    أرفع صوتي عاليا
    أنا مع الإرهاب
    أنا مع الإرهاب
    أنا مع الإرهاب
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الحب والبترول ...!
    الحب والبترول ...!
    رقم القصيدة : 18
    -----------------------------------
    متى تفهمْ ؟
    متى يا سيّدي تفهمْ ؟
    بأنّي لستُ واحدةً كغيري من صديقاتكْ
    ولا فتحاً نسائيّاً يُضافُ إلى فتوحاتكْ
    ولا رقماً من الأرقامِ يعبرُ في سجلاّتكْ ؟
    متى تفهمْ ؟
    متى تفهمْ ؟
    أيا جَمَلاً من الصحراءِ لم يُلجمْ
    ويا مَن يأكلُ الجدريُّ منكَ الوجهَ والمعصمْ
    بأنّي لن أكونَ هنا.. رماداً في سجاراتكْ
    ورأساً بينَ آلافِ الرؤوسِ على مخدّاتكْ
    وتمثالاً تزيدُ عليهِ في حمّى مزاداتكْ
    ونهداً فوقَ مرمرهِ.. تسجّلُ شكلَ بصماتكْ
    متى تفهمْ ؟
    متى تفهمْ ؟
    بأنّكَ لن تخدّرني.. بجاهكَ أو إماراتكْ
    ولنْ تتملّكَ الدنيا.. بنفطكَ وامتيازاتكْ
    وبالبترولِ يعبقُ من عباءاتكْ
    وبالعرباتِ تطرحُها على قدميْ عشيقاتكْ
    بلا عددٍ.. فأينَ ظهورُ ناقاتكْ
    وأينَ الوشمُ فوقَ يديكَ.. أينَ ثقوبُ خيماتكْ
    أيا متشقّقَ القدمينِ.. يا عبدَ انفعالاتكْ
    ويا مَن صارتِ الزوجاتُ بعضاً من هواياتكْ
    تكدّسهنَّ بالعشراتِ فوقَ فراشِ لذّاتكْ
    تحنّطهنَّ كالحشراتِ في جدرانِ صالاتكْ
    متى تفهمْ ؟
    متى يا أيها المُتخمْ ؟
    متى تفهمْ ؟
    بأنّي لستُ مَن تهتمّْ
    بناركَ أو بجنَّاتكْ
    وأن كرامتي أكرمْ..
    منَ الذهبِ المكدّسِ بين راحاتكْ
    وأن مناخَ أفكاري غريبٌ عن مناخاتكْ
    أيا من فرّخَ الإقطاعُ في ذرّاتِ ذرّاتكْ
    ويا مَن تخجلُ الصحراءُ حتّى من مناداتكْ
    متى تفهمْ ؟
    تمرّغ يا أميرَ النفطِ.. فوقَ وحولِ لذّاتكْ
    كممسحةٍ.. تمرّغ في ضلالاتكْ
    لكَ البترولُ.. فاعصرهُ على قدَمي خليلاتكْ
    كهوفُ الليلِ في باريسَ.. قد قتلتْ مروءاتكْ
    على أقدامِ مومسةٍ هناكَ.. دفنتَ ثاراتكْ
    فبعتَ القدسَ.. بعتَ الله.. بعتَ رمادَ أمواتكْ
    كأنَّ حرابَ إسرائيلَ لم تُجهضْ شقيقاتكْ
    ولم تهدمْ منازلنا.. ولم تحرقْ مصاحفنا
    ولا راياتُها ارتفعت على أشلاءِ راياتكْ
    كأنَّ جميعَ من صُلبوا..
    على الأشجارِ.. في يافا.. وفي حيفا..
    وبئرَ السبعِ.. ليسوا من سُلالاتكْ
    تغوصُ القدسُ في دمها..
    وأنتَ صريعُ شهواتكْ
    تنامُ.. كأنّما المأساةُ ليستْ بعضَ مأساتكْ
    متى تفهمْ ؟
    متى يستيقظُ الإنسانُ في ذاتكْ ؟
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> حب بلا حدود
    حب بلا حدود
    رقم القصيدة : 193
    -----------------------------------
    -1-
    يا سيِّدتي:
    كنتِ أهم امرأةٍ في تاريخي
    قبل رحيل العامْ.
    أنتِ الآنَ.. أهمُّ امرأةٍ
    بعد ولادة هذا العامْ..
    أنتِ امرأةٌ لا أحسبها بالساعاتِ و بالأيَّامْ.
    أنتِ امرأةٌ..
    صُنعَت من فاكهة الشِّعرِ..
    و من ذهب الأحلامْ..
    أنتِ امرأةٌ..كانت تسكن جسدي
    قبل ملايين الأعوامْ..
    -2-
    يا سيِّدتي:
    يالمغزولة من قطنٍ و غمامْ.
    يا أمطاراً من ياقوتٍ..
    يا أنهاراً من نهوندٍ..
    يا غاباتِ رخام..
    يا ن تسبح كالأسماكِ بماءِ القلبِ..
    و تسكنُ في العينينِ كسربِ حمامْ.
    لن يتغَّرَ شيئٌ في عاطفتي..
    في إحساسي..
    في وجداني..في إيماني..
    فأنا سوف أَظَلُّ على دين الإسلامْ..
    -3-
    يا سيِّدتي:
    لا تَهتّمي في إيقاع الوقتِ, و أسماء السنواتْ.
    أنتِ امرأةً تبقى امرأةً.. في كلَِ الأوقاتْ.
    سوف أحِبُّكِ..
    عد دخول القرن الواحد و العشرينَ..
    و عند دخول القرن الخامس و العشرينَ..
    و عند دخول القرن التاسع و العشرينَ..
    و سوفَ أحبُّكِ..
    حين تجفُّ مياهُ البَحْرِ..
    و تحترقُ الغاباتْ..
    -4-
    يا سيِّدتي:
    أنتِ خلاصةُ كلِّ الشعرِ..
    و وردةُ كلِّ الحرياتْ.
    يكفي أنت أتهجى إسمَكِ..
    حتى أصبحَ مَلكَ الشعرِ..
    و فرعون الكلماتْ..
    يكفي أن تعشقني امرأةٌ مثلكِ..
    حتى أدخُلَ في كتب التاريخِ..
    و ترفعَ من أجلي الراياتْ..
    -5-
    يا سيِّدتي:
    لا تَضطربي مثلَ الطائرِ في زَمَن الأعيادْ.
    لَن يتغَّرَ شيءٌ منّي.
    لن يتوقّفَ نهرُ الحبِّ عن الجريانْ.
    لن يتوقف نَبضُ القلبِ عن الخفقانْ.
    لن يتوقف حَجَلُ الشعرِ عن الطيرانْ.
    حين يكون الحبُ كبيراً ..
    و المحبوبة قمراً..
    لن يتحول هذا الحُبُّ
    لحزمَة قَشٍّ تأكلها النيرانْ...
    -6-
    يا سيِّدتي:
    ليس هنالكَ شيئٌ يملأ عَيني
    لا الأضواءُ..
    و لا الزيناتُ..
    و لا أجراس العيد..
    و لا شَجَرُ الميلادْ.
    لا يعني لي الشارعُ شيئاً.
    لا تعني لي الحانةُ شيئاً.
    لا يعنيي أي كلامٍ
    يكتبُ فوق بطاقاتِ الأعيادْ.
    -7-
    يا سيِّدتي:
    لا أتذكَّرُ إلا صوتَكِ
    حين تدقُّ نواقبس الأحيادْ.
    لاأتذكرُ إلا عطرَكِ
    حين أنام على ورق الأعشابْ.
    لا أتذكر إلا وجهكِ..
    حين يهرهر فوق ثيابي الثلجُ..
    و أسمع طَقْطَقَةَ الأحطابْ..
    -8-
    ما يُفرِحُني يا سيِّدتي
    أن أتكوَّمَ كالعصفور الخائفِ
    بين بساتينِ الأهدابْ...
    -9-
    ما يبهرني يا سيِّدتي
    أن تهديني قلماً من أقلام الحبرِ..
    أعانقُهُ..
    و أنام سعيداً كالأولادْ...
    -10-
    يا سيِّدتي:
    ما أسعدني في منفاي
    أقطِّرُ ماء الشعرِ..
    و أشرب من خمر الرهبانْ
    ما أقواني..
    حين أكونُ صديقاً
    للحريةِ.. و الإنسانْ...
    -11-
    يا سيِّدتي:
    كم أتمنى لو أحببتُكِ في عصر التَنْويرِ..
    و في عصر التصويرِ..
    و في عصرِ الرُوَّادْ
    كم أتمنى لو قابلتُكِ يوماً
    في فلورنسَا.
    أو قرطبةٍ.
    أو في الكوفَةِ
    أو في حَلَبً.
    أو في بيتٍ من حاراتِ الشامْ...
    -12-
    يا سيِّدتي:
    كم أتمنى لو سافرنا
    نحو بلادٍ يحكمها الغيتارْ.
    حيث الحبُّ بلا أسوارْ.
    و الكلمات بلا أسوارْ.
    و الأحلامُ بلا أسوارْ.
    -13-
    يا سيِّدتي:
    لا تَنشَغِلي بالمستقبلِ, يا سيدتي
    سوف يظلُّ حنيني أقوى مما كانَ..
    و أعنفَ مما كانْ..
    أنتِ امرأةٌ لا تتكرَّرُ.. في تاريخ الوَردِ..
    و في تاريخِ الشعْرِ..
    و في ذاكرةَ الزنبق و الريحانْ...
    -14-
    يا سيِّدةَ العالَمِ:
    لا يشغِلُني إلا حُبُّكِ في آتي الأيامْ.
    أنتِ امرأتي الأولى.
    أمي الأولى.
    رحمي الأولُ.
    شَغَفي الأولُ.
    شَبَقي الأوَّلُ.
    طوق نجاتي في زَمَن الطوفانْ...
    -15-
    يا سيِّدتي:
    يا سيِّدة الشِعْرِ الأُولى.
    هاتي يَدَكِ اليُمْنَى كي أتخبَّأ فيها..
    هاتي يَدَكِ اليُسْرَى..
    كي أستوطنَ فيها..
    قُلي أيَّ عبارة حُبٍّ
    حيت تبتدئَ الأعيادْ
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> سبتمبر
    سبتمبر
    رقم القصيدة : 194
    -----------------------------------
    الشعر يأتي دائما
    مع المطر.
    و وجهك الجميل يأتي دائماً
    مع المطر.
    و الحب لا يبدأ إلا عندما
    تبدأ موسيقى المطر..
    ***
    إذا أتى أيلول يا حبيبتي
    أسأل عن عينيك كل غيمة
    كأن حبي لك
    مربوط بتوقيت المطر…
    ***
    مشاهد الخريف تستفزني.
    شحوبك الجميل يستفزني.
    و الشفة المشقوقة الزرقاء.. تستفزني.
    و الحلق الفضي في الأذنين ..يستفزني.
    و كنزة الكشمير..
    و المظلة الصفراء و الخضراء..تستفزني.
    جريدة الصباح..
    مثل امرأة كثيرة الكلام تستفزني.
    رائحة القهوة فوق الورق اليابس..
    تستفزني..
    فما الذي أفعله ؟
    بين اشتعال البرق في أصابعي..
    و بين أقوال المسيح المنتظر؟
    ***
    ينتابني في أول الخريف
    إحساس غريب بالأمان و الخطر..
    أخاف أن تقتربي..
    أخاف أن تبتعدي..
    أخشى على حضارة الرخام من أظافري..
    أخشى على منمنمات الصدف الشامي من مشاعري..
    أخاف أن يجرفني موج القضاء و القدر..
    ***
    هل شهر أيلول الذي يكتبني؟
    أم أن من يكتبني هو المطر؟؟
    ***
    أنت جنون شتوي نادر..
    يا ليتني أعرف يا سيدتي
    علاقة الجنون بالمطر!!
    ***
    سيدتي
    التي تمر كالدهشة في أرض البشر..
    حاملة في يدها قصيدة..
    و في اليد الأخرى قمر..
    ***
    يا امرأة أحبها..
    تفجر الشعر إذا داست على أي حجر..
    يا امرأة تحمل في شحوبها
    جميع أحزان الشجر..
    ما أجمل المنفى إذا كنا معاً..
    يا امرأة توجز تاريخي..
    و تاريخ المطر!!.
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قانا
    قانا
    رقم القصيدة : 195
    -----------------------------------
    1
    وجه قانا شاحب اللون كما وجه يسوع.
    و هواء البحر في نيسان,
    أمطار دماء, و دموع…
    2
    دخلوا قانا على أجسادنا
    يرفعون العلم النازي في أرض الجنوب.
    و يعيدون فصول المحرقة..
    هتلر أحرقهم في غرف الغاز
    و جاؤوا بعده كي يحرقونا..
    هتلر هجرهم من شرق أوروبا..
    و هم من أرضنا قد هجرونا.
    هتلر لم يجد الوقت لكي يمحقهم
    و يريح الأرض منهم..
    فأتوا من بعده ..كي يمحقونا!!.
    3
    دخلوا قانا..كأفواج ذئاب جائعة.
    يشعلون النار في بيت المسيح.
    و يدوسون على ثوب الحسين..
    و على أرض الجنوب الغالية..
    4
    قصفوا الحنطة, و الزيتون, و التبغ,
    و أصوات البلابل..
    قصفوا قدموس في مركبه..
    قصفوا البحر..و أسراب النوارس..
    قصفوا حتى المشافي..و النساء المرضعات..
    و تلاميذ المدارس.
    قصفوا سحر الجنوبيات
    و اغتالوا بساتين العيون العسلية!..
    5
    ….و رأينا الدمع في جفن علي.
    و سمعنا صوته و هو يصلي
    تحت أمطار سماء دامية..
    6
    كل من يكتب عن تاريخ (قانا)
    سيسميها على أوراقه:
    (كربلاء الثانية)!!.
    7
    كشفت قانا الستائر..
    و رئينا أميركا ترتدي معطف حاخام يهودي عتيق..
    و تقود المجزرة..
    تطلق النار على أطفالنا دون سبب..
    و على زوجاتنا دون سبب.
    و على أشجارنا دون سبب.
    و على أفكارنا دون سبب.
    فهل الدستور في سيدة العالم..
    بالعبري مكتوب..لإذلال العرب؟؟
    8
    هل على كل رئيس حاكم في أمريكا؟
    إن أراد الفوز في حلم الرئاسة..
    قتلنا, نحن العرب؟
    9
    انتظرنا عربي واحداً.
    يسحب الخنجر من رقبتنا..
    انتظرنا هاشميا واحداً..
    انتظرنا قريشياً واحداً..
    دونكشوتاً واحداً..
    قبضاياً واحداً لم يقطعوا شاربه…
    انتظرنا خالداً..أو طارقاً..أو عنترة..
    فأكلنا ثرثرة و شربنا ثرثرة..
    أرسلوا فاكسا إلينا..استلمنا نصه
    بعد تقديم التعازي و انتهاء المجزرة!!.
    10
    ما الذي تخشاه إسرائيل من صرخاتنا؟
    ما الذي تخشاه من (فاكساتنا)؟
    فجهاد الفاكس من أبسط أنواع الجهاد..
    فهو نص واحد نكتبه
    لجميع الشهداء الراحلين.
    و جميع الشهداء القادمين!!.
    11
    ما الذي تخشاه إسرائيل من ابن المقفع؟
    و جرير ..و الفرذدق؟
    و من الخنساء تلقي شعرها عند باب المقبرة..
    ما الذي تخشاه من حرق الإطارات..
    و توقيع البيانات..و تحطيم لمتاجر..
    و هي تدري أننا لم نكن يوما ملوك الحرب..
    بل كنا ملوك الثرثرة…
    12
    ما الذي تخشاه من قرقعة الطبل..
    و من شق الملاءات..و من لطم الخدود؟
    ما الذي تخشاه من أخبار عاد و ثمود؟؟
    13
    نحن في غيبوبة قومية
    ما استلمنا منذ أيام الفتوحات بريدا…
    14
    نحن شعب من عجين.
    كلما تزداد إسرائيل إرهابا و قتلا..
    نحن نزداد ارتخاء ..و برودا..
    15
    وطن يزداد ضيقاً.
    لغة قطرية تزداد قبحاً.
    وحدة خضراء تزداد انفصالاً.
    و حدود كلما شاء الهوى تمحو حدودا!!
    16
    كيف إسرائيل لا تذبحنا ؟
    كيف لا تلغي هشاما, و زياداً, و الرشيدا؟
    و بنو تغلب مشغولون في نسوانهم..
    و بنوا مازن مشغولون في غلمانهم..
    و بنو هاشم يرمون السراويل على أقدامها..
    و يبيحون شفاها ..و نهودا!!.
    17
    ما الذي تخشاه إسرائيل من بعض العرب
    بعد ما صاروا يهودا؟؟…
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> المهرولون
    المهرولون
    رقم القصيدة : 196
    -----------------------------------
    -1-
    سقطت آخر جدرانِ الحياءْ.
    و فرِحنا.. و رقَصنا..
    و تباركنا بتوقيع سلامِ الجُبنَاءْ
    لم يعُد يُرعبنا شيئٌ..
    و لا يُخْجِلُنا شيئٌ..
    فقد يَبسَتْ فينا عُرُوق الكبرياءْ…
    -2-
    سَقَطَتْ..للمرّةِ الخمسينَ عُذريَّتُنَا..
    دون أن نهتَّز.. أو نصرخَ..
    أو يرعبنا مرأى الدماءْ..
    و دخَلنَا في زَمان الهروَلَة..
    و و قفنا بالطوابير, كأغنامٍ أمام المقصلة.
    و ركَضنَا.. و لَهثنا..
    و تسابقنا لتقبيلِ حذاء القَتَلَة..
    -3-
    جَوَّعوا أطفالنا خمسينَ عاماً.
    و رَموا في آخرِ الصومِ إلينا..
    بَصَلَة...
    -4-
    سَقَطَتْ غرناطةٌ
    -للمرّة الخمسينَ- من أيدي العَرَبْ.
    سَقَطَ التاريخُ من أيدي العَرَبْ.
    سَقَطتْ أعمدةُ الرُوح, و أفخاذُ القبيلَة.
    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البُطُولة.
    سَقَطتْ كلُّ مواويلِ البطولة.
    سَقَطتْ إشبيلَة.
    سَقَطتْ أنطاكيَه..
    سَقَطتْ حِطّينُ من غير قتالً..
    سَقَطتْ عمُّوريَة..
    سَقَطتْ مريمُ في أيدي الميليشياتِ
    فما من رجُلٍ ينقذُ الرمز السماويَّ
    و لا ثَمَّ رُجُولَة...
    -5-
    سَقَطتْ آخرُ محظِّياتنا
    في يَدِ الرُومِ, فعنْ ماذا نُدافعْ؟
    لم يَعُد في قَصرِنا جاريةٌ واحدةٌ
    تصنع القهوةَ و الجِنسَ..
    فعن ماذا ندافِعْ؟؟
    -6-
    لم يَعُدْ في يدِنَا أندلسٌ واحدةٌ نملكُها..
    سَرَقُوا الابوابَ, و الحيطانَ, و الزوجاتِ, و الأولادَ,
    و الزيتونَ, و الزيتَ, و أحجار الشوارعْ.
    سَرَقُوا عيسى بنَ مريَمْ
    و هو ما زالَ رضيعاً..
    سَرَقوا عيسى بن مريَمْ
    و هو ما زالَ رضيعاً..
    سرقُوا ذاكرةَ الليمُون..
    و المُشمُشِ.. و النَعناعِ منّا..
    و قَناديلَ الجوامِعْ...
    -7-
    تَرَكُوا عُلْبةَ سردينٍ بأيدينا
    تُسمَّى (غَزَّةً)..
    عَظمةً يابسةً تُدعى (أَريحا)..
    فُندقاً يُدعى فلسطينَ..
    بلا سقفٍ لا أعمدَةٍ..
    تركُنا جَسَداً دونَ عظامٍ
    و يداً دونَ أصابعْ...
    -8-
    لم يَعُد ثمّةَ أطلال لكي نبكي عليها.
    كيف تبكي أمَّةٌ
    أخَذوا منها المدامعْ؟؟
    -9-
    بعد هذا الغَزَلِ السِريِّ في أوسلُو
    خرجنا عاقرينْ..
    وهبونا وَطناً أصغر من حبَّةِ قمحٍ..
    وطَناً نبلعه من غير ماءٍ
    كحبوب الأسبرينْ!!..
    -10-
    بعدَ خمسينَ سَنَةْ..
    نجلس الآنَ, على الأرضِ الخَرَابْ..
    ما لنا مأوى
    كآلافِ الكلاب!!.
    -11-
    بعدَ خمسينَ سنةْ
    ما وجدْنا وطناً نسكُنُه إلا السرابْ..
    ليس صُلحاً, ذلكَ الصلحُ الذي أُدخِلَ كالخنجر فينا..
    إنه فِعلُ إغتصابْ!!..
    -12-
    ما تُفيدُ الهرولَةْ؟
    ما تُفيدُ الهَرولة؟
    عندما يبقى ضميرُ الشَعبِ حِيَّاً
    كفَتيلِ القنبلة..
    لن تساوي كل توقيعاتِ أوسْلُو..
    خَردلَة!!..
    -13-
    كم حَلمنا بسلامٍ أخضرٍ..
    و هلالٍ أبيضٍ..
    و ببحرٍ أزقٍ.. و قوع مرسلَة..
    و وجدنا فجأة أنفسَنا.. في مزبلَة!!.
    -14-
    مَنْ تُرى يسألهمْ عن سلام الجبناءْ؟
    لا سلام الأقوياء القادرينْ.
    من ترى يسألهم عن سلام البيع بالتقسيطِ..
    و التأجير بالتقسيطِ.. و الصَفْقاتِ..و التجارِ و المستثمرينْ؟.
    من ترى يسألهُم عن سلام الميِّتين؟
    أسكتوا الشارعَ.. و اغتالوا جميع الأسئلة..
    و جميع السائلينْ...
    -15-
    ... و تزوَّجنا بلا حبٍّ..
    من الأنثى التي ذاتَ يومٍ أكلت أولادنا..
    مضغتْ أكبادنا..
    و أخذناها إلى شهرِ العسلْ..
    و سكِرْنا.. و رقصنا..
    و استعدنا كلَّ ما نحفظ من شِعر الغزَلْ..
    ثم أنجبنا, لسوء الحظِّ, أولاد معاقينَ
    لهم شكلُ الضفادعْ..
    و تشَّردنا على أرصفةِ الحزنِ,
    فلا نم بَلَدٍ نحضُنُهُ..
    أو من وَلَدْ!!
    -16-
    لم يكن في العرسِ رقصٌ عربي.ٌّ
    أو طعامٌ عربي.ٌّ
    أو غناءٌ عربي.ٌّ
    أو حياء عربي.ٌّ ٌ
    فاقد غاب عن الزَّةِ أولاد البَلَدْ..
    -17-
    كان نصفُ المَهرِ بالدولارِ..
    كان الخاتمُ الماسيُّ بالدولارِ..
    كانت أُجرةُ المأذون بالدولارِ..
    و الكعكةُ كانتْ هبةً من أمريكا..
    و غطاءُ العُرسِ, و الأزهارُ, و الشمعُ,
    و موسيقى المارينزْ..
    كلُّها قد صُنِعَتْ في أمريكا!!.
    -18-
    و انتهى العُرسُ..
    و لم تحضَرْ فلسطينُ الفَرحْ.
    بل رأتْ صورتها مبثوثةً عبر كلِّ الأقنية..
    و رأت دمعتها تعبرُ أمواجَ المحيطْ..
    نحو شيكاغو.. و جيرسي..و ميامي..
    و هيَ مثلُ الطائرِ المذبوحِ تصرخْ:
    ليسَ هذا الثوبُ ثوبي..
    ليس هذا العارُ عاري..
    أبداً..يا أمريكا..
    أبداً..يا أمريكا..
    أبداً..يا أمريكا..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> لا بد أن أستأذن الوطن
    لا بد أن أستأذن الوطن
    رقم القصيدة : 197
    -----------------------------------
    يا صديقتي
    في هذه الأيام يا صديقتي..
    تخرج من جيوبنا فراشة صيفية تدعى الوطن.
    تخرج من شفاهنا عريشة شامية تدعى الوطن.
    تخرج من قمصاننا
    مآذن... بلابل ..جداول ..قرنفل..سفرجل.
    عصفورة مائية تدعى الوطن.
    أريد أن أراك يا سيدتي..
    لكنني أخاف أن أجرح إحساس الوطن..
    أريد أن أهتف إليك يا سيدتي
    لكنني أخاف أن تسمعني نوافذ الوطن.
    أريد أن أمارس الحب على طريقتي
    لكنني أخجل من حماقتي
    أمام أحزان الوطن.
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القصيدة الدمشقية
    القصيدة الدمشقية
    رقم القصيدة : 198
    -----------------------------------
    هذي دمشقُ.. وهذي الكأسُ والرّاحُ
    إنّي أحبُّ... وبعضُ الحبِّ ذبّاحُ
    أنا الدمشقيُّ.. لو شرحتمُ جسدي
    لسالَ منهُ عناقيدٌ.. وتفّاحُ
    و لو فتحتُم شراييني بمديتكم
    سمعتمُ في دمي أصواتَ من راحوا
    زراعةُ القلبِ.. تشفي بعضَ من عشقوا
    وما لقلبي -إذا أحببتُ- جرّاحُ
    مآذنُ الشّامِ تبكي إذ تعانقني
    و للمآذنِ.. كالأشجارِ.. أرواحُ
    للياسمينِ حقوقٌ في منازلنا..
    وقطّةُ البيتِ تغفو حيثُ ترتاحُ
    طاحونةُ البنِّ جزءٌ من طفولتنا
    فكيفَ أنسى؟ وعطرُ الهيلِ فوّاحُ
    هذا مكانُ "أبي المعتزِّ".. منتظرٌ
    ووجهُ "فائزةٍ" حلوٌ و لماحُ
    هنا جذوري.. هنا قلبي... هنا لغتي
    فكيفَ أوضحُ؟ هل في العشقِ إيضاحُ؟
    كم من دمشقيةٍ باعت أساورَها
    حتّى أغازلها... والشعرُ مفتاحُ
    أتيتُ يا شجرَ الصفصافِ معتذراً
    فهل تسامحُ هيفاءٌ ..ووضّاحُ؟
    خمسونَ عاماً.. وأجزائي مبعثرةٌ..
    فوقَ المحيطِ.. وما في الأفقِ مصباحُ
    تقاذفتني بحارٌ لا ضفافَ لها..
    وطاردتني شياطينٌ وأشباحُ
    أقاتلُ القبحَ في شعري وفي أدبي
    حتى يفتّحَ نوّارٌ... وقدّاحُ
    ما للعروبةِ تبدو مثلَ أرملةٍ؟
    أليسَ في كتبِ التاريخِ أفراحُ؟
    والشعرُ.. ماذا سيبقى من أصالتهِ؟
    إذا تولاهُ نصَّابٌ ... ومدّاحُ؟
    وكيفَ نكتبُ والأقفالُ في فمنا؟
    وكلُّ ثانيةٍ يأتيك سفّاحُ؟
    حملت شعري على ظهري فأتعبني
    ماذا من الشعرِ يبقى حينَ يرتاحُ؟
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة الحزن
    قصيدة الحزن
    رقم القصيدة : 199
    -----------------------------------
    علمني حبك ..أن أحزن
    و أنا محتاج منذ عصور
    لامرأة تجعلني أحزن
    لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
    لامرأة.. تجمع أجزائي
    كشظايا البلور المكسور
    ***
    علمني حبك س يدتي أسوء عادات
    علمني أخرج من بيتي
    في الليلة ألاف المرات..
    و أجرب طب العطارين..
    و أطرق باب العرافات..
    علمني ..أخرج من بيتي..
    لأمشط أرصفة الطرقات
    و أطارد وجهك..
    في الأمطار..
    و في أضواء السيارات..
    و أطارد ثوبك..
    في أثواب المجهولات
    و أطارد طيفك..
    حتى..حتى..
    في أوراق الإعلانات..
    علمني حبك كيف أهيم على وجهي..ساعات
    بحثا عن شعر غجري
    تحسده كل الغجريات
    بحثا عن وجه ٍ..عن صوتٍ..
    هو كل الأوجه و الأصواتْ
    ***
    أدخلني حبكِ.. سيدتي
    مدن الأحزانْ..
    و أنا من قبلكِ لم أدخلْ
    مدنَ الأحزان..
    لم أعرف أبداً..
    أن الدمع هو الإنسان
    أن الإنسان بلا حزنٍ
    ذكرى إنسانْ..
    ***
    علمني حبكِ..
    أن أتصرف كالصبيانْ
    أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطانْ..
    و على أشرعة الصيادينَ
    على الأجراس, على الصلبانْ
    علمني حبكِ..كيف الحبُّ
    يغير خارطة الأزمانْ..
    علمني أني حين أحبُّ..
    تكف الأرض عن الدورانْ
    علمني حبك أشياءً..
    ما كانت أبداً في الحسبانْ
    فقرأت أقاصيصَ الأطفالِ..
    دخلت قصور ملوك الجانْ
    و حلمت بأن تتزوجني
    بنتُ السلطان..
    تلك العيناها ..
    أصفى من ماء الخلجانْ
    تلك الشفتاها..
    أشهى من زهر الرمانْ
    و حلمت بأني أخطفها مثل الفرسانْ..
    و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ و المرجانْ..
    علمني حبك يا سيدتي, ما الهذيانْ
    علمني كيف يمر العمر..
    و لا تأتي بنت السلطانْ..
    ***
    علمني حبكِ..
    كيف أحبك في كل الأشياءْ
    في الشجر العاري, في الأوراق اليابسة الصفراءْ
    في الجو الماطر.. في الأنواءْ..
    في أصغر مقهى.. نشرب فيهِ..
    مساءً..قهوتنا السوداءْ..
    علمني حبك أن آوي..
    لفنادقَ ليس لها أسماءْ
    و كنائس ليس لها أسماءْ
    و مقاهٍ ليس لها أسماءْ
    علمني حبكِ..كيف الليلُ
    يضخم أحزان الغرباءْ..
    علمني..كيف أرى بيروتْ
    إمرأة..طاغية الإغراءْ..
    إمراةً..تلبس كل كل مساءْ
    أجمل ما تملك من أزياءْ
    و ترش العطرعلى نهديها
    للبحارةِ..و الأمراء..
    علمني حبك أن أبكي من غير بكاءْ
    علمني كيف ينام الحزن
    كغلام مقطوع القدمينْ..
    في طرق (الروشة) و (الحمراء)..
    علمني حبك أن أحزنْ..
    و أنا محتاج منذ عصور
    لامرأة تجعلني أحزنْ..
    لامرأة تجمع أجزائي..
    كشظايا البلور المكسور..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أحزان في الأندلس
    أحزان في الأندلس
    رقم القصيدة : 200
    -----------------------------------
    كتبتِ لي يا غاليه..
    كتبتِ تسألينَ عن إسبانيه
    عن طارقٍ، يفتحُ باسم الله دنيا ثانيه..
    عن عقبة بن نافعٍ
    يزرع شتلَ نخلةٍ..
    في قلبِ كلِّ رابيه..
    سألتِ عن أميةٍ..
    سألتِ عن أميرها معاويه..
    عن السرايا الزاهيه
    تحملُ من دمشقَ.. في ركابِها
    حضارةً وعافيه..
    لم يبقَ في إسبانيه
    منّا، ومن عصورنا الثمانيه
    غيرُ الذي يبقى من الخمرِ،
    بجوف الآنيه..
    وأعينٍ كبيرةٍ.. كبيرةٍ
    ما زال في سوادها ينامُ ليلُ الباديه..
    لم يبقَ من قرطبةٍ
    سوى دموعُ المئذناتِ الباكيه
    سوى عبيرِ الورود، والنارنج والأضاليه..
    لم يبق من ولاّدةٍ ومن حكايا حُبها..
    قافيةٌ ولا بقايا قافيه..
    لم يبقَ من غرناطةٍ
    ومن بني الأحمر.. إلا ما يقول الراويه
    وغيرُ "لا غالبَ إلا الله"
    تلقاك في كلِّ زاويه..
    لم يبقَ إلا قصرُهم
    كامرأةٍ من الرخام عاريه..
    تعيشُ -لا زالت- على
    قصَّةِ حُبٍّ ماضيه..
    مضت قرونٌ خمسةٌ
    مذ رحلَ "الخليفةُ الصغيرُ" عن إسبانيه
    ولم تزل أحقادنا الصغيره..
    كما هيَه..
    ولم تزل عقليةُ العشيره
    في دمنا كما هيه
    حوارُنا اليوميُّ بالخناجرِ..
    أفكارُنا أشبهُ بالأظافرِ
    مَضت قرونٌ خمسةٌ
    ولا تزال لفظةُ العروبه..
    كزهرةٍ حزينةٍ في آنيه..
    كطفلةٍ جائعةٍ وعاريه
    نصلبُها على جدارِ الحقدِ والكراهيه..
    مَضت قرونٌ خمسةُ.. يا غاليه
    كأننا.. نخرجُ هذا اليومَ من إسبانيه..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> أطفال الحجارة
    أطفال الحجارة
    رقم القصيدة : 202
    -----------------------------------
    بهروا الدنيا..
    وما في يدهم إلا الحجاره..
    وأضاؤوا كالقناديلِ، وجاؤوا كالبشاره
    قاوموا.. وانفجروا.. واستشهدوا..
    وبقينا دبباً قطبيةً
    صُفِّحت أجسادُها ضدَّ الحراره..
    قاتَلوا عنّا إلى أن قُتلوا..
    وجلسنا في مقاهينا.. كبصَّاق المحارة
    واحدٌ يبحثُ منّا عن تجارة..
    واحدٌ.. يطلبُ ملياراً جديداً..
    وزواجاً رابعاً..
    ونهوداً صقلتهنَّ الحضارة..
    واحدٌ.. يبحثُ في لندنَ عن قصرٍ منيفٍ
    واحدٌ.. يعملُ سمسارَ سلاح..
    واحدٌ.. يطلبُ في الباراتِ ثاره..
    واحدٌ.. بيحثُ عن عرشٍ وجيشٍ وإمارة..
    آهِ.. يا جيلَ الخياناتِ..
    ويا جيلَ العمولات..
    ويا جيلَ النفاياتِ
    ويا جيلَ الدعارة..
    سوفَ يجتاحُكَ -مهما أبطأَ التاريخُ-
    أطفالُ الحجاره..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> إفادة في محكمة الشعر
    إفادة في محكمة الشعر
    رقم القصيدة : 203
    -----------------------------------
    مرحباً يا عراقُ، جئتُ أغنّيكَ
    وبعضٌ من الغناءِ بكاءُ
    مرحباً، مرحباً.. أتعرفُ وجهاً
    حفرتهُ الأيّامُ والأنواءُ؟
    أكلَ الحبُّ من حشاشةِ قلبي
    والبقايا تقاسمتها النساءُ
    كلُّ أحبابي القدامى نسَوني
    لا نُوارَ تجيبُ أو عفراءُ
    فالشفاهُ المطيّباتُ رمادٌ
    وخيامُ الهوى رماها الهواءُ
    سكنَ الحزنُ كالعصافيرِ قلبي
    فالأسى خمرةٌ وقلبي الإناءُ
    أنا جرحٌ يمشي على قدميهِ
    وخيولي قد هدَّها الإعياءُ
    فجراحُ الحسينِ بعضُ جراحي
    وبصدري من الأسى كربلاءُ
    وأنا الحزنُ من زمانٍ صديقي
    وقليلٌ في عصرنا الأصدقاءُ
    مرحباً يا عراقُ،كيفَ العباءاتُ
    وكيفَ المها.. وكيفَ الظباءُ؟
    مرحباً يا عراقُ.. هل نسيَتني
    بعدَ طولِ السنينِ سامرّاءُ؟
    مرحباً يا جسورُ يا نخلُ يا نهرُ
    وأهلاً يا عشبُ... يا أفياءُ
    كيفَ أحبابُنا على ضفةِ النهرِ
    وكيفَ البساطُ والندماءُ؟
    كان عندي هنا أميرةُ حبٍّ
    ثم ضاعت أميرتي الحسناءُ
    أينَ وجهٌ في الأعظميّةِ حلوٌ
    لو رأتهُ تغارُ منهُ السماءُ؟
    إنني السندبادُ.. مزّقهُ البحرُ
    و عينا حبيبتي الميناءُ
    مضغَ الموجُ مركبي.. وجبيني
    ثقبتهُ العواصفُ الهوجاءُ
    إنَّ في داخلي عصوراً من الحزنِ
    فهل لي إلى العراقِ التجاءُ؟
    وأنا العاشقُ الكبيرُ.. ولكن
    ليس تكفي دفاتري الزرقاءُ
    يا حزيرانُ.ما الذي فعلَ الشعرُ؟
    وما الذي أعطى لنا الشعراءُ؟
    الدواوينُ في يدينا طروحٌ
    والتعابيرُ كلُّها إنشاءُ
    كلُّ عامٍ نأتي لسوقِ عكاظٍ
    وعلينا العمائمُ الخضراءُ
    ونهزُّ الرؤوسَ مثل الدراويشِ
    ...و بالنار تكتوي سيناءُ
    كلُّ عامٍ نأتي.. فهذا جريرٌ
    يتغنّى.. وهذهِ الخنساءُ
    لم نزَل، لم نزَل نمصمصُ قشراً
    وفلسطينُ خضّبتها الدماءُ
    يا حزيرانُ.. أنتَ أكبرُ منّا
    وأبٌ أنتَ ما لهُ أبناءُ
    لو ملكنا بقيّةً من إباءٍ
    لانتخينا.. لكننا جبناءُ
    يا عصورَ المعلّقاتِ ملَلنا
    ومن الجسمِ قد يملُّ الرداءُ
    نصفُ أشعارنا نقوشٌ وماذا
    ينفعُ النقشُ حين يهوي البناءُ؟
    المقاماتُ لعبةٌ... والحريريُّ
    حشيشٌ.. والغولُ والعنقاءُ
    ذبحتنا الفسيفساءُ عصوراً
    والدُّمى والزخارفُ البلهاءُ
    نرفضُ الشعرَ كيمياءً وسحراً
    قتلتنا القصيدةُ الكيمياءُ
    نرفضُ الشعرَ مسرحاً ملكياً
    من كراسيهِ يحرمُ البسطاءُ
    نرفضُ الشعرَ أن يكونَ حصاناً
    يمتطيهِ الطغاةُ والأقوياءُ
    نرفضُ الشعرَ عتمةً ورموزاً
    كيف تسطيعُ أن ترى الظلماءُ؟
    نرفضُ الشعرَ أرنباً خشبيّاً
    لا طموحَ لهُ ولا أهواءُ
    نرفضُ الشعرَ في قهوةِ الشعر..
    دخانٌ أيّامهم.. وارتخاءُ
    شعرُنا اليومَ يحفرُ الشمسَ حفراً
    بيديهِ.. فكلُّ شيءٍ مُضاءُ
    شعرنا اليومَ هجمةٌ واكتشافٌ
    لا خطوطَ كوفيّةً ، وحِداءُ
    كلُّ شعرٍ معاصرٍ ليسَ فيهِ
    غصبُ العصرِ نملةٌ عرجاءُ
    ما هوَ الشعرُ إن غدا بهلواناً
    يتسلّى برقصهِ الخُلفاءُ
    ما هو الشعرُ.. حينَ يصبحُ فأراً
    كِسرةُ الخبزِ -هَمُّهُ- والغِذاءُ
    وإذا أصبحَ المفكِّرُ بُوقاً
    يستوي الفكرُ عندها والحذاءُ
    يُصلبُ الأنبياءُ من أجل رأيٍ
    فلماذا لا يصلبَ الشعراءُ؟
    الفدائيُّ وحدهُ.. يكتبُ الشعرَ
    و كلُّ الذي كتبناهُ هراءُ
    إنّهُ الكاتبُ الحقيقيُّ للعصرِ
    ونحنُ الحُجَّابُ والأجراءُ
    عندما تبدأُ البنادقُ بالعزفِ
    تموتُ القصائدُ العصماءُ
    ما لنا؟ مالنا نلومُ حزيرانَ
    و في الإثمِ كلُّنا شركاءُ؟
    من هم الأبرياءُ؟ نحنُ جميعاً
    حاملو عارهِ ولا استثناءُ
    عقلُنا، فكرُنا، هزالُ أغانينا
    رؤانا، أقوالُنا الجوفاءُ
    نثرُنا، شعرُنا، جرائدُنا الصفراء
    والحبرُ والحروفُ الإماءُ
    البطولاتُ موقفٌ مسرحيٌّ
    ووجوهُ الممثلينَ طلاءُ
    وفلسطينُ بينهم كمزادٍ
    كلُّ شارٍ يزيدُ حين يشاءُ
    وحدويّون! والبلادُ شظايا
    كلُّ جزءٍ من لحمها أجزاءُ
    ماركسيّونَ! والجماهيرُ تشقى
    فلماذا لا يشبعُ الفقراءُ؟
    قرشيّونَ! لو رأتهم قريشٌ
    لاستجارت من رملِها البيداءُ
    لا يمينٌ يجيرُنا أو يسارٌ
    تحتَ حدِّ السكينِ نحنُ سواءُ
    لو قرأنا التاريخَ ما ضاعتِ القدسُ
    وضاعت من قبلها "الحمراءُ"..
    يا فلسطينُ، لا تزالينَ عطشى
    وعلى الزيتِ نامتِ الصحراءُ
    العباءاتُ.. كلُّها من حريرٍ
    والليالي رخيصةٌ حمراءُ
    يا فلسطينُ، لا تنادي عليهم
    قد تساوى الأمواتُ والأحياءُ
    قتلَ النفطُ ما بهم من سجايا
    ولقد يقتلُ الثريَّ الثراءُ
    يا فلسطينُ، لا تنادي قريشاً
    فقريشٌ ماتت بها الخيَلاءُ
    لا تنادي الرجالَ من عبدِ شمسٍ
    لا تنادي.. لم يبقَ إلا النساءُ
    ذروةُ الموتِ أن تموتَ المروءاتُ
    ويمشي إلى الوراءِ الوراءُ
    مرَّ عامانِ والغزاةُ مقيمونَ
    و تاريخُ أمتي... أشلاءُ
    مرَّ عامانِ.. والمسيحُ أسيرٌ
    في يديهم.. و مريمُ العذراءُ
    مرَّ عامانِ.. والمآذنُ تبكي
    و النواقيسُ كلُّها خرساءُ
    أيُّها الراكعونَ في معبدِ الحرفِ
    كفانا الدوارُ والإغماءُ
    مزِّقوا جُبَّةَ الدراويشِ عنكم
    واخلعوا الصوفَ أيُّها الأتقياءُ
    اتركوا أولياءَنا بسلامٍ
    أيُّ أرضٍ أعادها الأولياءُ؟
    في فمي يا عراقُ.. ماءٌ كثيرٌ
    كيفَ يشكو من كانَ في فيهِ ماءُ؟
    زعموا أنني طعنتُ بلادي
    وأنا الحبُّ كلُّهُ والوفاءُ
    أيريدونَ أن أمُصَّ نزيفي؟
    لا جدارٌ أنا و لا ببغاءُ!
    أنا حريَّتي... فإن سرقوها
    تسقطِ الأرضُ كلُّها والسماءُ
    ما احترفتُ النِّفاقَ يوماً وشعري
    ما اشتراهُ الملوكُ والأمراءُ
    كلُّ حرفٍ كتبتهُ كانَ سيفاً
    عربيّاً يشعُّ منهُ الضياءُ
    وقليلٌ من الكلامِ نقيٌّ
    وكثيرٌ من الكلامِ بغاءُ
    كم أُعاني مما كتبتُ عذاباً
    ويعاني في شرقنا الشرفاءُ
    وجعُ الحرفِ رائعٌ.. أوَتشكو
    للبساتينِ وردةٌ حمراءُ؟
    كلُّ من قاتلوا بحرفٍ شجاعٍ
    ثم ماتوا.. فإنهم شهداءُ
    لا تعاقب يا ربِّ من رجموني
    واعفُ عنهم لأنّهم جهلاءُ
    إن حبّي للأرضِ حبٌّ بصيرٌ
    وهواهم عواطفٌ عمياءُ
    إن أكُن قد كويتُ لحمَ بلادي
    فمن الكيِّ قد يجيءُ الشفاءُ
    من بحارِ الأسى، وليلِ اليتامى
    تطلعُ الآنَ زهرةٌ بيضاءُ
    ويطلُّ الفداءُ شمساً علينا
    ما عسانا نكونُ.. لولا الفداءُ
    من جراحِ المناضلينَ.. وُلدنا
    ومنَ الجرحِ تولدُ الكبرياءُ
    قبلَهُم، لم يكن هناكَ قبلٌ
    ابتداءُ التاريخِ من يومِ جاؤوا
    هبطوا فوقَ أرضنا أنبياءً
    بعد أن ماتَ عندنا الأنبياءُ
    أنقذوا ماءَ وجهنا يومَ لاحوا
    فأضاءت وجوهُنا السوداءُ
    منحونا إلى الحياةِ جوازاً
    لم تكُن قبلَهم لنا أسماءُ
    أصدقاءُ الحروفِ لا تعذلوني
    إن تفجّرتُ أيُّها الأصدقاءُ
    إنني أخزنُ الرعودَ بصدري
    مثلما يخزنُ الرعودَ الشتاءُ
    أنا ما جئتُ كي أكونَ خطيباً
    فبلادي أضاعَها الخُطباءُ
    إنني رافضٌ زماني وعصري
    ومن الرفضِ تولدُ الأشياءُ
    أصدقائي.. حكيتُ ما ليسَ يُحكى
    و شفيعي... طفولتي والنقاءُ
    إنني قادمٌ إليكم.. وقلبي
    فوقَ كفّي حمامةٌ بيضاءُ
    إفهموني.. فما أنا غيرُ طفلٍ
    فوقَ عينيهِ يستحمُّ المساءُ
    أنا لا أعرفُ ازدواجيّةَ الفكرِ
    فنفسي.. بحيرةٌ زرقاءُ
    لبلادي شعري.. ولستُ أبالي
    رفصتهُ أم باركتهُ السماءُ..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> تلومني الدنيا
    تلومني الدنيا
    رقم القصيدة : 205
    -----------------------------------
    تلومني الدنيا إذا أحببتهُ
    كأنني.. أنا خلقتُ الحبَّ واخترعتُهُ
    كأنني أنا على خدودِ الوردِ قد رسمتهُ
    كأنني أنا التي..
    للطيرِ في السماءِ قد علّمتهُ
    وفي حقولِ القمحِ قد زرعتهُ
    وفي مياهِ البحرِ قد ذوّبتهُ..
    كأنني.. أنا التي
    كالقمرِ الجميلِ في السماءِ..
    قد علّقتُه..
    تلومُني الدنيا إذا..
    سمّيتُ منْ أحبُّ.. أو ذكرتُهُ..
    كأنني أنا الهوى..
    وأمُّهُ.. وأختُهُ..
    هذا الهوى الذي أتى..
    من حيثُ ما انتظرتهُ
    مختلفٌ عن كلِّ ما عرفتهُ
    مختلفٌ عن كلِّ ما قرأتهُ
    وكلِّ ما سمعتهُ
    لو كنتُ أدري أنهُ..
    نوعٌ منَ الإدمانِ.. ما أدمنتهُ
    لو كنتُ أدري أنهُ..
    بابٌ كثيرُ الريحِ.. ما فتحتهُ
    لو كنتُ أدري أنهُ..
    عودٌ من الكبريتِ.. ما أشعلتهُ
    هذا الهوى.. أعنفُ حبٍّ عشتهُ
    فليتني حينَ أتاني فاتحاً
    يديهِ لي.. رددْتُهُ
    وليتني من قبلِ أن يقتلَني.. قتلتُهُ..
    هذا الهوى الذي أراهُ في الليلِ..
    على ستائري..
    أراهُ.. في ثوبي..
    وفي عطري.. وفي أساوري
    أراهُ.. مرسوماً على وجهِ يدي..
    أراهُ منقوشاً على مشاعري
    لو أخبروني أنهُ
    طفلٌ كثيرُ اللهوِ والضوضاءِ ما أدخلتهُ
    وأنهُ سيكسرُ الزجاجَ في قلبي لما تركتهُ
    لو أخبروني أنهُ..
    سيضرمُ النيرانَ في دقائقٍ
    ويقلبُ الأشياءَ في دقائقٍ
    ويصبغُ الجدرانَ بالأحمرِ والأزرقِ في دقائقٍ
    لكنتُ قد طردتهُ..
    يا أيّها الغالي الذي..
    أرضيتُ عني الله.. إذْ أحببتهُ
    هذا الهوى أجملُ حبٍّ عشتُهُ
    أروعُ حبٍّ عشتهُ
    فليتني حينَ أتاني زائراً
    بالوردِ قد طوّقتهُ..
    وليتني حينَ أتاني باكياً
    فتحتُ أبوابي لهُ.. وبستهُ
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
    ترصيع بالذهب على سيف دمشقي
    رقم القصيدة : 204
    -----------------------------------
    أتراها تحبني ميسون..؟
    أم توهمت والنساء ظنون
    يا ابنة العمّ... والهوى أمويٌ
    كيف أخفي الهوى وكيف أبين
    هل مرايا دمشق تعرف وجهي
    من جديد أم غيّرتني السنينُ؟
    يا زماناً في الصالحية سمحاً
    أين مني الغِوى وأين الفتونُ؟
    يا سريري.. ويا شراشف أمي
    يا عصافير.. يا شذا، يا غصون
    يا زورايب حارتي.. خبئني
    بين جفنيك فالزمان ضنين
    واعذريني إن بدوت حزيناً
    إن وجه المحب وجه حزين
    ها هي الشام بعد فرقة دهر
    أنهر سبعة ..وحور عين
    آه يا شام.. كيف أشرح ما بي
    وأنا فيكِ دائماً مسكونُ
    يا دمشق التي تفشى شذاها
    تحت جلدي كأنه الزيزفونُ
    قادم من مدائن الريح وحدي
    فاحتضني ،كالطفل، يا قاسيونُ
    أهي مجنونة بشوقي إليها...
    هذه الشام، أم أنا المجنون؟
    إن تخلت كل المقادير عني
    فبعيني حبيبتي أستعينُ
    جاء تشرين يا حبيبة عمري
    أحسن وقت للهوى تشرين
    ولنا موعد على جبل الشيخ
    كم الثلج دافئ.. وحنونُ
    سنوات سبع من الحزن مرت
    مات فيها الصفصاف والزيتون
    شام.. يا شام.. يا أميرة حبي
    كيف ينسى غرامه المجنون؟
    شمس غرناطةَ أطلت علينا
    بعد يأس وزغردت ميسلون
    جاء تشرين.. إن وجهك أحلى
    بكثير... ما سره تشرينُ ؟
    إن أرض الجولان تشبه عينيك
    فماءٌ يجري.. ولوز.. وتينُ
    مزقي يا دمشق خارطة الذل
    وقولي للدهر كُن فيكون
    استردت أيامها بكِ بدرٌ
    واستعادت شبابها حطينُ
    كتب الله أن تكوني دمشقاً
    بكِ يبدا وينتهي التكوينُ
    هزم الروم بعد سبع عجاف
    وتعافى وجداننا المطعونُ
    اسحبي الذيلَ يا قنيطرةَ المجدِ
    وكحِّل جفنيك يا حرمونُ
    علمينا فقه العروبة يا شام
    فأنتِ البيان والتبيينُ
    وطني، يا قصيدة النارِ والورد
    تغنت بما صنعتَ القرونُ
    إركبي الشمس يا دمشق حصاناً
    ولك الله ... حافظ و أمينُ
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> الحاكم والعصفور
    الحاكم والعصفور
    رقم القصيدة : 206
    -----------------------------------
    أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
    لأقرأَ شعري للجمهورْ
    فأنا مقتنعٌ
    أنَّ الشعرَ رغيفٌ يُخبزُ للجمهورْ
    وأنا مقتنعٌ - منذُ بدأتُ -
    بأنَّ الأحرفَ أسماكٌ
    وبأنَّ الماءَ هوَ الجمهورْ
    أتجوَّلُ في الوطنِ العربيِّ
    وليسَ معي إلا دفترْ
    يُرسلني المخفرُ للمخفرْ
    يرميني العسكرُ للعسكرْ
    وأنا لا أحملُ في جيبي إلا عصفورْ
    لكنَّ الضابطَ يوقفني
    ويريدُ جوازاً للعصفورْ
    تحتاجُ الكلمةُ في وطني
    لجوازِ مرورْ
    أبقى ملحوشاً ساعاتٍ
    منتظراً فرمانَ المأمورْ
    أتأمّلُ في أكياسِ الرملِ
    ودمعي في عينيَّ بحورْ
    وأمامي كانتْ لافتةٌ
    تتحدّثُ عن (وطنٍ واحدْ)
    تتحدّثُ عن (شعبٍ واحدْ)
    وأنا كالجُرذِ هنا قاعدْ
    أتقيأُ أحزاني..
    وأدوسُ جميعَ شعاراتِ الطبشورْ
    وأظلُّ على بابِ بلادي
    مرميّاً..
    كالقدحِ المكسورْ
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> هوامش على دفتر النكسة
    هوامش على دفتر النكسة
    رقم القصيدة : 207
    -----------------------------------
    أنعي لكم، يا أصدقائي، اللغةَ القديمه
    والكتبَ القديمه
    أنعي لكم..
    كلامَنا المثقوبَ، كالأحذيةِ القديمه..
    ومفرداتِ العهرِ، والهجاءِ، والشتيمه
    أنعي لكم.. أنعي لكم
    نهايةَ الفكرِ الذي قادَ إلى الهزيمه
    2
    مالحةٌ في فمِنا القصائد
    مالحةٌ ضفائرُ النساء
    والليلُ، والأستارُ، والمقاعد
    مالحةٌ أمامنا الأشياء
    3
    يا وطني الحزين
    حوّلتَني بلحظةٍ
    من شاعرٍ يكتبُ الحبَّ والحنين
    لشاعرٍ يكتبُ بالسكين
    4
    لأنَّ ما نحسّهُ أكبرُ من أوراقنا
    لا بدّ
    أ. إيمان الطيب
    أ. إيمان الطيب
    إداري
    إداري


    الجنس : انثى
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 1256
    نقاط : 27197
    السٌّمعَة : 215
    تاريخ التسجيل : 17/04/2010
    العمر : 44
    الموقع : اليمن السعيده
    أوسمه : موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Ououo_12

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Empty موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف أ. إيمان الطيب الثلاثاء 20 أبريل 2010 - 14:33

    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> القدس
    القدس
    رقم القصيدة : 210
    -----------------------------------
    بكيت.. حتى انتهت الدموع
    صليت.. حتى ذابت الشموع
    ركعت.. حتى ملّني الركوع
    سألت عن محمد، فيكِ وعن يسوع
    يا قُدسُ، يا مدينة تفوح أنبياء
    يا أقصر الدروبِ بين الأرضِ والسماء
    يا قدسُ، يا منارةَ الشرائع
    يا طفلةً جميلةً محروقةَ الأصابع
    حزينةٌ عيناكِ، يا مدينةَ البتول
    يا واحةً ظليلةً مرَّ بها الرسول
    حزينةٌ حجارةُ الشوارع
    حزينةٌ مآذنُ الجوامع
    يا قُدس، يا جميلةً تلتفُّ بالسواد
    من يقرعُ الأجراسَ في كنيسةِ القيامة؟
    صبيحةَ الآحاد..
    من يحملُ الألعابَ للأولاد؟
    في ليلةِ الميلاد..
    يا قدسُ، يا مدينةَ الأحزان
    يا دمعةً كبيرةً تجولُ في الأجفان
    من يوقفُ العدوان؟
    عليكِ، يا لؤلؤةَ الأديان
    من يغسل الدماءَ عن حجارةِ الجدران؟
    من ينقذُ الإنجيل؟
    من ينقذُ القرآن؟
    من ينقذُ المسيحَ ممن قتلوا المسيح؟
    من ينقذُ الإنسان؟
    يا قدسُ.. يا مدينتي
    يا قدسُ.. يا حبيبتي
    غداً.. غداً.. سيزهر الليمون
    وتفرحُ السنابلُ الخضراءُ والزيتون
    وتضحكُ العيون..
    وترجعُ الحمائمُ المهاجرة..
    إلى السقوفِ الطاهره
    ويرجعُ الأطفالُ يلعبون
    ويلتقي الآباءُ والبنون
    على رباك الزاهرة..
    يا بلدي..
    يا بلد السلام والزيتون
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> غرناطة
    غرناطة
    رقم القصيدة : 211
    -----------------------------------
    في مدخل الحمراء كان لقاؤنا
    ما أطيب اللقيا بلا ميعاد
    عينان سوداوان في جحريهما
    تتوالد الأبعاد من أبعاد
    هل أنت إسبانية؟ ساءلتها
    قالت: وفي غرناطة ميلادي
    غرناطة؟ وصحت قرون سبعة
    في تينك العينين.. بعد رقاد
    وأمية راياتها مرفوعة
    وجيادها موصولة بجياد
    ما أغرب التاريخ كيف أعادني
    لحفيدة سمراء من أحفادي
    وجه دمشقي رأيت خلاله
    أجفان بلقيس وجيد سعاد
    ورأيت منزلنا القديم وحجرة
    كانت بها أمي تمد وسادي
    والياسمينة رصعت بنجومها
    والبركة الذهبية الإنشاد
    ودمشق، أين تكون؟ قلت ترينها
    في شعرك المنساب ..نهر سواد
    في وجهك العربي، في الثغر الذي
    ما زال مختزناً شموس بلادي
    في طيب "جنات العريف" ومائها
    في الفل، في الريحان، في الكباد
    سارت معي.. والشعر يلهث خلفها
    كسنابل تركت بغير حصاد
    يتألق القرط الطويل بجيدها
    مثل الشموع بليلة الميلاد..
    ومشيت مثل الطفل خلف دليلتي
    وورائي التاريخ كوم رماد
    الزخرفات.. أكاد أسمع نبضها
    والزركشات على السقوف تنادي
    قالت: هنا "الحمراء" زهو جدودنا
    فاقرأ على جدرانها أمجادي
    أمجادها؟ ومسحت جرحاً نازفاً
    ومسحت جرحاً ثانياً بفؤادي
    يا ليت وارثتي الجميلة أدركت
    أن الذين عنتهم أجدادي
    عانقت فيها عندما ودعتها
    رجلاً يسمى "طارق بن زياد"
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> طريق واحد
    طريق واحد
    رقم القصيدة : 212
    -----------------------------------
    أريدُ بندقيّه..
    خاتمُ أمّي بعتهُ
    من أجلِ بندقيه
    محفظتي رهنتُها
    من أجلِ بندقيه..
    اللغةُ التي بها درسنا
    الكتبُ التي بها قرأنا..
    قصائدُ الشعرِ التي حفظنا
    ليست تساوي درهماً..
    أمامَ بندقيه..
    أصبحَ عندي الآنَ بندقيه..
    إلى فلسطينَ خذوني معكم
    إلى ربىً حزينةٍ كوجهِ مجدليّه
    إلى القبابِ الخضرِ.. والحجارةِ النبيّه
    عشرونَ عاماً.. وأنا
    أبحثُ عن أرضٍ وعن هويّه
    أبحثُ عن بيتي الذي هناك
    عن وطني المحاطِ بالأسلاك
    أبحثُ عن طفولتي..
    وعن رفاقِ حارتي..
    عن كتبي.. عن صوري..
    عن كلِّ ركنٍ دافئٍ.. وكلِّ مزهريّه..
    أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه
    إلى فلسطينَ خذوني معكم
    يا أيّها الرجال..
    أريدُ أن أعيشَ أو أموتَ كالرجال
    أريدُ.. أن أنبتَ في ترابها
    زيتونةً، أو حقلَ برتقال..
    أو زهرةً شذيّه
    قولوا.. لمن يسألُ عن قضيّتي
    بارودتي.. صارت هي القضيّه..
    أصبحَ عندي الآنَ بندقيّه..
    أصبحتُ في قائمةِ الثوّار
    أفترشُ الأشواكَ والغبار
    وألبسُ المنيّه..
    مشيئةُ الأقدارِ لا تردُّني
    أنا الذي أغيّرُ الأقدار
    يا أيّها الثوار..
    في القدسِ، في الخليلِ،
    في بيسانَ، في الأغوار..
    في بيتِ لحمٍ، حيثُ كنتم أيّها الأحرار
    تقدموا..
    تقدموا..
    فقصةُ السلام مسرحيّه..
    والعدلُ مسرحيّه..
    إلى فلسطينَ طريقٌ واحدٌ
    يمرُّ من فوهةِ بندقيّه..
    ________________________________________
    شعراء العراق والشام >> نزار قباني >> قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
    قصيدة منشورَاتٌ فِدَائيّة على جُدْرَانِ إسْرائيل
    رقم القصيدة : 10
    -----------------------------------
    -1-
    لَنْ تجعلوا من شعبِنا
    شعبَ هُنودٍ حُمرْ
    فنحنُ باقونَ هُنا ..
    في هذه الأرض التي تلبس في مِعْصَمها
    إسوارةً من زهرْ
    فهذه بلادُنا
    فيها وُجِدنَا منذ فجر العمرْ
    فيها لعِبنْا.. وعشِقْنا.. وكتبنَا الشِعرْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في خُلجانها
    مثلَ حشيش البحرْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في تاريخها
    في خُبزها المرقُوقِ.. في زيتونِها
    في قمحها المُصْفَرّْ
    مُشَرِّشُونَ نحنُ في وجدانِها
    باقونَ في آذارها
    باقونَ في نيَسْاَنِها
    باقونَ كالحَفْر على صُلبانِها
    وفي الوصايا العشْرْ ...
    -2-
    لا تسكرُوا بالنصرْ
    إذا قتلتُمْ خالداً
    فسوف يأتي عَمْرو
    وإن سحقتُمْ وردةً
    فسوفَ يبقى العطرْ
    -3-
    لأنَّ موسى قُطعتْ يداهْ
    ولم يعُدْ يُتقنُ فنَّ السِحرْ
    لأنَّ موسى كُسِرتْ عصاهْ
    ولم يعُدْ بوسعه..
    شَقَّ مياه البحرْ..
    لأنَّكم .. لستُمْ كأمْريكا
    ولسنا كالهنود الحُمرْ
    فسوفَ تهلكونَ عن آخركم..
    فوقَ صحاري مِصرْ..
    -4-
    المسجدُ الأقصى . شهيدٌ جديدْ
    نُضيفهُ إلى الحساب العتيقْ
    وليستِ النارُ ، وليسَ الحريقْ
    سوى قناديلَ تُضيُْ الطريقْ ..
    -5-
    من قَصَبِ الغاباتْ..
    نخرجُ كالجنِّ لكمْ ..
    من قَصَبِ الغاباتْ
    من رُزَم البريد.. من مقاعد الباصاتْ
    من عُلَب الدخانِ ..
    من صفائح البنزينِ..
    من شواهد الأمواتْ
    من الطباشيرِ .. من الألواحِ ..
    من ضفائر البناتْ ..
    من خَشَب الصُلْبان..
    من أوعية البخُورِ ..
    من أغطية الصلاةْ
    من وَرَق المصحفِ ، نأتيكُمْ ..
    من السُطُور والآياتْ
    لن تُفْلتوا من يدنا ..
    فنحنُ مبثوثونَ في الريحِ ..
    وفي الماءِ ..
    وفي النباتْ ..
    ونحنُ معجونونَ ..
    بالألوانِ والأصواتْ ..
    لن تُفْلتوا ..
    لن تُفْلتوا ..
    فكلُّ بيتٍ فيه بندقيةٌ
    من ضفَّةِ النيل إلى الفُراتْ
    -6-
    لنْ تستريحوا مَعَنا ..
    كلُّ قتيلٍ عندنا ..
    يموتُ آلافاً من المرَّاتْ ...
    -7-
    إنتبهوا ‍! ..
    إنتبهوا ‍! ..
    أعمدةُ النور لها أظافر
    وللشبابيكِ عيونٌ عشرْ
    والموتُ في انتظاركمْ
    في كلِّ وجهٍ عابرٍ ..
    أو لَفْتةٍ .. أو خصْرْ
    الموتُ مخبوءٌ لكمْ
    في مِشْط كلِّ امرأةٍ
    وخُصْلةٍ من شَعرْ ...
    -8-
    يا آلَ إسرائيلَ .. لا يأخذْكُمُ الغرورْ
    عقاربُ الساعات إنْ توقّفتْ
    لا بُدَّ أن تدورْ
    إنَّ اغتصابَ الأرض لا يخيفُنا
    فالريشُ قد يسقُطُ عن أجنحة النسورْ
    والعَطَشُ الطويلُ لا يخيفُنا
    فالماءُ يبقى دائماً في باطن الصخورْ
    هزمتُمُ الجيوشَ .. إلاّ أنَّكمْ
    لم تهزموا الشعورْ ..
    قطعتُمُ الأشجارَ من رؤوسها
    وظلَّتِ الجذورْ ...
    -9-
    ننصحُكمْ أن تقرأوا ..
    ما جاءَ في الزَبُورْ
    ننصحُكمْ أن تحملوا توراتَكُمْ
    وتتبعوا نبيَّكُمْ للطورْ
    فما لكُمْ خبزٌ هُنا ..
    ولا لكُمْ حضورْ ..
    من باب كلِّ جامعٍ
    من خلف كُلِّ منبرٍ مكسورْ
    سيخرجُ الحَجَّاجُ ذاتَ ليلةٍ
    ويخرجُ المنصورْ ...
    إنتظرونا دائماً ..
    في كُلِّ ما لا يُنْتَظَرْ
    فنحنُ في كلِّ المطاراتِ ..
    وفي كلِّ بطاقاتِ السَفَرْ
    نطلع في روما ..
    وفي زوريخَ ...
    من تحت الحجَرْ
    نطلعُ من خلف التماثيلِ ..
    وأحواضِ الزَهَرْ
    رجالُنا يأتونَ دونَ موعدٍ
    في غَضَبِ الرعدِ .. وزخَّاتِ المطَرْ
    يأتونَ في عباءة الرسُولِ ..
    أو سيفِ عُمَرْ
    نساؤنا
    يرسمنَ أحزانَ فلسطينَ.. على دمع الشجَرْ
    يقبرنَ أطفالَ فلسطينَ.. بوجدان البشَرْ
    نساؤنا ..
    يحملنَ أحجارَ فلسطينَ ..
    إلى أرض القَمَرْ ....
    -11-
    لقد سرقتُمْ وطناً ..
    فصفَّقَ العالمُ للمُغامَرَهْ..
    صادرتمُ الألوفَ من بيوتنا
    وبعتُمُ الألوفَ من أطفالنا
    فصفَّق العالمُ للسماسرَهْ
    سرقتُم الزيتَ من الكنائسِ..
    سرقتُمُ المسيح من منزله في الناصرَهْ
    فصفّق العالمُ للمغامَرَهْ ..
    وتنصبُونَ مأتماً
    إذا خَطَفنا طائرَهْ ...
    -12-
    تذكَّروا ..
    تذكَّروا دائماً
    بأنَّ أَمْريكا -على شأنِها-
    ليستْ هي اللهَ العزيزَ القديرْ
    وأنَّ أَمْريكا -على بأسها-
    لن تمنعَ الطيورَ من أن تطيرْ
    قد تقتُلُ الكبيرَ .. بارودةٌ
    صغيرةٌ .. في يد طفلٍ صغيرْ ..
    -13-
    ما بيننا .. وبينكُمْ
    لا ينتهي بعامْ ..
    لا ينتهي بخمسةٍ .. أو عشْرةٍ
    ولا بألفِ عامْ ..
    طويلةٌ معاركُ التحرير.. كالصيامْ
    ونحنُ باقونَ على صدروكمْ
    كالنَقْش في الرخامْ ...
    باقونَ في صوت المزاريبِ ..
    وفي أجنحة الحَمامْ
    باقونَ في ذاكرة الشمسِ ..
    وفي دفاتر الأيَّامْ
    باقون في شَيْطنة الأولاد.. في خَرْبشة الأقلامْ
    باقونَ في الخرائط الملوَّنَهْ ..
    باقونَ في شِعْر امريء القيس ..
    وفي شِعْر ابي تمَّامْ ..
    باقونَ في شفاه من نحبّهمْ
    باقونَ في مخارجِ الكلامْ ..
    -14-
    مَوْعدُنا حين يجيء المغيبْ ..
    مَوْعدُنا القادمُ في تل أبيبْ
    "نَصْرٌ من اللهِ .. وَفَتْحٌ قريبْ".
    -15-
    ليس حُزَيرانُ سوى ..
    يومٍ من الزمانْ
    وأجملُ الوُرودِ ما
    ينبتُ في حديقة الأحزانْ ....
    -16-
    للحزن أولادٌ سيكبُرُونْ
    للوجَع الطويل أولادٌ سيكبُرُونْ
    لمنْ قتلتمْ في حزيرانَ ..
    صغارٌ سوفَ يَكبُرُونْ
    للأرضِ ..
    للحاراتِ ..
    للأبواب.. أولادٌ سيكبُرُونْ
    وهؤلاء كلُّهُمْ ..
    تجمّعوا منذ ثلاثين سَنَهْ
    في غُرف التحقيق ..
    في مراكز البوليس.. في السجونْ
    تجمّعوا كالدمع في العيونْ
    وهؤلاء كلُّهمْ ..
    في أيِّ . أيِّ لحظةٍ
    من كلِّ أبواب فلسطينَ .. سيدخلونْ
    -17-
    وجاءَ في كتابه تعالى :
    بأنَّكمْ من مِصْرَ تخرجونْ
    وأنَّكمْ في تيهها ..
    سوفَ تجوعونَ وتعطشونْ
    وأنَّكمْ ستعبدونَ العِجْلَ.. دون ربِّكمْ
    وأنَّكمْ بنعمة الله عليكمْ
    سوف تكفرونْ ..
    وفي المناشير التي يحملها رجالُنا
    زدنَا على ما قاله تعالى
    سطريْنِ آخرَيْنْ :
    "ومن ذُرى الجولان تخرجونْ .."
    "وضَفَّة الأردُنِّ تخرجونْ .."
    "بقوّة السلاح تخرجونْ .."
    -18-
    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ ..
    سوفَ يموتُ الأعورُ الدجَّالْ
    ونحنُ باقونَ هنا ..
    حدائقاً ..
    وعطرَ برتقالْ ..
    باقونَ فيما رسمَ اللهُ ..
    على دفاتر الجبالْ
    باقونَ في معاصر الزيتِ
    وفي الأنوالْ ..
    في المدِّ .. في الجَزْر ..
    وفي الشروق والزوالْ
    باقونَ في مراكب الصيْدِ
    وفي الأصدافِ .. والرمالْ
    باقونَ في قصائد الحبِّ ..
    وفي قصائد النضالْ ..
    باقونَ في الشعر .. وفي الأزجالْ
    باقونَ في عطر المناديل ..
    وفي (الدبْكة).. و (الموَّالْ)
    في القَصَص الشعبيِّ .. في الأمثالْ ..
    باقونَ في الكُوفيَّة البيضاءِ ..
    والعقالْ ...
    باقونَ في مُروءة الخيْل ..
    وفي مُروءة الخيَّالْ ..
    باقونَ في (المِْهباج) .. والبُنِّ
    وفي تحيّة الرجال للرجالْ
    باقونَ في معاطف الجنودِ ..
    في الجراحِ .. في السُعالْ
    باقونَ في سنابل القمح ..
    وفي نسائم الشمالْ
    باقونَ في الصليبْ ..
    باقونَ في الهلالْ ..
    في ثورة الطُلاَّبِ.. باقونَ
    وفي معاول العُمَّالْ
    باقونَ في خواتم الخطْبةِ
    في أسِرَّة الأطفالْ ..
    باقونَ في الدموعْ ..
    باقونَ في الآمالْ ..
    -19-
    تِسعونَ مليوناً ..
    من الأعراب ، خلفَ الأفْقِ غاضبونْ
    يا ويلَكُمْ من ثأرهمْ..
    يومَ من القُمْقُمِ يطلعونْ ....
    -20-
    لأنّ هارونَ الرشيدَ .. ماتَ من زمانْ
    ولم يَعُدْ في القصرِ ..
    غلمانٌ .. ولا خِصْيانْ ..
    لأنَّنا نحنُ قتلناهُ ..
    وأطعمناهُ للحيتانْ ...
    لأنَّ هارونَ الرشيدَ ..
    لم يَعُدْ "إنسانْ"
    لأنَّهُ في تخته الوثير
    لا يعرفُ ما القدسُ ، وما بيسانْ
    فقد قطعنا رأسَهُ ..
    أمسِ ، وعلّقناه في بيسانْ
    لأنَّ هارونَ الرشيدَ .. أرنبٌ جبانْ
    فقد جعلنا قصرهُ
    قيادةَ الأركانْ ....
    -21-
    ظلَّ الفلسطينيُّ أعواماً على الأبوابْ
    يشحذ خبزَ العدل من موائد الذئابْ
    ويشتكي عذابَهُ للخالق التوَّابْ..
    وعندما ..
    أخرجَ من إسطبله حصانَهُ
    وزيَّتَ البارودةَ الملقاةَ في السردابْ ..
    أصبحَ في مقدوره
    أن يبدأ الحسابْ ...
    -22-
    نحنُ الذينَ نرسُمُ الخريطَهْ ...
    ونرسمُ السفوحَ والهضابْ
    نحنُ الذين نبدأ المحاكمَهْ
    ونفرضُ الثوابَ والعقابْ ..
    -23-
    العرَبُ الين كانوا عندكمْ
    مصدِّري أحلامْ ..
    تحوّلوا - بعد حزيرانَ - إلى
    حقلٍ من الألغامْ
    وانتقلتْ (هانوي) من مكانها
    وانتقلتْ فيتنامْ ...
    -24-
    حدائقُ التاريخ.. دوماً تُزْهِرُ
    ففي رُبى السودان قد ماجَ الشقيقُ الأحمَرُ
    وفي صحاري ليبيا
    أورقَ غصنٌ أخضَرُ
    والعَرَبُ الذي قلتمْ عنهُمُ تحجَّروا
    تغيّروا ..
    تغيّروا ..
    -25-
    أنا الفلسطينيُّ ..
    بعد رحلة الضيَاعِ والسرابْ
    أطلعُ كالعشْب من الخرابْ
    أضيء كالبرق على وجوهكمْ
    أهطلُ كالسحابْ
    أطلع كلَّ ليلةٍ
    من فسْحة الدار.. ومن مقابض الأبوابْ
    من ورق التوت.. ومن شجيرة اللبلابْ
    من بِرْكة الماء.. ومن ثرثرة المزرابْ ..
    أطلعُ من صوت أبي..
    من وجه أمي الطيّب الجذَّابْ
    أطلع من كلِّ العيون السود.. والأهدابْ
    ومن شبابيك الحبيبات، ومن رسائل الأحبابْ
    أطلعُ من رائحة الترابْ..
    أفتحُ بابَ منزلي..
    أدخله. من غير أن أنتظرَ الجوابْ
    لأنَّني السؤالُ والجوابْ...
    -26-
    مُحاصَرونَ أنتُمُ .. بالحقد والكراهيهْ
    فمِنْ هُنا.. جيشُ أبي عبيدةٍ
    ومن هنا معاويَهْ ..
    سلامُكُمْ ممزَّقٌ
    وبيتكُمْ مطوَّقٌ
    كبيت أيِّ زانيَهْ ..
    -27-
    نأتي بكُوفيَّاتنا البيضاء والسوداءْ
    نرسُمُ فوق جلدكمْ ..
    إشارةَ الفِداءْ
    من رَحِم الأيَّام نأتي.. كانبثاق الماءْ
    من خيمة الذلّ الذي يعلكها الهواءْ
    من وَجَع الحسين نأتي
    من أسى فاطمةَ الزهراءْ ..
    من أُحُدٍ .. نأتي ومن بَدْرٍ
    ومن أحزان كربلاءْ ..
    نأتي .. لكي نصحِّحَ التاريخَ والأشياءْ
    ونطمسَ الحروفَ ..
    في الشوارع العبرِيَّة الأسماءْ
    alsaidilawyer
    alsaidilawyer
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    الجنس : ذكر
    الابراج : الدلو
    عدد المساهمات : 4030
    نقاط : 81110
    السٌّمعَة : 2684
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    العمر : 53
    الموقع : الجمهورية اليمنية - محافظة إب

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف alsaidilawyer الأحد 20 يناير 2013 - 8:33

    قصائد رائعه


    _________________

    *******************************************

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    أبوجهاد
    أبوجهاد
    مراقب
    مراقب


    الجنس : ذكر
    الابراج : الحمل
    عدد المساهمات : 83
    نقاط : 5929
    السٌّمعَة : 101
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 47
    الموقع : سوريا

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف أبوجهاد الثلاثاء 19 مارس 2013 - 11:26

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


    _________________

    *******************************************
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    محمد الشوكاني
    محمد الشوكاني
    فارس جديد
    فارس جديد


    الجنس : انثى
    الابراج : الثور
    عدد المساهمات : 70
    نقاط : 4862
    السٌّمعَة : 20
    تاريخ التسجيل : 12/12/2012
    العمر : 36

    موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني Empty رد: موسوعة الشعر العربي - شعراء العراق والشام - قصائد للشاعر نزار قباني

    مُساهمة من طرف محمد الشوكاني الخميس 11 أبريل 2013 - 13:12


    قصائد رائعة
    الله يعطيك عافيه

      الوقت/التاريخ الآن هو الخميس 21 نوفمبر 2024 - 3:52