تُعتبر آلام الظهر من الحالات الطبيّة واسعة الانتشار، إذ تشير التقديرات إلى أنَّ 80% من البشر يعانون من آلام الظهر التي قد تظهر في أجزاء مختلفة من الظهر، ولكنَّ أغلبها يتركز أسفل الظهر.[١]
ومن اللافت للانتباه أنّ آلام أسفل الظهر هي السبب الرئيسيّ للغياب عن العمل في كثير من البلدان حول العالم، حيث أظهرت دراسة العبء العالميّ للأمراض التي قامت بها منظمة الصحة العالميّة عام 2010 أنّ آلام الظهر واحدة من الأمراض العشرة الأكثر عبئاً على حياة الإنسان وفقاً لمقياس دالي (بالإنجليزيّة: disability-adjusted life years- DALYs) أي مقياس عبء المرض العامّ، ويُعبّر عنها بعدد السنوات الضّائعة من العمر بسبب اعتلال الصحة.[٢][٣]
علاج الآم أسفل الظهر
توجد الكثير من الخيارات التي يمكن اللجوء إليها لمعالجة آلام أسفل الظهر ومنها:
عمل كمادات ماء بارد خلال أول يومين من الإصابة لتخفيف الالتهابات، وبعد ذلك يمكن استخدام الكمادات الساخنة؛ إذ إنّها تساعد على تقليل الآلام، ويجب عدم استخدام الكمادات لأكثر من عشرين دقيقة.[٤]
الأدوية المُرخِية للعضلات، ومضادات التشنّج.[٥] مسكنات الألم، ومضادات الالتهاب غير الستيرويدية مثل: ايبوبروفين.[٥]
العلاج اليدوي، ويشمل التدليك والضغط على أماكن محددة من الجسم، ويقوم به عادةً أطباء العلاج الطبيعي، والمتخصصون بتصحيح وتقويم العمود الفقريّ، ومُجَبِّرو العظام.[٥]
العلاج السلوكي المعرفي، ويهدف لتدريب المريض على طرق إدارة الألم من خلال التفكير الإيجابي. ويمكن أن يشمل هذا النوع من العلاج مزيجاً من العلاج الجماعي، والتدريب على الاسترخاء، والتمارين الرياضيّة.[٥]
العلاج عن طريق إجراء يُسمّى "التحفيز الكهربائي للعصب عبر الجلد" ويتم من خلاله تمرير نبضات كهربائيّة منخفضة التردد إلى الأعصاب، مما يقلل من الشعور بالألم، مع العلم أنّ هذا النوع من العلاج غير موصى به.[٥] العلاج باستخدام إبر "كورتيكوستيرويد" لتخفيف الالتهابات التي تسبب آلام الظهر.[٥]
الأدوية المُضادّة للاكتئاب التي يصفها الطبيب، ويُعتقد أنَّ مضادات الاكتئاب تمنع إرسال إشارات الألم مما يخفف من آلام الظهر.[٦]
في حال لم يتم التخلص من ألم الظهر باستخدام العلاجات السابقة، قد يلجأ الطبيب للجراحة كخيارٍ أخير في بعض الحالات، كأن يقوم باستئصال جزء من القرص الغضروفي، أو إزالة جزء من الفقرات للتخفيف من الضغط على الحبل الشوكيّ والأعصاب، أو دمج بعض الفقرات للوصول إلى حالة من الاستقرار في العمود الفقريّ.[
نصائح للتخفيف من آلام الظهر
القيام بالتمارين المخصصة لآلام أسفل الظهر التي ينصح بها الطبيب المعالج، جنباً إلى جنب مع المشي، والسباحة، كما أنَّ ممارسة اليوغا قد تساعد على تخفيف آلام الظهر بحسب دراسة تم نشرها في المجلة العلمية الصادرة عن (Cochrane Library).[٥][٧]
الاسترخاء والتفكير الإيجابيّ، وذلك لتخفيف التوتر العضلي وآلام الظهر.[٥]
النشاط والحركة باستمرار للمحافظة على قوة العضلات التي تدعم العمود الفقريّ.[٤] الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم، وأفضل وضع للنوم للمصاب بآلام الظهر هو النوم على الجانب، مع وضع وسادة بين الركبتين لتخفيف الضغط على الظهر، أما عند النوم على الظهر فيُفضل وضع وسادة تحت الركبتين.[٦]
النوم على فراشٍ ثابت ومريح.[٦]
الجلوس بطريقة صحيحة، بحيث يكون الظهر مستقيماً على ظهر الكرسيّ، وإبقاء الكتفين مرتخيين، والقدمين مسطحتين على الأرض، كما يفضل وضع وسادة بين الكرسي وأسفل الظهر.[٦]
ارتداء أحذية ذات كعب منخفض لتخفيف الضغط على الظهر.[٤]
عند رفع الأشياء الثقيلة يجب ثني الركبتين بدلاً من الانحناء من منطقة الخصر.[٤]
الامتناع عن التدخين؛ إذ يسبب التدخين هشاشة العظام مما يسبب الضغط على العمود الفقريّ، والكسور.[٤] إبقاء الوزن ضمن معدلاته الطبيعية.[٤]
أنواع ألم أسفل الظهر
هناك نوعان من وجع أسفل الظهر، وهما:[٨]
١- الحاد (بالإنجليزيّة: Acute): هو الألم الذي يمتد من عدة أيام إلى عدة أسابيع.
٢- المزمن (بالإنجليزيّة: Chronic): هو ألم الظهر الذي يستمر لثلاثة أشهر أو أكثر. ألم أسفل الظهر
أسباب ألم أسفل الظهر
تتنوع أسباب آلام أسفل الظهر، ومنها: الجلوس الخاطئ، والوقوف لساعات طويلة.[١] الإصابة بتمزق العضلات والأوتار أسفل الظهر، وينتج عن الاستخدام المُفرط للعضلات.[٩]
تهيج الأعصاب في العمود الفقريّ.[٩]
أمراض العظام والمفاصل مثل: مرض القرص التنكسيّ، والتهاب المفاصل.[٩]
كسور العظام والمفاصل في منطقة أسفل الظهر.[٩]
التهابات المفاصل مثل: متلازمة رايتر (التهاب المفاصل النشط)، والتهاب الفقار اللاصق، وهو مرض يؤدي إلى التصاق الفقرات ببعضها البعض.[٩]
اضطرابات الكلى مثل: التهاب الكلى، وحصى الكلى.[٩]
الحمل: وينتج الألم من ضغط الجنين على العمود الفقريّ، كما أنَّ هرمونَي الإستروجين والريلاكسين يسببان ارتخاء أربطة الحوض.[٩]
مشاكل المبيض مثل: بطانة الرحم الهاجرة، ومتلازمة تكيُّس المبايض، والأورام الليفيّة في الرحم.[٩]
الأورام: مثل أورام عظام العمود الفقريّ، والحبل الشوكيّ، وأورام الحوض.[٩]
نقص فيتامين د: حيث أظهرت دراسة أُجريت في جامعة تابعة لعيادة الرعاية الأولية في منيابولس، أنَّ 93% من المرضى بآلام الجهاز الهيكلي كانوا يعانون من نقص فيتامين د، كما وُجد أنّ 83% من المرضى الذين يعانون من آلام أسفل الظهر الذين راجعوا عيادات الطب الباطني والعمود الفقريّ في المملكة العربيّة السعوديّة على مدى ست سنوات كان لديهم نقص في فيتامين د.[١٠]
أما أسباب ألم اسفل الظهر المزمن فهي:[١١]
الانزلاق الغضروفي: وهو تآكل القرص الغضروفيّ الذي يفصل بين فقرات العمود الفقريّ، مما يسبب الضغط على الأعصاب.
الانزلاق الفقاريّ: انزلاق فقرة من فقرات العمود الفقريّ إلى الأمام فوق الفقرة التي تليها، مما يسبب الضغط على الأعصاب، وألم أسفل الظهر.
هشاشة العظام التي تُسبب كسور العمود الفقريّ. تضيُّق العمود الفقريّ حول النخاع الشوكي، مما يسبب الضغط على الأعصاب.
مرض الجَنف (مرض التواء العمود الفقريّ نحو أحد جانبَي الجسم).
عوامل الخطر
من العوامل التي تزيد من احتمال تطوُّر أسباب آلام أسفل الظهر ما يلي:[١٢] وجود إصابة سابقة بآلام أسفل الظهر، أو كسور في العمود الفقريّ.
العمر: تزداد نسبة الإصابة عند بلوغ منتصف العمر، ثم تقل النسبة مجدداً بعد عمر (65) عاماً. الجنس: الرجال أكثر عرضة للإصابة بآلام الظهر من النساء. وجود تاريخ عائلي للإصابة بآلام الظهر. وجود عيوب خَلْقية في العمود الفقريّ. إجراء جراحة في الظهر في وقت سابق.
تناول أدوية تُضعف العظام- مثل الكورتيكوستيروئيدات- لفترات طويلة. التعرض لضغوط نفسيّة تسبب التوتر والاكتئاب. السُّمنة.
أعراض تستدعي مراجعة الطبيب
من الأعراض التي تستدعي أن يراجع المصاب بآلام الظهر الطبيب، ما يلي: [١٣] إذا ترافق الألم مع فقدان الوزن غير المبرر.
إذا كان هناك انتفاخ أو احمرار في مكان الألم. إذا كان الألم حاداً ومستمراً، خصوصاً بالليل، أو عند الاستلقاء. إذا امتد الألم أسفل الركبة، في ساق واحدة أو في كلتا الساقين. إذا كان هناك شعور بالوخز أو الضعف أو الخدران في الساق. كما أن هناك حالات تستدعي التدخل الطبي الطارئ مثل: إذا صاحب الألم سلَس في البول، أو سلَس التبرز. إذا كان الألم نتيجة سقوط حاد، أو حادث سيارة. إذا صاحب آلام الظهر ارتفاع في درجات الحرارة.
المراجع ^
أ ب "اسباب الام الظهر. الوقاية منها وعلاجها "، ويب طب، 25-12-2012، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2017. بتصرّف. ↑ "Priority diseases and reasons for inclusion", WHO, Retrieved 11-2-2017. ↑ "Metrics: Disability-Adjusted Life Year (DALY)", WHO, Retrieved 10-3-2017. Edited. ^ أ ب ت ث ج ح Stephanie Watson, "10 Ways to Manage Low Back Pain at Home"، Web Md, Retrieved 11-2-2017. Edited. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Treatments for back pain ", NHS,Reviewed on 23-1-2017، Retrieved 11-2-2017. Edited. ^ أ ب ت ث ج Reviewed by Melinda Ratin (28-3-2016), "14 Tips for Relieving Your Back Pain"، Web Md, Retrieved 11-2-2017. Edited. ↑ رزان نجار (16-1-2017)، "إن كنت تعاني من ألم أسفل الظهر جرب ممارسة اليوغا"، ويب طب، اطّلع عليه بتاريخ 11-12-2016. ↑ "My Lower Back Hurts. Why?", webmd, Retrieved 11-2-2017. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ William Shiel (Reviewed on 17-11-2016), "lower back pain"، MedicineNet.com, Retrieved 11-2-2017. Edited. ↑ "Vitamin D deficiency may have role in chronic low back pain"، www.ncbi.nlm.nih.gov. ↑ Stephanie Watson (Reviewed on 23-5-2011), "Living With Low Back Pain"، Web Md, Retrieved 11-2-2017. Edited. ↑ "أسباب ألم أسفل الظهر وعوامل الخطر "، ويب طب، 30-11-2016، اطّلع عليه بتاريخ 11-2-2017. بتصرّف. ↑ " Back pain", Mayo Clinic ,23-6-2015، Retrieved 11-2-2017. Edited.