المحبة طريق السعادة وإصلاح المجتمعات
المحامي محمد قايد محمد الصايدي - الجمهوريه اليمنيه - محافظة إب
المحبة بانواعها هي اجمل شيء في الحياة، وهي الطريق الى السعادة وإصلاح الافراد والأسر والمجتمعات ، وهي غذاء الارواح ومصدر راحتها واستقرارها, فاذا امتلئ القلب بالمحبة فأنه يعمر بالخير والصلاح ، ولا يرشد صاحبه الا الى فعل كل ما فيه الخير لكل الناس من حوله وللمجتمع الذي يعيش فيه..
واما القلب الذي يكون خاليا من المحبة فانه يعمر بالكراهية والبغضاء والحقد ويمتليء بالشر ويجعل صاحبه يسلك طريق الاجرام والفساد والانتقام ..
فليس هناك شخصاً حرم من المحبة والحنان في طفولته وصغره من اسرته أو ممن حوله ، وتربى على الحقد والكراهية لمن حوله ، الا وأمتلىء قلبه حقداً وكراهية في كبره لكل من حوله ولافراد مجتمعه طيلة حياته ،وأصبح دائم الشرور كثير الاجرام سيء السلوك والاخلاق ، يسعى إلى الانتقام من كل من حوله قاسي القلب غليظ الطباع، لا يعرف معنى المحبة ، ولا يعرف للحب وجوداً على هذه الحياه، لأن قلبه فارغ من المحبة ، عامر بالحقد والكراهية لكل من حوله على هذه الدنيا حتى أقرب الناس إليه ، أبويه وأخوانه واقاربه..
وحينما يتربى الانسان على المحبة منذ طفولته ويتغذى روحه وقلبه على المحبة في صغره وصباه وشبابه، ويرى أن كل من حوله من أفراد أسرته وأقاربه ومجتمعه يحبونه ويحبهم ولا يعاملونه بالقساوة والتعذيب والايذاء النفسي او الجسماني ، فإن قلبه يمتلىء بالمحبة لكل من حوله في شبابه ورجولته وكبره ويتنشيء على المحبة طيلة حياته، ويكون إنساناً صالحاً، حسن السلوك ، طيب الاخلاق لا يعرف الحقد والكراهية والانتقام ولا يسلك طريق الاجرام ...
وحينما يجد الانسان في هذه الحياة إنساناً يحبه مثلما هو يحبه، فانه يشعر بلذة الحياة وطعم السعادة ويذوق حلاوة الدنيا بل ويرى ان كل ما فيها جميل وسعيد..
فمن أجل أن تصلح الاسرة والمجتمع الذي نعيش فيه ويقل الفساد والقتل والاجرام الذي ظهر في مجتمعاتنا في هذه الزمن أكثر مما كان عليه من قبل , فيجب علينا أن نحب كل من حولنا في مجتمعنا ونخرج من قلوبنا الحقد والكراهية للاخرين من ابناء مجتمعنا الاسلامي بكافة المذاهب والطوائف والاحزاب، وان نتسامح ونعفو عن من ظلمنا ولا نحقد ولا نكره ولا نبغض أحداً لكونه في المذهب الفلاني أو الحزب الفلاني أو لانه عاصي أو غير مستقيم وأنما نسأل من الله له الهداية والسداد ، وأن نربي أطفالنا على المحبة منذ الصغر ، بانواعها حب الله وحب الرسول صلى الله عليه وسلم وحب الدين الاسلامي وحب الوطن وحب الابوين وحب الاخوة وحب الاقارب وحب الاهل وحب الاخرين في مجتمعنا وحب جميع المسلمين بجميع الطوائف والمذاهب والاحزاب والجنسيات..
ولا نزرع فيهم بذور الحقد والكراهية لأي فرد أو طائفة أو جماعة أو مذهب أو حزب , لان ثمار ذلك لن تكون سوى الاجرام والقتل والانتقام والبغضاء والحقد والإفساد في المجتمع والصراع مع تلك الجماعة أو الطائفة أو أو الأحزاب أو مع غيرها من الجماعات والطوائف والاحزاب ..