قصائد اليوميات
الشاعر نزار قباني
قصيدة أنا أنثى
-----------------------------------
اليوميات
(2)
أنا أنثى ..
أنا أنثى
نهار أتيت للدنيا
وجدتُ قرار إعدامي ..
ولم أرَ بابَ محكمتي
ولم أرَ وجهَ حُكّامي
________________________________________
قصيدة
عقارب هذه الساعهْ
-----------------------------------
اليوميات
(3)
عقاربها .. كثعبانٍ على الحائطْ
كسكينٍ تمزّقني ..
كلصٍّ مسرعِ الخطواتِ
يتبعني .. ويتبعني ..
لماذا لا أحطمها ؟
وكل دقيقةٍ فيها
تحطّمني ..
أنا امرأةٌ .. بداخلها
توقّفَ نابضُ الزمنِ
فلا نوّارَ أعرفهُ
ولا نَيْسانَ يعرفني ..
فلا نوّارَ أعرفهُ
ولا نَيْسانَ يعرفني ..
فلا نوّارَ أعرفهُ
ولا نَيْسانَ يعرفني ..
________________________________________
قصيدة
أنا بمحارتي السوداء
-----------------------------------
اليوميات
(4)
أنا بمحارتي السوداء..
ضوءُ الشمس يوجعني
وساعةُ بيتنا البلهاءُ
تعلكني
وتبصُقني ..
مجلاتي مبعثرةٌ ..
وموسيقاي تُضجرني .
مع الموتى .. أعيش أنا
مع الأطلال والدِمَنِ
جميع أقاربي موتى
بلا قبرٍ ولا كفنِ ..
أبوحُ لمنْ؟ ولا أحدٌ
من الأمواتِ يفهمني
أثورُ أنا على قَدري
على صدأي ..
على عَفَني ..
وبيتٍ كلُّ ما مَنْ فيه
يعاديني ويكرهني ..
نوافذه
ستائره
تراب الأرض يكرهني
أدقّ بقبضتي الأبوابَ ،
والأبواب ترفضني
بظفري .. أحفر الجدرانَ
أجلدها وتجلدني ..
أنا في منزل الموتى ..
فمن من قبضة الموتى ؟.
يحررني ؟
________________________________________
قصيدة
لمنْ صدري أنا يكبرْ؟
-----------------------------------
اليوميات
(5)
لمنْ صدري أنا يكبرْ؟
لمنْ .. كَرَزَاتُهُ دارتْ ؟
لمنْ .. تفاحُهُ أزهَرْ ؟
لمنْ ؟
صحنانِ صينيّانِ .. من صَدَفٍ ومن جوهَرْ
لمنْ ؟
قَدَحان من ذهبٍ ..
وليس هناك من يسكرْ ؟
لمنْ شفةٌ مناديةٌ
تجمَّدَ فوقها السُكَّرْ
أللشيطانِ .. للديدان .. للجدران لا تُقهرْ ؟
أربيها
وضوءَ الشمس أسقيها
سنابل شعريَ الأشقرْ ..
________________________________________
قصيدة
ساعات
-----------------------------------
اليوميات
(6)
خلوتُ اليومَ ساعاتٍ
ولم أعبأ بشكواهُ
نظرت إليه في شغفٍ
نظرتُ إليه من أحلى زواياهُ
لمستُ قبابَه البيضاء ..
غابَتَهُ ، ومرعاهُ
أنا لوني حليبيٌّ
كأنَّ الفجرَ قطَّرهُ وصفَّاهُ
أسِفتُ لأنه جسدي
أسفتُ على ملاستهِ
رثيتُ له ..
لهذا الطفل ليس تنامُ عيناهُ ..
رأيتُ الظل يخرجُ من مراياهُ
ومزَّقَ عنه "تَفْتَاهُ"
لماذا الله أشقاني
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
جُرْحاً .. لستُ أنساهُ
لماذا الله كوَّره . ودورهُ . وسوَّاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
لماذا الله كوَّره . ودورهُ . وسوَّاهُ ؟
لماذا الله أشقاني
جُرْحاً .. لستُ أنساهُ
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
بفتنتِهِ .. وأشقاهُ ؟
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
وعلَّقه بأعلى الصدر
جُرْحاً .. لستُ أنساهُ
جُرْحاً .. لستُ أنساهُ
جُرْحاً .. لستُ أنساهُ
________________________________________
قصيدة
لماذا يستبدُّ أبي ؟
-----------------------------------
اليوميات
(7)
كسطرٍ في جريدتهِ
كأني بعضُ ثروتهِ
وأن أبقى بجانبه
ككرسي بحجرتهِ ..
أيكفي أنني ابنتُهُ
وأني من سلالته
أيُطعمني أبي خبزاً ؟
أيغمرني بنعمتهِ ؟
كفرتُ أنا .. بمال أبي
بلؤلؤهِ .. بفضّتهِ ..
أبي .. لم ينتبه يوماً
إلى جسدي .. وثورتهِ
أبي رجلٌ أنانيّ
مريضٌ في محبّتهِ
مريضٌ في تعصّبهِ
مريضٌ في تعنّتهِ ..
يثورُ . إذا رأى صدري
تمادى في استدارتِهِ
يثورُ إذا رأى رجلاً
يُقرِّبُ من حديقتهِ ...
أبي ..
لن يمنعَ التفَّاحَ عن إكمال دورتهِ
سيأتي ألفُ عصفورٍ
ليسرقَ من حديقتهِ ..
ليسرقَ من حديقتهِ ..
سيأتي ألفُ عصفورٍ
ليسرقَ من حديقتهِ ..
ليسرقَ من حديقتهِ ..
________________________________________
قصيدة
كرّاستي الزرقاء
-----------------------------------
اليوميات
(8)
أُمشِّطُ فوقها شَعْري
أنامُ . أفيقُ عاريةً ..
أسيرُ .. أسيرُ حافيةً
على صفحاتِ أوراقي السماويهْ ..
على كراستي الزرقاء ..
أسترخي على كَيْفي ..
وأهربُ من أفاعي الجِنْسِ
والإرهابِ ..
والخوفِ ..
وأصرخُ ملء حنجرتي
أنا امرأةٌ .. أنا امرأةٌ
أنا إنسانةٌ حيَّهْ
أيا مُدُنَ التوابيت الرخاميَّهْ
على كراستي الزرقاء ..
تسقط كلُّ أقنعتي الحضاريه ..
ولا يبقى سوى نهدي
تكوَّم فوق أغطيتي
كشمس إستوائيهْ ..
ولا يبقى سوى جسدي
يعبِّر عن مشاعره
بلهجته البدائيهْ ..
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقيَّهْ ..
يعبِّر عن مشاعره
بلهجته البدائيهْ ..
ولا يبقى .. ولا يبقى ..
سوى الأنثى الحقيقيَّهْ ..
________________________________________
قصيدة
أحبُّ طيورَ تشرينِ
-----------------------------------
اليوميات
(9)
أحبُّ أضيعُ مثل طيور تشرينِ ..
بينَ الحينِ والحينِ ...
أريدُ البحثَ عن وطنٍ ..
جديدٍ .. غير مسكونِ
وربٍ لا يطاردني .
وأرضٍ لا تُعاديني
أريدُ أفرُّ من جِلْدي ..
ومن صوتي ..
ومن لغتي
وأشردُ مثلَ رائحة البساتينِ
أريدُ أفرُّ من ظلَّي
وأهربُ من عناويني..
أريد أفرُّ من شرق الخرافة والثعابينِ ..
من الخلفاء ..
والأمراء ..
من كل السلاطين ..
أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..
أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...
والأمراء ..
من كل السلاطين ..
أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..
أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...
والأمراء ..
من كل السلاطين ..
أريد أحبُّ مثل طيور تشرينِ ..
أيا شرقَ المشانقِ والسكاكينِ ...
________________________________________
قصيدة
صباح اليوم
-----------------------------------
اليوميات
(10)
كتمتُ تمزّقي ..
وأتبع موجَهُ الذهبي ..
أتبعُهُ ولا أسألْ
هنا.. أحجار ياقوتٍ
وكنز لآلئ مهملْ
هنا.. نافورةٌ جذلى
هنا.. جسرٌ من المخملْ
هنا..
سُفنٌ من التوليبِ ..
ترجو الأجملَ الأجملْ ..
هُنا .. حِبْرٌ بغير يد
هنا.. جُرْحٌ ولا مقتلْ
أأخجلُ منهُ ..
هل بحرٌ بعزّة موجه يخجَلْ ؟
أنا يدهُ
أنا المغزَلْ .
أأخجلُ منهُ ..
هل بحرٌ بعزّة موجه يخجَلْ ؟
أنا للخصب مصدرهُ
أنا يدهُ
أنا المغزَلْ .
________________________________________
قصيدة
أسائِلُ دائماً نفسي
-----------------------------------
اليوميات
(11)
مثل أشعة الفجرِ ..
ومثلَ الماء في النهرِ ..
ومثل الغيم ، والأمطارِ ،
والأعشابِ والزهرِ ..
أليسَ الحبُّ للإنسانَ
عُمراً داخلَ العُمرِ ؟..
لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟
طبيعياً ..
كأيةِ زهرةٍ بيضاء ..
طالعة من الصخر..
طبيعياً ..
كلُقْيا الثغرِ بالثغرِ ..
ومنساباً
كما شَعْري على ظَهْري ...
لماذا لا يحبُّ الناسُ .. في لينٍ وفي يُسْرِ ؟
كما الأسماكُ في البحرِ ..
كما الأقمارُ في أفلاكها تجري..
لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟
ضرورياً ..
كديوانٍ من الشعرِ ....
لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟
ضرورياً ..
كديوانٍ من الشعرِ ....
لماذا لا يكون الحبُّ في بلدي ؟
ضرورياً ..
كديوانٍ من الشعرِ ....