قصائد مختارات
الشاعر العباسي الحلاج
مختارات (1-4)
-----------------------------------
و أيّ أرض تخلو منك حتّى1
تعالوا يطلبونك في السماء
***
ما لامني فيك أحبابي و أعدائي
إلّا لغفلتهم عن عظم بلوائي
تركتُ للناس دنياهم و دينهم
شغلاً بحبّك يا ديني و دنيائي
أشعلتَ في كبدي نارين واحدة
بين الضلوع و أخرى بين أحشائي
أشعلتَ في كبدي نارين واحدة
بين الضلوع و أخرى بين أحشائي
***
إذا دهمَتْك خيول البعاد
ونادى الاياس بقطع الرجا
إذا دهمَتْك خيول البعاد
ونادى الاياس بقطع الرجا
فخُذْ في شمالك ترس الخضوع
و شُدّ اليمين بسيف البكا
و نَفْسَك نَفْسَك كُنْ خائفاً
على حذر من كمين الجفا
فإن جاء الهجر في ظلمة
فسِرْ في مشاعل نور لصفا
فإن جاء الهجر في ظلمة
فسِرْ في مشاعل نور لصفا
فقُلْ للحبيب ترى ذلّتي
فجُدْ لي بعفوك قبل اللقا
فَوَ الحُبِّ لا تنثنِي راجعاً
عن الحِبِّ إلّا بِعَوْض ِالمنا
مختارات (5-8)
-----------------------------------
(5)
سبحان من اظهر ناسوتُهُ
سّر سنا لاهوتِه الثاقب
ثم بدا في خلقه ظاهراً
في صورة الآكل و الشارب
حتّى لقد عَايَنَهُ خَلْقُه
كلحْظِة الحاجب بالحاجب
(6)
كتبتُ ولم أكُتبْ إليك و إنّما
كتبتُ على روحي بغير كتابِ
و ذلك أنّ الروح لا فرق بينها
و بين مُحِبيِّها بِفَصْلِ خطابِ
أُريدُك لا أريدك للثواب
و لكنّي أريدك للعقاب
فكلّ مآربي قد نِلْتُ منها
سوى ملذوذِ وجدي بالعَذَاب
فكلّ مآربي قد نِلْتُ منها
سوى ملذوذِ وجدي بالعَذَاب
***
***
(8)
كَفَى حَزَناً أنّي أُناديك دائما
كأنّي بعيدٌ أو كأنّك غائب
***
***
و أَطْلُبُ منك الفضل من غير رغبةٍ
فلم أر قبلي زاهدا فيك راغب
كَفَى حَزَناً أنّي أُناديك دائما
كأنّي بعيدٌ أو كأنّك غائب
و أَطْلُبُ منك الفضل من غير رغبةٍ
فلم أر قبلي زاهدا فيك راغب
مختارات (9-12)
-----------------------------------
(9)
طَلَعَتْ شمس من أحبّ بلَيّلٍ فـ
ـاستنارت فما عليها من غروب
عن شمس النهار تطلع باليلـ
ـلِ وشمس القلوب ليس تغيب
***
***
(10)
رأَيتُ ربّي بعين قلبِ
فقلتُ من أنت قال أنت
فليس للأين منك أينٌ
و ليس أين بحيثُ أنت
و ليس للوهم منك وهمٌ
فيعلم الوهم أين أنت
أنت الذي حُزْتَ كل أين
بنحو لا أينَ فأينَ أنت
و في فنائي فنا فنائي
و في فنائي وجدت أنت
***
***
(11)
لي حبيبٌ أزور في الخلوات
حاضر غائب عن اللحظات
ما تراني أصغي إليه بسمع
كي أعي ما يقول من كلمات
كلمات من غير شكل ولا نطق
و لا مثل نغمة الأصوات
فكأنّي مخاطب كنت إيًّاه
على خاطري بذاتي لذاتي
حاضر غائب قريب بعيدٌ
وهو لم تحوه رسوم الصفات
هو أدل من الضمير إلى الوهم
و أخفى من لائح الخطرات
***
***
(12)
سرّ السرائر مَطْوِيٌّ بِاثْبَات
في جانب الأُفْق ِمن نور بِطيَّات
فكيف والكيف معروف بظاهره
فالغيب باطنه للذاتِ بالذات
تَاهَ الخلائقُ في عمياءَ مظلمةٍ
قصدا و لم يعرفوا غير الإشارات
بالظنّ و الوهم نحو الحقّ مطلبهم
نحوَ الهواء يناجون السماوات
و الربّ بينهم في كل منقلب
مُحِلَّ حالاتهم في كل ساعات
و ما خلوا منه طرف عين لو علموا
و ما خلا منهم في كل أوقات
مختارات (13-16)
-----------------------------------
(13)
فما لي بُعْدٌ بَعْدَ بُعْدِكَ بَعْدَما
تَيَقَّنْتُ أنّ القرب والبُعد واحد
وإنّي وإن أُهْجِرتُ فَالهَجْرُ صاحبي
وكيف يصحّ الهجر والحُبّ واجد
لك الحمد في التوفيق في محض ِخالصٍ
لعبدٍ زكّي ٍما لغيرك ساجد
***
***
(14)
لا تَلمنّي فاللوم منّي بعيد
وأَجِرْ سيّدي فإنّي وحيد
إنّ في الوعد وَعْدك الحقّ حقاً
إنّ في البدء بدء أمري شديد
مَن أراد الكتاب هذا خطابي
فاقرؤُا وأعلموا بأنّي شهيد
***
***
(15)
قد تصبّرتُ و هل يصـ
ـبرُ قلبي عن فؤادي
مازجَتْ روحُك روحي
في دنّوٍ وبعادي
فأنا أنت كما أنّ
ـك أنّي و مرادي
***
***
(16)
أنتم ملكتم فؤادي
فهِمْت في كلّ وادي
ودقّ على فؤادي
فقد عدمت رقادي
أنا غريبا وحيدا
بكم يطول إِنفرادي
مختارات (17-20)
رقم القصيدة : 6654
-----------------------------------
(17)
حقيقة الحقّ مُسْتنِيَر
صارخه بالنبا خبير
حقيقة الحقّ ِقد تجلَّتْ
مَطْلب من رامها عسير
***
***
(18)
أنت المُوَلِّهُ لي لا الذكر ولَّهني
حاشا لقلبي أَنْ يَعْلَق به ذِكَرى
الذكر واسطةٌ تُخْفِيك عن نظري
إذا توشَّحَهُ من خاطري فكري
***
***
(19)
مواجِيدُ حَقّ ٍأَوْجَدَ الحقُّ كُلَّها
و إِنْ عجزَتْ عنْها فهوم الاكابر
وما الوجد إلا خطرة ثم نظرة
تُنَشّي لهيبا بين تلك السرائر
إذا سكن الحقُّ السريرةَ ضُوعفتْ
ثلاثة أحوال لأهل البصائر
فحالٌ تُبيدُ السرَّ عن كنْه ِوجِدِه
وتُحْضِرُهُ بالوجد في حال حائر
و حالٌ به زُمَّتْ قوى السرّ فآنْثنَتْ
إلى مُنْظِرِ أفناه عن كلّ ناظر
***
***
(20)
(الاحتمال الأول)
إذا بلغ الصبُّ الكمال من الفَتَى
ويذهل عن وصل الحبيب من السُّكر
فيشهد صدْقاً حيث أشهده الهوى
بأنّ صلاة العاشقين من الكفر
- - - -
(الاحتمال الثاني)
إذا بلغ الصبُّ الكمال من الهوى
وغاب عن المذكور في سطوة الذكر
فشاهد حقّاً حين يشهده الهوى
بأنّ صلاة العارفين من الكفر
مختارات (21-24)
-----------------------------------
(21)
عَقُدْ النبوّة مِصْباح من النور
مُعَلَّقُ الوَحي في مشكاة تأمور
بالله يُنْفَخُ نَفْخ الروح في جَلَدِي
بخاطري نَفْخَ اسرافيلَ في الصور
إذا تجلّى لطوري أن يُكَلّمني
رَأَيْتُ في غيبتي موسى على الطور
***
***
(22)
لأَنوار نور الدين في الخلق أنوارُ
و للسرّ في سرّ المسرّين أسرار
وللكون في الأكوان كون مُكَوّن
يكنُّ له قلبي و يهدي و يختار
تأمّلْ بعين العقل ما أنا واصف
فللعقل ِأسماع وُعَاة و أبصار
***
***
(23)
سكنتَ قلبي و فيه منك أسرار
فليَهْنِك الدار بلْ فليهنك الجارُ
ما فيه غيرك من سرٍّ عَلِمْتُ به
فأنْظُرْ بعينك هل في الدار ديّار
و ليلة الهجر ِإنْ طالتْ و إن قَصُرَتْ
فمؤنسي أملٌ فيه وتذكار
إنّي لراض ٍبما يرضيك من تلفي
يا قاتلي و لِمَا تختار اختار
***
***
(24)
الحبّ ما دام مكتوماً على خطرٍ
وغاية الأمْنِ أن تدنو من الحذر
و أطيب الحبّ ما نمّ الحديث به
كالنارِ لا تأتِ نفعاً و هي في الحجر
من بعْدِ ما حضر السحاب و اجتمعا
الأعوانُ و امتطّ أسمى صاحب الخبر
أرجُو لنفسي براء من محبّتكم
إذا تبرّأت من سَمعي ومن بصري
***
***
(24)
الحبّ ما دام مكتوماً على خطرٍ
وغاية الأمْنِ أن تدنو من الحذر
و أطيب الحبّ ما نمّ الحديث به
كالنارِ لا تأتِ نفعاً و هي في الحجر
من بعْدِ ما حضر السحاب و اجتمعا
الأعوانُ و امتطّ أسمى صاحب الخبر
أرجُو لنفسي براء من محبّتكم
إذا تبرّأت من سَمعي ومن بصري