قصيدة
هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ
الشاعر علي بن جبلة
-----------------------------------
هل بالطُلُول لسائلٍ رَدُّ
أَو هَلْ لها بتكلُّمٍ عَهْدُ
دَرَسَ الجديد جديدَ مَعْهدها
فكأنَّما هي رَيْطة ٌ جَرْدُ
من طُولِ ما يبكي الغَمام على
عرَصاتِها ويُقَهْقِه الرَّعْدُ
وتلثُّ سارية ٌ وغادية ٌ
ويكر نحسٌ خلفه سعدُ
تْلقى شآمية يمانية
لهما بموْر تُرابها سَرْدُ
فكستْ بواطنها ظواهرها
نَوْراً كأنَّ زهاءَهُ بُرْدُ
يغدو فيسرى نسجه حدبٌ
واهي العُرَى ووئيدِه عقدُ
فوقَفْتُ أسألها وليس بها
وَهْناً إليَّ وقادَهُ بَرْدُ
ومكدَّم في عانَة ٍ خَفرت
حتى يهيّج شأوها الوْردُ
فتبادرتْ دررُ الشؤونِ على
خدّي كما يتناثَرُ العِقْدُ
أو نَضْح عَزْلاء العَسِيب وقد
راح العسيف بمائها يعدو
لهفى على دعدٍ وما خلقتْ
إلا لِطُول بَليّتي دَعْدُ
بيضاء قد لَبسَ الأديمُ بها
ءَ الحسن فهولجلدها جلدُ
ويزين فوديها إذا حسرت
ضافي الغَدائر فاحِمٌ جَعْدُ
فالوجه مِثْل الصُّبْح مُنْبِلجٌ
والشَّعْر مثل الليل مُسْوَّدُ
ضدانِ لما استجمعا حسنا
والضدّ يُظْهِرُ حُسْنه الضِدُّ
وجبينُها صَلْتٌ وحاجِبُها
شَخْتُ المخَطّ أزَجُّ مُمْتَدُّ
وكأنها وسنى إذا نظرتْ
أو مدْنَفٌ لما يُفِقْ بَعْدُ
بفتورِ عين ما بها رمدٌ
وبها تداوى الأعينُ الرمدُ
وتريكِ عرنيناً يزينه
شممٌ وخداً لونه الورد
وتجيل مِسْواك الأراك على
رتِلِ كأنَّ رُضَابه الشُّهْدُ
فَعْمٌ تلَتْه مَرافِقٌ دُرْدُ
والمعصمان فما يرى لهما
ولها بنان ٌ لو أردتَ له
عَقداً بكفِّك أمكن العَقْدُ
وكأنَّما سُقِيتْ تَرائِبُها
والنحر ماء الحسنِ إذ تبدو
وبصدرها حقانِ خلتهما
كافورتينِ علاهما ندّ
والبَطْن مطويٌّ كما طُوَيِتْ
بيض الرباطِ يصونها الملدُ
وبخصرها هيفٌ يزينه
فإذا تنوءُ يكاد ينقدُّ
ولهاهَنٌ رابٍ مجَسَّتُه
ضيق المسالك حرة وقد
فكأنه منْ كبرهِ قدحٌ
أكل العيال وكبه العبدُ
فإذا طعنتَ طعنتَ في لبدٍ
وإذا سَلَلْتَ يكاد يَنْسَدُّ
والتفَّ فخذاها وفوقهما
كفلٌ يجاذبُ خصرها نهدُ
فقيامُها مَثْنى إذا نَهَضَتْ
من ثقلة ٍ وقعودها فردُ
والساق خرعبة ٌ منعمة ٌ
عَبِلَتْ فطوْقُ الحِجْل مُنسَدٌّ
والكعب أدرمُ لا يبينُ له
حجْمٌ وليس لرأسه حَدٌّ
وَمَشَتْ على قَدَمَيْن خُصّرتا
ما شانها طولٌ ولا قصرٌ
في خَلْقها فَقَوامُها قَصْدُ
إنْ لم يكن وَصْلٌ لديكِ لنا
يشفى الصبابة َ فليكنْ وعدُ
قد كان أوْرَق وصْلكم زَمَناً
فذوى الوصال وأوراقَ الصدُّ
لله أشواقي إذا نَزَحتْ
دارُ بنا ونأى بكمْ بعد
إنْ تُتْهِمي، فَتَهامة ٌ وَطَني
أو تنجدى إن الهوى نجد
وزعمت أنك تضمرين لنا
وداً فهلا ينفعُ الودّ
وإذا المحبُّ شكا الصدود ولم
يُعْطَف عليه فقَتْله عَمْدُ
تختصّها بالود وهي على
ما لا تحبُّ فهكذا الوجدُ
أو ما تَرى ْ طِمْريَّ بينهما
رجلٌ ألحَّ بهزله ِ الجدُ
فالسيْفُ يقْطَع وهو ذو صَدَأ
والنَّصْل يعْلُو الهامَ لا الغِمْدُ
هل ينفعنَّ السيفَ حليتهُ
يومَ الجلاد، إذا نبا الحَدٌّ
ولقد عَلِمْتِ بأنني رَجُلٌ
فى الصالحات أرواحُ أو أغدوُ
سلم على الأدْنى ومَرْحمة ٌ
وعلى الحوادث هادىء جلدُ
مُتَجلْبِبٌ ثوبَ العَفاف وقد
غفلِ الرقيبُ وأمكن الوردُ
ومجانبٌ فعلَ القبيحِ وقدْ
وَصلَ الحبيبُ، وساعَدَ السَّعْدُ
مَنَع المطامِعَ أنْ تُثِلّمني
أنى لمعولها صفاً صلدُ
فأروحُ حراً منْ مذلتها
والحرُّ ـ حين يُطيعها ـ عَبْدُ
آلْيتُ أمدح مُقرفاً أبَداً
يبقى المديحُ ويذهبُ الرَّفْدُ
هيهاتَ يأبى ذاك لى سلفٌ
خَمَدُوا، ولم يَخْمد لهم مَجْدُ
والجَدُّ كِنْدَة ُ والبَنُونُ هُمُ
فزكا البنونُ وأنجبَ الجدُّ
فَلِئَن قَفَوْت جميلَ فِعْلهمُ
بذميم فِعْلي إنَّني وَغْدُ
أجْمِلْ إذا حاولتَ في طَلَب
فالجدُّ يغنى عنك لا الجدُّ
ليكُنْ لديك لسائلٍ فَرَجٌ
إنْ لم يكُنْ فليَحْسُنِ الرَّدُّ
أوسعتُ جهدَ بشاشة ٍ وقرى
وعلى الكريم لضيْفهِ الجُهْدُ
فتَصرَّم المشْتى ومَنْزلُه
رحبٌ لدى َّ وعيشهُ رغدُ
ثم اغتدى ورِداؤُهُ نَعَمٌ
يا ليتَ شعرى بعدَ ذلكمُ
ومصيرُ كلِّ مُؤَمّل لَحْدُ
أَصريعُ كَلْم أم صريعُ ضنى ً
أودى فليس منَ الردى بدُّ