كم أتمنى أن أكون مثل غيري من الفتيات الشابات، اللواتي يتمتعن بحياتهن و شبابهن، يتزين بأحلى الحلي و الحناء في أياديهن البيضاء البضة، التي تلمع بأساور ومجوهرات من ذهب و فضة. تبرز جمال أياديهن خاصة مع حلول الأعياد و المناسبات، التي تعرف بها قريتي - با حمد – بنواحي مدينة فاس المغربية. يستغلون هذه المناسبات لتباهي بأغلى ما لديهن من الحلي و الملابس المزركشة، ليس فقط لجذب عيون الناس عليهن، بل لهدف أخر. فنحن في سن الزواج وكلما كانت الشابة مزينة ومتألقة كلما كانت لديها حظوظ أكثر في الزواج. قد تكون هذه عادات و تقاليد، إلا أنها تأثر في نفسي بعض الشئ خاصة أنني شابة في مقتبل العمر ولا أعمل كما أنني لم أدرس وألزم البيت فقط ،قريناتي كلهن تزوجن في سن مبكرة و أولادهن على مقربة الدخول إلى المدرسة، لاتهمني كل هذه الأمور قدر ما يهمني أن أحقق حلمي و أزين أيادي بالحلي مثلهن، فالزواج قصمه ونصيب. لكن الرياح تمشي بما لاتشتهي السفن.
سفينتي وقفت في بحر تحولت زرقته إلى سواد، وأضاعتني رياحه في سنوات من المرض و المعاناة وحزن دائم على حالي، اختفت ابتسامتي اصفرت بشرتي وتوقفت يدي عن الحركة ولم اعد أستطيع مزاولة أشغالي المنزلية حتى أبسطها، لتأخذ أمي دوري مجددا بعدما استقلت من هذه المهمة، التي أفنت فيها عمرها مما زاد قلبي حزنا، لآني الابنة الوحيدة لأمي توقفت يدي عن الحركة و توقفت معها أحلامي و أمالي، ساد الحزن داخل أسرتي طيلة ست سنوات، التي مرضت فيها، وتكبلا عناء مصاريفي بين الطبيب الذي يتطلب الوصول إليه مسافات و الأدوية التي تسكن مرضي كما وصفه الطبيب بالروماتيزم.بقيت على حالي يعصر الآلام ما تبقى مني وتسوء حالتي كل يوم، رغم ذلك لزمت الطبيب لعلني أجد الدواء الشافي لمرضي، ليصف لي حقنة مدى الحياة داومت عليها شهورا ثم أوقفت حقنها بحكم ثمنها الغالي، الذي استنزف جيوب والدي و أخي اللذان وقفا بجانبي وصرفا كل قطعة نقذيه في سبيل شفائي. وللأسف لم تظهر أي نتيجة تؤكد ذلك. في الشهر العظيم شهر رمضان الكريم، الذي تصفى فيه النفوس وترتاح وتطمئن، رافعة كفاي إلى الله، متضرعة أن يمن علي بالشفاء العاجل. بينما والدي يتجول بين المحطات التلفزية، جذبته إحدى القنوات التي تبث حالات شفيت من أمراض عديدة و مستعصية، إنها قناة الحقيقة.لم يرتاح له بال حتى أخذني إلى مركز الدكتور الهاشمي بفاس بعدما دوّن عنوانه، شخصوا حالتي ثم طلبوا لي جرعة مكونة من أعشاب طبيعية و زيوت للدهن وماء مقروء عليه وأخيرا العسل الطبيعي. بعد ثلاثة أيام من وصول الجرعة، تناولتها بلهفة وسرور وحدسي ينبآني أنها نهاية مرضي، تناولت ما يعادل خمسة عشر جرعة لم أهمل أوقات تناولها ولم أخطا في كيفية استعمالها. كل جرعة تعيد الروح إلى جسدي أكثر من سابقتها، عادت حيويتي ونشاطي، بسمتي وآمالي، وبدأت يدي بالحركة، كما أنني أستطيع مزاولة أنشطتي المنزلية دون تعب. وسأزينها بالحلي في كل مناسبة وعيد.
بصبري على قدر الله و الإيمان به، ثم مساندة والدي و أخي يوسف وعائلتي، خلال فترة مرضي، ولا أنسى الدكتور محمد الهاشمي، الذي استطاع أن يرسم البسمة من جديد على محياي، واشكره من كل أعماقي قلبي. تغلبت على الروماتيزم الذي رافقني مدة طويلة وسلب مني جمالي و بسمتي.
و الآن أصبحت قادرة على الاستمرار في حياة كلها سعادة، وأتمنى من العالي القدير أن يشفي كل عليل.
- المرفقات
- nadiya.png
- لا تتوفر على صلاحيات كافية لتحميل هذه المرفقات.
- (145 Ko) عدد مرات التنزيل 0