حالة شفاء جديدة من مرض تعفن الكلي تسجل بمركز طنجة
تقرير: خديجة نجاح
بهذه المدينة العريقة، حيث يرقد السحر متربصا لكل من يزورها، فيقع أسيرا لعشقها وهواها، ويؤخذ بجمالها، إنها تلك العروس الجبلية المتألقة في عرس دائم دون مساحيق، مدينة التيه الجميل، بين ثنايا ضفائرها تنتعش قرائح المبدعين . بطنجة الفاتنة توقفت بنا عجلات الزمن ، و بإحدى قراها الجبلية حط طاقم قناة الحقيقة رحاله ، ليفتح نافذة أخرى على الأمل ، ويشارك السيد سعيد فرحة شفاءه من مرض تعفن الكلي الخطير.
سعيد رجل أربعيني تختزن بملامحه قسوة الطبيعة وتتجسد في عينيه العميقتين معالم الحزن الممزوج بالرضى و القناعة ، رغم ضيق ذات اليد .استحضر سعيد على صفحات مخيلته ذكرى سنوات الأسى و الحزن قائلا :
كنت أعاني من مرض الكلي لمدة تناهز السبع سنوات ،أتوجه إلى الطبيب فآخذ الأدوية ، يسكن الألم لفترة ثم يعاودني من جديد ، لم أكن أشعر بتحسن إلا مدة قصيرة ، لتسوء حالتي مرة أخرى و لأنني إنسان بسيط لا يملك من الدنيا إلا قوت يومه كنت في الكثير من المرات لا أزور الطبيب حتى بعد إحساسي بالألم يعصر كليتي،كي أوفر أجرته لزوجتي ولأطفالي الثلاثة ..مرت الأيام آخذة بأعناق الليالي،إلى أن أتى يوم شعرت فيه بتعب شديد عجزت على إثره عن الوقوف ،و ألم يفتت جنبيّ مما اضطرني إلى ترك عملي والعودة إلى منزلي ريثما تخف أوجاعي ..وهيهات لها ان تخف، فقد كانت تشتد لحظة بعد أخرى ، اضطرت زوجتي لنقلي إلى المستشفى حيث شخص الطبيب حالتي هذه المرة بأنني مصاب بتعفن خطير بإحدى كليتي و يجب استئصالها على وجه السرعة أحسست بظلام دامس يرتخي بعيني ، كيف أؤمن مبلغ العملية؟ولمن سأترك أطفالي وليس لهم من معيل بعدي سوى رب العالمين؟ سافرت الى منطقة سيدي حرازم علًّ مياهها تشفي مرضي، فأصبحت حالتي أكثر سوءا، شعرت لحظتها بأن رسول المنايا يقترب من روحي..سكنت في مضجعي أنتظر ساعة وصوله معزيا نفسي على ألمها بالمسكنات التي وصفها لي الطبيب و بالتجول بين المحطات التلفزية ، لم أكن أتصور يوما بأن خلاصي سيكون بإحداها. بالصدفة شاهدت قناة الحقيقة وصادفت تلك الساعة بث القناة لحالة رجل عانى من نفس علتي، اقتنعنا أنا وزوجتي بأن الشفاء سيكون بإذن الله على يد الدكتور محمد الهاشمي، لم نكن نملك ثمن الجرعة لأن كثرة الأدوية الطبية أرهقت جيوبنا و أفرغتها، تكلفت زوجتي بلمِّ ثمن الجرعة من أقاربنا ، وبعد أن منحتهم هناك بالمركز ،التحاليل وصور الأشعة سلموها الجرعة بعد ثلاثة أيام،و المتكونة من عسل و أعشاب طبيعية وماء مقروء،وزيوت للدهن..، وهكذا بدأت أشق طريقي من ظلمة الغسق إلى النور ..
في بداية العلاج كنت أشعر بنعاس شديد و ارتخاء في جميع أعضاء جسدي ، وما إن بدأ جسمي يستجيب لمكونات الجرعة حتى أصبت بنهم شديد و إقبال غير عادي على الأكل ، أصبحت (يضحك سعيد) أستيقظ في الصباح الباكر لأتناول الدواء العشبي كي يتسنى لي الوقت الكافي للأكل ، كانت أول مرة في حياتي أحس فيها بمفعول العلاج وهو يسري في عروقي وجسدي ..جرعة واحدة كانت كافية لأقف على قدمي من جديد و ألاعب أطفالي كما كنت سابقا، عندها قررت إجراء التحاليل و الأشعة اللازمة للتأكد من شفائي، فكانت المعجزة الكبرى التي أثلجت صدري وصدر زوجتي ، وهي أن كليتي سليمة ولم أعد بحاجة لاستئصالها، انهال علي الجميع بالأسئلة، المرضى و الممرضات الكل يود أن يعرف إذا ما كانت الأدوية سببا في شفائي وأي طبيب محترف هذا الذي وصف لي العلاج الشافي؟ أجبت الجميع و الفرحة تغمر كلماتي : من يود معرفة الحقيقة فليشاهد قناة الحقيقة ، سر شفائي ستجدونه بها .
من كل ثنية من ثنايا قلبي أشكر الدكتور محمد الهاشمي فقد أعاد لي روحي، و أنقذ أسرتي من التشرد و الضياع ،و أعاد السعادة إلى بيتنا الصغير، أشكره لأنه أنقذني ـ بعد الله ـ من براثن الموت، و أحمد الله أنني لم أصغ إلى هؤلاء الذين يشككون في فعالية جرعاته .و أقول لهم : "من لا يعرف شيئا لا يفهم شيئا" " وما شرب الإنسان كأسا علقمية إلا كانت ثمالتها عسلا" أنا الآن خير مثال على قدرته العلاجية .. .فشكرا مرة أخرى لهذا الرجل العظيم
تقول نعيمة زوجة سعيد :
عندما علمت بحقيقة مرض زوجي أصبت بهلع شديد، قاسمته محنته كما كنا نتقاسم الحياة بِحُلوها ومرها .
كان زوجي يصارع بين لُجَجِ الحياة وهاوية الموت فعاد إلي من جديد و إلى أطفالنا بفضل الله ثم الدكتور محمد الهاشمي ، فالشكر كل الشكر له ولموظفات المركز ، و أدعو الله أن يطيل في عمره لتنتفع به أمة محمد (ص) .
لم تكن طنجة وحدها الآسرة بل أهلها الكرماء أيضا آسرون ،فلابد أن يأخذك الحنين للسؤال عنهم ، ربما يكون سعيد وزوجه فقيري الحال، لكن بقلبيهما يختزن التِّبْرُ و اللُّجين، أهل صنعاء يقولون: لابد من صنعاء وان طال السفر ونحن بالمغرب نقول : لابد من طنجة وان طال السفر.