صناعة الصابون
المقدمة
صناعة الصابون صناعة كيماوية قديمة. فقد تطورت تقنيتها ببطئ لأنهاتحولت في غالب الأحيان إلى أسرار عائلية توارتثها العائلات أبا عن جد. أما طريقة العمل في هذه الصناعة، فقد ارتكزت بالأساس على الملاحظة والتجربة.
وقد كان ماركلن ، الملقب ب"المارسيلي"(Le Marseillais) ، وبالضبط سنة 1906، أول من أوضح على أن الصابون هو نتيجة لموازنة كيماوية مبينا ذلك بشكل مستفيض في مقاربة علمية كانت موضوع كتابه {دراسة حول تكوين الصابون التجاري بعلاقاته مع التصنيع}.
في سنة 1922، قام الكيميائي الإنجليزي ماك بين Mac Bain برصد مراحل التحول التي تشكل أساس المناهج العصرية المستديمة .
ادة تستخدم في التنظيف وهو مادة مطهرة تصنع من الدهون الحيوانية والنباتية والزيوت والشحوم، ومن الناحية الكيميائية، يصنع الصابون من ملح صوديوم أو بوتاسيوم أحد الأحماض الدهنية ويتشكل من خلال التفاعل بين كل من الدهون والزيوت والقلويات.
الباب الاول
تاريخ صناعة الصابون
نبذة تاريخية عن مراحل تصنيع الصابون[/COLOR]صناعة الصابون صناعة كيماوية قديمة. فقد تطورت تقنيتها ببطئ لأنهاتحولت في غالب الأحيان إلى أسرار عائلية توارتثها العائلات أبا عن جد. أما طريقة العمل في هذه الصناعة، فقد ارتكزت بالأساس على الملاحظة والتجربة.
وقد كان ماركلن ، الملقب ب"المارسيلي"(Le Marseillais) ، وبالضبط سنة 1906، أول من أوضح على أن الصابون هو نتيجة لموازنة كيماوية مبينا ذلك بشكل مستفيض في مقاربة علمية كانت موضوع كتابه {دراسة حول تكوين الصابون التجاري بعلاقاته مع التصنيع}.
في سنة 1922، قام الكيميائي الإنجليزي ماك بين Mac Bain برصد مراحل التحول التي تشكل أساس المناهج العصرية المستديمة .
المناهـــــــج
الصابون نتيجة لتفاعل جسم قلوي (الصودا) مع حامض دسم ذو سلسلة طويلة، أوخليط لمختلف الحمضيات الدسمة ومواد صابونية أولية مثل زيت النخيل، والنخل الكرنبي وشحم الأمعاء. وهناك منهجين آخرين للتصنيع:
تصنيع الصابـون على "الطريقة المارسيلية"
تأخذ هذه الطريقة أشكالا متعددة تتلخص في تسلسل العمليات الآتية : تحويل المواد الأولية إلى صابون، الغليان، غسل الصابون بواسطة محلولات مالحة وإسالتها عبر مرحلتين. وتنجز جميع هذه العمليات بصفة مسترسلة في قدر معدنـي.
المنهج المسترسل
يتم تحويل الجسم الدسم بالكامل إلى صابون بواسطة الصودا المركزة باستعمال مضخات. أما الغسيل عبر المجرى المضاد، فيتم بواسطة محلول مالــح.
وتنجز مرحلة الإسالة "عبر مستويات" عن طريق تهييج وإضافة الصودا كي يصل الصابون إلى مرحلة للسلاسة تراوح نسبة %63من المـواد الدسمــة
يرجع استخدام العديد من مواد الصابون والمنظفات إلى العصور السحيقة. ففي القرن الأول الميلادي تعرض المؤرخ الروماني بلايني الكبير لوصف أنواع مختلفة من الصابون الذي يحتوي على أصباغ وقد كانت النساء تستعمله في تنظيف شعورهن وإضفاء ألوان براقة عليه.
وقد عرف المسلمون الصابون منذ القرن الأول الهجري / السابع الميلادي أدخلوا عليه تطويرات عديدة، كما تعددت أنواعه واستخداماته في تنظيف الثياب، وغسل الأواني، والاستحمام، إذ كان الصابون مادة أساسية في الحمامات العامة التي انتشرت عبر أرجاء الدولة الإسلامية. وقد ساهم علماء الكيمياء على تحسين نوعيات الصابون بشكل كبير، ففي القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي جاء على لسان الجلدكي في كتابه رتبة الحكيم : "الصابون مصنوع من بعض المياه الحادة المتخذة من القلي والجير، والماء الحاد يهرئ الثوب، فاحتالوا على ذلك بأن مزجوا الماء الحاد بالدهن الذي هو الزيت، وعقدوا منه الصابون الذي ينقي الثوب ويدفع ضرر الماء الحاد عن الثوب وعن الأيدي".
وقد كانت صناعة الصابون من الأمور الشائعة في أسبانيا وإيطاليا أثناء القرن الثامن الميلادي. وبحلول القرن الثالث عشر، عندما انتقلت صناعة الصابون من إيطاليا إلى فرنسا، كان الصابون يصنع من شحوم الماعز بينما كان يتم الحصول على القلويات من شجر الزان. وبعد التجربة، توصل الفرنسيون إلى وسيلة لصناعة الصابون من زيت الزيتون بدلا من دهون الحيوانات وبحلول عام 905هـ / 1500 م، أدخلوا هذا الاختراع إلى إنجلترا. وقد نمت هذه الصناعة في إنجلترا نموا سريعا وفي عام 1031هـ / 1622 م، منح الملك جيمس الأول امتيازات خاصة لها. وفي عام 1197هـ / 1783 قام الكيميائي السويدي كارل ويلهيلم شيل مصادفة بتقليد التفاعل المذكور أدناه والمستخدم حاليا في صناعة الصابون حيث تفاعل زيت الزيتون المغلي مع أكسيد الرصاص فنتج عن ذلك مادة ذات رائحة جميلة أطلق عليها إيسوس وتعرف حاليا باسم الجليسرين.
وهذا الاكتشاف الذي توصل إليه شيل جعل الكيميائي الفرنسي ميشيل أوجين شيفرول (1786- 1889م) يفحص الطبيعة الكيميائية للدهون والزيوت المستخدمة في صناعة الصابون، وقد اكتشف شيفرول أخيرا في عام 1238هـ / 1823 م أن الدهون البسيطة لا تتفاعل مع القلويات لتكوين الصابون ولكنها تتحلل أولا لتكوين أحماض دهنية وجليسرين. وفي الوقت ذاته، حدثت ثورة في صناعة الصابون عام 1205هـ / 1791 م عندما توصل الكيميائي الفرنسي نيكولاس ليبلانك 1155هـ-1742م / 1221 هـ -1806م إلى طريقة للحصول على كربونات الصوديوم أو الصودا من الملح العادي.
وفي المستعمرات الأمريكية الأولى، كان الصابون يصنع من دهون الحيوانات المذابة وكان ذلك يتم في المنازل فقط ولكن بحلول عام 1111هـ / 1700 م. كان مصدر الدخل الرئيسي للعديد من المناطق يتأتى من تصدير الدهون والمكونات المستخدمة في صناعة الصابون.
الباب الثانى
صناعة الصابون حديثا
إن الزيوت والدهون المستخدمة عبارة عن مركبات للجليسرين وحمض دهني مثل الحامض النخيلي أو الحامض الإستياري. وعندما تعالج هذه المركبات بسائل قلوي مذاب مثل هيدروكسيد الصوديوم في عملية يطلق عليها التصبين، فإنها تتحلل مكونة الجليسرين وملح صوديوم الحمض الدهني. على سبيل المثال، فإن حمض البلمتين الذي يعتبر الملح العضوي للجليسرين والحمض النخيلي ينتج بلميتات الصوديوم والجليسرين عند التصبين. ويتم الحصول على الأحماض الدهنية اللازمة لصناعة الصابون من الشحوم والدهون وزيت السمك والزيوت النباتية مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت الذرة.
أما الصابون الصلب فيصنع من الزيوت والدهون التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض المشبعة التي تصبن مع هيدروكسيد الصوديوم. أما الصابون اللين فهو عبارة عن صابون شبه سائل يصنع من زيت بذر الكتان وزيت بذر القطن وزيت السمك والتي تصبن مع هيدروكسيد البوتاسيوم. وبالنسبة للشحوم التي تستخدم في صناعة الصابون فتتدرج من أرخص الأنواع التي يحصل عليها من القمامة وتستخدم في صناعة الأنواع الرخيصة من الصابون وأفضل الأنواع المأكولة من الشحوم والتي تستخدم في صناعة صابون التواليت الفاخر. وتنتج الشحوم وحدها صابونا صل با جدا بحيث أنه غير قابل للذوبان ليعطي رغوة كافية ومن ثم فإنه يخلط عادة بزيت جوز الهند.
أما زيت جوز الهند وحده فينتج صابونا صلبا غير قابل للذوبان بحيث أنه لا يستخدم في المياه العذبة، إلا أنه يرغي في المياه المالحة وبالتالي يستخدم كصابون بحري. ويحتوي الصابون الشفاف عادة على زيت خروع وزيت جوز هند عالي الجودة وشحوم. أما صابون التواليت الفاخر فيصنع من زيت زيتون عالي الجودة ويعرف باسم الصابون القشتالي. وبالنسبة لصابون الحلاقة، فهو صابون لين يحتوي على بوتاسيوم وصوديوم وكذا الحمض الإستياري الذي يعطي رغوة دائمة. أما كريم الحلاقة فهو عبارة عن معجون يحتوي على خليط من صابون الحلاقة وزيت جوز الهند.
صناعة الصابون جديرة بالاهتمام لانه ان لم تصنعيه ستعرفين مما يصنع و اذا جربتيه ستعجبك صناعته .
الباب الثالث
نموذجالأدوات المستخدمة
• ½1 ك ( كيلو) زيت زيتون او زيت طعام .
• ¼ ك من الصودا الخاصه بصناعه الصابون .
• قطعة صغيرة قلفونيا بحجم حبة البندق يمكن شراؤها من العطار او من محل البويات .
• ¼ ك من بودرة التلك . او السبيداج .
• ¼ ك دقيق .
• ½ ملعقة ملح .
• اوعية صغيرة باشكال اصداف كالمستعملة للتورتات .
تنقع الصودا في ثلاث اربعا لتر ماء مذاب فيه ملح مع التقليب حتى لا تلتصق الصودا بقاء الاناء( يجب ان يكون معني ) .
غطي الخليط واتركيه 24 ساعة تطحن القلفونيا و تضاف الى الدقيق و بودرة التلك ويضاف الزيت .
ثم يضاف ذائب الصوداء بالماء المملح قطرة قطرة الى المزيج مع استمرار التقليب في اتجاه واحد .
استمري في التحريك مدة 5 دقائق بعد تمام عملية الخلط .
يصب في الأوعية الصغيره بحذر مع هز الأوعية باليدين من الجوانب لاسواء السطوح . غطي سطح الصابون بعد ذلك بورق زبدة ثم كرتونه ثم يغطى الجميع ببطانية صوف ويترك في مكان دافء لمدة 24 ساعة .
الخاتمةتحافظ قلة من الحرفيين اللبنانين في طرابلس على تقاليد صناعة الصابون البلدي الذي يحرص السائحون الخليجيون على شرائه عند قدموهم الى لبنان.
وقال احد الحرفيين بالمدينة محمود شركس انه يتبع التعاليم المتوارثة في هذه الصناعة والتي وصلته عن طريق ابيه, وانه اكتفى باضافة الوان جديدة وبعض الاتقان في قص الالواح والتفنن بالاشكال.
وأضاف ان عمر هذه الصناعة في عائلته 200 سنة وان المهم والاساسي استخدام افضل انواع زيت الزيتون الذي يبلغ سعره 13 ضعف ثمن الشحم الحيواني المستخدم في صناعة الصابون التجاري.
بالمقابل, وسع حرفي آخر بدر حسون مفهومه لصناعة الصابون البلدي لتشمل نحو 200 صنف وفق الاضافات من اعشاب وزيوت وعسل على ان تتم كافة عمليات التلوين والتعطير بالاعشاب ومنها البابونج والنعناع والفحم النباتي والعنبر والمسك.
وقال إنه زاد أنواع منتجاته بالاعتماد على العطور, وإن هناك صابون الحب وصابون الهدوء وصابون الجنس, وان هناك 4 انواع اساسية هي: البلدي من زيت الزيتون فقط والعلاجي مع اضافات من الاعشاب او العطور والملكي المطيب الاغلى بسبب الاشكال التي تحفر عليه بالسكين والعرائسي "رمز الطهارة" الذي كان وما زال يضم في بعض الاوساط الشعبية الى جهاز العروس.
واضاف ان غالبية منتوجة تستخدم كهدايا وابرز زبائنه غرفة التجارة والصناعة في طرابلس وبيروت و اعضاء السفارات الاجنبية, وان المصطافين الخليجيين والعرب بصفة عامة في لبنان لا يصلون عادة الى طرابلس لكن العديد منهم ياتي خصيصا لشراء الصابون الطرابلسي, مؤكدا انه بدأ بتسويق منتوجه في فرنسا.
وذكر ان طرابلس طالما اشتهرت بـ "سوق العطارين" وانها كانت مثل العيادات تبيع الاعشاب لمعالجة المشاكل الجلدية وتساقط الشعر وبياض البشرة والتعرق وهذه الاعشاب نفسهاتمت اضافتها الى الصابون.
ومن جهته, قال المؤرخ استاذ التاريخ الاسلامي والحضارة في الجامعة اللبنانية عمر تدمري ان صناعة الصابون اشتهرت في طرابلس منذ قرون حيث كانت توجد 200 مصبنة و كانت الجاليات الاجنبية وقناصل الدول يأتون خصيصا لشراء الصابون.
وشدد على اهمية الحفاظ على انتاج الصابون اليدوي لانه مرتبط بتراث المدينة مثل صناعة السفن والمراكب الحربية والورق والسكر التي اختفت نهائيا.
وأضاف أن صناعة الصابون البلدي تعتمد على زيت الزيتون والاعشاب وهي احدى الحرف اليدوية القليلة التي ما زالت تشتهر بها طرابلس خصوصا بسبب كثافة بساتين الزيتون في محيطها.
جدير بالذكران معظم العائلات الطرابلسية عملت لمدة قرون, وحتى منتصف القرن العشرين في صناعة الصابون التجاري المعروف بجودته وما زالت توجد في طرابلس وضواحيها اكبر معامله
منقول
المقدمة
صناعة الصابون صناعة كيماوية قديمة. فقد تطورت تقنيتها ببطئ لأنهاتحولت في غالب الأحيان إلى أسرار عائلية توارتثها العائلات أبا عن جد. أما طريقة العمل في هذه الصناعة، فقد ارتكزت بالأساس على الملاحظة والتجربة.
وقد كان ماركلن ، الملقب ب"المارسيلي"(Le Marseillais) ، وبالضبط سنة 1906، أول من أوضح على أن الصابون هو نتيجة لموازنة كيماوية مبينا ذلك بشكل مستفيض في مقاربة علمية كانت موضوع كتابه {دراسة حول تكوين الصابون التجاري بعلاقاته مع التصنيع}.
في سنة 1922، قام الكيميائي الإنجليزي ماك بين Mac Bain برصد مراحل التحول التي تشكل أساس المناهج العصرية المستديمة .
ادة تستخدم في التنظيف وهو مادة مطهرة تصنع من الدهون الحيوانية والنباتية والزيوت والشحوم، ومن الناحية الكيميائية، يصنع الصابون من ملح صوديوم أو بوتاسيوم أحد الأحماض الدهنية ويتشكل من خلال التفاعل بين كل من الدهون والزيوت والقلويات.
الباب الاول
تاريخ صناعة الصابون
نبذة تاريخية عن مراحل تصنيع الصابون[/COLOR]صناعة الصابون صناعة كيماوية قديمة. فقد تطورت تقنيتها ببطئ لأنهاتحولت في غالب الأحيان إلى أسرار عائلية توارتثها العائلات أبا عن جد. أما طريقة العمل في هذه الصناعة، فقد ارتكزت بالأساس على الملاحظة والتجربة.
وقد كان ماركلن ، الملقب ب"المارسيلي"(Le Marseillais) ، وبالضبط سنة 1906، أول من أوضح على أن الصابون هو نتيجة لموازنة كيماوية مبينا ذلك بشكل مستفيض في مقاربة علمية كانت موضوع كتابه {دراسة حول تكوين الصابون التجاري بعلاقاته مع التصنيع}.
في سنة 1922، قام الكيميائي الإنجليزي ماك بين Mac Bain برصد مراحل التحول التي تشكل أساس المناهج العصرية المستديمة .
المناهـــــــج
الصابون نتيجة لتفاعل جسم قلوي (الصودا) مع حامض دسم ذو سلسلة طويلة، أوخليط لمختلف الحمضيات الدسمة ومواد صابونية أولية مثل زيت النخيل، والنخل الكرنبي وشحم الأمعاء. وهناك منهجين آخرين للتصنيع:
تصنيع الصابـون على "الطريقة المارسيلية"
تأخذ هذه الطريقة أشكالا متعددة تتلخص في تسلسل العمليات الآتية : تحويل المواد الأولية إلى صابون، الغليان، غسل الصابون بواسطة محلولات مالحة وإسالتها عبر مرحلتين. وتنجز جميع هذه العمليات بصفة مسترسلة في قدر معدنـي.
المنهج المسترسل
يتم تحويل الجسم الدسم بالكامل إلى صابون بواسطة الصودا المركزة باستعمال مضخات. أما الغسيل عبر المجرى المضاد، فيتم بواسطة محلول مالــح.
وتنجز مرحلة الإسالة "عبر مستويات" عن طريق تهييج وإضافة الصودا كي يصل الصابون إلى مرحلة للسلاسة تراوح نسبة %63من المـواد الدسمــة
يرجع استخدام العديد من مواد الصابون والمنظفات إلى العصور السحيقة. ففي القرن الأول الميلادي تعرض المؤرخ الروماني بلايني الكبير لوصف أنواع مختلفة من الصابون الذي يحتوي على أصباغ وقد كانت النساء تستعمله في تنظيف شعورهن وإضفاء ألوان براقة عليه.
وقد عرف المسلمون الصابون منذ القرن الأول الهجري / السابع الميلادي أدخلوا عليه تطويرات عديدة، كما تعددت أنواعه واستخداماته في تنظيف الثياب، وغسل الأواني، والاستحمام، إذ كان الصابون مادة أساسية في الحمامات العامة التي انتشرت عبر أرجاء الدولة الإسلامية. وقد ساهم علماء الكيمياء على تحسين نوعيات الصابون بشكل كبير، ففي القرن الثامن الهجري / الرابع عشر الميلادي جاء على لسان الجلدكي في كتابه رتبة الحكيم : "الصابون مصنوع من بعض المياه الحادة المتخذة من القلي والجير، والماء الحاد يهرئ الثوب، فاحتالوا على ذلك بأن مزجوا الماء الحاد بالدهن الذي هو الزيت، وعقدوا منه الصابون الذي ينقي الثوب ويدفع ضرر الماء الحاد عن الثوب وعن الأيدي".
وقد كانت صناعة الصابون من الأمور الشائعة في أسبانيا وإيطاليا أثناء القرن الثامن الميلادي. وبحلول القرن الثالث عشر، عندما انتقلت صناعة الصابون من إيطاليا إلى فرنسا، كان الصابون يصنع من شحوم الماعز بينما كان يتم الحصول على القلويات من شجر الزان. وبعد التجربة، توصل الفرنسيون إلى وسيلة لصناعة الصابون من زيت الزيتون بدلا من دهون الحيوانات وبحلول عام 905هـ / 1500 م، أدخلوا هذا الاختراع إلى إنجلترا. وقد نمت هذه الصناعة في إنجلترا نموا سريعا وفي عام 1031هـ / 1622 م، منح الملك جيمس الأول امتيازات خاصة لها. وفي عام 1197هـ / 1783 قام الكيميائي السويدي كارل ويلهيلم شيل مصادفة بتقليد التفاعل المذكور أدناه والمستخدم حاليا في صناعة الصابون حيث تفاعل زيت الزيتون المغلي مع أكسيد الرصاص فنتج عن ذلك مادة ذات رائحة جميلة أطلق عليها إيسوس وتعرف حاليا باسم الجليسرين.
وهذا الاكتشاف الذي توصل إليه شيل جعل الكيميائي الفرنسي ميشيل أوجين شيفرول (1786- 1889م) يفحص الطبيعة الكيميائية للدهون والزيوت المستخدمة في صناعة الصابون، وقد اكتشف شيفرول أخيرا في عام 1238هـ / 1823 م أن الدهون البسيطة لا تتفاعل مع القلويات لتكوين الصابون ولكنها تتحلل أولا لتكوين أحماض دهنية وجليسرين. وفي الوقت ذاته، حدثت ثورة في صناعة الصابون عام 1205هـ / 1791 م عندما توصل الكيميائي الفرنسي نيكولاس ليبلانك 1155هـ-1742م / 1221 هـ -1806م إلى طريقة للحصول على كربونات الصوديوم أو الصودا من الملح العادي.
وفي المستعمرات الأمريكية الأولى، كان الصابون يصنع من دهون الحيوانات المذابة وكان ذلك يتم في المنازل فقط ولكن بحلول عام 1111هـ / 1700 م. كان مصدر الدخل الرئيسي للعديد من المناطق يتأتى من تصدير الدهون والمكونات المستخدمة في صناعة الصابون.
الباب الثانى
صناعة الصابون حديثا
إن الزيوت والدهون المستخدمة عبارة عن مركبات للجليسرين وحمض دهني مثل الحامض النخيلي أو الحامض الإستياري. وعندما تعالج هذه المركبات بسائل قلوي مذاب مثل هيدروكسيد الصوديوم في عملية يطلق عليها التصبين، فإنها تتحلل مكونة الجليسرين وملح صوديوم الحمض الدهني. على سبيل المثال، فإن حمض البلمتين الذي يعتبر الملح العضوي للجليسرين والحمض النخيلي ينتج بلميتات الصوديوم والجليسرين عند التصبين. ويتم الحصول على الأحماض الدهنية اللازمة لصناعة الصابون من الشحوم والدهون وزيت السمك والزيوت النباتية مثل زيت جوز الهند وزيت الزيتون وزيت النخيل وزيت فول الصويا وزيت الذرة.
أما الصابون الصلب فيصنع من الزيوت والدهون التي تحتوي على نسبة عالية من الأحماض المشبعة التي تصبن مع هيدروكسيد الصوديوم. أما الصابون اللين فهو عبارة عن صابون شبه سائل يصنع من زيت بذر الكتان وزيت بذر القطن وزيت السمك والتي تصبن مع هيدروكسيد البوتاسيوم. وبالنسبة للشحوم التي تستخدم في صناعة الصابون فتتدرج من أرخص الأنواع التي يحصل عليها من القمامة وتستخدم في صناعة الأنواع الرخيصة من الصابون وأفضل الأنواع المأكولة من الشحوم والتي تستخدم في صناعة صابون التواليت الفاخر. وتنتج الشحوم وحدها صابونا صل با جدا بحيث أنه غير قابل للذوبان ليعطي رغوة كافية ومن ثم فإنه يخلط عادة بزيت جوز الهند.
أما زيت جوز الهند وحده فينتج صابونا صلبا غير قابل للذوبان بحيث أنه لا يستخدم في المياه العذبة، إلا أنه يرغي في المياه المالحة وبالتالي يستخدم كصابون بحري. ويحتوي الصابون الشفاف عادة على زيت خروع وزيت جوز هند عالي الجودة وشحوم. أما صابون التواليت الفاخر فيصنع من زيت زيتون عالي الجودة ويعرف باسم الصابون القشتالي. وبالنسبة لصابون الحلاقة، فهو صابون لين يحتوي على بوتاسيوم وصوديوم وكذا الحمض الإستياري الذي يعطي رغوة دائمة. أما كريم الحلاقة فهو عبارة عن معجون يحتوي على خليط من صابون الحلاقة وزيت جوز الهند.
صناعة الصابون جديرة بالاهتمام لانه ان لم تصنعيه ستعرفين مما يصنع و اذا جربتيه ستعجبك صناعته .
الباب الثالث
نموذجالأدوات المستخدمة
• ½1 ك ( كيلو) زيت زيتون او زيت طعام .
• ¼ ك من الصودا الخاصه بصناعه الصابون .
• قطعة صغيرة قلفونيا بحجم حبة البندق يمكن شراؤها من العطار او من محل البويات .
• ¼ ك من بودرة التلك . او السبيداج .
• ¼ ك دقيق .
• ½ ملعقة ملح .
• اوعية صغيرة باشكال اصداف كالمستعملة للتورتات .
تنقع الصودا في ثلاث اربعا لتر ماء مذاب فيه ملح مع التقليب حتى لا تلتصق الصودا بقاء الاناء( يجب ان يكون معني ) .
غطي الخليط واتركيه 24 ساعة تطحن القلفونيا و تضاف الى الدقيق و بودرة التلك ويضاف الزيت .
ثم يضاف ذائب الصوداء بالماء المملح قطرة قطرة الى المزيج مع استمرار التقليب في اتجاه واحد .
استمري في التحريك مدة 5 دقائق بعد تمام عملية الخلط .
يصب في الأوعية الصغيره بحذر مع هز الأوعية باليدين من الجوانب لاسواء السطوح . غطي سطح الصابون بعد ذلك بورق زبدة ثم كرتونه ثم يغطى الجميع ببطانية صوف ويترك في مكان دافء لمدة 24 ساعة .
الخاتمةتحافظ قلة من الحرفيين اللبنانين في طرابلس على تقاليد صناعة الصابون البلدي الذي يحرص السائحون الخليجيون على شرائه عند قدموهم الى لبنان.
وقال احد الحرفيين بالمدينة محمود شركس انه يتبع التعاليم المتوارثة في هذه الصناعة والتي وصلته عن طريق ابيه, وانه اكتفى باضافة الوان جديدة وبعض الاتقان في قص الالواح والتفنن بالاشكال.
وأضاف ان عمر هذه الصناعة في عائلته 200 سنة وان المهم والاساسي استخدام افضل انواع زيت الزيتون الذي يبلغ سعره 13 ضعف ثمن الشحم الحيواني المستخدم في صناعة الصابون التجاري.
بالمقابل, وسع حرفي آخر بدر حسون مفهومه لصناعة الصابون البلدي لتشمل نحو 200 صنف وفق الاضافات من اعشاب وزيوت وعسل على ان تتم كافة عمليات التلوين والتعطير بالاعشاب ومنها البابونج والنعناع والفحم النباتي والعنبر والمسك.
وقال إنه زاد أنواع منتجاته بالاعتماد على العطور, وإن هناك صابون الحب وصابون الهدوء وصابون الجنس, وان هناك 4 انواع اساسية هي: البلدي من زيت الزيتون فقط والعلاجي مع اضافات من الاعشاب او العطور والملكي المطيب الاغلى بسبب الاشكال التي تحفر عليه بالسكين والعرائسي "رمز الطهارة" الذي كان وما زال يضم في بعض الاوساط الشعبية الى جهاز العروس.
واضاف ان غالبية منتوجة تستخدم كهدايا وابرز زبائنه غرفة التجارة والصناعة في طرابلس وبيروت و اعضاء السفارات الاجنبية, وان المصطافين الخليجيين والعرب بصفة عامة في لبنان لا يصلون عادة الى طرابلس لكن العديد منهم ياتي خصيصا لشراء الصابون الطرابلسي, مؤكدا انه بدأ بتسويق منتوجه في فرنسا.
وذكر ان طرابلس طالما اشتهرت بـ "سوق العطارين" وانها كانت مثل العيادات تبيع الاعشاب لمعالجة المشاكل الجلدية وتساقط الشعر وبياض البشرة والتعرق وهذه الاعشاب نفسهاتمت اضافتها الى الصابون.
ومن جهته, قال المؤرخ استاذ التاريخ الاسلامي والحضارة في الجامعة اللبنانية عمر تدمري ان صناعة الصابون اشتهرت في طرابلس منذ قرون حيث كانت توجد 200 مصبنة و كانت الجاليات الاجنبية وقناصل الدول يأتون خصيصا لشراء الصابون.
وشدد على اهمية الحفاظ على انتاج الصابون اليدوي لانه مرتبط بتراث المدينة مثل صناعة السفن والمراكب الحربية والورق والسكر التي اختفت نهائيا.
وأضاف أن صناعة الصابون البلدي تعتمد على زيت الزيتون والاعشاب وهي احدى الحرف اليدوية القليلة التي ما زالت تشتهر بها طرابلس خصوصا بسبب كثافة بساتين الزيتون في محيطها.
جدير بالذكران معظم العائلات الطرابلسية عملت لمدة قرون, وحتى منتصف القرن العشرين في صناعة الصابون التجاري المعروف بجودته وما زالت توجد في طرابلس وضواحيها اكبر معامله
منقول