وخزة نصح لعلماء البلاط
عمر أبو عبد النور الجزائري
هذه وخزة نصح أصوِّبها نحو بعض علماء الأمَّة
الذين تحمَّلوا أمانة هذا الدين بالعلم الذي يحملونه والمنصب الذي يشغلونه ، وبدلا
من أن يكونوا رؤوسا في زمرة التَّنوير والدِّفاع ، صاروا ذيولا في عير الزيغ
والابتداع ،حرصا منهم على الجاه والمنصب والمتاع ، فصافحوا الأيدي الملطَّخة بدماء
المسلمين في أفغانستان والعراق وفلسطين ، وظاهروا الصَّهاينة على ذبح المسلمين في
السودان وليبيا وسوريا ، وأحدثوا في الدين بإتباعهم للملوك العملاء ما ليس منه في
شيء ، بل هو تحريف له وتبديل ، ولا حول ولا وقوة إلا بالله .
***
عَلامَ الخوفُ والجَزَعُ = وهذا العيشُ مُنقطعُ
نفوسُ الشرِّ هاوية ٌ = وذاتُ الخيرِ تَرتفعُ
أخي في الله حقَّ لكمْ = علينا النُّصحَ فاستمعُوا
فهذا العيشُ مزرعة ٌ = ليوم الدِّين تنزرعُ
وعبد الله مرتهنٌ = بما يأتي وما يَدَعُ
فعرشُ المالِ والحسَبِ = بموت العبد يتَّضِعُ
فثُبْ لله قد جَمَحتْ = بك الأهواءُ والنُّزَعُ
أتفتي النَّاس من عمَهٍ ؟ = بهدمِ الدِّين تضطلِعُ ؟
أتبغي المدحَ من سَفهٍ = حداك الجهلُ والطَّمعُ ؟
تسوقُ القولَ مُلتبَساً = جَواهُ الزَّيغُ والبِدعُ
تُجيزُ القتلَ بعد زِناَ = بأجرِ القرضِ تنتفعُ
وترضى حيلة ً لربا = كأهلِ السَّبتِ إذ خدَعُوا
حدودُ الشَّرعِ واسعة ٌ = فهل للفسقِ تتَّسِعُ ؟
أبحتمْ رشوة ً فدَحتْ = إذا مِلتمْ فمن يَزعُ ؟
أجزتم خُلوة ً حرُمتْ = وذا عذرٌ لمن وقَعُوا
إذا زلَّ الغريرُ غدا = ينالُ الإثمُ من دفعُوا
دهنتم قربة ً لعدى = لحربِ الدِّينِ قد جمعُوا
سعوا للكفرِ في وَضَحٍ = وشرعَ الله قد وَضعُوا
ومن فاضت مثالبُهُ = أبالتَّدهين يَرتدعُ ؟
أيرجى الخيرُ من فِئةٍ = وسمَّ الغربِ قد رضعُوا ؟
أما شاهدتَ من نكَلُوا = لنُصْبِ الجاه قد ركَعُوا ؟
فصاروا عبرة ً صَرخَتْ = مِنَ الإخزاءِ كم كرَعُوا
ألا أين اليقينُ إذاً = إذا عُذتمْ بمن قَمَعُوا ؟
عمودُ الدِّينِ مُنبطحٌ = أبالتَّحريف يرتفعُ ؟
وباءُ الفسقِ مُنتشرٌ = أبالترخيص يندفعُ ؟
ألا إنَّ الحساب غدا = ففوزًا للذين سعوْا
ألا إنَّ النَّجاةَ هُدًى = فسقيا للذين وَعَوْا
وربُّ العلمِ مُؤتمنٌ = فقُرباً للذين رَعَوْا
وبُعداً للذين سَفَوْا = ومن زاغوا ومن طَمَعُوا
المصدر : زنقتنا ...منتديات شباب ليبيا الاحرار: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]