الخوف من الله
الشيخ الدكتور
نبيل العوضي
إن
من أعظم الأسباب التي جعلت المسلمين يتهاونون في ارتكاب المعاصي ويكثرون
منها هو قلة الخوف من الله عز وجل، ونسيان عظمته سبحانه وتعالى، ونسيان ما
أعده الله لمن عصاه ولم يقم بما أمر به، والناظر في حال السلف وما كانوا
فيه من شدة الخوف من الله سبحانه وتعالى يرى الفرق كبيراً بيننا وبينهم،
فقد كانوا كثيري العبادة ومع ذلك يخافون من الله أشد الخوف ألا يقبل
أعمالهم، ونحن بالعكس منهم فقد كثرت ذنوبنا وقل خوفنا من الله عز وجل
واستشعار مراقبته.
أيها الإخوة الكرام: إن كثيراً من
الناس يجترئ على الذنوب والمعاصي، ويتهاون في الواجبات ويتساهل بها، وإذا
فعل أكبر الكبائر كأنما ذباب وقع على أنفه، فقال به: هكذا وطار، وكأن الأمر
هين وسهل.
.
إذا ترك الصلاة ضحك، وإذا ارتكب الحرام فرح، وإذا
تهاون بالواجبات كأنه لم يفعل شيئاً، أما إن خالف غيره من البشر فالأمر
شديد، والهول كبير، ويخاف أن تصدر عليه عقوبة؛ فلا ينام الليل، وأما أن
يتذكر عذاب الله عز وجل فلا.
أيها الإخوة: إن المقام الذي ينقص هذا هو مقام الخوف من الله جل وعلا .
.
فقد قلَّ في كثيرٍ من المسلمين -إلا من رحم الله- الخوف من الله؛ فتجده
يرتكب المحرمات، ثم يقولها وبكل سهولة: أستغفر الله وهو يضحك، القلب لا
يندم، والعين لا تدمع، والخوف لا يوجل في قلبه ولا يدخل قلبه، ما السبب؟
إنه لا يخاف من ربه جل وعلا.
قال الله جل وعلا واصفاً عباده المؤمنين: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النور:6-37] تعرفون لماذا؟ لأنهم كانوا يجلسون في بيوت الله، ويحافظون على الصلوات الخمس، ويؤدون الفرائض، قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النور:37].
كان ابن مسعود
-رضي الله عنه- جالساً، فسمع أحد أصحابه يقول: ما أود أن أكون من أصحاب
اليمين، إنما أود أن أكون من المقربين -لأنهم أعلى درجة من أصحاب اليمين-
فقال ابن مسعود أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] شجرة ثم تزول وتهلك كما تهلك الأشجار، ولا أبعث عند الله عز وجل يوم القيامة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النور:37].
هذا اليوم الذي كان يبكي منه أسلافنا، حتى كان أحدهم إذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة:16] خوفاً من ذلك اليوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة:16].
يقول بعضهم: "ما رأيت مثل الحسن -أي: البصري - وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما".
وبكى بعضهم قبل الوفاة بكاء شديداً فبكت أمه، قال: ولم تبكين؟ قالت:
لبكائك يا بني! قال: أما إني أبكي لخوف المطلع عند الله جل وعلا في ذلك
اليوم.
بل إن بعضهم كـسفيان الثوري وغيره كان إذا ذكر عنده الموت كان من شدة خوفه يبول دماًَ، أجلكم الله.
ما بالنا -يا عباد الله- الواحد منا يرتكب المحرمات إلا من رحم الله،
وبعضنا يرتكب المنكرات العظام بل أكبر الكبائر والأمر عنده هين، والخطب
سهل.
.
لماذا؟ لأن الخوف من الله جل وعلا لم يخالط قلبه.
عبد
الله! أراك لا تصلي الفجر في الأسبوع إلا مرة، ولا تتذكر العصر إلا بعض
الأحيان، وأراك تستمع بعض الأغاني، وتقع في غيبة بعض الناس، ثم لو سئلت
قلت: إن ربي غفور رحيم.
اسمع إلى سلفنا كيف كانوا يخافون من الله جل وعلا: قال الحسن البصري: " سمعت أن هناك رجلاً يخرج من النار بعد ألف سنة " يقول الحسن:
(قيل لي، وروي، وسمعت): أن رجلاً يخرج من النار بعد ألف سنة أي: بعد أن
يمكث في النار، قال: " وددت أنني ذلك الرجل" أي: أود وأتمنى أني أمكث في
النار فقط ألف سنة.
عباد الله! هل وصلنا إلى هذه الدرجة؟ أم أن الواحد
منا قد ضمن نفسه مع أنه لا يصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة في بيوت
الله؟ والصلاة ما كان يتركها إلا المنافقون في عهد النبوة، وكان الذي يصلي
الجماعة يخاف على نفسه من النفاق.
عباد الله! هل وصلنا إلى هذه الدرجة من الخوف؟ الواحد منا يعطي من نفسه ويقوم الليل ثم يخاف من عذاب الله جل وعلا.
يقول عروة بن الزبير: كنت أبيت، ثم إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة فأسلم عليها -أول بيت في الصباح أسلم عليه بيت عائشة
- يقول: فقدمت عليها يوماً فإذا هي قائمة تصلي وتبكي -لعله قبل الفجر،
ولعله في الضحى، ولعله في وقتٍ من الأوقات- قال: قائمة تبكي وتقرأ قول الله
جل وعلا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الطور:27] فنظرت إليها تبكي، فأعادت الآية مرة أخرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[الطور:27] فانتظرت فأعادت الآية مرة ثالثة ورابعة وخامسة وأخذت تعيدها
وتبكي، فقلت: أذهب لأقضي حاجة لي فأرجع، قال: فذهبت، ثم رجعت بعد زمن،
فنظرت إليها قائمة تردد نفس الآية وتبكي رضي الله عنها وأرضاها.
بعضهم يا عباد الله! كان يقوم الليل فيبكي بعد القيام حتى الصباح يستغفر الله تعالى على تقصيره، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الذاريات:18].
كانوا يستغفرون من تقصيرهم في قيام الليل، لا من عدم قيامهم لصلاة الفجر،
ولا من ارتكابهم للمحرمات، ولا من سهرهم على الأغاني والمسلسلات، لا والله،
يقومون الليل ثم يستغفرون الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المؤمنون:60] بعضكم يقول: هؤلاء الزناة، وهؤلاء شاربو الخمور، يجب أن يخافوا من الله، وقد قالت عائشة: هم الزناة؟ هم شاربو الخمور؟ وهم الذين يفعلون ويفعلون؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بنة الصديق!
هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم) يخافون من الله
جل وعلا أن يأتي يوم القيامة فيجعل أعمالهم هباء منثوراً، صلاتي يا رب .
.
صيامي .
.
صدقتي .
.
حجي وعمرتي جعلها الله هباء منثوراً؛ لأن للأعمال محبطات، لا تظن أنك إذا
عملت العمل انتهى كل شيء! لا والله، المشقة كل المشقة في المحافظة على هذا
العمل، كيف تحافظ عليه حتى تلقى الله؟
ألا
تعلم -يا عبد الله- أن هناك أعمالاً تحبط هذا العمل، منها: أن تختلي
بمحارم الله؛ تجلس في البيت، أو في المجلس، أو الغرفة، أو السيارة، أو
تسافر إلى بلاد الغرب فتنتهك محارم الله، قال عليه الصلاة والسلام: ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) أي: الصيام والصلاة والصدقة والحج والبر كله، يجعلها الله هباء منثوراً.
رأى عمر
رجلاً من الرهبان عليه أثر العبادة، انقطع عن الدنيا لا يعرف غير الله
-الرهبان من النصارى وغيرهم يعبدون الله جل وعلا طوال حياتهم لكن على ضلال-
فبكى عمر ، فقيل له: وما يبكيك يا أمير المؤمنين! قال: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الغاشية:3-4]] عاملة في الدنيا وتنصب، وتشقى في العبادة، ثم تلقى يوم القيامة عذاباً أليماً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الحج:11].
قال ابن عمر لأبيه بعد أن تصدق بدرهم: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] لو أن الله تقبل مني درهماً، أو سجدة كان أحب شيء إلي الموت.
عباد الله: لنكن صادقين مع أنفسنا، لنضع أعمالنا في الموازين .
.
طاعاتنا وطاعاتهم؛ نضع طاعاتنا وطاعاتهم في الميزان، ثم نقيسها، ثم لنضع
خوفنا من الله وخوفهم من الله جل وعلا في الميزان، من منا يخاف من الله
أكثر؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [آل عمران:175].
كان مالك بن دينار عليه رحمة الله يقوم الليل قابضاً على لحيته وهو يبكي ويقول: "يا رب! يا رب! قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار، ففي أي الدارين مالك؟" يصلي ويبكي ويقبض على لحيته وهو يقول: " ففي أي الدارين مالك يا رب " وكأنه يتمثل قوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة:16] لا يستطيع النوم، بل لا يهنأ له بال، خوفاً من الله.
انظروا إلى كثير من المسلمين .
.
قطعٌ للأرحام، وعقوقٌ للوالدين وهي من الكبائر، وربا، ونظر، واستماع
للحرام، ثم سل عنهم في بيوت الله لا ترى منهم إلا القليل، ثم بعد هذا إن
حادثته قال: إن ربي غفور رحيم، غفلة وأي غفلة، ويخبر الله عز وجل عن الناس
إذا لقوا ربهم جل وعلا، قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ق:22] يوم القيامة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ق:22].
يا عبد الله! كن صادقاً مع نفسك، حاسبها قبل أن تحاسب، لا تنظر إلى من
حولك فأكثر الناس في غفلة، لا تنظر يمنة ويسرة، حاسب نفسك قبل أن تحاسب، يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
إن الله خبير بتلك الليلة عندما أذنبت ثم بكيت، وقلت: يا رب! أستغفر الله،
يا رب! تبت إليك، يا رب! عاهدتك، إن الله خبير بتلك اللحظة عندما أصبت
بالمصيبة، فقلت: يا رب! يا رب! لئن كشفت عني الضر لأومنن لك، ولأستجيبن لك،
ولأعملن وأعملن، أين أنت الآن؟ تظن أن الله ينسى؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [طه:52] تظن أن الله عز وجل غافل؟ لا والله، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[إبراهيم:42] إذاً ما الذي جرأك على الله؟ ما الذي جرأك على عقوبة الله؟
كن صادقاً، وحاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله جل وعلا، واعلم أن الله تعالى
بعد التوبة غفارٌ لمن آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.
تقول لي -يا عبد الله- مم أخاف؟ ولم أخاف؟ أقول لك: يا عبد الله! لأن وراءك أياماً طويلة، لم تستعد لها، فالويل شديد، والكرب عظيم.
سأل أحدهم أحد الصالحين قبل الوفاة فقال له: كيف تجدك؟ قال: كأن السماء قد
أطبقت على الأرض وأنا بينهما، وكأن نفسي يخرج من ثقب إبرة.
وأحد الصالحين يقول: كأني أنشر بالمناشير.
وبعضهم يقول: كأن شوكاً يمر من أخمص قدمي إلى أعلى رأسي.
وكان بعضهم يبكي قبل الوفاة وهو يقول: لا أدري إلى أين يلقى بي.
بكى أبو هريرة قبل الوفاة فقيل له: وما يبكيك؟ فقال: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]].
عبد الله! وراءك لحظة سوف تجلس فيها ولا شك، إلا إن كان الله قد استثناك
في القبر وحدك لا أنيس ولا جليس، فيقول لك الملكان: من ربك؟ هل حقاً تنام
على ذكر الله؟ وتستيقظ لله؟ وتقوم لله؟ وتصلي لله؟ وتركع لله؟ وتسجد لله؟
فيسأله الملك: من ربك؟ فيقول الغافل: هاه .
.
هاه لا أدري، ما دينك؟ هاه .
.
هاه لا أدري، ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري،
فيقال له: أن كذب عبدي، فافرشوا له فرشاً من النار، وافتحوا له باباً إلى
النار، تظن الأمر يوماً أو يومين، أو سنة أو مائة سنة، لا يا عبد الله! لعل
الأمر إلى قيام الساعة .
.
يفرش له فراش من النار، ويأتيه من ريح النار وسمومها.
يا عبد الله! تقول لي: لم أخاف؟ أراك تجترئ على النظر إلى النساء، ثم
بعدها لا تعلم أن بينك وبين الله موقفاً سوف تقف بين يديه، وأنه سائلك عما
فعلت، فيقول: عبدي! تذكر ذنب كذا .
.
عبدي! تذكر تلك الخطبة .
.
تذكر ذلك الشريط .
.
تذكر ذلك الموقف .
.
تذكر تلك الدمعة، ما أراك قد استقمت على ما أردت .
.
يا عبدي! ما أراك قد استجبت لما أمرتك، ولا انتهيت بأمثالك عما نهيتك.
ثم يا عبد الله سوف تسمع -إن كنت من الغافلين- يوماً من الأيام النار تجر
لها سبعون ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرونها، فهلا أعددت لذلك
اليوم؟ النار ترمي بشررٍ كالقصر -شرارتها بحجم القصر- ما بالك بها؛ أما هي
فهي مظلمة، وأما حرها فشديد، ضعفت عن نار الدنيا سبعين مرة.
يا من يفتح
التلفاز ولا يبالي، وينظر إلى النساء والمسلسلات والأغاني، ضع إصبعك على
النار هل أراك تتحمل؟ إن النار التي أعدها الله تَعْدل سبعين ضعفاً عن نار
الدنيا.
يا من لا تتحمل إصبعاً في النار كيف تتحمل أن يشوى الجسد كله؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المعارج:15-17] تعرف ما معنى نزاعة للشوى؟ أي: ينفصل اللحم والعظم من شدة حرها.
عبد الله! يجوعون فيها ويعطشون، فيقرب إليهم الغساق والغسلين والحميم والضريع .
.
وغيرها من طعام أهل النار.
.
أتعرف ما هي؟ صديدهم وقيحهم وما يسيل من فروج الزواني والزانيات، وما يخرج
من قيحهم وصديدهم وما يسيل من جلودهم يأكلونه من شدة الجوع.
عبد الله!
الحياة واحدة، والأمر لا ثاني له، والفرصة واحدة، والموت يأتي بغتة، وملك
الموت لا يستأذن، حتى لا تأتي يوم القيامة فتقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الزمر:56] لا تبكي يوم القيامة وتعض على كلتا يديك من الندم وتقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الفرقان:28-29] حتى لا تأتي فتقول: ليتني كنت تراباً، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النبأ:40].
يا عبد الله! كن صادقاً مع نفسك، ولا تخرجن من هذا المسجد إلا وقد حاسبت
نفسك، فتتوب من المعاصي والذنوب، ولعل هذه هي الفرصة الأخيرة، ولعل هذه هي
الخطبة الأخيرة وأنت لا تدري، ولعل الشمس لن تغرب عليك، ولعلك لن ترى أهلك
بعد هذه اللحظة.
ما يدريك -يا عبد الله- فالموت يأتي بغتة، والنفس تخرج فلتة، وملك الموت لا يستأذن، والعمر واحد، والله عز وجل لا يضل ولا ينسى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
أقول هذا القول وأستغفر الله.
الشيخ الدكتور
نبيل العوضي
إن
من أعظم الأسباب التي جعلت المسلمين يتهاونون في ارتكاب المعاصي ويكثرون
منها هو قلة الخوف من الله عز وجل، ونسيان عظمته سبحانه وتعالى، ونسيان ما
أعده الله لمن عصاه ولم يقم بما أمر به، والناظر في حال السلف وما كانوا
فيه من شدة الخوف من الله سبحانه وتعالى يرى الفرق كبيراً بيننا وبينهم،
فقد كانوا كثيري العبادة ومع ذلك يخافون من الله أشد الخوف ألا يقبل
أعمالهم، ونحن بالعكس منهم فقد كثرت ذنوبنا وقل خوفنا من الله عز وجل
واستشعار مراقبته.
أيها الإخوة الكرام: إن كثيراً من
الناس يجترئ على الذنوب والمعاصي، ويتهاون في الواجبات ويتساهل بها، وإذا
فعل أكبر الكبائر كأنما ذباب وقع على أنفه، فقال به: هكذا وطار، وكأن الأمر
هين وسهل.
.
إذا ترك الصلاة ضحك، وإذا ارتكب الحرام فرح، وإذا
تهاون بالواجبات كأنه لم يفعل شيئاً، أما إن خالف غيره من البشر فالأمر
شديد، والهول كبير، ويخاف أن تصدر عليه عقوبة؛ فلا ينام الليل، وأما أن
يتذكر عذاب الله عز وجل فلا.
أيها الإخوة: إن المقام الذي ينقص هذا هو مقام الخوف من الله جل وعلا .
.
فقد قلَّ في كثيرٍ من المسلمين -إلا من رحم الله- الخوف من الله؛ فتجده
يرتكب المحرمات، ثم يقولها وبكل سهولة: أستغفر الله وهو يضحك، القلب لا
يندم، والعين لا تدمع، والخوف لا يوجل في قلبه ولا يدخل قلبه، ما السبب؟
إنه لا يخاف من ربه جل وعلا.
قال الله جل وعلا واصفاً عباده المؤمنين: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النور:6-37] تعرفون لماذا؟ لأنهم كانوا يجلسون في بيوت الله، ويحافظون على الصلوات الخمس، ويؤدون الفرائض، قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النور:37].
كان ابن مسعود
-رضي الله عنه- جالساً، فسمع أحد أصحابه يقول: ما أود أن أكون من أصحاب
اليمين، إنما أود أن أكون من المقربين -لأنهم أعلى درجة من أصحاب اليمين-
فقال ابن مسعود أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] شجرة ثم تزول وتهلك كما تهلك الأشجار، ولا أبعث عند الله عز وجل يوم القيامة، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النور:37].
هذا اليوم الذي كان يبكي منه أسلافنا، حتى كان أحدهم إذا أراد أن ينام لا يستطيع النوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة:16] خوفاً من ذلك اليوم [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة:16].
يقول بعضهم: "ما رأيت مثل الحسن -أي: البصري - وعمر بن عبد العزيز كأن النار لم تخلق إلا لهما".
وبكى بعضهم قبل الوفاة بكاء شديداً فبكت أمه، قال: ولم تبكين؟ قالت:
لبكائك يا بني! قال: أما إني أبكي لخوف المطلع عند الله جل وعلا في ذلك
اليوم.
بل إن بعضهم كـسفيان الثوري وغيره كان إذا ذكر عنده الموت كان من شدة خوفه يبول دماًَ، أجلكم الله.
ما بالنا -يا عباد الله- الواحد منا يرتكب المحرمات إلا من رحم الله،
وبعضنا يرتكب المنكرات العظام بل أكبر الكبائر والأمر عنده هين، والخطب
سهل.
.
لماذا؟ لأن الخوف من الله جل وعلا لم يخالط قلبه.
عبد
الله! أراك لا تصلي الفجر في الأسبوع إلا مرة، ولا تتذكر العصر إلا بعض
الأحيان، وأراك تستمع بعض الأغاني، وتقع في غيبة بعض الناس، ثم لو سئلت
قلت: إن ربي غفور رحيم.
اسمع إلى سلفنا كيف كانوا يخافون من الله جل وعلا: قال الحسن البصري: " سمعت أن هناك رجلاً يخرج من النار بعد ألف سنة " يقول الحسن:
(قيل لي، وروي، وسمعت): أن رجلاً يخرج من النار بعد ألف سنة أي: بعد أن
يمكث في النار، قال: " وددت أنني ذلك الرجل" أي: أود وأتمنى أني أمكث في
النار فقط ألف سنة.
عباد الله! هل وصلنا إلى هذه الدرجة؟ أم أن الواحد
منا قد ضمن نفسه مع أنه لا يصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة في بيوت
الله؟ والصلاة ما كان يتركها إلا المنافقون في عهد النبوة، وكان الذي يصلي
الجماعة يخاف على نفسه من النفاق.
عباد الله! هل وصلنا إلى هذه الدرجة من الخوف؟ الواحد منا يعطي من نفسه ويقوم الليل ثم يخاف من عذاب الله جل وعلا.
يقول عروة بن الزبير: كنت أبيت، ثم إذا غدوت أبدأ ببيت عائشة فأسلم عليها -أول بيت في الصباح أسلم عليه بيت عائشة
- يقول: فقدمت عليها يوماً فإذا هي قائمة تصلي وتبكي -لعله قبل الفجر،
ولعله في الضحى، ولعله في وقتٍ من الأوقات- قال: قائمة تبكي وتقرأ قول الله
جل وعلا: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الطور:27] فنظرت إليها تبكي، فأعادت الآية مرة أخرى [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[الطور:27] فانتظرت فأعادت الآية مرة ثالثة ورابعة وخامسة وأخذت تعيدها
وتبكي، فقلت: أذهب لأقضي حاجة لي فأرجع، قال: فذهبت، ثم رجعت بعد زمن،
فنظرت إليها قائمة تردد نفس الآية وتبكي رضي الله عنها وأرضاها.
بعضهم يا عباد الله! كان يقوم الليل فيبكي بعد القيام حتى الصباح يستغفر الله تعالى على تقصيره، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الذاريات:18].
كانوا يستغفرون من تقصيرهم في قيام الليل، لا من عدم قيامهم لصلاة الفجر،
ولا من ارتكابهم للمحرمات، ولا من سهرهم على الأغاني والمسلسلات، لا والله،
يقومون الليل ثم يستغفرون الله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المؤمنون:60] بعضكم يقول: هؤلاء الزناة، وهؤلاء شاربو الخمور، يجب أن يخافوا من الله، وقد قالت عائشة: هم الزناة؟ هم شاربو الخمور؟ وهم الذين يفعلون ويفعلون؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]بنة الصديق!
هم الذين يصلون ويصومون ويتصدقون ويخافون ألا يتقبل منهم) يخافون من الله
جل وعلا أن يأتي يوم القيامة فيجعل أعمالهم هباء منثوراً، صلاتي يا رب .
.
صيامي .
.
صدقتي .
.
حجي وعمرتي جعلها الله هباء منثوراً؛ لأن للأعمال محبطات، لا تظن أنك إذا
عملت العمل انتهى كل شيء! لا والله، المشقة كل المشقة في المحافظة على هذا
العمل، كيف تحافظ عليه حتى تلقى الله؟
ألا
تعلم -يا عبد الله- أن هناك أعمالاً تحبط هذا العمل، منها: أن تختلي
بمحارم الله؛ تجلس في البيت، أو في المجلس، أو الغرفة، أو السيارة، أو
تسافر إلى بلاد الغرب فتنتهك محارم الله، قال عليه الصلاة والسلام: ([ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]) أي: الصيام والصلاة والصدقة والحج والبر كله، يجعلها الله هباء منثوراً.
رأى عمر
رجلاً من الرهبان عليه أثر العبادة، انقطع عن الدنيا لا يعرف غير الله
-الرهبان من النصارى وغيرهم يعبدون الله جل وعلا طوال حياتهم لكن على ضلال-
فبكى عمر ، فقيل له: وما يبكيك يا أمير المؤمنين! قال: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الغاشية:3-4]] عاملة في الدنيا وتنصب، وتشقى في العبادة، ثم تلقى يوم القيامة عذاباً أليماً [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الحج:11].
قال ابن عمر لأبيه بعد أن تصدق بدرهم: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]] لو أن الله تقبل مني درهماً، أو سجدة كان أحب شيء إلي الموت.
عباد الله: لنكن صادقين مع أنفسنا، لنضع أعمالنا في الموازين .
.
طاعاتنا وطاعاتهم؛ نضع طاعاتنا وطاعاتهم في الميزان، ثم نقيسها، ثم لنضع
خوفنا من الله وخوفهم من الله جل وعلا في الميزان، من منا يخاف من الله
أكثر؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [آل عمران:175].
كان مالك بن دينار عليه رحمة الله يقوم الليل قابضاً على لحيته وهو يبكي ويقول: "يا رب! يا رب! قد علمت ساكن الجنة من ساكن النار، ففي أي الدارين مالك؟" يصلي ويبكي ويقبض على لحيته وهو يقول: " ففي أي الدارين مالك يا رب " وكأنه يتمثل قوله تعالى: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [السجدة:16] لا يستطيع النوم، بل لا يهنأ له بال، خوفاً من الله.
انظروا إلى كثير من المسلمين .
.
قطعٌ للأرحام، وعقوقٌ للوالدين وهي من الكبائر، وربا، ونظر، واستماع
للحرام، ثم سل عنهم في بيوت الله لا ترى منهم إلا القليل، ثم بعد هذا إن
حادثته قال: إن ربي غفور رحيم، غفلة وأي غفلة، ويخبر الله عز وجل عن الناس
إذا لقوا ربهم جل وعلا، قال: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ق:22] يوم القيامة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [ق:22].
يا عبد الله! كن صادقاً مع نفسك، حاسبها قبل أن تحاسب، لا تنظر إلى من
حولك فأكثر الناس في غفلة، لا تنظر يمنة ويسرة، حاسب نفسك قبل أن تحاسب، يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا
قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا
تَعْمَلُونَ [الحشر:18].
إن الله خبير بتلك الليلة عندما أذنبت ثم بكيت، وقلت: يا رب! أستغفر الله،
يا رب! تبت إليك، يا رب! عاهدتك، إن الله خبير بتلك اللحظة عندما أصبت
بالمصيبة، فقلت: يا رب! يا رب! لئن كشفت عني الضر لأومنن لك، ولأستجيبن لك،
ولأعملن وأعملن، أين أنت الآن؟ تظن أن الله ينسى؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [طه:52] تظن أن الله عز وجل غافل؟ لا والله، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[إبراهيم:42] إذاً ما الذي جرأك على الله؟ ما الذي جرأك على عقوبة الله؟
كن صادقاً، وحاسب نفسك قبل أن يحاسبك الله جل وعلا، واعلم أن الله تعالى
بعد التوبة غفارٌ لمن آمن وعمل صالحاً ثم اهتدى.
أقول هذا القول، وأستغفر الله لي ولكم.
تقول لي -يا عبد الله- مم أخاف؟ ولم أخاف؟ أقول لك: يا عبد الله! لأن وراءك أياماً طويلة، لم تستعد لها، فالويل شديد، والكرب عظيم.
سأل أحدهم أحد الصالحين قبل الوفاة فقال له: كيف تجدك؟ قال: كأن السماء قد
أطبقت على الأرض وأنا بينهما، وكأن نفسي يخرج من ثقب إبرة.
وأحد الصالحين يقول: كأني أنشر بالمناشير.
وبعضهم يقول: كأن شوكاً يمر من أخمص قدمي إلى أعلى رأسي.
وكان بعضهم يبكي قبل الوفاة وهو يقول: لا أدري إلى أين يلقى بي.
بكى أبو هريرة قبل الوفاة فقيل له: وما يبكيك؟ فقال: [[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]].
عبد الله! وراءك لحظة سوف تجلس فيها ولا شك، إلا إن كان الله قد استثناك
في القبر وحدك لا أنيس ولا جليس، فيقول لك الملكان: من ربك؟ هل حقاً تنام
على ذكر الله؟ وتستيقظ لله؟ وتقوم لله؟ وتصلي لله؟ وتركع لله؟ وتسجد لله؟
فيسأله الملك: من ربك؟ فيقول الغافل: هاه .
.
هاه لا أدري، ما دينك؟ هاه .
.
هاه لا أدري، ماذا تقول في الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هاه هاه لا أدري،
فيقال له: أن كذب عبدي، فافرشوا له فرشاً من النار، وافتحوا له باباً إلى
النار، تظن الأمر يوماً أو يومين، أو سنة أو مائة سنة، لا يا عبد الله! لعل
الأمر إلى قيام الساعة .
.
يفرش له فراش من النار، ويأتيه من ريح النار وسمومها.
يا عبد الله! تقول لي: لم أخاف؟ أراك تجترئ على النظر إلى النساء، ثم
بعدها لا تعلم أن بينك وبين الله موقفاً سوف تقف بين يديه، وأنه سائلك عما
فعلت، فيقول: عبدي! تذكر ذنب كذا .
.
عبدي! تذكر تلك الخطبة .
.
تذكر ذلك الشريط .
.
تذكر ذلك الموقف .
.
تذكر تلك الدمعة، ما أراك قد استقمت على ما أردت .
.
يا عبدي! ما أراك قد استجبت لما أمرتك، ولا انتهيت بأمثالك عما نهيتك.
ثم يا عبد الله سوف تسمع -إن كنت من الغافلين- يوماً من الأيام النار تجر
لها سبعون ألف زمام، مع كل زمامٍ سبعون ألف ملكٍ يجرونها، فهلا أعددت لذلك
اليوم؟ النار ترمي بشررٍ كالقصر -شرارتها بحجم القصر- ما بالك بها؛ أما هي
فهي مظلمة، وأما حرها فشديد، ضعفت عن نار الدنيا سبعين مرة.
يا من يفتح
التلفاز ولا يبالي، وينظر إلى النساء والمسلسلات والأغاني، ضع إصبعك على
النار هل أراك تتحمل؟ إن النار التي أعدها الله تَعْدل سبعين ضعفاً عن نار
الدنيا.
يا من لا تتحمل إصبعاً في النار كيف تتحمل أن يشوى الجسد كله؟ [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [المعارج:15-17] تعرف ما معنى نزاعة للشوى؟ أي: ينفصل اللحم والعظم من شدة حرها.
عبد الله! يجوعون فيها ويعطشون، فيقرب إليهم الغساق والغسلين والحميم والضريع .
.
وغيرها من طعام أهل النار.
.
أتعرف ما هي؟ صديدهم وقيحهم وما يسيل من فروج الزواني والزانيات، وما يخرج
من قيحهم وصديدهم وما يسيل من جلودهم يأكلونه من شدة الجوع.
عبد الله!
الحياة واحدة، والأمر لا ثاني له، والفرصة واحدة، والموت يأتي بغتة، وملك
الموت لا يستأذن، حتى لا تأتي يوم القيامة فتقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الزمر:56] لا تبكي يوم القيامة وتعض على كلتا يديك من الندم وتقول: [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] * [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [الفرقان:28-29] حتى لا تأتي فتقول: ليتني كنت تراباً، [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط] [النبأ:40].
يا عبد الله! كن صادقاً مع نفسك، ولا تخرجن من هذا المسجد إلا وقد حاسبت
نفسك، فتتوب من المعاصي والذنوب، ولعل هذه هي الفرصة الأخيرة، ولعل هذه هي
الخطبة الأخيرة وأنت لا تدري، ولعل الشمس لن تغرب عليك، ولعلك لن ترى أهلك
بعد هذه اللحظة.
ما يدريك -يا عبد الله- فالموت يأتي بغتة، والنفس تخرج فلتة، وملك الموت لا يستأذن، والعمر واحد، والله عز وجل لا يضل ولا ينسى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر اللهم أعداء الدين.
اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات.
اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.
أقول هذا القول وأستغفر الله.