من منا لا يتعرض لمواقف سلبية وكلمات لاذعة ومزعجة في فترة من فترات حياته ، ماذا نتوقع أنا وأنت ونحن أهل الحيف والخطأ ؛
إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر ، ومن التحطيم المدروس المخصوص ، ومن الإهانة المتعمدة ،
ما دام أنك تعطي ، وتبني وتؤثر ، وتسطع وتلمع وتبدع ، ولن يسكت هؤلاء عنك
حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء ،
أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ، ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك .
- إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس ( الأقارب - الأصدقاء ) يغضبون عليك ؛ وتأكلهم نار الغيرة والحسد ،
لأنك فُقتَهم صلاحاً أو علماً أو أدباً أو مالاً أو بياناً أو جهداً ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ، ونعم الله عليك،
وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليداً غبياً صفراً محطماً مكدوداً ، هذا ما يريدون بالضبط .
- إذاً: فاصمد لكلام هؤلاء ، إذاً : (فاثبت أُحُد ) واصبر على نقدهم وتشويههم وتجريحهم وتحقيرهم ،
وكن كالصخرة الصامدة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد ، لتثبت وجودها وتعلن صمودها ، وقدرتها على البقاء .
- إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ،
ألا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فاعرض عنهم وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ .
إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتَعَل .
- إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه البشر، ولن تستطيع أن تعقد ألسنتهم ؛ لكنك
تستطيع أن تدفن نقدَهم وتجنيهم بتجافيك لهم وإهمالك لشأنهم ، واطراحك
لأقوالهم ،
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ } صدق الله العظيم [آل عمران:119].
- قال الشاعر :
وكِلْمَةِ حاسد من غير جُرْم ...... سمعتُ فقلت مُرِّي فانفُذِيني .
وعابوها عليَّ ولم تعبني .......... ولم يندى لها أبداً جبيني .
***
حسدوا الفتى إن لمن ينالوا سعيه ...... فالناس أعداء له وخصومُ .
كضرائر الحسناء قُلْنَ لوجهها ........... حسداً وبغياً إنه لدميمُ .
***
وشكوتَ من ظلم الوشاة ولم تَجد....... ذا سؤدد إلا أُصيبَ بِحُقَّدِ .
لا زلت سِبْط الكرام مُحَقَّداً .......... والتافه المسكين غير مُحَقَّدِ .
- إنك تستطيع أن تصب في أفواه هؤلاء خَرْدلاًَ بزيادة فضائلك ، وتربية محاسنك ، وتقويم اعوجاجك .
ورسولنا صلى الله عليه وسلم، عندما بلغ الكمال البشري سُبَّ وشُتِمَ وهُجِيَ وقيل له :
( ساحر، وشاعر، وكاهن، وكذاب، ومجنون) ، فنزل عليه : بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [الحجر:85]
{ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } [المعارج:5]. صدق الله الغظيم
المصدر
لاتحزن د.عائض القرني
إنك سوف تواجه في حياتك حرباً ضروساً لا هوادة فيها من النقد الآثم المر ، ومن التحطيم المدروس المخصوص ، ومن الإهانة المتعمدة ،
ما دام أنك تعطي ، وتبني وتؤثر ، وتسطع وتلمع وتبدع ، ولن يسكت هؤلاء عنك
حتى تتخذ نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء فتفر من هؤلاء ،
أما وأنت بين أظهرهم فانتظر منهم ما يسوؤك ، ويبكي عينك ، ويدمي مقلتك ، ويقض مضجعك .
- إن الجالس على الأرض لا يسقط ، والناس ( الأقارب - الأصدقاء ) يغضبون عليك ؛ وتأكلهم نار الغيرة والحسد ،
لأنك فُقتَهم صلاحاً أو علماً أو أدباً أو مالاً أو بياناً أو جهداً ، فأنت عندهم مذنب لا توبة لك حتى تترك مواهبك ، ونعم الله عليك،
وتنخلع من كل صفات الحمد ، وتنسلخ من كل معاني النبل ، وتبقى بليداً غبياً صفراً محطماً مكدوداً ، هذا ما يريدون بالضبط .
- إذاً: فاصمد لكلام هؤلاء ، إذاً : (فاثبت أُحُد ) واصبر على نقدهم وتشويههم وتجريحهم وتحقيرهم ،
وكن كالصخرة الصامدة المهيبة تتكسر عليها حبات البرد ، لتثبت وجودها وتعلن صمودها ، وقدرتها على البقاء .
- إنك إن أصغيت لكلام هؤلاء وتفاعلت به حققت أمنيتهم الغالية في تعكير حياتك وتكدير عمرك ،
ألا فاصفح الصفح الجميل ، ألا فاعرض عنهم وَلا تَكُ فِي ضَيْقٍ مِمَّا يَمْكُرُونَ .
إن نقدهم السخيف ترجمة محترمة لك ، وبقدر وزنك يكون النقد الآثم المفتَعَل .
- إنك لن تستطيع أن تغلق أفواه البشر، ولن تستطيع أن تعقد ألسنتهم ؛ لكنك
تستطيع أن تدفن نقدَهم وتجنيهم بتجافيك لهم وإهمالك لشأنهم ، واطراحك
لأقوالهم ،
قال تعالى : بسم الله الرحمن الرحيم { قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ } صدق الله العظيم [آل عمران:119].
- قال الشاعر :
وكِلْمَةِ حاسد من غير جُرْم ...... سمعتُ فقلت مُرِّي فانفُذِيني .
وعابوها عليَّ ولم تعبني .......... ولم يندى لها أبداً جبيني .
***
حسدوا الفتى إن لمن ينالوا سعيه ...... فالناس أعداء له وخصومُ .
كضرائر الحسناء قُلْنَ لوجهها ........... حسداً وبغياً إنه لدميمُ .
***
وشكوتَ من ظلم الوشاة ولم تَجد....... ذا سؤدد إلا أُصيبَ بِحُقَّدِ .
لا زلت سِبْط الكرام مُحَقَّداً .......... والتافه المسكين غير مُحَقَّدِ .
- إنك تستطيع أن تصب في أفواه هؤلاء خَرْدلاًَ بزيادة فضائلك ، وتربية محاسنك ، وتقويم اعوجاجك .
ورسولنا صلى الله عليه وسلم، عندما بلغ الكمال البشري سُبَّ وشُتِمَ وهُجِيَ وقيل له :
( ساحر، وشاعر، وكاهن، وكذاب، ومجنون) ، فنزل عليه : بسم الله الرحمن الرحيم
{ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ } [الحجر:85]
{ فَاصْبِرْ صَبْراً جَمِيلاً } [المعارج:5]. صدق الله الغظيم
المصدر
لاتحزن د.عائض القرني