منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

2 مشترك

    الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها

    avatar
    د.سامي الشريف
    المشرف العام
    المشرف العام


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد المساهمات : 469
    نقاط : 15058
    السٌّمعَة : 1214
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 58
    أوسمه : الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها Ououo_26

    الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها Empty الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها

    مُساهمة من طرف د.سامي الشريف الإثنين 19 نوفمبر 2012 - 10:45

    الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها



    نبيه زكريا عبد ربه
    الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها 22143_image002












    يعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية، هما
    المرحلة المكية والمرحلة المدنية. ولقد كان لهذا الحادث آثار جليلة على
    المسلمين، ليس في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقط، ولكن آثاره الخيرة
    قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت
    الإنسانية أيضًا؛ لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل
    والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية، قدَّمتْ وما زالت تقدم للبشرية أسمى
    القواعد الروحية والتشريعية الشاملة، التي تنظم حياة الفرد والأسرة
    والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو
    زمانه أو معتقداته.

    فسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم لا تحد آثارها بحدود الزمان والمكان،
    وخاصة أنها سيرة القدوة الحسنة والقيادة الراشدة قيادة محمد صلى الله عليه
    وسلم الذي أرسله الله رحمة للعالمين، وما نتج عن هذه الهجرة من أحكام ليست
    منسوخة، ولكنها تصلح للتطبيق في كل زمان ومكان ما دام حال المسلمين مشابهًا
    للحال التي كانت عليها حالهم أيام الهجرة إلى يثرب.

    وعلى هذا، فإن من معاني الهجرة يمكن أن يأخذ بها المسلمون في زماننا
    هذا، بل إن الأخذ بها ضرورة حياتية؛ لأن الهجرة لم تكن انتقالاً ماديًّا من
    بلد إلى آخر فحسب، ولكنها كانت انتقالاً معنويًّا من حال إلى حال؛ إذ نقلت
    الدعوة الإسلامية من حالة الضعف إلى القوة، ومن حالة القلة إلى الكثرة،
    ومن حالة التفرقة إلى الوحدة، ومن حالة الجمود إلى الحركة.

    فالهجرة تعني لغة ترك شي إلى آخر، أو الانتقال من حال إلى حال، أو من بلد إلى بلد، يقول تعالى: {وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} [المدثر: 5]، وقال أيضًا: {وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلاً} [المزمل: 10].
    وتعني بمعناها الاصطلاحي الانتقال من بلاد الشرك إلى بلاد الإسلام، وهذه
    هي الهجرة المادية. أما الهجرة الشعورية فتعني الانتقال بالنفسية الإسلامية
    من مرحلة إلى مرحلة أخرى، بحيث تعتبر المرحلة الثانية أفضل من الأولى
    كالانتقال من حالة التفرقة إلى حالة الوحدة، أو تعتبر مكملة لها كالانتقال
    بالدعوة الإسلامية من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة.

    فالهجرة المادية من بلد لا يحكم بالإسلام إلى بلد تحكمه شريعة القرآن
    ليست منسوخة، بل هي واجبة على جميع المسلمين إذا خشوا أن يفتنهم الذين
    كفروا في دينهم وعقيدتهم؛ لأن هدف المسلم في الحياة أن يعيش في مجتمع
    يساعده على طاعة الله والالتزام بأوامره وأحكامه، أو على الأقل لا يحارب
    بعقيدته؛ لأن الفتنة في الدين هي الفتنة الكبرى، فالله -تبارك وتعالى- يعطي
    الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب، ولكن لا يعطي الدين إلا لمن أحب، فمن أعطاه
    الله الدين فقد أحبه، أو كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.

    أهداف هجرة المسلم من بلد لآخر

    تتم هجرة المسلم من بلد إلى آخر لعدة أهداف:

    - فقد يهاجر المسلم فرارًا بدينه وعقيدته، حتى لا يرده الحكام الكافرون
    إلى الكفر، كما فعل بعض مسلمي الجمهوريات الإسلامية حينما هاجروا من بلادهم
    فرارًا من الشيوعية الملحدة. يقول تعالى: {يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ} [العنكبوت: 56]. ويقول صلى الله عليه وسلم: "من فر بدينه من أرض إلى أرض، وإن كان شبرًا منها وجبت له الجنة، وكان رفيقًا لأبيه إبراهيم".

    - وقد يهاجر المسلم فرارًا من ظلم اجتماعي أو اقتصادي لحق به، وخشي إن لم يهاجر أن يمتد ذلك الظلم إلى دينه، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ
    هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي
    الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا
    يَعْلَمُونَ} [النحل: 41]. وقال تعالى: {وَمَنْ
    يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا
    وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إلى اللَّهِ
    وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى
    اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [النساء: 100].

    وروى الإمام أحمد عن أبي يحيى مولى الزبير بن العوام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "البلاد بلادُ الله، والعباد عباد الله، فحيثما أصبت خيرًا فأقم".
    وقد توعد القرآن الكريم المسلمين الذين لم يهاجروا إلى المدينة بعد أن
    هاجر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما توعد الأعراب الذين آمنوا
    ولم يهاجروا إلى المدينة؛ حرصًا على أموالهم وديارهم، فقال تعالى: {إِنَّ
    الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا
    فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا
    أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ
    مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء: 97].
    وكانت نتيجة ذلك أن بعض هؤلاء فُتن في دينه واضطر إلى إظهار التقيَّة،
    ولكن هذه التقية كانت جائزة يوم أن لم تكن للإسلام دولة، أما بعد أن هاجر
    الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، وأقام فيها دولة الإسلام، فلم يعد
    لهؤلاء عذر، بل وجبت عليهم الهجرة..

    ولهذا نجد القرآن الكريم لا يفرض على المسلمين ولاية هؤلاء؛ لأنهم ليسوا
    أعضاء في المجتمع الإسلامي، وإذا كانت تربطهم بالمسلمين رابطة العقيدة،
    فإن نصرتهم تكون بناء على طلب منهم، يقول تعالى: {وَالَّذِينَ
    آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ
    حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ
    النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ} [الأنفال: 72].

    ويتحتم على المسلم أن يهاجر من أرض الشرك إلى أرض الإسلام حينما تقوم
    الدولة الإسلامية ويتكون المجتمع الإسلامي، والهجرة هنا حسب مقتضيات الحال؛
    إذ إن الهدف هنا تدعيم الدولة الإسلامية الجديدة بقوى بشرية وتقنية
    وعلمية، ولكن تقدير هذا كله متروك لقادة هذه الدولة؛ لأن الهجرة العشوائية
    قد تترك آثارًا سلبية على هذه الدولة، فتصبح عقبة في طريق قوتها وانطلاقها.

    أما الهجرة الشعورية، فتعني اصطلاحًا إنكار ومعاداة كل ما لا يرضي الله
    أو يخالف شريعة الله، ويظهر المسلم هذا العداء بكل الوسائل الممكنة،
    بالجوارح أو باللسان أو بالقلب، ويعمل على تغييرها بكل الإمكانات المتاحة،
    فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان". وأساس هذه الهجرة النية؛ ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إنما
    الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى، فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله
    فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة ينكحها
    فهجرته إلى ما هاجر إليه".

    ومن هذا نرى الشارع الحكيم قد حدد نوعين من الهجرة لا ثالث لهما: هجرة
    إلى الله، وهجرة لغير الله، يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "الهجرة خصلتان، إحداهما أن تهجر السيئات، والأخرى أن تهاجر إلى الله ورسوله، ولا تنقطع الهجرة ما تقبلت التوبة."

    إذا كانت الهجرة المادية تجب في بعض الأحوال، فإن الهجرة الشعورية واجبة
    على كل حال وفي كل حين؛ لأنها تتعلق بهجر ما لا يرضي الله تعالى، وهي
    قائمة إلى أن تقوم الساعة. ورد في صحيح مسلم أن مجاشع بن مسعود السلمي قال:
    جئتُ بأخي أبي معبد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الفتح، فقلت: يا
    رسول الله، بايعه على الهجرة. فقال صلى الله عليه وسلم: "قد مضت الهجرةُ بأهلها". قال مجاشع: فبأي شيء تبايعه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "على الإسلام والجهاد والخير". ويقول صلى الله عليه وسلم: "لا تنقطع الهجرة حتى تنقطع التوبة، ولا تنقطع التوبة حتى تطلع الشمس من مغربها". أما قوله صلى الله عليه وسلم: "لا هجرة بعد الفتح، ولكن جهاد ونية". فالمراد بها هنا أن لا هجرة واجبة بعد الفتح، وقد زاد مسلم: "وإذا استنفرتم فانفروا".

    والمسلم مكلف بأن يهجر كل ما حرم الله، وأن يهاجر إلى ما أحلَّ الله؛ لأن هذا هو الهدف من استخلافه في الأرض لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56].
    وهل العبادة إلا طاعة الله فيما أمر، والانتهاء عما نهى عنه وزجر؟ ولهذا
    فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم باب الهجرة على مصراعيه أمام كل راغب
    فيه، فقال عليه الصلاة والسلام: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه"[1]. وفي رواية (ابن حبان): "المهاجر من هجر السيئات، والمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده".

    والمعنى الذي حدده المصطفى صلى الله عليه وسلم للهجرة معنى عام، تمتد
    جذوره إلى أعماق الحياة البشرية، فتقيمها على أسس قويمة، أسس تقوم على أساس
    الإصلاح والصلاح للحياة الإنسانية، والأمن والاستقرار للنفس البشرية؛
    ولهذا كانت كلمات الحديث الشريف متكاملة في تحديد معنى الهجرة على أساس
    أنها عبادة ترتبط بعقيدة الإنسان وإيمانه، وعلى أساس أنها عملية بناء
    وإصلاح تأخذ بيد الإنسانية المعذبة إلى شاطئ الأمان والاطمئنان..

    فهجر ما نهى الله عنه يعني هجر السيئات والمعاصي والمفاسد القولية منها
    والفعلية، والتي هي الأساس في فساد البلاد والعباد؛ ولهذا أكد الحديث على
    (كف اللسان واليد)؛ إذ إنهما الأعضاء التي تصدر عنها المفاسد القولية
    والفعلية. وإذا كانت هذه الأعضاء سلاحًا ذا حدين يمكن أن يصدر عنها الخير
    كما يمكن أن يصدر عنها الشر، فإن إمكانية صدور الشر عنها أرجح من صدور
    الخير؛ ولهذا يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيرًا أو ليصمت"[2].

    واللسان اسم العضو الذي يصدر عنه الكلام، وعبر الحديث باللسان عن الكلام
    ليندرج تحته كل أنواع الكلام، وقدم الحديث اللسان على اليد؛ لأن الإيذاء
    باللسان أسهل وأشد تأثيرًا على النفس من الإيذاء باليد. ولهذا كان النبي
    صلى الله عليه وسلم يقول لحسان بن ثابت: "اهجُ المشركين؛ فإنه أشق عليهم من رشق النبال". ورحم الله من قال:

    جراحاتُ السنانِ لها التئام *** ولا يلتام ما جرح اللسانُ

    وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الرجل
    ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت، يكتب
    اللهُ تعالى بها رضوانه إلى يوم يلقاه، وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط
    الله، ما كان يظن أن تبلغ ما بلغت يكتب الله بها سخطه إلى يوم يلقاه"[3].

    واليد اسم العضو الذي تصدر عنه الأفعال، حسية كانت أم معنوية، فالحسية:
    كالضرب والسرقة والكتابة والإشارة. والمعنوية: كأكل مال الناس بالباطل،
    والاستيلاء على حقوق الآخرين بغير حق. واليد مظهر السلطة الفعلية، ففيها
    يحدث الأخذ والمنع، والبطش والقهر، فإذا أضفنا إلى هذين العضوين عضوًا
    ثالثًا هو (الفرج)، نجد أن الإسلام أقام الحياة الإنسانية على دعائم قوية
    من تقوى الله والخلق الحسن والأمان والاطمئنان. وقد سئل رسول الله صلى الله
    عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة، فقال: "تقوى الله وحسن الخلق". وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار، فقال: "الفم والفرج"[4].

    وكان الهدف من الهجرة هدفًا عظيمًا، وهو الانتقال بالرسالة الإسلامية من
    مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة، والمؤرخون يقسمون سيرة الدعوة الإسلامية
    إلى مرحلتين متميزتين: العهد المكي الذي يمثل مرحلة الدعوة، والعهد المدني
    الذي مثل مرحلة الدولة. ولكنني أرى أن بين هاتين المرحلتين مرحلة انتقالية
    تمثل مرحلة الثورة؛ لأنها نقلت الدعوة الإسلامية نقلة هائلة سريعة من مرحلة
    كان هدفها تربية الفرد المسلم إلى مرحلة أصبح هدفها تكوين المجتمع المسلم،
    ومن دعوة كانت مجرد عقيدة وفكرة إلى دعوة أصبحت شريعة ودولة، ومن حركة
    محدودة الآثار إلى حركة عالمية الأهداف، ومن دعوة أتباعها قلة مستضعفون إلى
    دعوة أتباعها سادة فاتحون.

    ولهذا كانت الهجرة ثورة عقائدية، بكل ما تحمله هذه العبارة من معان
    إيجابية؛ لأنها غيرت أحوال المسلمين تغييرًا جذريًّا، فنقلتهم من الضعف إلى
    القوة، ومن القلة إلى الكثرة، ومن الانحصار إلى الانتشار، ومن الاندحار
    إلى الانتصار. ولم تقف آثارها عند هذا الحد بل كانت ثورة على كل ما يخالف
    شريعة السماء وفطرة الإنسان السليمة، فشملت آثارها النواحي العقائدية
    والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.

    لقد كان هدف المصطفى صلى الله عليه وسلم من هجرته إلى المدينة إيجاد
    موطئ قدم للدعوة؛ لكي تنعم بالأمن والاستقرار حتى تستطيع أن تبني نفسها من
    الداخل وتنطلق لتحقيق أهدافها في الخارج، ولقد كانت هذا الهدف أملاً يراود
    رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال مرة لأصحابه: "رأيتُ في المنام أني أهاجر من مكة إلى أرض بها نخل، فذهب ظني إلى أنها اليمامة أو هجر، فإذا هي يثرب".

    كما كان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة تكثير الأنصار
    وإيجاد رأي عام مؤيد للدعوة؛ لأن وجود ذلك يوفر عليها الكثير من الجهود
    ويذلل في طريقها الكثير من الصعاب، والمجال الخصب الذي تتحقق فيه الأهداف،
    والمنطلق الذي تنطلق من الطاقات؛ ولهذا حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم
    أن يبعث (مصعب بن عمير) إلى المدينة ليعلِّم الأنصار الإسلام وينشر دعوة
    الله فيها. ولما اطمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى وجود رأي عام مؤيد
    للدعوة في المدينة، حثَّ أصحابه إلى الهجرة إليها وقال لهم: "هاجروا إلى يثرب، فقد جعل الله لكم فيها إخوانًا ودارًا تأمنون بها".

    كما كان هدف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الهجرة استكمال الهيكل
    التنظيمي للدعوة، فقد كان وضعًا شاذًّا أن يكون الرسول القائد في مكة،
    والأنصار والمهاجرون في المدينة؛ ولهذا هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم
    ليكون بين ظهراني أتباعه؛ لأن الجماعة بدون قائد كالجسد بلا رأس، ولأن
    تحقيق أهداف الإسلام الكبرى لا يتم إلا بوجود جماعة مؤمنة منظمة، تُسرِع
    السير إلى أهدافها بخُطا وئيدة.

    فما أحوج المسلمين اليوم إلى هجرة إلى الله ورسوله: هجرة إلى الله
    بالتمسك بحبله المتين وتحكيم شرعه القويم، وهجرة إلى رسوله صلى الله عليه
    وسلم باتباع سنته، والاقتداء بسيرته. فإن فعلوا ذلك فقد بدءوا السير في
    الطريق الصحيح، وبدءوا يأخذون بأسباب النصر، وما النصر إلا من عند الله.

    المصدر: مجلة الفسطاط التاريخية، نقلاً عن مجلة الأمة، العدد الأول، محرم 1401هـ.


    _________________

    *******************************************
    الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها 476007128551819654
    avatar
    sarhanaljarrah
    فارس جديد
    فارس جديد


    الابراج : الاسد
    عدد المساهمات : 55
    نقاط : 4905
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 48

    الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها Empty رد: الهجرة النبوية .. معناها وأهدافها

    مُساهمة من طرف sarhanaljarrah الجمعة 18 يناير 2013 - 8:40

    جزاك الله خير
    وجعله في ميزان حسناتك

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين 16 سبتمبر 2024 - 13:51