صحيح البخاري
كتاب اللباس
وقول الله تعالى: {قل من حرَّم زينة الله التي أخرج لعباده} /الأعراف:32/.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا والبسوا وتصدقوا، في غير إسراف ولا مخيلة).
وقال ابن عباس: كل ما شئت، والبس واشرب ما شئت، ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة.
5446 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، وعبد الله بن دينار، وزيد بن أسلم: يخبرونه عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء).
[ر: 3465]
1 - باب: من جر إزاره من غير خُيَلاء.
5447 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا موسى بن عقبة، عن سالم بن عبد الله، عن أبيه رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة). قال أبو بكر: يا رسول الله، إن أحد شقَّي إزاري يسترخي، إلا أن أتعاهد ذلك منه؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لست ممن يصنعه خيلاء).
[ر: 3465]
5448 - حدثني محمد: أخبرنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال:
خسفت الشمس ونحن عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقام يجر ثوبه مستعجلاً، حتى أتى المسجد، وثاب الناس، فصلى ركعتين فَجُلِّيَ عنها، ثم أقبل علينا، وقال: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، فإذا رأيتم منها شيئاً فصلوا، وادعوا الله حتى يكشفها).
[ر: 993]
2 - باب: التشمير في الثياب.
5449 - حدثني إسحق: أخبرنا ابن شميل: أخبرنا عمر بن أبي زائدة: أخبرنا عون بن أبي جحيفة قال:
فرأيت بلالاً جاء بعَنَزَة فركزها، ثم أقام الصلاة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج في حلة مشمِّراً، فصلى ركعتين إلى العَنَزَة، ورأيت الناس والدواب يمرون بين يديه من وراء العَنَزَة.
[ر: 185]
3 - باب: ما أسفل من الكعبين فهو في النار.
5450 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار).
4 - باب: من جر ثوبه من الخيلاء.
5451 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جر إزاره بطراً).
5452 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال النبي، أو قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (بينما رجل يمشي في حُلَّة، تعجبه نفسه، مرجِّل جُمَّته، إذ خسف الله به، فهو يتجلجل إلى يوم القيامة).
5453/5454 - حدثنا سعيد بن عُفَير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن أباه حدثه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (بينا رجل يجر إزاره، إذ خُسف به، فهو يتجلَّل في الأرض إلى يوم القيامة).
تابعه يونس، عن الزُهري، ولم يرفعه شعيب، عن الزُهري.
(5454) - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا وهب بن جرير: أخبرنا أبي، عن عمه جرير بن زيد قال: كنت مع سالم بن عبد الله بن عمر على باب داره، فقال: سمعت أبا هريرة: سمع النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
[ر: 3297]
5455 - حدثنا مطر بن الفضل: حدثنا شبابة: حدثنا شُعبة قال: لقيت محارب بن دثار على فرس، وهو يأتي مكانه الذي يقضي فيه، فسألته عن هذا الحديث، فحدثني فقال: سمعت عبد الله بن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه مخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة). فقلت لمحارب: أذكر إزاره؟ قال: ما خص إزاره ولا قميصاً. تابعه جبلة بن سحيم، وزيد بن أسلم، وزيد بن عبد الله، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وقال الليث، عن نافع، عن ابن عمر: مثله. وتابعه موسى بن عقبة، وعمر بن محمد، وقدامة بن موسى، عن سالم، عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء).
[ر: 3465]
5 - باب: الإزار المهدَّب.
ويذكر عن الزُهري، وأبي بكر بن محمد، وحمزة بن أبي أسيد، ومعاوية بن عبد الله بن جعفر: أنهم لبسوا ثياباً مهدَّبة.
5456 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
جاءت امرأة رفاعة القرظي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا جالسة، وعنده أبو بكر، فقالت: يا رسول الله، إني كنت تحت رفاعة فطلقني فبتَّ طلاقي، فتزوجت بعده عبد الرحمن بن الزبير، وإنه والله ما معه يا رسول الله إلا مثل هذه الهدبة، وأخذت هدبة من جلبابها، فسمع خالد بن سعيد قولها وهو بالباب لم يؤذن له، قالت: فقال خالد: يا أبا بكر، ألا تنهى هذه عمَّا تجهر به عند رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فلا والله ما يزيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على التبسم، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لعلك تريدين أن ترجعي إلى رفاعة، لا، حتى يذوق عُسَيلتك وتذوقي عُسَيلته). فصار سنَّة بعد.
[ر: 2496]
6 - باب: الأردية.
وقال أنس: جبذ أعرابي رداء النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر: 5472]
5457 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: أخبرني علي بن حسين: أن حسين بن علي أخبره:
أن علياً رضي الله عنه قال: فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بردائه فارتدى به ثم انطلق يمشي، واتَّبعته أنا وزيد بن حارثة، حتى جاء البيت الذي فيه حمزة، فاستأذنوا فأذنوا لهم.
[ر: 1983]
7 - باب: لبس القميص.
وقول الله تعالى حكاية عن يوسف: {اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيراً} /يوسف:93/.
5458 - حدثنا قتيبة: حدثنا حمَّاد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما يلبس المحرم من الثياب؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يلبس المحرم القميص، ولا السراويل، ولا البرنس، ولا الخفين، إلا أن لا يجد النعلين، فليلبس ما هو أسفل من الكعبين).
[ر: 134]
5459 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا ابن عُيَينة، عن عمرو: سمع جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال:
أتى النبي صلى الله عليه وسلم عبد الله بن أبي بعد ما أدخل قبره، فأمر به فأخرج، ووُضع على ركبتيه، ونفث عليه من ريقه، وألبسه قميصه، والله أعلم.
[ر: 1211]
5460 - حدثنا صدقة: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله قال: أخبرني نافع، عن عبد الله قال:
لما توفي عبد الله بن أبي، جاء ابنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، أعطني قميصك أكفنه فيه وصلِّ عليه، واستغفر له. فأعطاه قميصه، وقال: (إذا فرغت منه فآذنَّا). فلما فرغ آذنه به، فجاء ليصلي عليه، فجذبه عمر فقال: أليس قد نهاك الله أن تصلي على المنافقين، فقال: {استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم}. فنزلت: {ولا تُصلِّ على أحد منهم مات أبداً ولا تقم على قبره}. فترك الصلاة عليهم.
[ر: 1210]
8 - باب: جيب القميص من عند الصدر وغيره.
5461 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا أبو عامر: حدثنا إبراهيم بن نافع، عن الحسن، عن طاوُس، عن أبي هريرة قال:
ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مثل البخيل والمتصدق، كمثل رجلين عليهما جبَّتان من حديد، قد اضطرت أيديهما إلى ثديهما وتراقيهما، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه، حتى تغشى أنامله وتعفو أثره، وجعل البخيل كلما هم بصدقة قلصت، وأخذت كل حلقة بمكانها). قال أبو هريرة: فأنا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بإصبعه هكذا في جيبه، فلو رأيته يوسعها ولا تتوسع.
تابعه ابن طاوُس، عن أبيه، وأبو الزناد، عن الأعرج: في الجبَّتين.
وقال حنظلة: سمعت أبا هريرة يقول: جبَّتان.
وقال جعفر، عن الأعرج: جُنَّتان.
[ر: 1375]
9 - باب: من لبس جبة ضيقة الكمين في السفر.
5462 - حدثنا قيس بن حفص: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الأعمش قال: حدثني أبو الضحى قال: حدثني مسروق قال: حدثني المغيرة بن شُعبة قال:
انطلق النبي صلى الله عليه وسلم لحاجته، ثم أقبل، فتلقيته بماء، فتوضأ، وعليه جبَّة شأميَّة، فمضمض واستنشق وغسل وجهه، فذهب يخرج يديه من كمَّيه، فكانا ضيقين، فأخرج يديه من تحت الجبة فغسلهما، ومسح برأسه وعلى خفَّيه.
[ر: 180]
10 - باب: لبس جبة الصوف في الغزو.
5463 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكرياء، عن عامر، عن عروة بن المغيرة، عن أبيه رضي الله عنه قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم ذات ليلة في سفر، فقال: (أمعك ماء). قلت: نعم، فنزل عن راحلته، فمشى حتى توارى عني في سواد الليل، ثم جاء، فأفرغت عليه الإدواة، فغسل وجهه ويديه، وعليه جبة من صوف، فلم يستطع أن يخرج ذراعيه منها، حتى أخرجهما من أسفل الجبة، فغسل ذراعيه، ثم مسح برأسه، ثم أهويت لأنزع خفيه، فقال: (دعهما، فإني أدخلتهما طاهرتين). فمسح عليهما.
[ر: 180]
11 - باب: القَبَاء وفَرُّوج حرير.
وهو القَبَاء، ويقال: هو الذي له شق من خلفه.
5464 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن ابن أبي مُلَيكة، عن المسور بن مخرمة قال:
قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أقبية ولم يعط مخرمة شيئاً، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فانطلقت معه، فقال: ادخل فادعه لي، قال: فدعوته له، فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: (خبأت هذا لك). قال: فنظر إليه، فقال: رضي مخرمة.
[ر: 2459]
5465 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه قال:
أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فَرُّوجُ حريرٍ فلبسه، ثم صلى فيه، ثم انصرف، فنزعه نزعاً شديداً، كالكاره له، ثم قال: (لا ينبغي هذا للمتقين). تابعه عبد الله بن يوسف، عن الليث، وقال غيره: فَرُّوجٌ حريرٌ.
[ر: 368]
12 - باب: البرانس.
وقال لي مسدَّد: حدثنا معتمر: سمعت أبي قال: رأيت على أنس برنساً أصفر من خز.
5466 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر:
أن رجلاً قال: يا رسول الله، ما يلبس المحرم من الثياب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تلبسوا القُمُصَ، ولا العمائم، ولا السرويلات، ولا البرانس، ولا الخفاف، إلا أحدٌ لا يجد النعلين فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسَّه الزعفران ولا الوَرْسُ).
[ر: 134]
13 - باب: السراويل.
5467 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لم يجد إزاراً فليلبس سراويل، ومن لم يجد نعلين فليلبس خفين).
[ر: 1653]
5468 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله قال:
قام رجل فقال: يا رسول الله، ما تأمرنا أن نلبس إذا أحرمنا؟ قال: (لا تلبسوا القميص، والسراويل، والعمائم، والبرانس، والخفاف، إلا أن يكون رجل ليس له نعلان فليلبس الخفين أسفل من الكعبين، ولا تلبسوا شيئاً من الثياب مسه زعفران ولا وَرْس).
[ر: 134]
14 - باب: العمائم.
5469 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزُهري قال: أخبرني سالم، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلبس المحرم القميص، ولا العمامة، ولا السراويل، ولا البرنس، ولا ثوباً مسه زعفران ولا وَرْس، ولا الخفين إلا لمن لم يجد النعلين، فإن لم يجدهما فليقطعهما أسفل من الكعبين).
[ر: 134]
15 - باب: التقنُّع.
وقال ابن عباس: خرج النبي صلى الله عليه وسلم وعليه عصابة دسماء.
[ر: 3589]
وقال أنس: عصب النبي صلى الله عليه وسلم على رأسه حاشية بُرْد.
[ر: 3588]
5470 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
هاجر ناس إلى الحبشة من المسلمين، وتجهز أبو بكر مهاجراً، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (على رسلك، فإني أرجو أن يؤذن لي). فقال أبو بكر: أوترجوه بأبي أنت؟ قال: (نعم). فحبس أبو بكر نفسه على النبي صلى الله عليه وسلم لصحبته، وعلف راحلتين كانتا عنده ورق السَّمُر أربعة أشهر.
قال عروة: قالت عائشة: فبينا نحن يوماً جلوس في بيتنا في نحر الظهيرة، فقال قائل لأبي بكر: هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقبلاً متقنعاً، في ساعة لم يكن يأتينا فيها، قال أبو بكر: فدى له بأبي وأمي، والله إن جاء به في هذه الساعة لأمر، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذن فأذن له فدخل، فقال حين دخل لأبي بكر: (أخرج مَنْ عندك). قال: إنما هم أهلك بأبي أنت يا رسول الله. قال: (فإني قد أذن لي في الخروج). قال: فالصحبة بأبي أنت وأمي يا رسول الله؟ قال: (نعم). قال: فخذ بأبي أنت يا رسول الله إحدى راحلتيَّ هاتين، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (بالثمن).
قالت: فجهزناهما أحثَّ الجهاز، وضعنا لهما سفرة في جراب، فقطعت أسماء بنت أبي بكر قطعة من نطاقها، فأوكت به الجراب، ولذلك كانت تسمى ذات النطاقين.
ثم لحق النبي صلى الله عليه وسلم وأبو بكر بغار في جبل يقال له ثور، فمكث فيه ثلاث ليال، يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، وهو غلام شاب لَقِنٌ ثَقِفٌ، فيرحل من عندهما سَحَراً، فيصبح مع قريش بمكة كبائت، فلا يسمع أثراً يكادان به إلا وعاه، حتى يأتيهما بخبر ذلك حين يختلط الظلام، ويرعى عليهما عامر بن فهيرة مولى أبي بكر منحة من غنم، فيريحها عليهما حين تذهب ساعة من العشاء، فيبيتان في رسلها حتى ينعق بها عامر بن فهيرة بغَلَس، يفعل ذلك كل ليلة من تلك الليالي الثلاث.
[ر: 464]
16 - باب: المِغْفَرِ.
5471 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا مالك، عن الزُهري، عن أنس رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عام الفتح وعلى رأسه المِغْفَر.
[ر:1749]
17 - باب: البرود والحِبَرة والشَّملة.
وقال خبَّاب: شكونا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وهو متوسد بردته.
[ر:3639]
5472 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:
كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثَّرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء.
[ر:2980]
5473 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
جاءت امرأة ببردة، قال: سهل هل تدري ما البردة؟ قال: نعم، هي الشَّملة منسوج في حاشيتها، قالت: يا رسول الله، إني نسجت هذه بيدي أكسوكها، فأخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم محتاجاً إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره، فجسَّها رجل من القوم، فقال: يا رسول الله، اكسنيها، قال: (نعم). فجلس ما شاء الله في المجلس، ثم رجع فطواها، ثم أرسل بها إليه، فقال له القوم: ما أحسنت، سألتها إياه، وقد عرفت أنه لا يرد سائلاً، فقال الرجل: والله ما سألتها إلا لتكون كفني يوم أموت. قال سهل: فكانت كفنه.
[ر:1218]
5474 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شُعَيب، عن الزُهري قال: حدثني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (يدخل الجنة من أمتي زمرة هي سبعون ألفاً، تضيء وجوههم إضاءة القمر). فقام عُكَّاشة بن مِحْصَن الأسدي، يرفع نَمِرة عليه، قال: ادع الله لي يا رسول الله أن يجعلني منهم، فقال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجل من الأنصار فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبقك عُكَّاشة).
[6176]
5475/5476 - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس قال:
قلت له: أي الثياب كان أحب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسها؟ قال: الحِبَرة.
(5476) - حدثني عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا معاذ قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
كان أحب الثياب إلى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسها الحِبَرة.
5477 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شُعَيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف: أن عائشة رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين توفي سُجِّي ببرد حبرة.
18 - باب: الأكسية والخمائص.
5478 - حدثني يحيى بن بُكَير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن عائشة وعبد الله بن عباس رضي الله عنهم قالا:
لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم، طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم كشفها عن وجهه، فقال وهو كذلك: (لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يُحَذِّر ما صنعوا.
[ر:425]
5479 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: حدثنا ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة قالت:
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في خميصة له لها أعلام، فنظر إلى أعلامها نظرة، فلما سلم قال: (اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي، وائتوني بأنبجانية أبي جهم). بن حذيفة بن غانم. من بني عدي بن كعب.
[ر:366]
5480 - حدثنا مسدَّد: حدثنا إسماعيل: حدثنا أيوب، عن حُمَيد بن هلال، عن أبي بردة قال:
أخرجت إلينا عائشة كساء وإزاراً غليظاً، فقالت: قُبض روح النبي صلى الله عليه وسلم في هذين.
[ر:2941]
19 - باب: اشتمال الصمَّاء.
5481 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا عبيد الله، عن خُبَيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الملامسة والمنابذة، وعن صلاتين: بعد الفجر حتى ترتفع الشمس، وبعد العصر حتى تغيب، وأن يحتبي بالثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء بينه وبين السماء، وأن يشتمل الصمَّاء.
[ر:361]
5482 - حدثنا يحيى بن بُكَير: حدثنا الليث، عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عامر بن سعد: أن أبا سعيد الخدري قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين وعن بيعتين، نهى عن الملامسة والمنابذة في البيع.
والملامسة: لمس الرجل ثوب الآخر بيده بالليل أو بالنهار ولا يقلِّبه إلا بذلك.
والمنابذة: أن ينبذ الرجل إلى الرجل بثوبه وينبذ الآخر ثوبه، ويكون ذلك بيعهما عن غير نظر ولا تراض. واللبستان: اشتمال الصمَّاء، والصمَّاء: أن يجعل ثوبه على أحد عاتقيه، فيبدو أحد شقيه ليس عليه ثوب.
واللبسة الأخرى: احتباؤه بثوبه وهو جالس، ليس على فرجه منه شيء.
[ر:360]
20 - باب: الاحتباء في ثوب واحد.
5483 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن لبستين: أن يحتبي الرجل في الثوب الواحد ليس على فرجه منه شيء، وأن يشتمل بالثوب الواحد ليس على أحد شقيه، وعن الملامسة والمنابذة.
[ر:361]
5484 - حدثني محمد قال: أخبرني مَخْلَد: أخبرنا ابن جُرَيج قال: أخبرني ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن اشتمال الصمَّاء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد، ليس على فرجه منه شيء.
[ر:360]
21 - باب: الخميصة السوداء.
5485 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا إسحق بن سعيد، عن أبيه سعيد بن فلان، هو عمرو بن سعيد بن العاص، عن أم خالد بنت خالد:
أتي النبي صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء صغيرة، فقال: (من ترون أن نكسو هذه). فسكت القوم، فقال: (ائتوني بأم خالد) فأتي بها تُحمل، فأخذ الخميصة بيده فألبسها، وقال: (أبلي وأخلقي). وكان فيها علم أخضر أو أصفر، فقال: (يا أم خالد، هذا سناه). وسناه بالحبشية حسن.
[ر:2906]
5486 - حدثني محمد بن المثنَّى قال: حدثني ابن أبي عدي، عن ابن عون، عن محمد، عن أنس رضي الله عنه قال:
لما ولدت أم سُلَيم، قالت لي: يا أنس، انظر هذا الغلام، فلا يصيبنَّ شيئاً حتى تغدو به إلى النبي صلى الله عليه وسلم يحنِّكه، فغدوت به، فإذا هو في حائط، وعليه خميصة حُرَيثيَّة، وهو يَسِمُ الظهر الذي قدم عليه في الفتح.
[ر:1431]
22 - باب: الثياب الخضر.
5487 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الوهاب: أخبرنا أيوب، عن عكرمة:
أن رفاعة طلق امرأته، فتزوجها عبد الرحمن بن الزبير القرظي، قالت عائشة: وعليها خمار أخضر، فشكت إليها وأرتها خضرة بجلدها، فلما جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم، والنساء ينصر بعضهن بعضاً، قالت عائشة: ما رأيت مثل ما يلقى المؤمنات؟ لجلدها أشد خضرة من ثوبها. قال: وسمع أنها قد أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فجاء ومعه ابنان له من غيرها، قالت: والله ما لي إليه من ذنب، إلا أنَّ ما معه ليس بأغنى عني من هذه، وأخذت هدبة من ثوبها، فقال: كذبتْ والله يا رسول الله، إني لأنفضها نفض الأديم، ولكنها ناشز، تريد رفاعة. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (فإن كان ذلك لم تحلِّي له، أو: لم تصلحي له، حتى يذوق من عُسَيلتك). قال: وأبصر معه ابنين له، فقال: (بنوك هؤلاء). قال: نعم، قال: (هذا الذي تزعمين ما تزعمين، فوالله، لهم أشبه به من الغراب بالغراب).
[ر:2496]
23 - باب: الثياب البيض.
5488 - حدثنا إسحق بن إبراهيم الحنظلي: أخبرنا محمد بن بشر: حدثنا مسعر، عن سعد بن إبراهيم، عن أبيه، عن سعد قال:
رأيت بشمال النبي صلى الله عليه وسلم ويمينه رجلين، عليهما ثياب بيض يوم أحد، ما رأيتهما قبل ولا بعد.
[ر:3828]
5489 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن الحسين، عن عبد الله بن بريدة، عن يحيى بن يعمر حدثه: أن أبا الأسود الديلي حدثه: أن أبا ذر رضي الله عنه حدثه: قال:
أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض، وهو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فقال: (ما من عبد قال: لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة). قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق). قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق). قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: (وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر).
وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر.
قال أبو عبد الله: هذا عند الموت، أو قبله إذا تاب وندم، وقال: لا إله إلا الله، غفر له.
[ر:1180]
24 - باب: لبس الحرير وافتراشه للرجال، وقدر ما يجوز منه.
5490/5492 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا قتادة قال: سمعت أبا عثمان النهدي:
أتانا كتاب عمر، ونحن مع عتبة بن فرقد بأذربيجان: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن الحرير إلا هكذا، وأشار بإصبعيه اللتين تليان الإبهام، قال: فيما علمنا أنه يعني الأعلام.
(5491) - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا عاصم، عن أبي عثمان قال:
كتب إلينا عمر ونحن بأذربيجان: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن لبس الحرير إلا هكذا، وصفَّ لنا النبي صلى الله عليه وسلم إصبعيه، ورفع زهير الوسطى والسبابة.
(5492) - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن التيمي، عن أبي عثمان قال: كنا مع عتبة، فكتب إليه عمر رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يلبس الحرير في الدنيا إلا لم يلبس منه شيء في الآخرة). وأشار أبو عثمان بإصبعيه: المُسَبِّحَةِ والوسطى.
حدثنا الحسن بن عمر: حدثنا معتمر: حدثنا أبي: حدثنا أبو عثمان، وأشار أبو عثمان بإصبعيه: المُسَبِّحَةِ والوسطى.
[5496، وانظر: 5497]
5493 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى قال:
كان حذيفة بالمداين، فاستسقى، فأتاه دِهقان بماء في إناء من فضة، فرماه به وقال: إني لم أرمه إلا أني نهيته فلم ينته، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الذهب والفضة، والحرير والديباج، هي لهم في الدنيا، ولكم في الآخرة).
[ر:5110]
5494 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك. قال شعبة: فقلت: أعن النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال شديداً:
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من لبس الحرير في الدنيا فلن يلبسه في الآخرة).
[5495، 5496]
5495/5496 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن ثابت قال: سمعت ابن الزبير يخطب يقول:
قال محمد صلى الله عليه وسلم: (من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة).
(5496) - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن أبي ذبيان خليفة بن كعب قال: سمعت ابن الزبير يقول: سمعت عمر يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لبس الحرير في الدنيا لم يلبسه في الآخرة).
وقال لنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن يزيد: قالت معاذة: أخبرتني أم عمرو بنت عبد الله: سمعت عبد الله بن الزبير: سمع عمر: سمع النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:5490]
5497 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا عثمان بن عمر: حدثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن عمران بن حِطَّان قال:
سألت عائشة عن الحرير فقالت: ائت ابن عباس فسله، قال: فسألته فقال: سل ابن عمر، قال: فسألت ابن عمر فقال: أخبرني أبو حفص، يعني عمر بن الخطاب: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إنما يلبس الحرير في الدنيا من لا خلاق له في الآخرة). فقلت: صدق، وما كذب أبو حفص على رسول الله صلى الله عليه وسلم
وقال عبد الله بن رجاء: حدثنا حرب، عن يحيى، حدثني عمران، وقص الحديث.
[ر:5490]
25 - باب: من مس الحرير من غير لبس.
ويروى فيه عن الزبيدي، عن الزُهري، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
5498 - حدثنا عبيد الله بن موسى: عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن البراء رضي الله عنه قال:
أهدي للنبي صلى الله عليه وسلم ثوب حرير، فجعلنا نلمسه ونتعجب منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (أتعجبون من هذا). قلنا: نعم، قال: (مناديل سعد بن معاذ في الجنة خير من هذا).
[ر:3077]
26 - باب: افتراش الحرير.
وقال عبيدة: هو كلبسه.
5499 - حدثنا علي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا أبي قال: سمعت ابن أبي نجيح، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة رضي الله عنه قال:
نهانا النبي صلى الله عليه وسلم أن نشرب في آنية الذهب والفضة، وأن نأكل فيها، وعن لبس الحرير والديباج، وأن نجلس عليه.
[ر:5110]
27 - باب: لبس القَسِّيِّ.
وقال عاصم، عن أبي بردة قال: قلت لعلي: ما القسية؟ قال: ثياب أتتنا من الشأم، أو من مصر، مضلعة فيها حرير فيها أمثال الأترج، والميثرة: كانت النساء تصنعه لبعولتهن، مثل القطائف يصفونها.
وقال جرير: عن يزيد في حديثه: القسية: ثياب مضلعة يجاء بها من مصر فيها الحرير، والميثرة: جلود السباع.
قال أبو عبد الله: عاصم أكثر وأصح في الميثرة.
5500 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا سفيان، عن أشعث بن أبي الشعثاء: حدثنا معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب قال:
نهانا النبي صلى الله عليه وسلم عن المياثر الحمر والقسي.
[ر:1182]
28 - باب: ما يرخص للرجال من الحرير للحكة.
5501 - حدثني محمد: أخبرنا وكيع: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس قال:
رخص النبي صلى الله عليه وسلم للزبير وعبد الرحمن في لبس الحرير، لحكة بهما.
[ر:2762]
29 - باب: الحرير للنساء.
5502 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة (ح) وحدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، عن زيد بن وهب، عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
كساني النبي صلى الله عليه وسلم حلة سيراء، فخرجت فيها، فرأيت الغضب في وجهه، فشققتها بين نسائي.
[ر:2472]
5503 - حدثنا موسى بن إسماعيل قال: حدثني جويرية، عن نافع، عن عبد الله:
أن عمر رضي الله عنه رأى حلة سيراء تباع، فقال: يا رسول الله، لو ابتعتها فلبستها للوفد إذا أتوك والجمعة؟ قال: (إنما يلبس هذه من لا خلاق له).
وأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعد ذلك إلى عمر حلة سيراء حريراً كساها إياه، فقال عمر: كسوتنيها، وقد سمعتك تقول فيها ما قلت؟ فقال: (إنما بعثت إليك لتبيعها، أو تكسوها).
[ر:846]
5504 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شُعَيب، عن الزُهري قال: أخبرني أنس بن مالك:
أنه رأى على أم كلثوم عليها السلام، بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، برد حرير سيراء.
30 - باب: ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتجوز من اللباس والبسط.
5505 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن يحيى بن سعيد، عن عبيد بن حنين، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لبثت سنة وأنا أريد أن أسأل عمر عن المرأتين اللتين تظاهرتا على النبي صلى الله عليه وسلم، فجعلت أهابه، فنزل يوماً منزلاً فدخل الأراك، فلما خرج سألته فقال: عائشة وحفصة، ثم قال: كنا في الجاهلية لا نعد النساء شيئاً، فلما جاء الإسلام وذكرهن الله، رأينا لهن بذلك علينا حقاً، من غير أن يدخلهن في شيء من أمورنا، وكان بيني وبين امرأتي كلام، فأغلظت لي، فقلت لها: وإنك لهناك؟ قالت: تقول هذا لي وابنتك تؤذي النبي صلى الله عليه وسلم، فأتيت حفصة فقلت لها: إني أحذرك أن تعصي الله ورسوله، وتقدمت إليها في أذاه، فأتيت أم سلمة فقلت لها: فقالت: أعجب منك يا عمر، قد دخلت في أمورنا، فلم يبق إلا أن تدخل بين رسول الله صلى الله عليه وسلم وأزواجه؟ فرددت، وكان رجل من الأنصار إذا غاب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهدته أتيته بما يكون، وإذا غبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد أتاني بما يكون من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من حول رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقام له، فلم يبق إلا ملك غسان بالشأم، كنا نخاف أن يأتينا، فما شعرت إلا بالأنصاري وهو يقول: إنه قد حدث أمر، قلت له: وما هو، أجاء الغساني؟ قال: أعظم من ذاك، طلق رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه، فجئت فإذا البكاء من حجرهن كلها، وإذا النبي صلى الله عليه وسلم قد صعد في مشربة له، وعلى باب المشربة وصيف، فأتيته فقلت: استأذن لي، فأذن لي، فدخلت، فإذا النبي صلى الله عليه وسلم على حصير قد أثر في جنبه، وتحت رأسه مرفقة من أدم حشوها ليف، وإذا أهب معلقة وقرظ، فذكرت الذي قلت لحفصة وأم سلمة، والذي ردت علي أم سلمة، فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلبث تسعاً وعشرين ليلة ثم نزل.
[ر:89]
5506 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري: أخبرتني هند بن الحارث، عن أم سلمة قالت:
استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من الليل، وهو يقول: (لا إله إلا الله، ماذا أنزل الليلة من الفتنة، ماذا أنزل من الخزائن، من يوقظ صواحب الحجرات، كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة). قال الزُهري: وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها.
[ر:115]
31 - باب: ما يدعى لمن لبس ثوباً جديداً.
5507 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا إسحق بن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص قال: حدثني أبي قال: حدثتني أم خالد بنت خالد قالت:
أتي رسول الله صلى الله عليه وسلم بثياب فيها خميصة سوداء، قال: (من ترون نكسوها هذه الخميصة). فأسكت القوم، قال: (ائتوني بأم خالد). فأتي بي النبي صلى الله عليه وسلم فألبسنيها بيده، وقال: (أبلي وأخلقي). مرتين، فجعل ينظر إلى علم الخميصة ويشير بيده إلي ويقول: (يا أم خالد هذا سنا). والسنا بلسان الحبشة الحسن.
قال إسحق: حدثتني امرأة من أهلي: أنها رأته على أم خالد.
[ر:2906]
32 - باب: التزعفر للرجال.
5508 - حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يتزعفر الرجل.
33 - باب: الثوب المزعفر.
5509 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبس المحرم ثوبا مصبوغاً بورس أو بزعفران.
[ر:134]
34 - باب: الثوب الأحمر.
5510 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق: سمع البراء رضي الله عنه يقول:
كان النبي صلى الله عليه وسلم مربوعا، وقد رأيته في حلة حمراء، ما رأيت شيئاً أحسن منه.
[ر:3356]
35 - باب: الميثرة الحمراء.
5511 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن أشعث، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء رضي الله عنه قال:
أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بسبع: عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونهانا عن: لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق، والمياثر الحمر.
[ر:1182]
36 - باب: النعال السبتية وغيرها.
5512 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، عن سعيد أبي مسلمة قال: سألت أنساً:
أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي في نعليه؟ قال: نعم.
[ر:379]
5513 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سعيد المقبري، عن عبيد بن جُرَيج:
أنه قال لعبد بن عمر رضي الله عنهما: رأيتك تصنع أربعاً لم أر أحداً من أصحابك يصنعها، قال: ما هي يا ابن جُرَيج؟ قال: رأيتك لا تمس من الأركان إلا اليمانيين، ورأيتك تلبس النعال السبتية، ورأيتك تصبغ بالصفرة، ورأيتك إذا كنت بمكة، أهل الناس إذا رأوا الهلال، ولم تهل أنت حتى كان يوم التروية. فقال له عبد الله بن عمر: أما الأركان: فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يمس إلا اليمانيين، وأما النعال السبتية: فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبس النعال التي ليس فيها شعر ويتوضأ فيها، فأنا أحب أن ألبسها، وأما الصفرة: فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبغ بها، فأنا أحب أن أصبغ بها، وأما الإهلال: فإني لم أر رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل حتى تنبعث به راحلته.
[ر:164]
5514 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يلبس المحرم ثوباً مصبوغاً بزعفران أو ورس. وقال: (من لم يجد نعلين فليلبس خفين، وليقطعهما أسفل من الكعبين).
[ر:134]
5515 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من لم يكن له إزار فليلبس السراويل، ومن لم يكن له نعلان فليلبس خفين).
[ر:1653]
37 - باب: يبدأ بالنعل اليمنى.
5516 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة قال: أخبرني أشعث بن سليم: سمعت أبي يحدث عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب التيمن في طهوره وترجله وتنعله.
[ر:166]
38 - باب: ينزع نعله اليسرى.
5517 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمين، وإذا نزع فليبدأ بالشمال، لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع).
39 - باب: لا يمشي في نعل واحدة.
5518 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يمشي أحدكم في نعل واحدة، ليحفهما جميعاً أو لينعلهما جميعاً).