أسباب فشل ثورة الشباب في اليمن وتحولها إلى أزمة سياسية
بدأت شرارة ثورة الشباب في اليمن إشعاعها في بداية العام الماضي 2011م مواكبة للثورة المصرية بعد نجاح ثورة تونس وفرار رئيسها زين العابدين بن علي, وإن كان هدف الشباب الذين أشعلوا شرارة الثورة لم يكن إسقاط النظام و فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح مثلما هو الحال بالنسبة لثورة تونس ومصر وانما كانت من أجل المطالبة ببعض حقوق الشباب والتغيير للأفضل ومكافحة الفساد المالي والقضائي والإداري وإصلاح الأوضاع ومكافحة البطالة المنتشرة بين الشباب من خريجي الجامعات, وايجاد فرص عمل للعاطلين منهم, والحد من الفقر والغلاء المستمر في قيمة السلع الأساسية وتحسين أوضاع الشعب المعيشية...فانتهزت بعض رموز الفساد ورواده سواء من المشائخ والأعيان والوجهاء والشخصيات الإجتماعية المشهورة وبعض كبار المسئولين الذين تم إقعادهم بسبب فسادهم وأحزاب اللقاء المشترك والفصائل المناوءه للحكومة كالحراك والحوثيين هذه الفرصة وانطوت في بداية الأمر تحت مظلت الشباب وقامت بتقديم الدعم المادي والمعنوي والإعلامي وأستغلت الأوضاع السياسية والإقتصادية المتدهورة والفساد المالي والإداري الذي تعاني منهم جميع مؤسسات الدولة, للسعي إلى إسقاط نظام الحكم , وبعد أن تمكنت من السيطرة تماما على ثورة الشباب وساحات اعتصاصاماتهم قامت بتحويل مطالب الشباب إلى المطالبة برحيل فخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح ورحيل أفراد أسرته المتولية لمناصب عسكرية هامة كأبنه أحمد علي وإبن أخيه يحيى محمد عبدالله صالح, وابن اخيه طارق محمد عبدالله صالح والمطالبة بإسقاط نظام الحكم...
وإن المتأمل إلى مجريات الأحداث والفترة الزمنية التي مرت بها اليمن منذ إنطلاق الشرارة الأولى لثورة الشباب يجد العديد من الأسباب التي أدت إلى فشل ثورة الشباب وتحولها إلى أزمة سياسية عجزت عن تحقيق أي شئ على الواقع من الأهداف التي سعت إلى تحقيقها سواء الشباب في بداية ثورتهم أو احزاب اللقاء المشترك واولاد عبدالله بن حسين الأحمر وعلى محسن الأحمر وغيرهم من الشخصيات التي تسعى إلى السلطة أو تسعى إلى الانتقام من فخامة رئيس الجمهورية السابق علي عبدالله صالح منها ما يلي:
1- الحكمة والحنكة ورجاحة العقل لفخامة رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح في التعامل مع المظاهرات والإعتصامات الشبابية منذ بدايتها وأستجابة فخامة الرئيس لطلبات الشباب والبدء بتنفيذها على الواقع ثم التعامل مع الأزمة السياسية التي أختلقتها أحزاب اللقاء المشترك داخليا وخارجياً, بالحكمة والعقل وطرح المبادرات تلو المبادات والحلول والتنازلات والتضحيات العظيمة لحل الأزمة وتجنيب البلاد ويلات الحروب الأهلية والفوضى والخراب والدمار, والتي تدل على مدى حب فخامته لوطنه وشعبه .
2- الالتفاف الشعبي الكبير في جميع محافظات الجمهورية حول فخامة رئيس الجمهورية والحضور الجماهيري الواسع للمتمسكين بالشرعية الدستورية المؤيدين والمناصرين لفخامة رئيس الجمهورية في كل جمعة من جميع المحافظات إلى أمانة العاصمة لأداء الصلاة في جامع الصالح وميدان السبعين, وفي كل عاصمة من عواصم محافظات الجمهورية, وكذلك المظاهرات الكبيرة من الشيوخ والرجال والشباب والعجائز والنساء والفتيات والأطفال التي خرجت وتخرج في كل محافظات الجمهورية كل يوم منذ بدأية مظاهرات واعتصامات أحزاب اللقاء المشترك وحلفائهم من جماعات الحوثي وتنظيم القاعدة والحراك, لتعلن للعالم بأسره حبها لرئيسها فخامة المشير علي عبدالله صالح ومساندتها ودعمها له وتمسكها به كرئيس شرعي لليمن حتى عام 2013 م تولى الرئاسة عن طريق صناديق الانتخابات الحرة المباشرة النزيهة وفقا للدستور, وتعلن أيضا وقوفها إلى جانب الشرعية الدستورية ورفضها القاطع لكل أساليب الالتفاف من قبل أحزاب اللقاء المشترك على الديمقراطية للإستيلاء على السلطة, والفوضى والخراب والدمار التي تسببه أحزاب اللقاء المشترك وحلفاءها, وتعلن سخطها وكراهيتها لكل الحاقدين على الشعب دعاة الفتنة والطامعين بكراسي السلطة, أوالمطالبين برحيل فخامة رئيس الجمهورية من أذيالهم, ومنهم أبناء عبدالله بن حسين الأحمر وعلي محسن الأحمر وقيادات أحزاب اللقاء المشترك أو غيرهم من أصحاب المصالح الذاتية الضيقة .
3- نجاح فخامة رئيس الجمهورية وأنصاره والإعلام الرسمي في أفشال كل محاولات ومخططات أحزاب اللقاء المشترك والفاسدين ووسائل الإعلام التضليلية والكاذبة سواء كانت من القنوات الحزبية (كقناة سهيل) أو القنوات الإخباري العربية (كقناة الجزيرة) في سبيل الحصول على التأييد الدولي لإسقاط النظام وإرغام فخامة رئيس الجمهورية على التنحي سواء من خلال إثارة الفوضى وزعزعت الأمن وتأجيج نيران الفتنة والدفع بالشباب في ساحات الاعتصامات أو في المظاهرات للقيام بالشغب والاشتباك مع المناصرين للشرعية ومع أفراد الشرطة والأمن المركزي, من أجل التدخل الدولي للضغط على رئيس الجمهورية بالتنحي عن السلطة قبل إنتهاء فترته الرئاسية الأخيرة , بزعمهم أن الرئيس اليمني قد سقطت شرعيته وأنه يقوم بالإعتداء على المعتصمين والمتظاهرين سلمياً وتقتيلهم,وسفك دماء شعبه, حيث لم تحدث واقعة من تلك الوقائع المدبرة, الإ وأصدر فخامة رئيس الجمهورية أوامره بتشكيل لجنة تحقيق في الواقعة وملاحقة المتورطين في إرتكاب مثل تلك الأفعال وإحالتهم إلى المحاكمة وفقاً للدستور والقوانين النافذة.
4- أن رموز الفساد من كبار المسئولين في نظام حكم الرئيس علي عبدالله صالح وأبناء عبدالله بن حسين الأحمر وأحزاب اللقاء المشترك والجماعات الفاسدة الأخرى التي تسعى إلى السلطة كجماعات الحوثي والحراك والقاعدة سيطروا على الاعتصامات والمظاهرات الشبابية وقاموا بتغيير مطالب الشباب بمطالب غير شرعية أو قانونية يرفضها أغلب أفراد الشعب, والظهور أمام الإعلام المحلي والخارجي بأنها صاحبة القيادة لتلك المظاهرات والإعتصامات فتحولت ثورة الشباب على الفساد إلى أزمة سياسية وعراك سياسي على كرسي السلطة بين فخامة رئيس الجمهورية وأنصاره وحزب المؤتمر الشعبي العام وبقية أحزاب التحالف الوطني من جهة وبين أبناء عبدالله بن حسين الأحمر وعلي محسن الأحمر وأحزاب اللقاء المشترك والحوثيين والحراك من جهة ثانية.
5- أن أنظمام رموز الفساد في نظام الحكم من العسكريين والمدنيين وقيادات المؤتمر الشعبي العام إلى ما يسمونه بالثورة وتوليهم قيادتها مع أبناء عبدالله بن حسين الأحمر وقيادات أحزاب اللقاء المشترك والجماعات الفاسدة الأخرى التي تسعى إلى السلطة كجماعات الحوثي والحراك والقاعدة, قد زاد في التفاف الشعب حول الشرعية الدستورية يوماً بعد يوم وزاد في إرتفاع نسبة الدعم والمساندة الشعبية لفخامة رئيس الجمهورية, والرفض القاطع لما يسمونه بالثورة, لأن أستيلاء أولئك الأشخاص وتلك الأحزاب والطوائف والجماعات الدموية الطامعة في الإستيلاء على السلطة قد زاد في تخوفات الفئة العظمى من الشعب اليمني على مستقبل ومصير البلاد والشعب في حالة لو نجحت تلك الثورة وأستطاع أولئلك الفاسدين من الخارجين عن النظام وأبناء عبدالله بن حسين الأحمر وأحزاب اللقاء المشترك والحوثيين والحراك والقاعدة في إسقاط نظام الحكم والإستيلاء على السلطة والحكم في البلاد.
لأنهم بلا شك ولا ريب سوف يتناحرون على السلطة كل منهم سوف يطمع في الإستحواذ بحكم البلاد لوحده والإنفراد بكرسي السلطة دون البقية, وإن كانوا اليوم أصدقاء وحلفاء في مطالبهم بأسقاط النظام, فأنهم سيكونون غداً أعداء متناحرون ومختلفون على كرسي السلطة وعلى حكم البلاد, ولن يتفقوا على إدارة الحكم في البلاد أبداً , لأن كل منهم له مبادئ وأهداف وتوجهات تختلف عن مبادئ وأهداف وتوجهات الأخر وتناقضها مناقضة تامة..
6- فضيحة وإنكشاف مخططات أحزاب اللقاء المشترك من خلال بعض التصريحات والتي كانت أهم أحد الأسباب في فشل ما يسمونه بالثورة والتفاف الشعب حول الشرعية الدستورية ومساندتهم لفخامة رئيس الجمهورية, منها تصريحات محمد قحطان والتي قال فيها بأنهم سوف يزحفون إلى قصر الرئاسة في يوم الجمعة التي سمونها بجمعة الزحف وسوف يدخلون إلى غرف النوم, وتصريحات وأوامر أمين عام حزب الحق المدعو للشباب المعتصمين والمتظاهرين بإحتلال المؤسسات والوزارات الحكومية وغيرها من التصريحات التي كشف سوء نوايا أحزاب اللقاء المشترك ومخططاتهم وأطماعهم في الإنقلاب على الشرعية والإستيلاء على السلطة بأي ثمن ومهما كانت العواقب وخيمة والتضحيات الشعبية كبيرة ...