أدب الطلب
للعلامة الشوكاني
ترجمة العلامة الشوكاني
يقول العلامة صديق حسن خان في أبجد العلوم [ جزء 3 - صفحة 201 - 212]
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
شيخنا الإمام العلامة الرباني والسهيل الطالع من القطر اليماني إمام الأئمة ومفتي الأمة بحر العلوم وشمس الفهوم سند المجتهدين الحفاظ فارس المعاني والألفاظ فريد العصر نادر الدهر شيخ الإسلام قدوة الأنام علامة الزمان ترجمان الحديث والقرآن علم الزهاد أوحد العباد قامع المبتدعين آخر المجتهدين رأس الموحدين تاج المتبعين صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها قاضي الجماعة شيخ الرواية والسماعة عالي الإسناد السابق في ميدان الاجتهاد على الأكابر الأمجاد المطلع على حقائق الشريعة ومواردها العارف بغوامضها ومقاصدها
قال القاضي العلامة : عبد الرحمن بن أحمد البهكلي في كتابه : ( نفح العود في أيام الشريف حمود ) : كان مولد شيخنا الشوكاني يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي قعدة الحرام سنة اثنتين وسبعين بعد مائة وألف - كما أخبرني بذلك - في بلده : هجرة شوكان ونشأ على العفاف والطهارة وما زال يجمع النشأ ويحرز المكرمات له قراءة على والده ولازم إمام الفروع في زمانه القاضي : أحمد بن محمد الحرازي وانتفع به في الفقه
وأخذ النحو والصرف عن السيد العلامة : إسماعيل بن حسن والعلامة : عبد الله بن إسماعيل النهمي والعلامة : القاسم بن محمد الخولاني وأخذ علم البيان والمنطق والأصلين عن العلامة : حسن بن محمد المغربي والعلامة : علي بن هادي عرهب ولازم في كثير من العلوم مجدد زمانه السيد : عبد القادر بن أحمد الحسني الكوكباني
وأخذ في علم الحديث عن الحافظ : علي بن إبراهيم بن عامر وغير ذلك من المشائخ في جميع العلوم العقلية والنقلية حتى أحرز جميع المعارف واتفق على تحقيقه المخالف والموالف وصار مشارا إليه في علوم الاجتهاد بالبنان والمجلي في معرفة غوامض الشريعة عند الرهان
للعلامة الشوكاني
ترجمة العلامة الشوكاني
يقول العلامة صديق حسن خان في أبجد العلوم [ جزء 3 - صفحة 201 - 212]
محمد بن علي بن محمد الشوكاني
شيخنا الإمام العلامة الرباني والسهيل الطالع من القطر اليماني إمام الأئمة ومفتي الأمة بحر العلوم وشمس الفهوم سند المجتهدين الحفاظ فارس المعاني والألفاظ فريد العصر نادر الدهر شيخ الإسلام قدوة الأنام علامة الزمان ترجمان الحديث والقرآن علم الزهاد أوحد العباد قامع المبتدعين آخر المجتهدين رأس الموحدين تاج المتبعين صاحب التصانيف التي لم يسبق إلى مثلها قاضي الجماعة شيخ الرواية والسماعة عالي الإسناد السابق في ميدان الاجتهاد على الأكابر الأمجاد المطلع على حقائق الشريعة ومواردها العارف بغوامضها ومقاصدها
قال القاضي العلامة : عبد الرحمن بن أحمد البهكلي في كتابه : ( نفح العود في أيام الشريف حمود ) : كان مولد شيخنا الشوكاني يوم الإثنين الثامن والعشرين من ذي قعدة الحرام سنة اثنتين وسبعين بعد مائة وألف - كما أخبرني بذلك - في بلده : هجرة شوكان ونشأ على العفاف والطهارة وما زال يجمع النشأ ويحرز المكرمات له قراءة على والده ولازم إمام الفروع في زمانه القاضي : أحمد بن محمد الحرازي وانتفع به في الفقه
وأخذ النحو والصرف عن السيد العلامة : إسماعيل بن حسن والعلامة : عبد الله بن إسماعيل النهمي والعلامة : القاسم بن محمد الخولاني وأخذ علم البيان والمنطق والأصلين عن العلامة : حسن بن محمد المغربي والعلامة : علي بن هادي عرهب ولازم في كثير من العلوم مجدد زمانه السيد : عبد القادر بن أحمد الحسني الكوكباني
وأخذ في علم الحديث عن الحافظ : علي بن إبراهيم بن عامر وغير ذلك من المشائخ في جميع العلوم العقلية والنقلية حتى أحرز جميع المعارف واتفق على تحقيقه المخالف والموالف وصار مشارا إليه في علوم الاجتهاد بالبنان والمجلي في معرفة غوامض الشريعة عند الرهان
(1/1)
له المؤلفات في أغلب العلوم :
ومنها : كتاب : ( نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار ) لجد ابن تيمية - رحمه الله - في أربع مجلدات كبار لم تكتحل عين الزمان بمثله في التحقيق أعطى فيه المسائل حقها في كل بحث على طريق الإنصاف وعدم التقيد بمذهب الأسلاف وتناقله عنه مشائخه فمن دونهم وطار في الآفاق في حياته وقرئ عليه مرارا وانتفع به العلماء وكان يقول : إنه لم يرض عن شيء من مؤلفاته سواه لما هو عليه من التحرير البليغ وكان تأليفه في أيام مشائخه فنبهوه على مواضع منه حتى تحرر
وله التفسير الكبير المسمى : ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من التفسير ) وقد سبقه إلى التأليف في الجمع بين الرواية والدراية العلامة : محمد بن يحيى بن بهران فله تفسير في ذلك عظيم لكن تفسير شيخنا أبسط وأجمع وأحسن ترتيبا وترصيفا وقد ذكر الحافظ السيوطي في ( الإتقان ) : أنه جعله مقدمة لتفسير جامع للدراية والرواية سماه : ( مطلع البدرين ومجمع البحرين ) .
وله : مختصر في الفقه على مقتضى الدليل سماه : ( الدرر البهية في المسائل الفقهية ) وشرحه شرحا نافعا سماه : ( الدراري المضيئة ) أورد فيه الأدلة التي بنى عليها ذلك المؤلف
وله : ( وبل الغمام حاشية على شفاء الأوام ) للأمير : حسين بن محمد الإمام
وله : ( در السحابة في مناقب القرابة والصحابة )
وله : ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة )
وله : ( إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ) يعز نظيره وترصيفه وحسن ترتيبه وتصنيفه
وله : ( السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار ) كان تأليفه في آخر مدته ولم يؤلف بعده شيئا - فيما أعلم - وقد تكلم فيه على عيون من المسائل وصحح من المشروع ما هو مقيد بالدلائل وزيف ما لم يكن عليه دليل وحسن العبارة في الرد والتعليل
ومنها : كتاب : ( نيل الأوطار من أسرار منتقى الأخبار ) لجد ابن تيمية - رحمه الله - في أربع مجلدات كبار لم تكتحل عين الزمان بمثله في التحقيق أعطى فيه المسائل حقها في كل بحث على طريق الإنصاف وعدم التقيد بمذهب الأسلاف وتناقله عنه مشائخه فمن دونهم وطار في الآفاق في حياته وقرئ عليه مرارا وانتفع به العلماء وكان يقول : إنه لم يرض عن شيء من مؤلفاته سواه لما هو عليه من التحرير البليغ وكان تأليفه في أيام مشائخه فنبهوه على مواضع منه حتى تحرر
وله التفسير الكبير المسمى : ( فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من التفسير ) وقد سبقه إلى التأليف في الجمع بين الرواية والدراية العلامة : محمد بن يحيى بن بهران فله تفسير في ذلك عظيم لكن تفسير شيخنا أبسط وأجمع وأحسن ترتيبا وترصيفا وقد ذكر الحافظ السيوطي في ( الإتقان ) : أنه جعله مقدمة لتفسير جامع للدراية والرواية سماه : ( مطلع البدرين ومجمع البحرين ) .
وله : مختصر في الفقه على مقتضى الدليل سماه : ( الدرر البهية في المسائل الفقهية ) وشرحه شرحا نافعا سماه : ( الدراري المضيئة ) أورد فيه الأدلة التي بنى عليها ذلك المؤلف
وله : ( وبل الغمام حاشية على شفاء الأوام ) للأمير : حسين بن محمد الإمام
وله : ( در السحابة في مناقب القرابة والصحابة )
وله : ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة )
وله : ( إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول ) يعز نظيره وترصيفه وحسن ترتيبه وتصنيفه
وله : ( السيل الجرار المتدفق على حدائق الأزهار ) كان تأليفه في آخر مدته ولم يؤلف بعده شيئا - فيما أعلم - وقد تكلم فيه على عيون من المسائل وصحح من المشروع ما هو مقيد بالدلائل وزيف ما لم يكن عليه دليل وحسن العبارة في الرد والتعليل
(1/2)
والسبب في ذلك : أنه نشأ في زمنه جماعة من المقلدة الجامدين على التعصب في الأصول والفروع ولم تزل المصاولة والمقاولة بينه وبينهم دائرة ولم يزالوا ينددون عليه في المباحث من غير حجة فجعل كلامه في ذلك الشرح في الحقيقة موجها إليهم في التنفير عن التقليد المذموم وإيقاظهم إلى النظر في الدليل لأنه يرى تحريم التقليد وقد ألف في ذلك رسالة سماها : ( القول المفيد في حكم التقليد ) وقد تحاماه لما حواه جماعة من علماء الوقت وأرسل إليه أهل جهته بسببه سهام اللوم والمقت وثارت من أجل ذلك فتنة في صنعاء بين : من هو مقلد وبين من هو مقتد بالدليل توهما من المقلدين أنه ما أراد إلا هدم مذهب أهل البيت لأن الإزهار هو عمدتهم في هذه الأعصار وعليه في عبادتهم والمعاملة على المدار وحاشاه من التعصب على من أوجب الله تعالى محبتهم وجعل أجر نبينا - صلى الله عليه وسلم - في تبليغ الرسالة مودتهم لأن له الولاء التام لهم وقد نشر محاسنهم في مؤلفه : ( در السحابة ) بما لم تخالج بعده ريبة لمرتاب على أن كلامه مع الجميع من أهل المذاهب سواء بسواء لأن المأخذ واحد والرد واحد والخطب يسير والخلاف في المسائل العلمية الظنية سهل لأنها مطارح أنظاره والاجتهاد يدخلها والمصيب من المجتهدين في ذلك له أجران والمخطي له أجر وهذا شأن أهل العلم في كل زمان ومكان ما بين راد ومردود عليه وكل مأخوذ من قوله ومتروك إلا صاحب العصمة عليه - أفضل الصلاة والتسليم -
(1/3)
ومن طالع الكتب الإسلامية في الفروع والأصول على اختلاف أنواعها عرف ذلك وهان عليه سلوك هذه المسالك ومن وزن الأمور بالإنصاف لا تخفى عليه الحقيقة ومن جمد على التقليد وضاق عطنه عن مدارك الاستدلال فما له والاعتراض على المجتهدين ولا ينبغي أن يضائق المجتهد في اجتهاده لأجل توقفه في موقفه الذي هو : التقليد وقد تفضل الله عليه بالاجتهاد والتقليد لا يجوز إلا لغير المجتهد والاجتهاد غير متعذر ومن اعترض على المجتهد فيما أدى إليه اجتهاده فقد تحجر الواسع وجرى على خلاف نهج السلف من أهل العلم
نعم أنا قد حبرت مقاصد ( السيل الجرار ) في مؤلف سميته : ( نزهة الأبصار ) وهو واف بالمقصود من إيراد تلك الأدلة من غير تعرض لما يقع به بسط الألسنة من الناس وللمترجم له : تاريخ حافل سماه : ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ) جرى فيه من ذلك الوقت إلى زمانه
وابتدأ فيه بذكر عابد اليمن : إبراهيم الولي المشهور وله جملة رسائل من مطولات ومختصرات وقد جمعت فتاواه ورسائله فجاءت في مجلدين وسماها ابنه العلامة : علي بن محمد : ( بالفتح الرباني ) وله في الأدب اليد الطولى وله أشعار كثيرة مدونة قد رتبها ابنه المذكور على حروف المعجم فجاءت في ديوان وقد أخذت عنه في كثير من الفنون العلمية وأخذت عنه غالب مؤلفاته وبموته أطفئ على أهل اليمن مصباحهم المنير ولا أظن يرون مثله في تحقيقه للعلوم والتحرير وقد جرت بيني وبينه مكاتبة أدبية ومراسلة لمسائل علمية هي عندي مثبتة بخطه.
وعلى الجملة : فما رأى مثل نفسه ولا رأى من رأى مثله علما وورعا وقياما بالحق بقوة جنان وسلاطة لسان
نعم أنا قد حبرت مقاصد ( السيل الجرار ) في مؤلف سميته : ( نزهة الأبصار ) وهو واف بالمقصود من إيراد تلك الأدلة من غير تعرض لما يقع به بسط الألسنة من الناس وللمترجم له : تاريخ حافل سماه : ( البدر الطالع بمحاسن من بعد القرن السابع ) جرى فيه من ذلك الوقت إلى زمانه
وابتدأ فيه بذكر عابد اليمن : إبراهيم الولي المشهور وله جملة رسائل من مطولات ومختصرات وقد جمعت فتاواه ورسائله فجاءت في مجلدين وسماها ابنه العلامة : علي بن محمد : ( بالفتح الرباني ) وله في الأدب اليد الطولى وله أشعار كثيرة مدونة قد رتبها ابنه المذكور على حروف المعجم فجاءت في ديوان وقد أخذت عنه في كثير من الفنون العلمية وأخذت عنه غالب مؤلفاته وبموته أطفئ على أهل اليمن مصباحهم المنير ولا أظن يرون مثله في تحقيقه للعلوم والتحرير وقد جرت بيني وبينه مكاتبة أدبية ومراسلة لمسائل علمية هي عندي مثبتة بخطه.
وعلى الجملة : فما رأى مثل نفسه ولا رأى من رأى مثله علما وورعا وقياما بالحق بقوة جنان وسلاطة لسان
(1/4)
وقد أفرد ترجمته تلميذه الأديب : محمد بن حسن الجني الذفاري بمؤلف قصره على ذكر مشائخه وتلامذته وسيرته وما انطوت عليه شمائله وما قاله من شعر وما قيل فيه جاء في مجلد ضخم وكانت وفاته في شهر جمادى الآخرة في سنة خمسين بعد المائتين والألف وقد كان توفي قبله بمدة يسيرة ابنه العلامة : علي بن محمد وهو أحد محققي العلماء وممن لازم والده في جميع المعارف حتى بلغ ذروة العلوم تحقيقا وتدقيقا وقد شاركته في الأخذ على والده في كثير من مقروءاته وقد كنت قلت في والده مراثي لولا الإطالة لذكرتها . انتهى كلامه - رحمه الله تعالى - بلفظه ومعناه مع التلخيص.
قلت : ووجدت على ظهر كتابه : ( الدراري المضية ) أن مولده - رضي الله عنه - كان عام سبع وسبعين ومائة وألف وقلد ولاية القضاء من جهة الإمام : المنصور بالله علي بن العباس في أوائل شهر شعبان سنة 1229 ، وتوفاه الله تعالى يوم الأربعاء في السادس والعشرين من جمادى الآخرة من شهور سنة 1250 ، وكان بين وفاته ووفاة ولده : علي بن محمد نحو شهر وكان قد توفاه الله قبله ولم يظهر والده جزعا ولا حزنا وكان ولدا صالحا عالما مبرزا في جميع العلوم وكان نادرة وقته على صغر سنه قيل : إنه توفي وهو في حدود العشرين - رحم الله الجميع برحمته - ثم ذكر له تصانيف عددها : ثلاثة وخمسون كتابا سماها بأسمائها
قال السيد الجليل العلامة : عبد الرحمن بن سليمان ابن يحيى بن عمر مقبول الأهدل - رحمه الله - في كتابه المسمى : ( بالنفس اليماني والروح الريحاني ) في إجازة قضاة بني الشوكاني ما عبارته :
وممن تخرج بسيدي الإمام : عبد القادر بن أحمد الحسني إمام عصرنا في سائر العلوم وخطيب دهرنا في إيضاح دقائق المنطوق والمفهوم الحافظ المسند الحجة الهادي في إيضاح السنن النبوية إلى المحجة عز الإسلام : محمد بن علي الشوكاني - بلغه الله في الدارين أقصى الأماني - :
إن هز أقلامه يوما ليعلمها ... أنساك كل كمي هز عامله
قلت : ووجدت على ظهر كتابه : ( الدراري المضية ) أن مولده - رضي الله عنه - كان عام سبع وسبعين ومائة وألف وقلد ولاية القضاء من جهة الإمام : المنصور بالله علي بن العباس في أوائل شهر شعبان سنة 1229 ، وتوفاه الله تعالى يوم الأربعاء في السادس والعشرين من جمادى الآخرة من شهور سنة 1250 ، وكان بين وفاته ووفاة ولده : علي بن محمد نحو شهر وكان قد توفاه الله قبله ولم يظهر والده جزعا ولا حزنا وكان ولدا صالحا عالما مبرزا في جميع العلوم وكان نادرة وقته على صغر سنه قيل : إنه توفي وهو في حدود العشرين - رحم الله الجميع برحمته - ثم ذكر له تصانيف عددها : ثلاثة وخمسون كتابا سماها بأسمائها
قال السيد الجليل العلامة : عبد الرحمن بن سليمان ابن يحيى بن عمر مقبول الأهدل - رحمه الله - في كتابه المسمى : ( بالنفس اليماني والروح الريحاني ) في إجازة قضاة بني الشوكاني ما عبارته :
وممن تخرج بسيدي الإمام : عبد القادر بن أحمد الحسني إمام عصرنا في سائر العلوم وخطيب دهرنا في إيضاح دقائق المنطوق والمفهوم الحافظ المسند الحجة الهادي في إيضاح السنن النبوية إلى المحجة عز الإسلام : محمد بن علي الشوكاني - بلغه الله في الدارين أقصى الأماني - :
إن هز أقلامه يوما ليعلمها ... أنساك كل كمي هز عامله
(1/5)
وإن أقر على رق أنامله ... أقر بالرق كتاب الأنام له
ولقد منح رب العالمين من بحر فضله الواسع هذا القاضي الإمام ثلاثة أمور لا أعلم أنها في هذا الزمان الأخير جمعت لغيره :
الأول : سعة التبحر في العلوم على اختلاف أجناسها وأنواعها وأصنافها
الثاني : سعة التلاميذ المحققين والنبلاء المدققين أولي الأفهام الخارقة والفضائل الفائقة الحقيق أن ينشد عند حضور جمعهم الغفير ومشاهدة غوصهم على جواهر المعاني التي استخراجها من بحر الحقائق غير يسير :
إني إذا حضرتني ألف محبرة ... تقول : أخبرني هذا وحدثني
صاحت بعقوتها الأقلام ناطقة : ... هذي المكارم لا قعبان من لبن
الثالث : سعة التأليف المحررة والرسائل والجوابات المحبرة التي تسامى في كثرتها الجهابذة الفحول وبلغ من تنقيحها وتحقيقها كل غاية وسول وقد ذكر لي بعض المعتمدين مؤلفاته الحاصلة الآن : مائة وأربعة عشر مؤلفا عدد سور كتاب الله تعالى قد شاعت في ال**ار الشاسعة فضلا عن القريبة ووقع بها غاية الانتفاع والله عز وجل المسؤول أن يبارك للإسلام والمسلمين في أوقاته وأن يمتع بحياته آمين ثم آمين :
كلنا عالم بأنك فينا ... نعمة ساعدت بها الأقدار
فوقت نفسك النفوس من بشر ... وزيدت في عمرك الأعمار
وقد اعتنى بشرح مناقبه وفضائله عدة من العلماء والأعلام والجهابذة الفخام منهم : السيد العلامة : إبراهيم بن عبد الله الحوثي .
ومنهم : بعض علماء كوكبان عظماء القدر كبراء الشأن
ومنهم : السيد العلامة : محمد بن محمد الديلمي
ومنهم : القاضي العلامة : محمد بن حسن الجني الذماري في كتاب حافل سماه : ( التقصار في جيد زمن علامة ال**ار )
ومنهم : الحبر العلامة والبحر الفهامة لطف الله جحاف
وبالجملة : فمحل القول في هذا الإمام ذو سعة فإن وجدت لسانا قائلا فقل :
زد في العلا مهما تشا رفعة ... وليصنع الحاسد ما يصنع
فالدهر نحوي كما ينبغي ... يدري الذي يخفض أو يرفع
ولقد منح رب العالمين من بحر فضله الواسع هذا القاضي الإمام ثلاثة أمور لا أعلم أنها في هذا الزمان الأخير جمعت لغيره :
الأول : سعة التبحر في العلوم على اختلاف أجناسها وأنواعها وأصنافها
الثاني : سعة التلاميذ المحققين والنبلاء المدققين أولي الأفهام الخارقة والفضائل الفائقة الحقيق أن ينشد عند حضور جمعهم الغفير ومشاهدة غوصهم على جواهر المعاني التي استخراجها من بحر الحقائق غير يسير :
إني إذا حضرتني ألف محبرة ... تقول : أخبرني هذا وحدثني
صاحت بعقوتها الأقلام ناطقة : ... هذي المكارم لا قعبان من لبن
الثالث : سعة التأليف المحررة والرسائل والجوابات المحبرة التي تسامى في كثرتها الجهابذة الفحول وبلغ من تنقيحها وتحقيقها كل غاية وسول وقد ذكر لي بعض المعتمدين مؤلفاته الحاصلة الآن : مائة وأربعة عشر مؤلفا عدد سور كتاب الله تعالى قد شاعت في ال**ار الشاسعة فضلا عن القريبة ووقع بها غاية الانتفاع والله عز وجل المسؤول أن يبارك للإسلام والمسلمين في أوقاته وأن يمتع بحياته آمين ثم آمين :
كلنا عالم بأنك فينا ... نعمة ساعدت بها الأقدار
فوقت نفسك النفوس من بشر ... وزيدت في عمرك الأعمار
وقد اعتنى بشرح مناقبه وفضائله عدة من العلماء والأعلام والجهابذة الفخام منهم : السيد العلامة : إبراهيم بن عبد الله الحوثي .
ومنهم : بعض علماء كوكبان عظماء القدر كبراء الشأن
ومنهم : السيد العلامة : محمد بن محمد الديلمي
ومنهم : القاضي العلامة : محمد بن حسن الجني الذماري في كتاب حافل سماه : ( التقصار في جيد زمن علامة ال**ار )
ومنهم : الحبر العلامة والبحر الفهامة لطف الله جحاف
وبالجملة : فمحل القول في هذا الإمام ذو سعة فإن وجدت لسانا قائلا فقل :
زد في العلا مهما تشا رفعة ... وليصنع الحاسد ما يصنع
فالدهر نحوي كما ينبغي ... يدري الذي يخفض أو يرفع
(1/6)
والله المسؤول أن يزيده مما أولاه وأن يصلح لكل منا آخره وأولاه فضلا من رب العالمين وكرما منه - سبحانه - اللهم آمين . انتهى كلامه - رحمه الله -
وللمترجم له كتاب : ( إتحاف الكابر بإسناد الدفاتر ) ذكر فيه مشائخه الأعلام وأسماء كتبه المقروءة والمسموعة ومروياته على التمام فمن شاء الزيادة فعليه بالكتاب المذكور فإن النظر فيه يقضي العجب العجاب وهذا الذي ذكرناه في هذا الكتاب قطرة من بحر فضائله التي لا تحصى وذرة من وادي فواضله التي لا تستقصى تشهد بذلك مؤلفاته وتنطق به مصنفاته - والله يختص برحمته من يشاء - وهو الذاب عن شريعة الإسلام باللسان والقلم والمناضل عن الدين النبوي وكم أبدى الحكم ولا عبرة بمن يرميه بما ليس فيه أو ينسبه بمجرد الهوى لقول غير وجيه فلم يضره قول الطاعن عن الحاسد والباغي الجاحد :
وما ضر نور الشمس إن كان ناظرا ... إليها عيون لم تزل دهرها عميا
غير أن الحسد يحمل صاحبه على اتباع هواه وأن يتكلم فيمن يحسده و بما يلقاه وما أحقه بقول القائل :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا علمه ... فالقوم أعداء له وخصوم
فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور نفوسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله وقد روي عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - أنه قال : كان الناس ورقا لا شوك فيه فصاروا اليوم شوكا لا ورق فيه فهذا زمان أبي ذر فما ذاك من زماننا وبأشراره ؟ :
إن يسمعوا الخير أخفوه وإن سمعوا ... شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
فالمناسب جمع الخاطر عن علماء الوقت ورفع الهمة عنهم والقناعة بمن مضى من علماء السنة المطهرة واقتصار النظر في كتبهم المحققة
هذا وله - رحمه الله تعالى - مؤلفات مفيدة في فنون عديدة والتي وقفت عليها وهي عندي موجودة أيضا كثيرة جدا غير ما ذكر
منها : ( كتاب آداب الطلب ومنتهى الأدب )
و ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة )
و ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر )
و ( تحفة الذاكرين شرح عدة الحصن الحصين )
وللمترجم له كتاب : ( إتحاف الكابر بإسناد الدفاتر ) ذكر فيه مشائخه الأعلام وأسماء كتبه المقروءة والمسموعة ومروياته على التمام فمن شاء الزيادة فعليه بالكتاب المذكور فإن النظر فيه يقضي العجب العجاب وهذا الذي ذكرناه في هذا الكتاب قطرة من بحر فضائله التي لا تحصى وذرة من وادي فواضله التي لا تستقصى تشهد بذلك مؤلفاته وتنطق به مصنفاته - والله يختص برحمته من يشاء - وهو الذاب عن شريعة الإسلام باللسان والقلم والمناضل عن الدين النبوي وكم أبدى الحكم ولا عبرة بمن يرميه بما ليس فيه أو ينسبه بمجرد الهوى لقول غير وجيه فلم يضره قول الطاعن عن الحاسد والباغي الجاحد :
وما ضر نور الشمس إن كان ناظرا ... إليها عيون لم تزل دهرها عميا
غير أن الحسد يحمل صاحبه على اتباع هواه وأن يتكلم فيمن يحسده و بما يلقاه وما أحقه بقول القائل :
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا علمه ... فالقوم أعداء له وخصوم
فالله تعالى هو المسؤول أن يقينا شرور نفوسنا وحصائد ألسنتنا بمنه وفضله وقد روي عن أبي ذر الغفاري - رضي الله عنه - أنه قال : كان الناس ورقا لا شوك فيه فصاروا اليوم شوكا لا ورق فيه فهذا زمان أبي ذر فما ذاك من زماننا وبأشراره ؟ :
إن يسمعوا الخير أخفوه وإن سمعوا ... شرا أذاعوا وإن لم يسمعوا كذبوا
فالمناسب جمع الخاطر عن علماء الوقت ورفع الهمة عنهم والقناعة بمن مضى من علماء السنة المطهرة واقتصار النظر في كتبهم المحققة
هذا وله - رحمه الله تعالى - مؤلفات مفيدة في فنون عديدة والتي وقفت عليها وهي عندي موجودة أيضا كثيرة جدا غير ما ذكر
منها : ( كتاب آداب الطلب ومنتهى الأدب )
و ( الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة )
و ( إتحاف الأكابر بإسناد الدفاتر )
و ( تحفة الذاكرين شرح عدة الحصن الحصين )
(1/7)
و ( إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على التوحيد والمعاد والنبوات ) ردا على موسى بن ميمون الأندلسي اليهودي في ظاهر المستند والزنديق في باطن المعتقد
و ( الطود المنيف في الانتصاف للسعد على الشريف ) في المسألة المشهورة التي تنازعا فيها بين يدي تيمورلنك
و ( شفاء العلل في زيادة الثمن لمجرد الأجل )
و ( شرح الصدور في تحريم رفع القبور )
و ( طيب النشر في المسائل العشر ) جواب على القاضي : عبد الرحمن
ورسالة : أجاب بها على الشريف : إبراهيم بن أحمد ابن إسحاق
ومنها : ( الصوارم الهندية المسلولة على الرياض الندية ) لإبطال قول من أوجب غسل الفرجين
ورسالة : في اختلاف العلماء في تقدير النعاس .
ورسالة : في الرد على القائل بوجوب التحية
و ( القول الصادق في حكم الإمام الفاسق )
ورسالة : في حد السفر الذي يجب معه قصر الصلاة
وله : ( تشنيف السمع بإبطال أدلة الجمع )
و ( الرسالة المكملة في أدلة البسملة )
و ( إطلاع أرباب الكمال على ما في رسالة الجلال في الهلال من الاختلال )
ومنها : رسالة : في الطلاق البدعي يقع أم لا ؟
ورسالة : ( الطلاق لا يتبع الطلاق )
ورسالة : في إرضاع الكبير هل يقتضي التحريم أم لا ؟
و رسالة : ( تنبيه ذوي الحجا على حكم بيع الرجا )
ورسالة : ( القول المحرر في لبس المعصفر وسائر أنواع الأحمر )
و ( عقود الزبرجد في جيد مسائلا علامة ضمد )
ورسالة : ( إبطال دعوى الإجماع على تحريم السماع )
ورسالة : ( زهر النسرين في حديث المعمرين الفائح بفضائل العمرين )
و ( إتحاف المهرة في الكلام على حديث : لا عدوى ولا طيرة )
و ( عقود الجمان في بيان حدود البلدان )
وأخرى سماها : ( إرشاد الأعيان إلى تصحيح ما في عقود الجمان ) ردا على السيد العلامة : حسين بن يحيى الديلمي
و ( الطود المنيف في الانتصاف للسعد على الشريف ) في المسألة المشهورة التي تنازعا فيها بين يدي تيمورلنك
و ( شفاء العلل في زيادة الثمن لمجرد الأجل )
و ( شرح الصدور في تحريم رفع القبور )
و ( طيب النشر في المسائل العشر ) جواب على القاضي : عبد الرحمن
ورسالة : أجاب بها على الشريف : إبراهيم بن أحمد ابن إسحاق
ومنها : ( الصوارم الهندية المسلولة على الرياض الندية ) لإبطال قول من أوجب غسل الفرجين
ورسالة : في اختلاف العلماء في تقدير النعاس .
ورسالة : في الرد على القائل بوجوب التحية
و ( القول الصادق في حكم الإمام الفاسق )
ورسالة : في حد السفر الذي يجب معه قصر الصلاة
وله : ( تشنيف السمع بإبطال أدلة الجمع )
و ( الرسالة المكملة في أدلة البسملة )
و ( إطلاع أرباب الكمال على ما في رسالة الجلال في الهلال من الاختلال )
ومنها : رسالة : في الطلاق البدعي يقع أم لا ؟
ورسالة : ( الطلاق لا يتبع الطلاق )
ورسالة : في إرضاع الكبير هل يقتضي التحريم أم لا ؟
و رسالة : ( تنبيه ذوي الحجا على حكم بيع الرجا )
ورسالة : ( القول المحرر في لبس المعصفر وسائر أنواع الأحمر )
و ( عقود الزبرجد في جيد مسائلا علامة ضمد )
ورسالة : ( إبطال دعوى الإجماع على تحريم السماع )
ورسالة : ( زهر النسرين في حديث المعمرين الفائح بفضائل العمرين )
و ( إتحاف المهرة في الكلام على حديث : لا عدوى ولا طيرة )
و ( عقود الجمان في بيان حدود البلدان )
وأخرى سماها : ( إرشاد الأعيان إلى تصحيح ما في عقود الجمان ) ردا على السيد العلامة : حسين بن يحيى الديلمي
(1/8)
ورسالة : ( حل الإشكال في أجياد اليهود على التقاط الأزبال ) وأخرى : ردا على مناقضها السيد العلامة : عبد الله بن عيسى بن محمد الكوكباني التي سماها : ( إرسال المقال على إزالة حل الإشكال ) فرد شيخ الإسلام على تعقبه : ( بتفويق النبال إلى إرشاد المقال )
و رسالة : ( البغية في مسألة الرؤية ) .
و ( التشكيك على التفكيك )
و ( إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي )
ورسالة : ( رفع الجناح عن نافي المباح هل هو مأمور به أم لا ؟ )
و ( العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين )
و ( القول المقبول في رد خبر المجهول من غير صحابة الرسول )
و ( جواب السائل في جواب : والقمر قدرناه منازل )
و ( أمنية المتشوق إلى معرفة حكم المنطق )
و ( إرشاد المستفيد إلى دفع كلام ابن دقيق العيد في الإطلاق والتقييد)
و ( البحث الملم المتعلق بقوله تعالى : إلا من ظلم )
و ( البحث المسفر عن تحريم كل مسكر )
وله : ( الدواء العاجل لدفع العدو الصائل )
ورسالة عجيبة : ( في رفع المظالم والمآثم )
و ( الدرر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد )
و ( رسالة في وجوب التوحيد )
و ( المقالة الفاخرة في اتفاق الشرائع على الدار الآخرة )
و ( نزهة الأحداق في علم الاشتقاق )
و ( رفع الريبة فيما يجوز ولا يجوز من الغيبة )
و ( تحرير الدلائل على مقدار ما يجوز بين الإمام والمؤتم من الارتفاع والانخفاض والبعد والحائل )
و ( كشف الأستار عن حكم الشفعة بالجوار )
و ( إشراق النيرين في بيان الحكم : إذا تخلف عن الوعد أحد الخصمين)
و ( رسالة التسعير )
وكتاب : ( نثر الجوهر في شرح حديث أبي ذر ) .
ورسالة : في التحلي بالذهب للرجال
ورسالة : ( منحة المنان في أجرة القاضي والسجان )
ورسالة : في مسائل العول
ورسالة : ( تنبيه الأمثال على عدم جواز الاستعانة من خالص المال )
ورسالة : في الاتصال بالسلاطين
و ( قطر الولي في معرفة الولي )
و رسالة : ( البغية في مسألة الرؤية ) .
و ( التشكيك على التفكيك )
و ( إرشاد الغبي إلى مذهب أهل البيت في صحب النبي )
ورسالة : ( رفع الجناح عن نافي المباح هل هو مأمور به أم لا ؟ )
و ( العقد الثمين في إثبات وصاية أمير المؤمنين )
و ( القول المقبول في رد خبر المجهول من غير صحابة الرسول )
و ( جواب السائل في جواب : والقمر قدرناه منازل )
و ( أمنية المتشوق إلى معرفة حكم المنطق )
و ( إرشاد المستفيد إلى دفع كلام ابن دقيق العيد في الإطلاق والتقييد)
و ( البحث الملم المتعلق بقوله تعالى : إلا من ظلم )
و ( البحث المسفر عن تحريم كل مسكر )
وله : ( الدواء العاجل لدفع العدو الصائل )
ورسالة عجيبة : ( في رفع المظالم والمآثم )
و ( الدرر النضيد في إخلاص كلمة التوحيد )
و ( رسالة في وجوب التوحيد )
و ( المقالة الفاخرة في اتفاق الشرائع على الدار الآخرة )
و ( نزهة الأحداق في علم الاشتقاق )
و ( رفع الريبة فيما يجوز ولا يجوز من الغيبة )
و ( تحرير الدلائل على مقدار ما يجوز بين الإمام والمؤتم من الارتفاع والانخفاض والبعد والحائل )
و ( كشف الأستار عن حكم الشفعة بالجوار )
و ( إشراق النيرين في بيان الحكم : إذا تخلف عن الوعد أحد الخصمين)
و ( رسالة التسعير )
وكتاب : ( نثر الجوهر في شرح حديث أبي ذر ) .
ورسالة : في التحلي بالذهب للرجال
ورسالة : ( منحة المنان في أجرة القاضي والسجان )
ورسالة : في مسائل العول
ورسالة : ( تنبيه الأمثال على عدم جواز الاستعانة من خالص المال )
ورسالة : في الاتصال بالسلاطين
و ( قطر الولي في معرفة الولي )
(1/9)
و ( التوضيح في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر والدجال والمسيح )
ورسالة : ( جيد النقد في عبارة الكشاف والسعد )
و ( بغية المستفيد في الرد على من أنكر الاجتهاد من أهل التقليد )
و ( الروض الوسيع في الدليل المنيع على عدم انحصار علم البديع )
و ( فتح الخلاق في جواب مسائل عبد الرزاق ) . . . إلى غير ذلك
وأما الأبحاث التي اشتمل عليها كتابه : ( الفتح الرباني ) وغيره فهي كثيرة جدا لا يسعها هذا المقام
وكل بحث منها : كالرسالة في بابه وقد وقفت على أكثرها - بحمد الله تعالى - وانتفعت به نفعا عظيما صلح به قلبي وجسدي - وبالله التوفيق وهو المستعان
واجبات طالب العلم
إخلاص النية لله
قصد تحصيل علم الدين
تجنب التحيز والعصبية
تحرى الإنصاف
توطين النفس على الاجتهاد
تجربة الشوكاني مع الاجتهاد
واجبات طالب العلم
ورسالة : ( جيد النقد في عبارة الكشاف والسعد )
و ( بغية المستفيد في الرد على من أنكر الاجتهاد من أهل التقليد )
و ( الروض الوسيع في الدليل المنيع على عدم انحصار علم البديع )
و ( فتح الخلاق في جواب مسائل عبد الرزاق ) . . . إلى غير ذلك
وأما الأبحاث التي اشتمل عليها كتابه : ( الفتح الرباني ) وغيره فهي كثيرة جدا لا يسعها هذا المقام
وكل بحث منها : كالرسالة في بابه وقد وقفت على أكثرها - بحمد الله تعالى - وانتفعت به نفعا عظيما صلح به قلبي وجسدي - وبالله التوفيق وهو المستعان
واجبات طالب العلم
إخلاص النية لله
قصد تحصيل علم الدين
تجنب التحيز والعصبية
تحرى الإنصاف
توطين النفس على الاجتهاد
تجربة الشوكاني مع الاجتهاد
واجبات طالب العلم
(1/10)
وإني أتصور الآن أن الكلام بمعونة الله ومشيئته لا بد أن يتعدى إلى فوائد ومطالب ينتفع بها المنتهي كما ينتفع بها المبتدئ ويحتاج إليها الكامل كما يحتاج إليها المقصر ويعدها المتحققون بالعرفان من أعظم الهدايا إخلاص النية لله فأول ما على طالب العلم أن يحسن النية ويصلح طويته ويتصور أن هذا العمل الذي قصد له والأمر الذي أراده هو الشريعة التي شرعها الله سبحانه لعباده وبعث بها رسله وأنزل بها كتبه ويجرد نفسه عن أن يشوب ذلك بمقصد من مقاصد الدنيا أو يخلطه بما يكدره من الإرادات التي ليست منه كمن يريد به الظفر بشيء من المال أو يصل به إلى نوع من الشرف أو البلوغ إلى رئاسة من رئاسات الدنيا أو جاه يحصله به فإن العلم طيب لا يقبل غيره ولا يحتمل الشركة والروائح الخبيثة إذا لم تغلب على الروائح الطيبة فأقل الأحوال أن تساويها وبمجرد هذه المساواة لا تبقى للطيب رائحة والماء الصافي العذب الذي يستلذه شاربه كما يكدره الشيء اليسير من الماء المالح فضلا عن غير الماء من القاذورات بل تنقص لذته مجرد وجود القذاة فيه ووقوع الذباب عليه هذا على فرض أن مجرد تشريك العلم مع غيره له حكم هذه المحسوسات وهيهات ذاك فإن من أراد أن يجمع في طلبه العلم بين قصد الدنيا والآخرة فقد أراد الشطط وغلط أقبح الغلط فإن طلب العلم من أشرف أنواع العبادة وأجلها وأعلاها وقد قال الله سبحانه وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين فقيد الأمر بالعبادة بالإخلاص الذي هو روحها وصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى وهو ثابت في دواوين الإسلام كلها وقد تلقته الأمة بالقبول وإن كان أحاديا أجمع جميع أهل الإسلام على ثبوته وصحته وقد تقرر في علم البيان الأصول بأن إنما من صيغ الحصر وثبت القول بذلك عن الصحابة روى عن ابن عباس أنه احتج على اختصاص الربا النسيئة بحديث الربا في النسيئة ولم يخالفه الصحابة في فهمه وإنما
(1/11)
خالفوه في الحكم مستدلين بأدلة أخرى مصرحة بثبوت ربا الفضل وكما أن هذا التركيب يفيد ما ذكرناه من الحصر كذلك لفظ الأعمال بالنية أو بالنيات كما ورد في بعض ألفاظ الحديث الثابتة في الصحيح فإن الألف واللام تفيد الاستغراق وهو يستلزم الحصر وهكذا ورد في بعض ألفاظ الحديث لا عمل إلا بنية وهي أيضا من صيغ الحصر بل هي أقواها والمراد بالأعمال هنا أفعال الجوارح حتى اللسان فتدخل الأقوال ومن نازع في ذلك فقد أخطأ ثم لا بد لقوله بالنيات من تقدير متخلق عام لعدم ورود دليل يدل على التعلق الخاص فيقدر الوجود أو الكون أو الاستقرار أو الثبوت أو ما يفيد مفاد ذلك فيكون التقدير إنما وجود الأعمال وكونها واستقرارها أو ثبوتها بالنيات فلا وجود أو لا كون أو لا استقرار أو لا ثبوت لما لم يكن كذلك وهو ما ليس فيه لا يقال أن تقدير الثبوت والوجود والكون ونحوها يستلزم عدم وجود الذات أو عدم النية وقد وجدت في الخارج لأنا نقول المراد الذات الشرعية وهي غير موجودة ولا اعتبار بوجودات غير شرعية ونفي الذات هو المعنى الحقيقي فلا يعدل عنه إلى غيره إلا لصارف ولا صارف هنا على أنه لو فرض وجود صارف إلى المغنى المجازى لم يكن المقدر هاهنا إلا الصحة أو ما يفيد مفادها وهي مستلزمة لنفي الذات فتقرر بمجموع ما ذكرنا أن حصول الأعمال وثبوتها لا يكون إلا بالنية فلا حصول أو لا ثبوت لما ليس كذلك فكل طاعة من الطاعات وعبادة من العبادات إذا لم تصدر عن إخلاص نية وحسن طوية لا اعتداد بها ولا التفات إليها بل هي إن لم تكن معصية فأقل الأحوال أن تكون من أعمال العبث واللعب التي هي بما يصدر عن المجانين أشبه منها بما يصدر عن العقلاء قصد تحصيل علم الدين ومن أهم ما يجب على طالب العلم تصوره عنه الشروع واستحضاره عند المباشرة بل وفي كل وقت من أقوات طلبه مبتدئا أو منتهيا متعلما وعالما أن يقر في نفسه أن هذا العلم الذي هو بصدده هو تحصيل العلم الذي شرعه الله
(1/12)
لعباده والمعرفة لما تعبدهم في محكم كتابه وعلى لسان رسوله والوقوف على أسرار كلام الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن هذا المطلب الذي هو بسبب تحصيله ليس هو من المطالب التي يقصدها من هو طالب للجاه والمال والرئاسة بل هو مطلب يتأجر به الرب سبحانه
تجنب التحيز والمعصية وتكون غايته العلم بما بعث الله به رسوله وأنزل فيه كتبه
وذلك سبب الظفر بما عند الله من خير ومثل هذا لا مدخل فيه لعصبية ولا مجال عنده لحمية بل هو شيء بين الله سبحانه وبين جميع عباده تعبدهم به تعبدا مطلقا أو مشروطا بشروط وأنه لا يخرج عن ذلك فرد منهم بل أقدامهم متساوية في ذلك عالمهم وجاهلهم وشريفهم ووضيعهم وقديمهم وحديثهم ليس لواحد منهم أن يدعي أنه غير متعبد بما تعبد الله به عباده أو أنه خارج عن التكليف أو أنه غير محكوم عليه بأحكام الشرع ومطلوب منه ما طلبه الله من سائر الناس فضلا عن أن يرتقي إلى درجة التشريع وإثبات الأحكام الشرعية وتكليف عباد الله سبحانه بما يصدر عنه من الرأي فإن هذا أمر لم يكن إلا لله سبحانه لا لغيره من البشر كائنا من كان إلا فيما فوضه إلى رسله وليس لغير الرسل في هذا مدخل بل الرسل منهم متعبدون بما تعبدهم الله به مكلفون بما كلفوا به مطالبون بما طلبه منهم وتخصيصهم بأمور لا تكون لغيرهم لا يعني خروجهم عن كونهم كذلك بل هم من جملة البشر ومن سائر العباد في التكليف بما جاؤوا به عن الله وقد أخبروا بهذا وأخبر به الله عنهم كما في غير موضع من الكتاب العزيز ومن السنة النبوية وكما وقفنا عليه في التوراة والإنجيل والزبور مكررا في كل واحد منها وإذا كان هذا حال الرسل عليهم الصلاة والسلام في التعبد بالأوامر الشرعية والتوقف في التبليغ على ما أمرهم تعالى بتبليغه فلا يشرعون للناس إلا ما أذن لهم به وأمرهم بإبلاغه وليس لهم من الأمر شيء إلا مجرد البلاغ عن الله والتوسط بينه وبين عباده فيما شرعه لهم وتعبدهم به كما هو معنى
تجنب التحيز والمعصية وتكون غايته العلم بما بعث الله به رسوله وأنزل فيه كتبه
وذلك سبب الظفر بما عند الله من خير ومثل هذا لا مدخل فيه لعصبية ولا مجال عنده لحمية بل هو شيء بين الله سبحانه وبين جميع عباده تعبدهم به تعبدا مطلقا أو مشروطا بشروط وأنه لا يخرج عن ذلك فرد منهم بل أقدامهم متساوية في ذلك عالمهم وجاهلهم وشريفهم ووضيعهم وقديمهم وحديثهم ليس لواحد منهم أن يدعي أنه غير متعبد بما تعبد الله به عباده أو أنه خارج عن التكليف أو أنه غير محكوم عليه بأحكام الشرع ومطلوب منه ما طلبه الله من سائر الناس فضلا عن أن يرتقي إلى درجة التشريع وإثبات الأحكام الشرعية وتكليف عباد الله سبحانه بما يصدر عنه من الرأي فإن هذا أمر لم يكن إلا لله سبحانه لا لغيره من البشر كائنا من كان إلا فيما فوضه إلى رسله وليس لغير الرسل في هذا مدخل بل الرسل منهم متعبدون بما تعبدهم الله به مكلفون بما كلفوا به مطالبون بما طلبه منهم وتخصيصهم بأمور لا تكون لغيرهم لا يعني خروجهم عن كونهم كذلك بل هم من جملة البشر ومن سائر العباد في التكليف بما جاؤوا به عن الله وقد أخبروا بهذا وأخبر به الله عنهم كما في غير موضع من الكتاب العزيز ومن السنة النبوية وكما وقفنا عليه في التوراة والإنجيل والزبور مكررا في كل واحد منها وإذا كان هذا حال الرسل عليهم الصلاة والسلام في التعبد بالأوامر الشرعية والتوقف في التبليغ على ما أمرهم تعالى بتبليغه فلا يشرعون للناس إلا ما أذن لهم به وأمرهم بإبلاغه وليس لهم من الأمر شيء إلا مجرد البلاغ عن الله والتوسط بينه وبين عباده فيما شرعه لهم وتعبدهم به كما هو معنى
(1/13)
عدل سابقا من قبل شهاب في الخميس 28 يونيو 2012 - 12:10 عدل 1 مرات