صحيح مسلم
كتاب التوبة
1 - باب في الحض على التوبة والفرح بها
1 - (2675) حدثني سويد بن سعيد. حدثنا حفص بن مسيرة. حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي. وأنا معه حيث ذكرني. والله! لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة. ومن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا. ومن تقرب إلي ذراعا، تقربت إليه باعا. وإذا أقبل إلي يمشي، أقبلت إليه أهرول".
2 - (2675) حدثني عبدالله بن مسلمة بن قعنب القعنبي.حدثنا المغيرة (يعني ابن عبدالرحمن الحزامي) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته، إذا وجدها".
2-م - (2675) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
3 - (2744) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لعثمان - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال عثمان: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، قال: دخلت على عبدالله أعوده وهو مريض. فحدثنا بحديثين: حديثا عن نفسه وحديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة. معه راحلته. عليها طعامه وشرابه. فنام فاستيقظ وقد ذهبت. فطلبها حتى أدركه العطش. ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه. فأنام حتى أموت. فوضع رأسه على ساعده ليموت. فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده طعامه وشرابه. فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده".
3-م - (2744) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يحيى بن آدم عن قطبة بن عبدالعزيز، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقال "من رجل بداوية من الأرض".
4 - (2744) وحدثني إسحاق بن منصور. حدثنا أبو أسامة. حدثنا الأعمش. حدثنا عمارة بن عمير قال: سمعت الحارث بن سويد قال: حدثني عبدالله حديثين: أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه. فقال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن" بمثل حديث جرير.
5 - (2745) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا أبو يونس عن سماك قال:
خطب النعمان بن بشير فقال "لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير. ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة. فنزل فقال تحت شجرة. فغلبته عينه. وانسل بعيره. فاستيقظ فسعى شرفا فلم يرى شيئا. ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا. ثم سعى شرفا ثالثا فلم يرى شيئا. فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه. فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي. حتى وضع خطامه في يده. فلله أشد فرحا بتوبة العبد، من هذا حين وجد بعيره على حاله".
قال سماك: فزعم الشعبي؛ أن النعمان رفع هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وأما أنا فلم أسمعه.
6 - (2746) حدثنا يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد (قال جعفر: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا) عبيدالله بن إياد بن لقيط عن إياد، عن البراء بن عازب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته".
قال جعفر: حدثنا عبيدالله بن إياد عن أبيه.
7 - (2747) حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب. قالا: حدثنا عمر بن يونس. حدثنا عكرمة بن عمار. حدثنا إسحاق بن عبدالله بن طلحة. حدثنا أنس بن مالك، وهو عمه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة. فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه. فأيس منها. فأتى شجرة. فاضطجع في ظلها. قد أيس من راحلته. فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده. فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح".
8 - (2747) حدثنا هداب بن خالد. حدثنا همام. حدثنا قتادة عن أنس بن مالك؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا استيقظ على بعيره، قد أضله بأرض فلاة".
8-م - (2747) وحدثنيه أحمد الدارمي. حدثنا حبان. حدثنا همام. حدثنا قتادة. حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله.
2 - باب سقوط الذنوب بالاستغفار، توبة
9 - (2748) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن محمد بن قيس، قاص عمر بن عبدالعزيز، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب؛ أنه قال، حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون، يغفر لهم".
10 - (2748) حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. حدثني عياض (وهو ابن عبدالله الفهري). حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب الأنصاري،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "لو أنكم لم تكن لكم ذنوب، يغفرها الله لكم، لجاء الله بقوم لهم ذنوب، يغفرها لهم".
11 - (2749) حدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم".
3 - باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، والمراقبة، وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات، والاشتغال بالدنيا
12 - (2750) حدثنا يحيى بن يحيى التيمي وقطن بن نسير (واللفظ ليحيى). أخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيدي قال (وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال:
لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة! قال قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. يذكرنا بالنار والجنة. حتى كأنا رأي عين. فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات. فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله! إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: نافق حنظلة. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله! نكون عندك. تذكرنا بالنار والجنة. حتى كأنا رأى عين. فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات. نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن، يا حنظلة! ساعة وساعة" ثلاث مرات.
13 - (2750) حدثني إسحاق بن منصور. أخبرنا عبدالصمد. سمعت أبي يحدث. حدثنا سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة. قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوعظنا فذكر النار. قال: ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة. قال فخرجت فلقيت أبا بكر. فذكرت ذلك له. فقال: وأنا قد فعلت مثل ما تذكر. فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله! نافق حنظلة. فقال "مه" فحدثته بالحديث. فقال أبو بكر: وأنا قد فعلت مثل ما فعل. فقال "يا حنظلة! ساعة وساعة. ولو كانت ما تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر، لصافحتكم الملائكة، حتى تسلم عليكم في الطرق".
13-م - (2750) حدثني زهير بن حرب. حدثنا الفضل بن دكين. حدثنا سفيان عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة التميمي الأسيدي، الكاتب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم. فذكرنا الجنة والنار. فذكر نحو حديثهما.
4 - باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه
14 - (2751) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا المغيرة (يعني الحزامي) عن أبي زناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي".
15 - (2751) حدثني زهير بن حرب. حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي".
16 - (2751) حدثنا علي بن خشرم. أخبرنا أبو ضمرة عن الحارث بن عبدالرحمن، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: إن رحمتي تغلب غضبي".
17 - (2752) حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب؛ أن سعيد بن المسيب أخبره؛ أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "جعل الله الرحمة مائة جزء. فأمسك عنده تسعة وتسعين. وأنزل في الأرض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق. حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه".
18 - (2752) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "خلق الله مائة رحمة. فوضع واحدة بين خلقه. وخبأ عنده مائة، إلا واحدة".
19 - (2752) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبدالملك عن عطاء، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن لله مائة رحمة. أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام. فبها يتعاطفون. وبها يتراحمون. وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخر الله تسعا وتسعين رحمة. يرحم بها عباده يوم القيامة".
20 - (2753) حدثني الحكم بن موسى. حدثنا معاذ بن معاذ. حدثنا سليمان التيمي. حدثنا أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله مائة رحمة. فمنها رحمة بها يتراحم الخلق بينهم. وتسعة وتسعون ليوم القيامة".
20-م - (2753) وحدثناه محمد بن عبدالأعلى. حدثنا المعتمر عن أبيه، بهذا الإسناد.
21 - (2753) حدثنا ابن نمير. حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق، يوم خلق السماوات والأرض، مائة رحمة. كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض. فجعل منها في الأرض رحمة. فبها تعطف الوالدة على ولدها. والوحش والطير بعضها على بعض. فإذا كان يوم القيامة، أكملها بهذه الرحمة".
22 - (2754) حدثني الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن سهل التميمي (واللفظ لحسن). حدثنا ابن أبي مريم. حدثنا أبو غسان. حدثني زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر بن الخطاب؛ أنه قال:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي. فإذا امرأة من السبي، تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لا. والله! وهي تقدر على أن تطرحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أرحم بعباده من هذه بولدها".
23 - (2755) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. أخبرني العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد".
24 - (2756) حدثني محمد بن مرزوق بن بنت مهدي بن ميمون. حدثنا روح. حدثنا مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قال رجل، لم يعمل حسنة قط، لأهله: إذا مات فحرقوه. ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر. فوالله! لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم. فأمر الله البر فجمع ما فيه. وأمر البحر فجمع ما فيه. ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك. يا رب! وأنت أعلم. فغفر الله له".
25 - (2756) حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع - واللفظ له - حدثنا) عبدالرزاق. أخبرنا معمر قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ قال الزهري: أخبرني حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أسرف رجل على نفسه. فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني. ثم اسحقوني. ثم اذروني في الريح في البحر. فوالله! لئن قدر علي ربي، ليعذبني عذابا ما عذبه به أحد. قال ففعلوا ذلك به. فقال للأرض: أدي ما أخذت. فإذا هو قائم. فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك. يا رب! - أو قال - مخافتك. فغفر له بذلك".
(2619) قال الزهري: وحدثني حميد عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها. فلا هي أطعمتها. ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض. حتى ماتت هزلا".
قال الزهري: ذلك، لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل.
26 - (2756) حدثني أبو الربيع، سليمان بن داود. حدثنا محمد بن حرب. حدثني الزبيدي. قال الزهري: حدثني حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة. قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أسرف عبد على نفسه" بنحو حديث معمر. إلى قوله "فغفر الله له". ولم يذكر حديث المرأة في قصة الهرة. وفي حديث الزبيدي قال "فقال الله عز وجل، لكل شيء أخذ منه شيئا: أد ما أخذت منه".
27 - (2757) حدثني عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن قتادة. سمع عقبة بن عبدالغافر يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
"أن رجلا فيمن كان قبلكم. راشه الله مالا وولدا. فقال لولده: لتفعلن ما آمركم به. أو لأولين ميراثي غيركم. إذا أنا مت، فأحرقوني (وأكثر علمي أنه قال) ثم إسحاقوني. واذروني في الريح. فإني لم أبتهر عند الله خيرا، وإن الله يقدر على أن يعذبني. قال فأخذ منهم ميثاقا. ففعلوا ذلك به. وربي! فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ فقال: مخافتك. قال فما تلافاه غيرها".
28 - (2757) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا معتمر بن سليمان قال: قال لي أبي: حدثنا قتادة. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا الحسن بن موسى. حدثنا شيبان بن عبدالرحمن. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا أبو الوليد. حدثنا أبو عوانة. كلاهما عن قتادة. ذكروا جميعا بإسناد شعبة نحو حديثه. وفي حديث شيبان وأبي عوانة "أن رجلا من الناس رغسه الله مالا وولدا". وفي حديث التيمي "فإنه لم يبتئر عند الله خيرا" قال فسرها قتادة: لم يدخر عند الله خيرا. وفي حديث شيبان "فإنه. والله! ما ابتأر عند الله خيرا". وفي حديث أبي عوانة "ما امتأر" بالميم.
5 - باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة
29 - (2758) حدثني عبدالأعلى بن حماد. حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن عبدالرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يحكي عن ربه عز وجل قال "أذنب عبد ذنبا. فقال: اللهم! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك".
قال عبدالأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة "اعمل ما شئت".
29-م - (2758) قال أبو أحمد: حدثني محمد بن زنجوية القرشي القشيري. حدثنا عبدالأعلى بن حماد النرسي، بهذا الإسناد.
30 - (2758) حدثني عبد بن حميد. حدثني أبو الوليد. حدثنا همام. حدثنا إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة. قال: كان بالمدينة قاص يقال له عبدالرحمن بن أبي عمرة. قال: فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن عبدا أذنب ذنبا" بمعنى حديث حماد بن سلمة. وذكر ثلاث مرات، أذنب ذنبا. وفي الثالثة: قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء.
31 - (2759) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل. حتى تطلع الشمس من مغربها".
31-م - (2759) وحدثنا محمد بن بشار. حدثنا أبو داود. حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، نحوه.
6 - باب غيرة الله تعالى، وتحريم الفواحش
32 - (2760) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال عثمان: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبدالله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس أحد أحب إليه المدح من الله. من أجل ذلك مدح نفسه. وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش".
33 - (2760) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ له). حدثنا عبدالله بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، عن عبدالله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا أحد أحب إليه المدح من الله".
34 - (2760) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت عبدالله بن مسعود يقول (قلت له: آنت سمعته من عبدالله؟ قال: نعم. ورفعه)؛
أنه قال "لا أحد أغير من الله. ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا أحد أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه".
35 - (2760) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله بن مسعود، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل. من أجل ذلك مدح نفسه. وليس أحد أغير من الله. من أجل ذلك حرم الفواحش. وليس أحد أحب إليه العذر من الله. من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل".
36 - (2761) حدثنا عمرو الناقد. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن حجاج بن أبي عثمان. قال: قال يحيى: وحدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يغار. وإن المؤمن يغار. وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه".
(2762) قال يحيى: وحدثني أبو سلمة؛ أن عروة بن الزبير حدثه؛ أن أسماء بنت أبي بكر حدثته؛
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليس شيء أغير من الله عز وجل".
(2761) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا أبو داود. حدثنا أبان بن يزيد وحرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل رواية حجاج. حديث أبي هريرة خاصة. ولم يذكر حديث أسماء.
37 - (2762) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا بشر بن المفضل عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة، عن أسماء،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "لا شيء أغير من الله عز وجل".
38 - (2761) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن محمد) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن يغار. والله أشد غيرا".
38-م - (2761) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء، بهذا الإسناد.
7 - باب قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات
39 - (2763) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل، فضيل بن حسين الجحدري. كلاهما عن يزيد بن زريع (واللفظ لأبي كامل). حدثنا يزيد. حدثنا التيمي عن أبي عثمان، عن عبدالله بن مسعود؛
أن رجلا أصاب من امرأة قبلة. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. قال فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [11 /هود /114]. قال فقال الرجل: ألي هذه؟ يا رسول الله! قال "لمن عمل بها من أمتي".
40 - (2763) حدثنا محمد بن عبدالأعلى. حدثنا المعتمر عن أبيه. حدثنا أبو عثمان عن ابن مسعود؛
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر أنه أصاب من امرأة، إما قبلة، أو مسا بيد، أو شيئا. كأنه يسأل عن كفارتها. قال فأنزل الله عز وجل. ثم ذكر بمثل حديث يزيد.
41 - (2763) حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا جرير عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. قال:
أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة. فأتى عمر بن الخطاب فعظم عليه. ثم أتى أبا بكر فعظم عليه. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر بمثل حديث يزيد والمعتمر.
42 - (2763) حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة - واللفظ ليحيى - (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) أبو الأحوص عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبدالله قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني عالجت امرأة في أقصى المدينة. وإني أصبت منها ما دون أن أمسها. فأنا هذا. فاقض في ما شئت. فقال له عمر: لقد سترك الله، لو سترت نفسك. قال فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. فقام الرجل فانطلق. فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه، وتلا عليه هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [11/هود/114]. فقال رجل من القوم:يا نبي الله! هذا له خاصة؟ قال "بل للناس كافة".
43 - (2763) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا أبو النعمان، الحكم بن عبدالله العجلي. حدثنا شعبة عن سماك بن حرب. قال: سمعت إبراهيم يحدث عن خاله الأسود، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث أبي الأحوص. وقال في حديثه: فقال معاذ: يا رسول الله! هذا لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال "بل لكم عامة".
44 - (2764) حدثنا الحسن بن علي الحلواني. حدثنا عمرو بن عاصم. حدثنا همام عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس، قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أصبت حدا فأقمه علي. قال: وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قضى الصلاة قال: يا رسول الله! إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله. قال "هل حضرت الصلاة معنا؟" قال: نعم. قال "قد غفر لك".
45 - (2765) حدثنا نصر بن علي الجهضمي وزهير بن حرب (واللفظ لزهير) قالا: حدثنا عمر بن يونس. حدثنا عكرمة بن عمار. حدثنا شداد. حدثنا أبو أمامة قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ونحن قعود معه، إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدا. فأقمه علي. فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أعاد فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدا. فأقمه علي. فسكت عنه. وأقيمت الصلاة. فلما انصرف نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أبو أمامة: فاتبع الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف. واتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما يرد على الرجل. فلحق الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدا، فأقمه علي. قال أبو أمامة: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء؟" قال: بلى. يا رسول الله! قال "ثم شهدت الصلاة معنا؟" فقال نعم. يا رسول الله! قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإن الله قد غفر لك حدك. - أو قال - ذنبك".
8 - باب قبول توبة القاتل، وإن كثر قتله
46 - (2766) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى). قال: حدثنا معاذ بن هشام. حدثني أبي عن قتادة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري؛
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا. فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله. فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاه ملك في صورة آدمي. فجعلوه بينهم. فقال: قيسوا ما بين الأرضين. فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة"
قال قتادة: فقال الحسن: ذكر لنا؛ أنه لما أتاه الموت نأى بصدره.
47 - (2766) حدثني عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن قتادة؛ أنه سمع أبا الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ "أن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا. فجعل يسأل: هل له من توبة؟ فأتى راهبا فسأله فقال: ليست لك توبة. فقتل الراهب. ثم جعل يسأل. ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون. فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت. فنأى بصدره. ثم مات. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبر. فجعل من أهلها".
48 - (2766) حدثنا محمد بن بشار. حدثنا ابن أبي عدي. حدثنا شعبة عن قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث معاذ بن معاذ. وزاد فيه "فأوحى الله إلى هذه: أن تباعدي. وإلى هذه: أن تقربي".
49 - (2767) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة، دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا. فيقول هذا فكاكك من النار".
50 - (2767) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان بن مسلم. حدثنا همام. حدثنا قتادة؛ أن عونا وسعيد بن أبي بردة حدثاه؛ أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبدالعزيز عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه، النار، يهوديا أو نصرانيا" قال فاستحلفه عمر بن عبدالعزيز بالله الذي لا إله إلا هو! ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فحلف له. قال فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه. ولم ينكر على عون قوله.
50-م - (2767) حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى. جميعا عن عبدالصمد بن عبدالوارث. أخبرنا همام.
حدثنا قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث عفان. وقال: عون بن عتبة.
51 - (2767) حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد. حدثنا حرمي بن عمارة. حدثنا شداد، أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يجيء الناس يوم القيامة، ناس من المسلمين، بذنوب أمثال الجبال. فيغفرها الله لهم. ويضعها على اليهود والنصارى" فيما أحسب أنا. قال أبو روح: لا أدري ممن الشك.
قال أبو بردة: فحدثت به عمر بن عبدالعزيز فقال: أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت نعم.
52 - (2768) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن صفوان بن محرز قال:
قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول "يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل. حتى يضع عليه كنفه. فيقرره بذنوبه. فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب! أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذي كذبوا على الله".
كتاب التوبة
1 - باب في الحض على التوبة والفرح بها
1 - (2675) حدثني سويد بن سعيد. حدثنا حفص بن مسيرة. حدثني زيد بن أسلم عن أبي صالح، عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "قال الله عز وجل: أنا عند ظن عبدي بي. وأنا معه حيث ذكرني. والله! لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة. ومن تقرب إلي شبرا، تقربت إليه ذراعا. ومن تقرب إلي ذراعا، تقربت إليه باعا. وإذا أقبل إلي يمشي، أقبلت إليه أهرول".
2 - (2675) حدثني عبدالله بن مسلمة بن قعنب القعنبي.حدثنا المغيرة (يعني ابن عبدالرحمن الحزامي) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة أحدكم، من أحدكم بضالته، إذا وجدها".
2-م - (2675) وحدثنا محمد بن رافع حدثنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن همام بن منبه، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعناه.
3 - (2744) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم - واللفظ لعثمان - (قال إسحاق: أخبرنا. وقال عثمان: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد، قال: دخلت على عبدالله أعوده وهو مريض. فحدثنا بحديثين: حديثا عن نفسه وحديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة. معه راحلته. عليها طعامه وشرابه. فنام فاستيقظ وقد ذهبت. فطلبها حتى أدركه العطش. ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه. فأنام حتى أموت. فوضع رأسه على ساعده ليموت. فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده طعامه وشرابه. فالله أشد فرحا بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته وزاده".
3-م - (2744) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يحيى بن آدم عن قطبة بن عبدالعزيز، عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقال "من رجل بداوية من الأرض".
4 - (2744) وحدثني إسحاق بن منصور. حدثنا أبو أسامة. حدثنا الأعمش. حدثنا عمارة بن عمير قال: سمعت الحارث بن سويد قال: حدثني عبدالله حديثين: أحدهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم والآخر عن نفسه. فقال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن" بمثل حديث جرير.
5 - (2745) حدثنا عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا أبو يونس عن سماك قال:
خطب النعمان بن بشير فقال "لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل حمل زاده ومزاده على بعير. ثم سار حتى كان بفلاة من الأرض، فأدركته القائلة. فنزل فقال تحت شجرة. فغلبته عينه. وانسل بعيره. فاستيقظ فسعى شرفا فلم يرى شيئا. ثم سعى شرفا ثانيا فلم ير شيئا. ثم سعى شرفا ثالثا فلم يرى شيئا. فأقبل حتى أتى مكانه الذي قال فيه. فبينما هو قاعد إذ جاءه بعيره يمشي. حتى وضع خطامه في يده. فلله أشد فرحا بتوبة العبد، من هذا حين وجد بعيره على حاله".
قال سماك: فزعم الشعبي؛ أن النعمان رفع هذا الحديث النبي صلى الله عليه وسلم. وأما أنا فلم أسمعه.
6 - (2746) حدثنا يحيى بن يحيى وجعفر بن حميد (قال جعفر: حدثنا. وقال يحيى: أخبرنا) عبيدالله بن إياد بن لقيط عن إياد، عن البراء بن عازب قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كيف تقولون بفرح رجل انفلتت منه راحلته. تجر زمامها بأرض قفر ليس بها طعام ولا شراب. وعليها له طعام وشراب. فطلبها حتى شق عليه. ثم مرت بجذل شجرة فتعلق زمامها. فوجدها متعلقة به؟" قلنا: شديدا. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما، والله! لله أشد فرحا بتوبة عبده، من الرجل براحلته".
قال جعفر: حدثنا عبيدالله بن إياد عن أبيه.
7 - (2747) حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب. قالا: حدثنا عمر بن يونس. حدثنا عكرمة بن عمار. حدثنا إسحاق بن عبدالله بن طلحة. حدثنا أنس بن مالك، وهو عمه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أشد فرحا بتوبة عبده، حين يتوب إليه، من أحدكم كان على راحلته بأرض فلاة. فانفلتت منه. وعليها طعامه وشرابه. فأيس منها. فأتى شجرة. فاضطجع في ظلها. قد أيس من راحلته. فبينا هو كذلك إذا هو بها، قائمة عنده. فأخذ بخطامها. ثم قال من شدة الفرح: اللهم! أنت عبدي وأنا ربك. أخطأ من شدة الفرح".
8 - (2747) حدثنا هداب بن خالد. حدثنا همام. حدثنا قتادة عن أنس بن مالك؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لله أشد فرحا بتوبة عبده من أحدكم إذا استيقظ على بعيره، قد أضله بأرض فلاة".
8-م - (2747) وحدثنيه أحمد الدارمي. حدثنا حبان. حدثنا همام. حدثنا قتادة. حدثنا أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله.
2 - باب سقوط الذنوب بالاستغفار، توبة
9 - (2748) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن محمد بن قيس، قاص عمر بن عبدالعزيز، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب؛ أنه قال، حين حضرته الوفاة: كنت كتمت عنكم شيئا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "لولا أنكم تذنبون لخلق الله خلقا يذنبون، يغفر لهم".
10 - (2748) حدثنا هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. حدثني عياض (وهو ابن عبدالله الفهري). حدثني إبراهيم بن عبيد بن رفاعة عن محمد بن كعب القرظي، عن أبي صرمة، عن أبي أيوب الأنصاري،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "لو أنكم لم تكن لكم ذنوب، يغفرها الله لكم، لجاء الله بقوم لهم ذنوب، يغفرها لهم".
11 - (2749) حدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن جعفر الجزري، عن يزيد بن الأصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! لو لم تذنبوا لذهب الله بكم، ولجاء بقوم يذنبون، فيستغفرون الله، فيغفر لهم".
3 - باب فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة، والمراقبة، وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات، والاشتغال بالدنيا
12 - (2750) حدثنا يحيى بن يحيى التيمي وقطن بن نسير (واللفظ ليحيى). أخبرنا جعفر بن سليمان عن سعيد بن إياس الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة الأسيدي قال (وكان من كتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) قال:
لقيني أبو بكر فقال: كيف أنت؟ يا حنظلة! قال قلت: نافق حنظلة. قال: سبحان الله! ما تقول؟ قال قلت: نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. يذكرنا بالنار والجنة. حتى كأنا رأي عين. فإذا خرجنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات. فنسينا كثيرا. قال أبو بكر: فوالله! إنا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبو بكر، حتى دخلنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. قلت: نافق حنظلة. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "وما ذاك؟" قلت: يا رسول الله! نكون عندك. تذكرنا بالنار والجنة. حتى كأنا رأى عين. فإذا خرجنا من عندك، عافسنا الأزواج والأولاد والضيعات. نسينا كثيرا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! إن لو تدومون على ما تكونون عندي، وفي الذكر، لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم. ولكن، يا حنظلة! ساعة وساعة" ثلاث مرات.
13 - (2750) حدثني إسحاق بن منصور. أخبرنا عبدالصمد. سمعت أبي يحدث. حدثنا سعيد الجريري عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة. قال:
كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوعظنا فذكر النار. قال: ثم جئت إلى البيت فضاحكت الصبيان ولاعبت المرأة. قال فخرجت فلقيت أبا بكر. فذكرت ذلك له. فقال: وأنا قد فعلت مثل ما تذكر. فلقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقلت: يا رسول الله! نافق حنظلة. فقال "مه" فحدثته بالحديث. فقال أبو بكر: وأنا قد فعلت مثل ما فعل. فقال "يا حنظلة! ساعة وساعة. ولو كانت ما تكون قلوبكم كما تكون عند الذكر، لصافحتكم الملائكة، حتى تسلم عليكم في الطرق".
13-م - (2750) حدثني زهير بن حرب. حدثنا الفضل بن دكين. حدثنا سفيان عن سعيد الجريري، عن أبي عثمان النهدي، عن حنظلة التميمي الأسيدي، الكاتب قال: كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم. فذكرنا الجنة والنار. فذكر نحو حديثهما.
4 - باب في سعة رحمة الله تعالى، وأنها سبقت غضبه
14 - (2751) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا المغيرة (يعني الحزامي) عن أبي زناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لما خلق الله الخلق، كتب في كتابه، فهو عنده فوق العرش: إن رحمتي تغلب غضبي".
15 - (2751) حدثني زهير بن حرب. حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم "قال الله عز وجل: سبقت رحمتي غضبي".
16 - (2751) حدثنا علي بن خشرم. أخبرنا أبو ضمرة عن الحارث بن عبدالرحمن، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لما قضى الله الخلق، كتب في كتابه على نفسه، فهو موضوع عنده: إن رحمتي تغلب غضبي".
17 - (2752) حدثنا حرملة بن يحيى التجيبي. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب؛ أن سعيد بن المسيب أخبره؛ أن أبا هريرة قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "جعل الله الرحمة مائة جزء. فأمسك عنده تسعة وتسعين. وأنزل في الأرض جزءا واحدا. فمن ذلك الجزء تتراحم الخلائق. حتى ترفع الدابة حافرها عن ولدها، خشية أن تصيبه".
18 - (2752) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل (يعنون ابن جعفر) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "خلق الله مائة رحمة. فوضع واحدة بين خلقه. وخبأ عنده مائة، إلا واحدة".
19 - (2752) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبدالملك عن عطاء، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن لله مائة رحمة. أنزل منها رحمة واحدة بين الجن والإنس والبهائم والهوام. فبها يتعاطفون. وبها يتراحمون. وبها تعطف الوحش على ولدها. وأخر الله تسعا وتسعين رحمة. يرحم بها عباده يوم القيامة".
20 - (2753) حدثني الحكم بن موسى. حدثنا معاذ بن معاذ. حدثنا سليمان التيمي. حدثنا أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن لله مائة رحمة. فمنها رحمة بها يتراحم الخلق بينهم. وتسعة وتسعون ليوم القيامة".
20-م - (2753) وحدثناه محمد بن عبدالأعلى. حدثنا المعتمر عن أبيه، بهذا الإسناد.
21 - (2753) حدثنا ابن نمير. حدثنا أبو معاوية عن داود بن أبي هند، عن أبي عثمان، عن سلمان، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله خلق، يوم خلق السماوات والأرض، مائة رحمة. كل رحمة طباق ما بين السماء والأرض. فجعل منها في الأرض رحمة. فبها تعطف الوالدة على ولدها. والوحش والطير بعضها على بعض. فإذا كان يوم القيامة، أكملها بهذه الرحمة".
22 - (2754) حدثني الحسن بن علي الحلواني ومحمد بن سهل التميمي (واللفظ لحسن). حدثنا ابن أبي مريم. حدثنا أبو غسان. حدثني زيد بن أسلم عن أبيه، عن عمر بن الخطاب؛ أنه قال:
قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبي. فإذا امرأة من السبي، تبتغي، إذا وجدت صبيا في السبي، أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته. فقال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "أترون هذه المرأة طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لا. والله! وهي تقدر على أن تطرحه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لله أرحم بعباده من هذه بولدها".
23 - (2755) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. جميعا عن إسماعيل بن جعفر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل. أخبرني العلاء عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "لو يعلم المؤمن ما عند الله من العقوبة، ما طمع بجنته أحد. ولو يعلم الكافر ما عند الله من الرحمة، ما قنط من جنته أحد".
24 - (2756) حدثني محمد بن مرزوق بن بنت مهدي بن ميمون. حدثنا روح. حدثنا مالك عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "قال رجل، لم يعمل حسنة قط، لأهله: إذا مات فحرقوه. ثم اذروا نصفه في البر ونصفه في البحر. فوالله! لئن قدر الله عليه ليعذبنه عذابا لا يعذبه أحدا من العالمين. فلما مات الرجل فعلوا ما أمرهم. فأمر الله البر فجمع ما فيه. وأمر البحر فجمع ما فيه. ثم قال: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك. يا رب! وأنت أعلم. فغفر الله له".
25 - (2756) حدثنا محمد بن رافع وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرنا. وقال ابن رافع - واللفظ له - حدثنا) عبدالرزاق. أخبرنا معمر قال: قال لي الزهري: ألا أحدثك بحديثين عجيبين؟ قال الزهري: أخبرني حميد بن عبدالرحمن عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "أسرف رجل على نفسه. فلما حضره الموت أوصى بنيه فقال: إذا أنا مت فأحرقوني. ثم اسحقوني. ثم اذروني في الريح في البحر. فوالله! لئن قدر علي ربي، ليعذبني عذابا ما عذبه به أحد. قال ففعلوا ذلك به. فقال للأرض: أدي ما أخذت. فإذا هو قائم. فقال له: ما حملك على ما صنعت؟ فقال: خشيتك. يا رب! - أو قال - مخافتك. فغفر له بذلك".
(2619) قال الزهري: وحدثني حميد عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "دخلت امرأة النار في هرة ربطتها. فلا هي أطعمتها. ولا هي أرسلتها تأكل من خشاش الأرض. حتى ماتت هزلا".
قال الزهري: ذلك، لئلا يتكل رجل، ولا ييأس رجل.
26 - (2756) حدثني أبو الربيع، سليمان بن داود. حدثنا محمد بن حرب. حدثني الزبيدي. قال الزهري: حدثني حميد بن عبدالرحمن بن عوف عن أبي هريرة. قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "أسرف عبد على نفسه" بنحو حديث معمر. إلى قوله "فغفر الله له". ولم يذكر حديث المرأة في قصة الهرة. وفي حديث الزبيدي قال "فقال الله عز وجل، لكل شيء أخذ منه شيئا: أد ما أخذت منه".
27 - (2757) حدثني عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن قتادة. سمع عقبة بن عبدالغافر يقول: سمعت أبا سعيد الخدري يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
"أن رجلا فيمن كان قبلكم. راشه الله مالا وولدا. فقال لولده: لتفعلن ما آمركم به. أو لأولين ميراثي غيركم. إذا أنا مت، فأحرقوني (وأكثر علمي أنه قال) ثم إسحاقوني. واذروني في الريح. فإني لم أبتهر عند الله خيرا، وإن الله يقدر على أن يعذبني. قال فأخذ منهم ميثاقا. ففعلوا ذلك به. وربي! فقال الله: ما حملك على ما فعلت؟ فقال: مخافتك. قال فما تلافاه غيرها".
28 - (2757) وحدثناه يحيى بن حبيب الحارثي. حدثنا معتمر بن سليمان قال: قال لي أبي: حدثنا قتادة. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا الحسن بن موسى. حدثنا شيبان بن عبدالرحمن. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا أبو الوليد. حدثنا أبو عوانة. كلاهما عن قتادة. ذكروا جميعا بإسناد شعبة نحو حديثه. وفي حديث شيبان وأبي عوانة "أن رجلا من الناس رغسه الله مالا وولدا". وفي حديث التيمي "فإنه لم يبتئر عند الله خيرا" قال فسرها قتادة: لم يدخر عند الله خيرا. وفي حديث شيبان "فإنه. والله! ما ابتأر عند الله خيرا". وفي حديث أبي عوانة "ما امتأر" بالميم.
5 - باب قبول التوبة من الذنوب، وإن تكررت الذنوب والتوبة
29 - (2758) حدثني عبدالأعلى بن حماد. حدثنا حماد بن سلمة عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن عبدالرحمن بن أبي عمرة، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم، فيما يحكي عن ربه عز وجل قال "أذنب عبد ذنبا. فقال: اللهم! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا، فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب. فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: عبدي أذنب ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. ثم عاد فأذنب فقال: أي رب! اغفر لي ذنبي. فقال تبارك وتعالى: أذنب عبدي ذنبا. فعلم أن له ربا يغفر الذنب، ويأخذ بالذنب. اعمل ما شئت فقد غفرت لك".
قال عبدالأعلى: لا أدري أقال في الثالثة أو الرابعة "اعمل ما شئت".
29-م - (2758) قال أبو أحمد: حدثني محمد بن زنجوية القرشي القشيري. حدثنا عبدالأعلى بن حماد النرسي، بهذا الإسناد.
30 - (2758) حدثني عبد بن حميد. حدثني أبو الوليد. حدثنا همام. حدثنا إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة. قال: كان بالمدينة قاص يقال له عبدالرحمن بن أبي عمرة. قال: فسمعته يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "إن عبدا أذنب ذنبا" بمعنى حديث حماد بن سلمة. وذكر ثلاث مرات، أذنب ذنبا. وفي الثالثة: قد غفرت لعبدي فليعمل ما شاء.
31 - (2759) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل، ليتوب مسيء النهار. ويبسط يده بالنهار، ليتوب مسيء الليل. حتى تطلع الشمس من مغربها".
31-م - (2759) وحدثنا محمد بن بشار. حدثنا أبو داود. حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، نحوه.
6 - باب غيرة الله تعالى، وتحريم الفواحش
32 - (2760) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال عثمان: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن أبي وائل، عن عبدالله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس أحد أحب إليه المدح من الله. من أجل ذلك مدح نفسه. وليس أحد أغير من الله، من أجل ذلك حرم الفواحش".
33 - (2760) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وأبو كريب. قالا: حدثنا أبو معاوية. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة (واللفظ له). حدثنا عبدالله بن نمير وأبو معاوية عن الأعمش، عن شقيق، عن عبدالله، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا أحد أغير من الله، ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا أحد أحب إليه المدح من الله".
34 - (2760) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا وائل يقول: سمعت عبدالله بن مسعود يقول (قلت له: آنت سمعته من عبدالله؟ قال: نعم. ورفعه)؛
أنه قال "لا أحد أغير من الله. ولذلك حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن. ولا أحد أحب إليه المدح من الله، ولذلك مدح نفسه".
35 - (2760) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) جرير عن الأعمش، عن مالك بن الحارث، عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله بن مسعود، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ليس أحد أحب إليه المدح من الله عز وجل. من أجل ذلك مدح نفسه. وليس أحد أغير من الله. من أجل ذلك حرم الفواحش. وليس أحد أحب إليه العذر من الله. من أجل ذلك أنزل الكتاب وأرسل الرسل".
36 - (2761) حدثنا عمرو الناقد. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم بن علية عن حجاج بن أبي عثمان. قال: قال يحيى: وحدثني أبو سلمة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن الله يغار. وإن المؤمن يغار. وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم عليه".
(2762) قال يحيى: وحدثني أبو سلمة؛ أن عروة بن الزبير حدثه؛ أن أسماء بنت أبي بكر حدثته؛
أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ليس شيء أغير من الله عز وجل".
(2761) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا أبو داود. حدثنا أبان بن يزيد وحرب بن شداد عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل رواية حجاج. حديث أبي هريرة خاصة. ولم يذكر حديث أسماء.
37 - (2762) وحدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا بشر بن المفضل عن هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن عروة، عن أسماء،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "لا شيء أغير من الله عز وجل".
38 - (2761) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن محمد) عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "المؤمن يغار. والله أشد غيرا".
38-م - (2761) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة قال: سمعت العلاء، بهذا الإسناد.
7 - باب قوله تعالى: إن الحسنات يذهبن السيئات
39 - (2763) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل، فضيل بن حسين الجحدري. كلاهما عن يزيد بن زريع (واللفظ لأبي كامل). حدثنا يزيد. حدثنا التيمي عن أبي عثمان، عن عبدالله بن مسعود؛
أن رجلا أصاب من امرأة قبلة. فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له. قال فنزلت: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل، إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [11 /هود /114]. قال فقال الرجل: ألي هذه؟ يا رسول الله! قال "لمن عمل بها من أمتي".
40 - (2763) حدثنا محمد بن عبدالأعلى. حدثنا المعتمر عن أبيه. حدثنا أبو عثمان عن ابن مسعود؛
أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر أنه أصاب من امرأة، إما قبلة، أو مسا بيد، أو شيئا. كأنه يسأل عن كفارتها. قال فأنزل الله عز وجل. ثم ذكر بمثل حديث يزيد.
41 - (2763) حدثنا عثمان بن أبي شيبة. حدثنا جرير عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. قال:
أصاب رجل من امرأة شيئا دون الفاحشة. فأتى عمر بن الخطاب فعظم عليه. ثم أتى أبا بكر فعظم عليه. ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر بمثل حديث يزيد والمعتمر.
42 - (2763) حدثنا يحيى بن يحيى وقتيبة بن سعيد وأبو بكر بن أبي شيبة - واللفظ ليحيى - (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) أبو الأحوص عن سماك، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبدالله قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني عالجت امرأة في أقصى المدينة. وإني أصبت منها ما دون أن أمسها. فأنا هذا. فاقض في ما شئت. فقال له عمر: لقد سترك الله، لو سترت نفسك. قال فلم يرد النبي صلى الله عليه وسلم شيئا. فقام الرجل فانطلق. فأتبعه النبي صلى الله عليه وسلم رجلا دعاه، وتلا عليه هذه الآية: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفى من الليل إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين} [11/هود/114]. فقال رجل من القوم:يا نبي الله! هذا له خاصة؟ قال "بل للناس كافة".
43 - (2763) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا أبو النعمان، الحكم بن عبدالله العجلي. حدثنا شعبة عن سماك بن حرب. قال: سمعت إبراهيم يحدث عن خاله الأسود، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث أبي الأحوص. وقال في حديثه: فقال معاذ: يا رسول الله! هذا لهذا خاصة، أو لنا عامة؟ قال "بل لكم عامة".
44 - (2764) حدثنا الحسن بن علي الحلواني. حدثنا عمرو بن عاصم. حدثنا همام عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس، قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! أصبت حدا فأقمه علي. قال: وحضرت الصلاة فصلى مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما قضى الصلاة قال: يا رسول الله! إني أصبت حدا فأقم في كتاب الله. قال "هل حضرت الصلاة معنا؟" قال: نعم. قال "قد غفر لك".
45 - (2765) حدثنا نصر بن علي الجهضمي وزهير بن حرب (واللفظ لزهير) قالا: حدثنا عمر بن يونس. حدثنا عكرمة بن عمار. حدثنا شداد. حدثنا أبو أمامة قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، ونحن قعود معه، إذ جاء رجل فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدا. فأقمه علي. فسكت عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم أعاد فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدا. فأقمه علي. فسكت عنه. وأقيمت الصلاة. فلما انصرف نبي الله صلى الله عليه وسلم قال أبو أمامة: فاتبع الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف. واتبعت رسول الله صلى الله عليه وسلم أنظر ما يرد على الرجل. فلحق الرجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إني أصبت حدا، فأقمه علي. قال أبو أمامة: فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيت حين خرجت من بيتك، أليس قد توضأت فأحسنت الوضوء؟" قال: بلى. يا رسول الله! قال "ثم شهدت الصلاة معنا؟" فقال نعم. يا رسول الله! قال فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإن الله قد غفر لك حدك. - أو قال - ذنبك".
8 - باب قبول توبة القاتل، وإن كثر قتله
46 - (2766) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى). قال: حدثنا معاذ بن هشام. حدثني أبي عن قتادة، عن أبي الصديق، عن أبي سعيد الخدري؛
أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال "كان فيمن كان قبلكم رجل قتل تسعة وتسعين نفسا. فسأل عن أعلم أهل الأرض فدل على راهب فأتاه فقال: إنه قتل تسعة وتسعين نفسا. فهل له من توبة؟ فقال: لا. فقتله. فكمل به مائة. ثم سأل عن أعلم أهل الأرض فدل على رجل عالم. فقال: إنه قتل مائة نفس. فهل له من توبة؟ فقال: نعم. ومن يحول بينه وبين التوبة؟ انطلق إلى أرض كذا وكذا. فإن بها أناسا يعبدون الله فاعبد الله معهم. ولا ترجع إلى أرضك فإنها أرض سوء. فانطلق حتى إذا نصف الطريق أتاه الموت. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فقالت ملائكة الرحمة: جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله. وقالت ملائكة العذاب: إنه لم يعمل خيرا قط. فأتاه ملك في صورة آدمي. فجعلوه بينهم. فقال: قيسوا ما بين الأرضين. فإلى أيتهما كان أدنى، فهو له. فقاسوه فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد. فقبضته ملائكة الرحمة"
قال قتادة: فقال الحسن: ذكر لنا؛ أنه لما أتاه الموت نأى بصدره.
47 - (2766) حدثني عبيدالله بن معاذ العنبري. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن قتادة؛ أنه سمع أبا الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ "أن رجلا قتل تسعة وتسعين نفسا. فجعل يسأل: هل له من توبة؟ فأتى راهبا فسأله فقال: ليست لك توبة. فقتل الراهب. ثم جعل يسأل. ثم خرج من قرية إلى قرية فيها قوم صالحون. فلما كان في بعض الطريق أدركه الموت. فنأى بصدره. ثم مات. فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب. فكان إلى القرية الصالحة أقرب منها بشبر. فجعل من أهلها".
48 - (2766) حدثنا محمد بن بشار. حدثنا ابن أبي عدي. حدثنا شعبة عن قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث معاذ بن معاذ. وزاد فيه "فأوحى الله إلى هذه: أن تباعدي. وإلى هذه: أن تقربي".
49 - (2767) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة عن طلحة بن يحيى، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا كان يوم القيامة، دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا. فيقول هذا فكاكك من النار".
50 - (2767) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عفان بن مسلم. حدثنا همام. حدثنا قتادة؛ أن عونا وسعيد بن أبي بردة حدثاه؛ أنهما شهدا أبا بردة يحدث عمر بن عبدالعزيز عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا يموت رجل مسلم إلا أدخل الله مكانه، النار، يهوديا أو نصرانيا" قال فاستحلفه عمر بن عبدالعزيز بالله الذي لا إله إلا هو! ثلاث مرات أن أباه حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال فحلف له. قال فلم يحدثني سعيد أنه استحلفه. ولم ينكر على عون قوله.
50-م - (2767) حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى. جميعا عن عبدالصمد بن عبدالوارث. أخبرنا همام.
حدثنا قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث عفان. وقال: عون بن عتبة.
51 - (2767) حدثنا محمد بن عمرو بن عباد بن جبلة بن أبي رواد. حدثنا حرمي بن عمارة. حدثنا شداد، أبو طلحة الراسبي عن غيلان بن جرير، عن أبي بردة، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "يجيء الناس يوم القيامة، ناس من المسلمين، بذنوب أمثال الجبال. فيغفرها الله لهم. ويضعها على اليهود والنصارى" فيما أحسب أنا. قال أبو روح: لا أدري ممن الشك.
قال أبو بردة: فحدثت به عمر بن عبدالعزيز فقال: أبوك حدثك هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم؟ قلت نعم.
52 - (2768) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام الدستوائي، عن قتادة، عن صفوان بن محرز قال:
قال رجل لابن عمر: كيف سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول "يدني المؤمن يوم القيامة من ربه عز وجل. حتى يضع عليه كنفه. فيقرره بذنوبه. فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أي رب! أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم. فيعطى صحيفة حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادى بهم على رؤوس الخلائق: هؤلاء الذي كذبوا على الله".