[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
1 - باب من فضائل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه
1 - (2381) حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد وعبدالله بن عبدالرحمن الدارمي (قال عبدالله: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا)
حبان بن هلال. حدثنا همام. حدثنا ثابت. حدثنا أنس بن مالك؛
أن أبا بكر الصديق حدثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار. فقلت: يا رسول الله! لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه. فقال "يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
2 - (2382) حدثنا عبدالله بن جعفر بن يحيى بن خالد. حدثنا معن. حدثنا مالك عن أبي النضر، عن عبيدالله بن حنين، عن أبي سعيد؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال "عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده. فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر. وبكى. فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير. وكان أبو بكر أعلمنا به. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر. ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا. ولكن إخوة الإسلام. لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر".
2 م - (2382) حدثنا سعيد بن منصور. حدثنا فليح بن سليمان عن سالم، أبي النضر، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري. قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوما. بمثل حديث مالك.
3 - (2383) حدثنا محمد بن بشار العبدي. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء. قال: سمعت عبدالله بن أبي الهذيل يحدث عن أبي الأحوص، قال:
سمعت عبدالله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "لو كنت متخذا خليلا لتخذت أبا بكر خليلا. ولكنه أخي وصاحبي. وقد اتخذ الله، عز وجل، صاحبكم خليلا".
4 - (2383) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
أنه قال "لو كنت متخذا من أمتي أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر".
5 - (2383) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا عبدالرحمن. حدثني سفيان عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله. ح وحدثنا عبد بن حميد. أخبرنا جعفر بن عون. أخبرنا أبو عميس عن ابن أبي مليكة، عن عبدالله. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا".
6 - (2383) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) جرير عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عن عبدالله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبدالله،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا، لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا. ولكن صاحبكم خليل الله".
7 - (2383) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية ووكيع. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير. ح وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان. كلهم عن الأعمش. ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وأبو سعيد الأشج (واللفظ لهما) قالا: حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش عن عبدالله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبدالله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله. ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا. إن صاحبكم خليل الله".
8 - (2384) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا خالد بن عبدالله عن خالد، عن أبي عثمان. أخبرني عمرو بن العاص؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل. فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال "عائشة" قلت: من الرجال؟ قال "أبوها" قلت: ثم من؟ قال "عمر" فعد رجالا.
9 - (2385) وحدثني الحسن بن علي الحلواني. حدثنا جعفر بن عون عن أبي عميس. ح وحدثنا عبد بن حميد (واللفظ له). أخبرنا جعفر بن عون. أخبرنا أبو عميس عن ابن أبي مليكة. سمعت عائشة، وسئلت:
من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر. فقيل لها: ثم من؟ بعد أبي بكر. قالت: عمر. ثم قيل لها: من؟ بعد عمر. قالت: أبو عبيدة بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا.
10 - (2386) حدثني عباد بن موسى. حدثنا إبراهيم بن سعد. أخبرني أبي عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه؛
أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. فأمرها أن ترجع إليه. فقالت: يا رسول الله! أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ - قال أبي: كأنها تعني الموت - "فإن لم تجديني فأتي أبا بكر".
10-م - (2386) وحدثنيه حجاج بن الشاعر. حدثنا يعقوب بن إبراهيم. حدثنا أبي عن أبيه. أخبرني محمد بن جبير بن مطعم؛ أن أباه جبير بن مطعم أخبره؛
أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء. فأمرها بأمر. بمثل حديث عباد بن موسى.
11 - (2387) حدثنا عبيدالله بن سعيد. حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا إبراهيم بن سعد. حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مرضه "ادعي لي أبا بكر، وأخاك، حتى أكتب كتابا. فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
12 - (1028) حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد (وهو ابن كيسان)، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم اليوم صائما؟ " قال أبو بكر: أنا. قال "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ " قال أبو بكر: أنا. قال "فمن عاد منكم اليوم مريضا؟" قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".
13 - (2388) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. حدثني سعيد بن المسيب وأبو أسامة بن عبدالرحمن؛ أنهما سمعا أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينما رجل يسوق بقرة له، قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا. ولكني إنما خلقت للحرث". فقال الناس: سبحان الله! تعجبا وفزعا. أبقرة تكلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإني أومن به وأبو بكر وعمر".
قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة. فطلبه الراعي حتى استنقذها منه. فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري"؟ فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإني أومن بذلك. أنا وأبو بكر وعمر".
13-م - (2388) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث. حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، قصة الشاة والذئب. ولم يذكر قصة البقرة.
13-م 2 - (2388) وحدثنا محمد بن عباد. حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثني محمد بن رافع. حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان. كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث يونس عن الزهري. وفي حديثهما ذكر البقرة والشاة معا. وقالا في حديثهما:
"فإني أومن به وأبو بكر وعمر" وما هما ثم.
13-م 3 - (2388) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. ح وحدثنا محمد بن عباد. حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر. كلاهما عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - باب من فضائل عمر، رضي الله عنه
14 - (2389) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي وأبو كريب محمد بن العلاء - واللفظ لأبي كريب - (قال أبو الربيع: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا) ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن مليكة. قال: سمعت ابن عباس يقول:
وضع عمر بن الخطاب على سريره. فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه. قبل أن يرفع. وأنا فيهم. قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي. فالتفت إليه فإذا هو علي. فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي، أن ألقى الله بمثل عمله، منك. وايم الله! إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك. وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "جئت أنا وأبو بكر وعمر. ودخلت أنا وأبو بكر وعمر. وخرجت أنا وأبو بكر وعمر". فإن كنت لأرجو، أو لأظن، أن يجعلك الله معهما.
14-م - (2389) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد، في هذا الإسناد، بمثله.
15 - (2390) حدثنا منصور بن أبي مزاحم. حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان. ح وحدثنا زهير بن حرب والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد (واللفظ لهم). قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب. حدثني أبو أمامة بن سهل؛ أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا أنا نائم، رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص. منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك. ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره". قالوا: ماذا أولت ذلك؟ يا رسول الله! قال "الدين".
16 - (2391) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس؛ أن ابن شهاب أخبره عن حمزة بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بينا أنا نائم. إذ رأيت قدحا أتيت به، فيه لبن. فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري. ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله! قال "العلم".
16-م - (2391) وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن عقيل. ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد. كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح. بإسناد يونس. نحو حديثه.
17 - (2392) حدثنا حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب؛ أن سعيد بن المسيب أخبره؛ أنه سمع أبا هريرة يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بينا أنا نائم رأيتني على قليب، عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله. ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين. وفي نزعه، والله يغفر له، ضعف. ثم استحالت غربا. فأخذها ابن الخطاب. فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب، حتى ضرب الناس بعطن".
17-م - (2392) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد. ح وحدثنا عمرو الناقد والحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح. بإسناد يونس. نحو حديثه.
17-م 2 - (2392) حدثنا الحلواني وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب. حدثنا أبي عن صالح. قال: قال الأعرج وغيره: إن أبا هريرة قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رأيت ابن أبي قحافة ينزع" بنحو حديث الزهري.
18 - (2392) حدثني أحمد بن عبدالرحمن بن وهب. حدثنا عمي، عبدالله بن وهب. أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن أبا يونس، مولى أبي هريرة، حدثه عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بينا أنا نائم أريت أني أنزع على حوضي أسقي الناس. فجاءني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليروحني. فنزع دلوين. وفي نزعه ضعف. والله يغفر له. فجاء ابن الخطاب فأخذ منه. فلم أر نزع رجل قط أقوى منه. حتى تولى الناس، والحوض ملآن يتفجر".
19 - (2393) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير (واللفظ لأبي بكر) قالا: حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله بن عمر. حدثني أبو بكر بن سالم عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله بن عمر؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب. فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين. فنزع نزعا ضعيفا والله، تبارك وتعالى، يغفر له. ثم جاء عمر فاستقى. فاستحالت غربا. فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه. حتى روي الناس وضربوا العطن".
19-م - (2393) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس. حدثنا زهير. حدثني موسى بن عقبة عن سالم بن عبدالله، عن أبيه، عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. بنحو حديثهم.
20 - (2394) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سفيان عن عمرو وابن المنكدر، سمعا جابرا يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم. ح وحدثنا زهير بن حرب (واللفظ له). حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر وعمرو، عن جابر،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا. فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب. فأردت أن أدخل. فذكرت غيرتك" فبكى عمر وقال: أي رسول الله! أو عليك يغار؟
20-م - (2394) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا سفيان عن عمرو وابن المنكدر، عن جابر. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا سفيان عن عمرو، سمع جابرا. ح وحدثناه عمرو الناقد. حدثنا سفيان عن ابن المنكدر. سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث ابن نمير وزهير.
21 - (2395) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس؛ أن ابن شهاب أخبره عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة. فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر. فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب. فذكرت غيرة عمر. فوليت مدبرا".
قال أبو هريرة: فبكى عمر، ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال عمر: بأبي أنت! يا رسول الله! أعليك أغار؟
21-م - (2395) وحدثنيه عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، مثله.
22 - (2396) حدثنا منصور بن أبي مزاحم. حدثنا إبراهيم (يعني ابن سعد). ح وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرني. وقال حسن: حدثنا) يعقوب - وهو ابن إبراهيم ابن سعد - حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب. أخبرني عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد؛ أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره؛ أن أباه سعدا قال:
استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه. عالية أصواتهن. فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. فقال عمر: أضحك الله سنك. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي. فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب" قال عمر: فأنت، يا رسول الله! أحق أن يهبن. ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلن: نعم. أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك".
22 - (2397) م حدثنا هارون بن معروف. حدثنا به عبدالعزيز بن محمد. أخبرني سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن عمر بن الخطاب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنده نسوة قد رفعن أصواتهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما استأذن عمر ابتدرن الحجاب. فذكر نحو حديث الزهري.
23 - (2398) حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن سرح. حدثنا عبدالله بن وهب عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون. فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم".
قال ابن وهب: تفسير محدثون ملهمون.
23-م - (2398) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا ابن عيينة. كلاهما عن ابن عجلان، عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد، مثله.
24 - (2399) حدثنا عقبة بن مكرم العمي. حدثنا سعيد بن عامر قال: جويرية بن أسماء أخبرنا عن نافع، عن ابن عمر. قال:
قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر.
25 - (2400) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر. قال:
لما توفي عبدالله بن أبي، ابن سلول، جاء ابنه عبدالله بن عبدالله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسأله أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه. فأعطاه. ثم سأله أن يصلى عليه. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه. فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله! أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما خيرني الله فقال: استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة [9/التوبة /80] وسأزيد على سبعين" قال: إنه منافق. فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنزل الله عز وجل: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [9/التوبة /84].
25-م - (2400) وحدثناه محمد بن المثنى وعبيدالله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى (وهو القطان) عن عبيدالله، بهذا الإسناد، في معنى حديث أبي أسامة. وزاد: قال فترك الصلاة عليهم.
3 - باب من فضائل عثمان بن عفان، رضي الله عنه
36 - (2401) حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار، وأبي سلمة بن عبدالرحمن؛ أن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه. أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فأذن له. وهو على تلك الحال. فتحدث. ثم استأذن عمر فأذن له. وهو كذلك. فتحدث. ثم استأذن عثمان. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسوى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث. فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له. ولم تباله. ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله. ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة".
27 - (2402) حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث بن سعد. حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، عن
يحيى بن سعيد بن العاص؛ أن سعيد بن العاص أخبره؛ أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه؛
أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة. فأذن لأبي بكر وهو كذلك. فقضى إليه حاجته ثم انصرف. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته. ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس. وقال لعائشة "اجمعي عليك ثيابك" فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله! ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن عثمان رجل حي. وإني خشيت، إن أذنت له على تلك الحال، أن لا يبلغ إلي حاجته".
27-م - (2402) حدثناه عمرو الناقد والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب. قال. أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص؛ أن سعيد بن العاص أخبره؛ أن عثمان وعائشة حدثاه؛
أن أبا بكر الصديق استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بمثل حديث عقيل عن الزهري.
28 - (2403) حدثنا محمد بن المثنى العنزي. حدثنا ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري. قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم من حائط المدينة، وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين، إذا استفتح رجل. فقال "افتح. وبشره بالجنة" قال فإذا أبو بكر. ففتحت له وبشرته بالجنة. قال: ثم استفتح رجل آخر. فقال "افتح وبشره بالجنة" قال فذهبت فإذا هو عمر. ففتحت له وبشرته بالجنة. ثم استفتح رجل آخر. قال فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال "افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون" قال فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان. قال ففتحت وبشرته بالجنة. قال وقلت الذي قال. فقال: اللهم! صبرا. أو الله المستعان.
28-م - (2403) حدثنا أبو الربيع العتكي. حدثنا حماد عن أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني أن أحفظ الباب. بمعنى حديث عثمان بن غياث.
29 - (2403) حدثنا محمد بن مسكين اليمامي. حدثنا يحيى بن حسان. حدثنا سليمان (وهو ابن بلال) عن شريك بن أبي نمر، عن
سعيد بن المسيب. أخبرني أبو موسى الأشعري؛
أنه توضأ في بيته ثم خرج. فقال: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا. قال فجاء المسجد. فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج. وجه ههنا. قال فخرجت على أثره أسأل عنه. حتى دخل بئر أريس. قال فجلست عند الباب. وبابها من جريد. حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ. فقمت إليه. فإذا هو قد جلس على بئر أريس. وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر. قال فسلمت عليه. ثم انصرفت فجلست عند الباب. فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم. فجاء أبو بكر فدفع الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك. قال ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن. فقال "ائذن له، وبشره بالجنة" قال فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة. قال فدخل أبو بكر. فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف. ودلى رجليه في البئر. كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم. وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست. وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني. فقلت: إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيرا يأت به. فإذا إنسان يحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن. فقال "ائذن له وبشره بالجنة" فجئت عمر فقلت: أذن ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. قال فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف، عن يساره. ودلى رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به. فجاء إنسان فحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته. فقال "ائذن له وبشره بالجنة. مع بلوى تصيبه" قال فجئت فقلت: ادخل. ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. مع بلوى تصيبك. قال فدخل فوجد القف قد ملئ. فجلس وجاههم من الشق الآخر.
قال شريك: فقال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.
29-م - (2403) حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. حدثنا سعيد بن عفير. حدثني سليمان بن بلال. حدثني شريك بن عبدالله بن أبي نمر. سمعت سعيد بن المسيب يقول: حدثني أبو موسى الأشعري ههنا. (وأشار لي سليمان إلى مجلس سعيد، ناحية المقصورة) قال أبو موسى:
خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوجدته قد سلك في الأموال. فتبعته فوجدته قد دخل مالا. فجلس في القف. وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. وساق الحديث بمعنى حديث يحيى بن حسان. ولم يذكر قول سعيد: فأولتها قبورهم.
29-م 2 - (2403) حدثنا حسن بن علي الحلواني وأبو بكر بن إسحاق قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم. حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير. أخبرني شريك بن عبدالله بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى حائط بالمدينة لحاجته. فخرجت في أثره. واقتص الحديث بمعنى حديث سليمان بن بلال. وذكر في الحديث: قال ابن المسيب: فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ههنا. وانفرد عثمان.
4 - باب من فضائل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه
30 - (2404) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر، محمد بن الصباح وعبيدالله القواريري وسريج بن يونس. كلهم عن يوسف بن الماجشون (واللفظ لابن الصباح). حدثنا يوسف، أبو سلمة الماجشون. حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي "أنت مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي".
قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا. فلقيت سعدا. فحدثته بما حدثني عامر. فقال: أنا سمعته. فقلت: آنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم. وإلا فاستكتا.
31 - (2404) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص. قال:
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله! تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي".
31-م - (2404) حدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. وحدثنا شعبة، في هذا الإسناد.
32 - (2404) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبوة بعدي". وسمعته يقول يوم خيبر "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" قال فتطاولنا لها فقال "ادعوا لي عليا" فأتى به أرمد. فبصق في عينه ودفع الراية إليه. ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم [3/ آل عمران/61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال "اللهم! هؤلاء أهلي".
32-م - (2404) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم. سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال لعلي "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى".
33 - (2405) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (يعني ابن عبدالرحمن القاري) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، يوم خيبر "لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله. يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها. قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال "امش. ولا تلتفت. حتى يفتح الله عليك". قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت. فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم. إلا بحقها. وحسابهم على الله".
34 - (2406) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد (واللفظ هذا). حدثنا يعقوب (يعني ابن عبدالرحمن) عن أبي حازم. أخبرني سهل بن سعد؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر "لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه. يحب الله ورسوله. ويحبه الله ورسوله" قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كلهم يرجون أن يعطاها. فقال "أين علي بن أبي طالب؟" فقالوا: هو، يا رسول الله! يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه. فأتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه. ودعا له فبرأ. حتى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال "انفذ على رسلك. حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم".
35 - (2407) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:
كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر. وكان رمدا. فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم. فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية، غدا، رجل يحبه الله ورسوله، أو قال يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه" فإذا نحن بعلي، وما نرجوه. فقالوا: هذا علي. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية. ففتح الله عليه.
36 - (2408) حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد. جميعا عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثني أبو حيان. حدثني يزيد بن حيان. قال:
انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد! خيرا كثيرا. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعت حديثه. وغزوت معه. وصليت خلفه. لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا، يا زيد! ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي! والله! لقد كبرت سني. وقدم عهدي. ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما حدثتكم فاقبلوا. وما لا، فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا. بماء يدعى خما. بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه. ووعظ وذكر. ثم قال "أما بعد. ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال "وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: وهم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
36-م - (2408) وحدثنا محمد بن بكار بن الريان. حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن
زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وساق الحديث بنحوه، بمعنى حديث زهير.
36-م 2 - (2408) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن فضيل. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير. كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير "كتاب الله فيه الهدى والنور. من استمسك به، وأخذ به، كان على الهدى. ومن أخطأه، ضل".
37 - (2408) حدثنا محمد بن بكار بن الريان. حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد (وهو ابن مسروق)، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. قال:
دخلنا عليه فقلنا له: قد رأيت خيرا. لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان. غير أنه قال "ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل. هو حبل الله. من اتبعه كان على الهدى. ومن تركه كان على ضلالة". وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وايم الله! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر. ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده".
38 - (2409) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. قال:
استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال فدعا سهل بن سعد. فأمره أن يشتم عليا. قال فأبى سهل. فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب. وإن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته. لم سمي أبا التراب؟ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة. فلم يجد عليا في البيت. فقال "أين ابن عمك؟" فقالت: كان بيني وبينه شيء. فغاضبني فخرج. فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان "انظر. أين هو؟" فجاء فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع. قد سقط رداؤه عن شقه. فأصابه تراب. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول "قم أبا التراب! قم أبا التراب!".
1 - باب من فضائل أبي بكر الصديق، رضي الله عنه
1 - (2381) حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد وعبدالله بن عبدالرحمن الدارمي (قال عبدالله: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا)
حبان بن هلال. حدثنا همام. حدثنا ثابت. حدثنا أنس بن مالك؛
أن أبا بكر الصديق حدثه قال: نظرت إلى أقدام المشركين على رؤوسنا ونحن في الغار. فقلت: يا رسول الله! لو أن أحدهم نظر إلى قدميه أبصرنا تحت قدميه. فقال "يا أبا بكر! ما ظنك باثنين الله ثالثهما".
2 - (2382) حدثنا عبدالله بن جعفر بن يحيى بن خالد. حدثنا معن. حدثنا مالك عن أبي النضر، عن عبيدالله بن حنين، عن أبي سعيد؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جلس على المنبر فقال "عبد خيره الله بين أن يؤتيه زهرة الدنيا وبين ما عنده. فاختار ما عنده" فبكى أبو بكر. وبكى. فقال: فديناك بآبائنا وأمهاتنا. قال فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو المخير. وكان أبو بكر أعلمنا به. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن أمن الناس علي في ماله وصحبته أبو بكر. ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا. ولكن إخوة الإسلام. لا تبقين في المسجد خوخة إلا خوخة أبي بكر".
2 م - (2382) حدثنا سعيد بن منصور. حدثنا فليح بن سليمان عن سالم، أبي النضر، عن عبيد بن حنين وبسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري. قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس يوما. بمثل حديث مالك.
3 - (2383) حدثنا محمد بن بشار العبدي. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن إسماعيل بن رجاء. قال: سمعت عبدالله بن أبي الهذيل يحدث عن أبي الأحوص، قال:
سمعت عبدالله بن مسعود يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "لو كنت متخذا خليلا لتخذت أبا بكر خليلا. ولكنه أخي وصاحبي. وقد اتخذ الله، عز وجل، صاحبكم خليلا".
4 - (2383) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
أنه قال "لو كنت متخذا من أمتي أحدا خليلا لاتخذت أبا بكر".
5 - (2383) حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قالا: حدثنا عبدالرحمن. حدثني سفيان عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبدالله. ح وحدثنا عبد بن حميد. أخبرنا جعفر بن عون. أخبرنا أبو عميس عن ابن أبي مليكة، عن عبدالله. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا".
6 - (2383) حدثنا عثمان بن أبي شيبة وزهير بن حرب وإسحاق بن إبراهيم (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا) جرير عن مغيرة، عن واصل بن حيان، عن عبدالله بن أبي الهذيل، عن أبي الأحوص، عن عبدالله،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا، لاتخذت ابن أبي قحافة خليلا. ولكن صاحبكم خليل الله".
7 - (2383) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية ووكيع. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير. ح وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان. كلهم عن الأعمش. ح وحدثنا محمد بن عبدالله بن نمير وأبو سعيد الأشج (واللفظ لهما) قالا: حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش عن عبدالله بن مرة، عن أبي الأحوص، عن عبدالله قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا إني أبرأ إلى كل خل من خله. ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت أبا بكر خليلا. إن صاحبكم خليل الله".
8 - (2384) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا خالد بن عبدالله عن خالد، عن أبي عثمان. أخبرني عمرو بن العاص؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش ذات السلاسل. فأتيته فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال "عائشة" قلت: من الرجال؟ قال "أبوها" قلت: ثم من؟ قال "عمر" فعد رجالا.
9 - (2385) وحدثني الحسن بن علي الحلواني. حدثنا جعفر بن عون عن أبي عميس. ح وحدثنا عبد بن حميد (واللفظ له). أخبرنا جعفر بن عون. أخبرنا أبو عميس عن ابن أبي مليكة. سمعت عائشة، وسئلت:
من كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مستخلفا لو استخلفه؟ قالت: أبو بكر. فقيل لها: ثم من؟ بعد أبي بكر. قالت: عمر. ثم قيل لها: من؟ بعد عمر. قالت: أبو عبيدة بن الجراح. ثم انتهت إلى هذا.
10 - (2386) حدثني عباد بن موسى. حدثنا إبراهيم بن سعد. أخبرني أبي عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه؛
أن امرأة سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئا. فأمرها أن ترجع إليه. فقالت: يا رسول الله! أرأيت إن جئت فلم أجدك؟ - قال أبي: كأنها تعني الموت - "فإن لم تجديني فأتي أبا بكر".
10-م - (2386) وحدثنيه حجاج بن الشاعر. حدثنا يعقوب بن إبراهيم. حدثنا أبي عن أبيه. أخبرني محمد بن جبير بن مطعم؛ أن أباه جبير بن مطعم أخبره؛
أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمته في شيء. فأمرها بأمر. بمثل حديث عباد بن موسى.
11 - (2387) حدثنا عبيدالله بن سعيد. حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا إبراهيم بن سعد. حدثنا صالح بن كيسان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، في مرضه "ادعي لي أبا بكر، وأخاك، حتى أكتب كتابا. فإني أخاف أن يتمنى متمن ويقول قائل: أنا أولى. ويأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر".
12 - (1028) حدثنا محمد بن أبي عمر المكي. حدثنا مروان بن معاوية الفزاري عن يزيد (وهو ابن كيسان)، عن أبي حازم الأشجعي، عن أبي هريرة. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من أصبح منكم اليوم صائما؟ " قال أبو بكر: أنا. قال "فمن تبع منكم اليوم جنازة؟ " قال أبو بكر: أنا. قال "فمن أطعم منكم اليوم مسكينا؟ " قال أبو بكر: أنا. قال "فمن عاد منكم اليوم مريضا؟" قال أبو بكر: أنا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما اجتمعن في امرئ إلا دخل الجنة".
13 - (2388) حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. حدثني سعيد بن المسيب وأبو أسامة بن عبدالرحمن؛ أنهما سمعا أبا هريرة يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينما رجل يسوق بقرة له، قد حمل عليها، التفتت إليه البقرة فقالت: إني لم أخلق لهذا. ولكني إنما خلقت للحرث". فقال الناس: سبحان الله! تعجبا وفزعا. أبقرة تكلم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإني أومن به وأبو بكر وعمر".
قال أبو هريرة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا راع في غنمه، عدا عليه الذئب فأخذ منها شاة. فطلبه الراعي حتى استنقذها منه. فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع، يوم ليس لها راع غيري"؟ فقال الناس: سبحان الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فإني أومن بذلك. أنا وأبو بكر وعمر".
13-م - (2388) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث. حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، قصة الشاة والذئب. ولم يذكر قصة البقرة.
13-م 2 - (2388) وحدثنا محمد بن عباد. حدثنا سفيان بن عيينة. ح وحدثني محمد بن رافع. حدثنا أبو داود الحفري عن سفيان. كلاهما عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمعنى حديث يونس عن الزهري. وفي حديثهما ذكر البقرة والشاة معا. وقالا في حديثهما:
"فإني أومن به وأبو بكر وعمر" وما هما ثم.
13-م 3 - (2388) وحدثناه محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. ح وحدثنا محمد بن عباد. حدثنا سفيان بن عيينة عن مسعر. كلاهما عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - باب من فضائل عمر، رضي الله عنه
14 - (2389) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي وأبو الربيع العتكي وأبو كريب محمد بن العلاء - واللفظ لأبي كريب - (قال أبو الربيع: حدثنا. وقال الآخران: أخبرنا) ابن المبارك عن عمر بن سعيد بن أبي حسين، عن ابن مليكة. قال: سمعت ابن عباس يقول:
وضع عمر بن الخطاب على سريره. فتكنفه الناس يدعون ويثنون ويصلون عليه. قبل أن يرفع. وأنا فيهم. قال فلم يرعني إلا برجل قد أخذ بمنكبي من ورائي. فالتفت إليه فإذا هو علي. فترحم على عمر وقال: ما خلفت أحدا أحب إلي، أن ألقى الله بمثل عمله، منك. وايم الله! إن كنت لأظن أن يجعلك الله مع صاحبيك. وذاك أني كنت أكثر أسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "جئت أنا وأبو بكر وعمر. ودخلت أنا وأبو بكر وعمر. وخرجت أنا وأبو بكر وعمر". فإن كنت لأرجو، أو لأظن، أن يجعلك الله معهما.
14-م - (2389) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن يونس عن عمر بن سعيد، في هذا الإسناد، بمثله.
15 - (2390) حدثنا منصور بن أبي مزاحم. حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان. ح وحدثنا زهير بن حرب والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد (واللفظ لهم). قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم. حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب. حدثني أبو أمامة بن سهل؛ أنه سمع أبا سعيد الخدري يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "بينا أنا نائم، رأيت الناس يعرضون وعليهم قمص. منها ما يبلغ الثدي، ومنها ما يبلغ دون ذلك. ومر عمر بن الخطاب وعليه قميص يجره". قالوا: ماذا أولت ذلك؟ يا رسول الله! قال "الدين".
16 - (2391) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس؛ أن ابن شهاب أخبره عن حمزة بن عبدالله بن عمر بن الخطاب، عن أبيه،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بينا أنا نائم. إذ رأيت قدحا أتيت به، فيه لبن. فشربت منه حتى إني لأرى الري يجري في أظفاري. ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". قالوا: فما أولت ذلك؟ يا رسول الله! قال "العلم".
16-م - (2391) وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن عقيل. ح وحدثنا الحلواني وعبد بن حميد. كلاهما عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح. بإسناد يونس. نحو حديثه.
17 - (2392) حدثنا حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب؛ أن سعيد بن المسيب أخبره؛ أنه سمع أبا هريرة يقول:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "بينا أنا نائم رأيتني على قليب، عليها دلو، فنزعت منها ما شاء الله. ثم أخذها ابن أبي قحافة فنزع بها ذنوبا أو ذنوبين. وفي نزعه، والله يغفر له، ضعف. ثم استحالت غربا. فأخذها ابن الخطاب. فلم أر عبقريا من الناس ينزع نزع عمر بن الخطاب، حتى ضرب الناس بعطن".
17-م - (2392) وحدثني عبدالملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد. ح وحدثنا عمرو الناقد والحلواني وعبد بن حميد عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح. بإسناد يونس. نحو حديثه.
17-م 2 - (2392) حدثنا الحلواني وعبد بن حميد. قالا: حدثنا يعقوب. حدثنا أبي عن صالح. قال: قال الأعرج وغيره: إن أبا هريرة قال:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "رأيت ابن أبي قحافة ينزع" بنحو حديث الزهري.
18 - (2392) حدثني أحمد بن عبدالرحمن بن وهب. حدثنا عمي، عبدالله بن وهب. أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن أبا يونس، مولى أبي هريرة، حدثه عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "بينا أنا نائم أريت أني أنزع على حوضي أسقي الناس. فجاءني أبو بكر فأخذ الدلو من يدي ليروحني. فنزع دلوين. وفي نزعه ضعف. والله يغفر له. فجاء ابن الخطاب فأخذ منه. فلم أر نزع رجل قط أقوى منه. حتى تولى الناس، والحوض ملآن يتفجر".
19 - (2393) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن عبدالله بن نمير (واللفظ لأبي بكر) قالا: حدثنا محمد بن بشر. حدثنا عبيدالله بن عمر. حدثني أبو بكر بن سالم عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله بن عمر؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "أريت كأني أنزع بدلو بكرة على قليب. فجاء أبو بكر فنزع ذنوبا أو ذنوبين. فنزع نزعا ضعيفا والله، تبارك وتعالى، يغفر له. ثم جاء عمر فاستقى. فاستحالت غربا. فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه. حتى روي الناس وضربوا العطن".
19-م - (2393) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس. حدثنا زهير. حدثني موسى بن عقبة عن سالم بن عبدالله، عن أبيه، عن رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم، في أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما. بنحو حديثهم.
20 - (2394) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سفيان عن عمرو وابن المنكدر، سمعا جابرا يخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم. ح وحدثنا زهير بن حرب (واللفظ له). حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن المنكدر وعمرو، عن جابر،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال "دخلت الجنة فرأيت فيها دارا أو قصرا. فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب. فأردت أن أدخل. فذكرت غيرتك" فبكى عمر وقال: أي رسول الله! أو عليك يغار؟
20-م - (2394) وحدثناه إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا سفيان عن عمرو وابن المنكدر، عن جابر. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا سفيان عن عمرو، سمع جابرا. ح وحدثناه عمرو الناقد. حدثنا سفيان عن ابن المنكدر. سمعت جابرا عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث ابن نمير وزهير.
21 - (2395) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس؛ أن ابن شهاب أخبره عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة،
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال "بينا أنا نائم إذ رأيتني في الجنة. فإذا امرأة توضأ إلى جانب قصر. فقلت: لمن هذا؟ فقالوا: لعمر بن الخطاب. فذكرت غيرة عمر. فوليت مدبرا".
قال أبو هريرة: فبكى عمر، ونحن جميعا في ذلك المجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال عمر: بأبي أنت! يا رسول الله! أعليك أغار؟
21-م - (2395) وحدثنيه عمرو الناقد وحسن الحلواني وعبد بن حميد. قالوا: حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، مثله.
22 - (2396) حدثنا منصور بن أبي مزاحم. حدثنا إبراهيم (يعني ابن سعد). ح وحدثنا حسن الحلواني وعبد بن حميد (قال عبد: أخبرني. وقال حسن: حدثنا) يعقوب - وهو ابن إبراهيم ابن سعد - حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب. أخبرني عبدالحميد بن عبدالرحمن بن زيد؛ أن محمد بن سعد بن أبي وقاص أخبره؛ أن أباه سعدا قال:
استأذن عمر على رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنده نساء من قريش يكلمنه ويستكثرنه. عالية أصواتهن. فلما استأذن عمر قمن يبتدرن الحجاب. فأذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك. فقال عمر: أضحك الله سنك. يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "عجبت من هؤلاء اللاتي كن عندي. فلما سمعن صوتك ابتدرن الحجاب" قال عمر: فأنت، يا رسول الله! أحق أن يهبن. ثم قال عمر: أي عدوات أنفسهن! أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلن: نعم. أنت أغلظ وأفظ من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "والذي نفسي بيده! ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك".
22 - (2397) م حدثنا هارون بن معروف. حدثنا به عبدالعزيز بن محمد. أخبرني سهيل عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن عمر بن الخطاب جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وعنده نسوة قد رفعن أصواتهن على رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما استأذن عمر ابتدرن الحجاب. فذكر نحو حديث الزهري.
23 - (2398) حدثني أبو الطاهر، أحمد بن عمرو بن سرح. حدثنا عبدالله بن وهب عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "قد كان يكون في الأمم قبلكم محدثون. فإن يكن في أمتي منهم أحد، فإن عمر بن الخطاب منهم".
قال ابن وهب: تفسير محدثون ملهمون.
23-م - (2398) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا عمرو الناقد وزهير بن حرب. قالا: حدثنا ابن عيينة. كلاهما عن ابن عجلان، عن سعد بن إبراهيم، بهذا الإسناد، مثله.
24 - (2399) حدثنا عقبة بن مكرم العمي. حدثنا سعيد بن عامر قال: جويرية بن أسماء أخبرنا عن نافع، عن ابن عمر. قال:
قال عمر: وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر.
25 - (2400) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر. قال:
لما توفي عبدالله بن أبي، ابن سلول، جاء ابنه عبدالله بن عبدالله إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فسأله أن يعطيه قميصه أن يكفن فيه أباه. فأعطاه. ثم سأله أن يصلى عليه. فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي عليه. فقام عمر فأخذ بثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: يا رسول الله! أتصلي عليه وقد نهاك الله أن تصلي عليه؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما خيرني الله فقال: استغفر لهم أولا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرة [9/التوبة /80] وسأزيد على سبعين" قال: إنه منافق. فصلى عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأنزل الله عز وجل: ولا تصل على أحد منهم مات أبدا ولا تقم على قبره [9/التوبة /84].
25-م - (2400) وحدثناه محمد بن المثنى وعبيدالله بن سعيد. قالا: حدثنا يحيى (وهو القطان) عن عبيدالله، بهذا الإسناد، في معنى حديث أبي أسامة. وزاد: قال فترك الصلاة عليهم.
3 - باب من فضائل عثمان بن عفان، رضي الله عنه
36 - (2401) حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا) إسماعيل - يعنون ابن جعفر - عن محمد بن أبي حرملة، عن عطاء وسليمان ابني يسار، وأبي سلمة بن عبدالرحمن؛ أن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم مضطجعا في بيتي، كاشفا عن فخذيه. أو ساقيه. فاستأذن أبو بكر فأذن له. وهو على تلك الحال. فتحدث. ثم استأذن عمر فأذن له. وهو كذلك. فتحدث. ثم استأذن عثمان. فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسوى ثيابه - قال محمد: ولا أقول ذلك في يوم واحد - فدخل فتحدث. فلما خرج قالت عائشة: دخل أبو بكر فلم تهتش له. ولم تباله. ثم دخل عمر فلم تهتش له ولم تباله. ثم دخل عثمان فجلست وسويت ثيابك! فقال "ألا أستحي من رجل تستحي منه الملائكة".
27 - (2402) حدثنا عبدالملك بن شعيب بن الليث بن سعد. حدثني أبي عن جدي. حدثني عقيل بن خالد عن ابن شهاب، عن
يحيى بن سعيد بن العاص؛ أن سعيد بن العاص أخبره؛ أن عائشة، زوج النبي صلى الله عليه وسلم وعثمان حدثاه؛
أن أبا بكر استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع على فراشه، لابس مرط عائشة. فأذن لأبي بكر وهو كذلك. فقضى إليه حاجته ثم انصرف. ثم استأذن عمر. فأذن له وهو على تلك الحال فقضى إليه حاجته. ثم انصرف. قال عثمان: ثم استأذنت عليه فجلس. وقال لعائشة "اجمعي عليك ثيابك" فقضيت إليه حاجتي ثم انصرفت. فقالت عائشة: يا رسول الله! ما لي لم أرك فزعت لأبي بكر وعمر رضي الله عنهما كما فزعت لعثمان؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن عثمان رجل حي. وإني خشيت، إن أذنت له على تلك الحال، أن لا يبلغ إلي حاجته".
27-م - (2402) حدثناه عمرو الناقد والحسن بن علي الحلواني وعبد بن حميد. كلهم عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب. قال. أخبرني يحيى بن سعيد بن العاص؛ أن سعيد بن العاص أخبره؛ أن عثمان وعائشة حدثاه؛
أن أبا بكر الصديق استأذن على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر بمثل حديث عقيل عن الزهري.
28 - (2403) حدثنا محمد بن المثنى العنزي. حدثنا ابن أبي عدي عن عثمان بن غياث، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري. قال:
بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم من حائط المدينة، وهو متكئ يركز بعود معه بين الماء والطين، إذا استفتح رجل. فقال "افتح. وبشره بالجنة" قال فإذا أبو بكر. ففتحت له وبشرته بالجنة. قال: ثم استفتح رجل آخر. فقال "افتح وبشره بالجنة" قال فذهبت فإذا هو عمر. ففتحت له وبشرته بالجنة. ثم استفتح رجل آخر. قال فجلس النبي صلى الله عليه وسلم فقال "افتح وبشره بالجنة على بلوى تكون" قال فذهبت فإذا هو عثمان بن عفان. قال ففتحت وبشرته بالجنة. قال وقلت الذي قال. فقال: اللهم! صبرا. أو الله المستعان.
28-م - (2403) حدثنا أبو الربيع العتكي. حدثنا حماد عن أيوب، عن أبي عثمان النهدي، عن أبي موسى الأشعري؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل حائطا وأمرني أن أحفظ الباب. بمعنى حديث عثمان بن غياث.
29 - (2403) حدثنا محمد بن مسكين اليمامي. حدثنا يحيى بن حسان. حدثنا سليمان (وهو ابن بلال) عن شريك بن أبي نمر، عن
سعيد بن المسيب. أخبرني أبو موسى الأشعري؛
أنه توضأ في بيته ثم خرج. فقال: لألزمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأكونن معه يومي هذا. قال فجاء المسجد. فسأل عن النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: خرج. وجه ههنا. قال فخرجت على أثره أسأل عنه. حتى دخل بئر أريس. قال فجلست عند الباب. وبابها من جريد. حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ. فقمت إليه. فإذا هو قد جلس على بئر أريس. وتوسط قفها، وكشف عن ساقيه، ودلاهما في البئر. قال فسلمت عليه. ثم انصرفت فجلست عند الباب. فقلت: لأكونن بواب رسول الله صلى الله عليه وسلم اليوم. فجاء أبو بكر فدفع الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: أبو بكر. فقلت: على رسلك. قال ثم ذهبت فقلت: يا رسول الله! هذا أبو بكر يستأذن. فقال "ائذن له، وبشره بالجنة" قال فأقبلت حتى قلت لأبي بكر: ادخل. ورسول الله صلى الله عليه وسلم يبشرك بالجنة. قال فدخل أبو بكر. فجلس عن يمين رسول الله صلى الله عليه وسلم معه في القف. ودلى رجليه في البئر. كما صنع النبي صلى الله عليه وسلم. وكشف عن ساقيه. ثم رجعت فجلست. وقد تركت أخي يتوضأ ويلحقني. فقلت: إن يرد الله بفلان - يريد أخاه - خيرا يأت به. فإذا إنسان يحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عمر بن الخطاب. فقلت: على رسلك. ثم جئت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت عليه وقلت: هذا عمر يستأذن. فقال "ائذن له وبشره بالجنة" فجئت عمر فقلت: أذن ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. قال فدخل فجلس مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في القف، عن يساره. ودلى رجليه في البئر. ثم رجعت فجلست فقلت: إن يرد الله بفلان خيرا - يعني أخاه - يأت به. فجاء إنسان فحرك الباب. فقلت: من هذا؟ فقال: عثمان بن عفان. فقلت: على رسلك. قال وجئت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته. فقال "ائذن له وبشره بالجنة. مع بلوى تصيبه" قال فجئت فقلت: ادخل. ويبشرك رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة. مع بلوى تصيبك. قال فدخل فوجد القف قد ملئ. فجلس وجاههم من الشق الآخر.
قال شريك: فقال سعيد بن المسيب: فأولتها قبورهم.
29-م - (2403) حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. حدثنا سعيد بن عفير. حدثني سليمان بن بلال. حدثني شريك بن عبدالله بن أبي نمر. سمعت سعيد بن المسيب يقول: حدثني أبو موسى الأشعري ههنا. (وأشار لي سليمان إلى مجلس سعيد، ناحية المقصورة) قال أبو موسى:
خرجت أريد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فوجدته قد سلك في الأموال. فتبعته فوجدته قد دخل مالا. فجلس في القف. وكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر. وساق الحديث بمعنى حديث يحيى بن حسان. ولم يذكر قول سعيد: فأولتها قبورهم.
29-م 2 - (2403) حدثنا حسن بن علي الحلواني وأبو بكر بن إسحاق قالا: حدثنا سعيد بن أبي مريم. حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير. أخبرني شريك بن عبدالله بن أبي نمر عن سعيد بن المسيب، عن أبي موسى الأشعري قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما إلى حائط بالمدينة لحاجته. فخرجت في أثره. واقتص الحديث بمعنى حديث سليمان بن بلال. وذكر في الحديث: قال ابن المسيب: فتأولت ذلك قبورهم اجتمعت ههنا. وانفرد عثمان.
4 - باب من فضائل علي بن أبي طالب، رضي الله عنه
30 - (2404) حدثنا يحيى بن يحيى التميمي وأبو جعفر، محمد بن الصباح وعبيدالله القواريري وسريج بن يونس. كلهم عن يوسف بن الماجشون (واللفظ لابن الصباح). حدثنا يوسف، أبو سلمة الماجشون. حدثنا محمد بن المنكدر عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد ابن أبي وقاص، عن أبيه، قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي "أنت مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبي بعدي".
قال سعيد: فأحببت أن أشافه بها سعدا. فلقيت سعدا. فحدثته بما حدثني عامر. فقال: أنا سمعته. فقلت: آنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم. وإلا فاستكتا.
31 - (2404) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن الحكم، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن سعد بن أبي وقاص. قال:
خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب، في غزوة تبوك. فقال: يا رسول الله! تخلفني في النساء والصبيان؟ فقال "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى؟ غير أنه لا نبي بعدي".
31-م - (2404) حدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. وحدثنا شعبة، في هذا الإسناد.
32 - (2404) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن عباد (وتقاربا في اللفظ) قالا: حدثنا حاتم (وهو ابن إسماعيل) عن بكير بن مسمار، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال:
أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلن أسبه. لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم. سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له، خلفه في بعض مغازيه، فقال له علي: يا رسول الله! خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى. إلا أنه لا نبوة بعدي". وسمعته يقول يوم خيبر "لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله" قال فتطاولنا لها فقال "ادعوا لي عليا" فأتى به أرمد. فبصق في عينه ودفع الراية إليه. ففتح الله عليه. ولما نزلت هذه الآية: فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبنائكم [3/ آل عمران/61] دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا فقال "اللهم! هؤلاء أهلي".
32-م - (2404) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن سعد بن إبراهيم. سمعت إبراهيم بن سعد عن سعد،
عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال لعلي "أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى".
33 - (2405) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا يعقوب (يعني ابن عبدالرحمن القاري) عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال، يوم خيبر "لأعطين هذه الراية رجلا يحب الله ورسوله. يفتح الله على يديه". قال عمر بن الخطاب: ما أحببت الإمارة إلا يومئذ. قال فتساورت لها رجاء أن أدعى لها. قال فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب. فأعطاه إياها. وقال "امش. ولا تلتفت. حتى يفتح الله عليك". قال فسار علي شيئا ثم وقف ولم يلتفت. فصرخ: يا رسول الله! على ماذا أقاتل الناس؟ قال "قاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله. فإذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم. إلا بحقها. وحسابهم على الله".
34 - (2406) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد (واللفظ هذا). حدثنا يعقوب (يعني ابن عبدالرحمن) عن أبي حازم. أخبرني سهل بن سعد؛
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر "لأعطين هذه الراية رجلا يفتح الله على يديه. يحب الله ورسوله. ويحبه الله ورسوله" قال فبات الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها. قال فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم. كلهم يرجون أن يعطاها. فقال "أين علي بن أبي طالب؟" فقالوا: هو، يا رسول الله! يشتكي عينيه. قال فأرسلوا إليه. فأتى به، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه. ودعا له فبرأ. حتى كأن لم يكن به وجع. فأعطاه الراية. فقال علي: يا رسول الله! أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا. فقال "انفذ على رسلك. حتى تنزل بساحتهم. ثم ادعهم إلى الإسلام. وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه. فوالله! لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من أن يكون لك حمر النعم".
35 - (2407) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع، قال:
كان علي قد تخلف عن النبي صلى الله عليه وسلم في خيبر. وكان رمدا. فقال: أنا أتخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم! فخرج علي فلحق بالنبي صلى الله عليه وسلم. فلما كان مساء الليلة التي فتحها الله في صباحها. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لأعطين الراية، أو ليأخذن بالراية، غدا، رجل يحبه الله ورسوله، أو قال يحب الله ورسوله، يفتح الله عليه" فإذا نحن بعلي، وما نرجوه. فقالوا: هذا علي. فأعطاه رسول الله صلى الله عليه وسلم الراية. ففتح الله عليه.
36 - (2408) حدثني زهير بن حرب وشجاع بن مخلد. جميعا عن ابن علية. قال زهير: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم. حدثني أبو حيان. حدثني يزيد بن حيان. قال:
انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم. فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت، يا زيد! خيرا كثيرا. رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسمعت حديثه. وغزوت معه. وصليت خلفه. لقد لقيت، يا زيد خيرا كثيرا. حدثنا، يا زيد! ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: يا ابن أخي! والله! لقد كبرت سني. وقدم عهدي. ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما حدثتكم فاقبلوا. وما لا، فلا تكلفونيه. ثم قال: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا. بماء يدعى خما. بين مكة والمدينة. فحمد الله وأثنى عليه. ووعظ وذكر. ثم قال "أما بعد. ألا أيها الناس! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب. وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. واستمسكوا به" فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال "وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي". فقال له حصين: ومن أهل بيته؟ يا زيد! أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته. ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده. قال: وهم؟ قال: هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.
36-م - (2408) وحدثنا محمد بن بكار بن الريان. حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد بن مسروق، عن يزيد بن حيان، عن
زيد بن أرقم، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وساق الحديث بنحوه، بمعنى حديث زهير.
36-م 2 - (2408) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن فضيل. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير. كلاهما عن أبي حيان، بهذا الإسناد، نحو حديث إسماعيل. وزاد في حديث جرير "كتاب الله فيه الهدى والنور. من استمسك به، وأخذ به، كان على الهدى. ومن أخطأه، ضل".
37 - (2408) حدثنا محمد بن بكار بن الريان. حدثنا حسان (يعني ابن إبراهيم) عن سعيد (وهو ابن مسروق)، عن يزيد بن حيان، عن زيد بن أرقم. قال:
دخلنا عليه فقلنا له: قد رأيت خيرا. لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه. وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان. غير أنه قال "ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل. هو حبل الله. من اتبعه كان على الهدى. ومن تركه كان على ضلالة". وفيه: فقلنا: من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا. وايم الله! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر. ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها. أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده".
38 - (2409) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن أبي حازم) عن أبي حازم، عن سهل بن سعد. قال:
استعمل على المدينة رجل من آل مروان. قال فدعا سهل بن سعد. فأمره أن يشتم عليا. قال فأبى سهل. فقال له: أما إذا أبيت فقل: لعن الله أبا التراب. فقال سهل: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي التراب. وإن كان ليفرح إذا دعي بها. فقال له: أخبرنا عن قصته. لم سمي أبا التراب؟ قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بيت فاطمة. فلم يجد عليا في البيت. فقال "أين ابن عمك؟" فقالت: كان بيني وبينه شيء. فغاضبني فخرج. فلم يقل عندي. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان "انظر. أين هو؟" فجاء فقال: يا رسول الله! هو في المسجد راقد. فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو مضطجع. قد سقط رداؤه عن شقه. فأصابه تراب. فجعل رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسحه عنه ويقول "قم أبا التراب! قم أبا التراب!".