وهذا بيان موقع من مجموعة من العلماء والدعاة في المملكة العربية السعودية وعددهم 130 ويتكلمون فيه عن حقوق المرأة :
بيان حول حقوق المرأة ومنزلتها في الإسلام
وثيقة حقوق المرأة المسلمة وواجباتها
منع تغريب المرأة السعودية (طريقة علمية منهجية)
الملك عبدالعزيز وقضية تحرير المرأة
المشابهة بين قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة و دعاة التحرير في هذا العصر
نقـد.. كتاب " تحرير المرأة في عصر الرسالة " لمؤلفه.. عبد الحليم أبو شقه
أساليب العلمانيين في تغريب المـرأة المسلمة
معركة تحرير المرأة السعودية..موثق بالأدلة
المؤامرة على المرأة المسلمة .. تاريخها .. وسائلها .. مقاومتها
ملف خاص بالمرأة المسلمة
حقوق المرأة ..في ظل المتغيرات المعاصرة
قالوا عن المرأة في الإسلام
النوادي الرياضية النسائية تدريب أم تغريب
التربية البدنية في المدارس النسائية
حجاب المرأة المسلمة
حكم الاختلاط
المرأة العاملة
مكانة المرأة
قيادة السيارة
شبهات وردود حول المرأة
رسالة أخوية للمشاركين في الحوار الوطني الثالثالحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشـرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد:
فهذه رسالة إلى إخواننا وأخواتنا الأفاضل المشاركين في الحوار الوطني الثالث، الحوار الذي يهدف من خلاله لإصلاح المجتمع ... والوقوف على قضاياه ومشكلاته.. الحوار الذي يعبر فيه كل مشارك عن دينه و أمته ومجتمعه ومقدار ولائه ومدى نصحه ..
الحـوار الذي تكون فيه المصلحة العامة لـلأمة والمجتمع هـي المقدمة على المصالح الشخصية .
معاشر الفضلاء:
أنتم وليس غيركم قد حمّلتم - باختياركم أعضاء في هذا الحوار - أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة .. فأنتم تقولون عني وعن أخي وجاري وزميلي .. وأختي وزوجتي وابنتي ... وتتكلمون باسم كل فرد في هذا الوطن الغالي والمجتمع المتميز .
فأنتم – وهذه مكانتكم – قد تحملتم بكل كلمة ونقاش تديرونه مسئولية هذه الأمة رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً .. فهل بعد هذه الأمانة العظيمة وهو الحمل الثقيل من حمل وأمانة ؟!
وإني مذكر - والذكرى تنفع المؤمنين - الأساتذة المشاركين والمشاركات بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً)
فهنيئاً لكل صاحب طرح مميز نافع يخدم مصالح الأمة والمجتمع بأن يكون ساناً سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
ويا ندامة – وحاشاكم – كل صاحب طرح سقيم مريض منهزم لا يخدم إلا المصالح الشخصية ، والأفكار الهدامة ، والمبادئ المنحرفة ، يا ندامته يوم يكون قد سن في الأمة سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ويا نـدامته يوم يأتي يوم القيامة كما قـال الله تعالى : (( يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون )) !
وإني على ثقة أن كل واحد منكم على قدر من العلم والثقة والأمانة والمسئولية التي يشعر من خلالها بما ميّز الله به أمتنا ، وخص به بلادنا - حفظها الله من كل سوء - وجعلها مهبط الوحي .. ومبعث الرسالات ، والحصن الحصين الذي يأرز إليه الإيمان .. والسد المانع تجاه كل موجة تخريب وإفساد ...
ولن يزال بإذن الله هكذا مادام فيه رجال ونساء يحملون الهّم .. ويدركون الخطر .. ويذودون عن الحياض .. وينصحون بكل صدق وإخلاص . لهذه الأمة عموماً ولمجتمعنا خصوصاً الذي أصبح مقصد الأعداء في كل شأن من شؤونه ومجال من مجالاته ..
ولعلكم وأنتم في طيبة الطيبة، تزدادون إيماناً وثقة وثباتاً ومسؤولية بكل ما يدار في لقاءاتكم واجتماعاتكم ونقاشاتكم..وتتذكرون أنكم إن قلتم الحق ودافعتم عنه – وأنتم أهل لذلك - إنما تدافعون عن الإسلام الذي انتشر من هذه البقعة المباركة فهنيئا لكم ، فهذه المدينة النبوية لم يخرج منها قط إلا الحق ولم يوح فيها أبداً بغير الهدى، ولم تعرف المرأة في تاريخها الطويل المظلم المهان .. لم تعرف الحق والعدل والإنصاف إلا من هذه المدينة المباركة .. لم تذق طعم الإكرام .. والإعزاز إلا من هذه المدينة.
فقد كانت قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعيش في صور من الذل والإهانة .. والظلم والاستعباد .والجور و الإجحاف .. فجاء الإسلام .. وجاء محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .. ليكرم المرأة .. ويعلي شأنها .. ويرفع منزلتها .. ويعيد لها حقوقها .. لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليسحق عنها الظلم ويبدد الظلمات ويفيض عليها الخير، وبالفعل فقد حصلت المرأة في ظل شريعة الإسلام وهدى خير الأنام كل خير وحق وفضل فاستعادت نسمات الحرية المفقودة ونعمت بحقوقها .. وتمتعت بما شرع الله لها حتى لم تشبهها امرأة من نساء العالمين في جلال حياتها وسناء منزلتها..
حتى قال أحد المستشرقين في كتاب الإسلام ونفسية المسلمين : ( من أراد أن يتحقق عن عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء) !
- لقد أكرم الإسلام المرأة حين جعلها صنو الرجل (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) .. (النساء شقائق الرجال).
- أكرمها أماً فجعل طاعتها تلي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحقها مقدم على الأب بثلاث .
- وأكرمها بنتاً فجعلها سبباً في نجاة أبيها من النار إذا أحسن تأديبها وتربيتها وصبر عليها .
- وأكرمها زوجة حين جعل جزاءها على طاعة زوجها أن تخير في دخول الجنة من أبوابها الثمانية وأوصى بالإحسان إليها .
- وأكرمها حين سمى سورة في القرآن باسمها وسورة باسم جنسها ..وأشاد في سور كثيرة بالمؤمنة وأخلاقها
- وأكرمها اقتصاديا حين أثبت لها حق الملكية والتصرف في مالها.
- وفرض لها نصيبا من الميراث بعد أن كانت جزءا منه ، ومع هذا ألزم الولي بالنفقة عليها ولو كانت غنية.
- وأكرمها حين حذر من قتلها في الحروب لضعفها.
- وأكرمها حين أوصى بتعليمها كل ما ينفعها.
- وأكرمها بحفظها وصيانتها ورعاية سمعتها وفرض عقوبة على من تعرض لعرضها بالأذى والقذف.
- وأكرمها حين جعلها ناصحة بالمعروف .. مشاركة في مهام الأمة وقضاياها بالنصيحة والدعوة والرأي..
إلى غير ذلك من المجالات التي حفل الدين بإكرامها . فهل عرفت البشرية دينا ومنهجاً عني بالمرأة كعناية الإسلام بها؟
ولا زالت ولن تزال المرأة في بلادنا بلاد الحرمين خاصة تنعم بحقوقها ، وتتميز بمكانتها ، وتتمتع بحريتها دون سائر نساء أهل الأرض ، والواقع الغربي والمجتمعات العربية المقلدة له شاهد على ما تتميز به المرأة المسلمة في بلادنا من حقوق ومكرمات...
فهل لنا حاجة بعد هذا التكريم – معاشر الفضلاء – أن نصدق تلك الدعاوى المشبوهة التي تثار ضد المرأة في مجتمعنا المحافظ الكريم ؟!! هل يليق بالغني أن ينظر بما في أيدي الفقراء ؟ فقد أغنانا ديننا عن دعاواهم .
وكم في بث تلك الدعاوى المغرضة والمطالب الباطلة من خدمة لأعداء ديننا وبلادنا وأعداء المرأة أيضاً من أدعياء تحريرها .؟.
إنهم بمطالبهم ودعاواهم تلك لا يريدون تخليص المرأة من ظلم إنما يريدون كما قال الله تعالى عنهم ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).
فهم يهدفون إلى إخراج المرأة عن دينها وعفتها وطهارتها لنشر الفوضى الأخلاقية والأمنية في مجتمعنا كما هو حال المجتمعات المتحررة من الحياء والتي مازادت المرأة إلا إهانة وإذلالاً وتفسخاً وانحطاطاً وظلما. ينظر بتوسع إلى ورقة حول تغريب المرأة في هذا البلد المبارك باسم: (معركة تحرير المرأة في السعودية) وورقة أخرى بعنوان : (الحرية التي يريدونها للفتاة السعودية).
فحذار حذار أيها الأمناء والأمينات أن تكونوا بأطروحاتكم ومداخلاتكم وتوصياتكم مـمن يسعى لهدم الإسلام أو يخدم الهدامين بما يحقق لهم آمالهم وربما كان ذلك بغفلة أو مجاراة تهدم مكانة المرأة في مجتمعنا المسلم والذي هو آخر حصن من حصون الإسلام .
فأنتم تعلمون ما تتمتع به المرأة من إمكانات ومواهب ضخمة حباها الله إياها جديرة أن تبنى بها أمة أو تهدم بها أمة ، فإن المرأة هي حصن الأمة المنيع فاحذروا أن تكونوا سببا لولوج العدو من خلاله
قال حسان بن عطية أحد السلف ما أتيت أمة قط إلا من قبل نسائهم .. وهذا مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فالله الله أن تؤتي المرأة في بلاد مهبط الوحي من قبلكم فقد عزّ على الأعداء أن تبقى المرأة في بلادنا حرماً مصوناً وعرضاً طاهراً ورحماً عزيزاً وجوهرة مكنونة، عزّ عليهم أن تبقى فتاة الجزيرة صامدة أمام الحملات الشرسة، معتزة بحجابها، فخورة بحيائها، ترى الغرب مضرب الذل والإهانة والتخلف الحقيقي.
بمقابل ما تتمتع به المرأة في بلادنا من حقوق ومكارم ومميزات وهذا لا يمنعنا من الاعتراف ببعض الممارسات الخاطئة والمظالم الواقعة على بعض النساء من بعض أفراد المجتمع .. فهناك صور نشاز من الظلم والإهانة والحرمان تلاقيها بعض أخواتنا في مجتمعنا من بني جلدتنا .. ولكنها ليست صفة سائدة ، وليست شريعة الله المتهم بل هي بسبب الهوى والجهل بدين الله الذي رسخه عند الرجل والمرأة ضحالة التعليم الشرعي في مؤسسات التعليم ، وبرامج الإعلام ، ويزيد الأمر سوءاً ما تقوم به عدد من وسائل الإعلام من البرامج الموجهة لهدم العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة وعرض قضاياهما بصورة صراع بين ندين تحث المرأة فيها على التخلص من سلطة الرجل زعموا
أما التشريعات الربانية للمرأة فهي منـزهة عن الظلم والإجحاف (إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون) .
أيها النبلاء: إن أملنا فيكم كبير في أن تنال المرأة مربية الأجيال (وهي الأم والأخت والبنت والزوجة ..، من بحوثكم ودراساتكم ، ومداخلاتكم أن تنال ما يخدم مصالحها الشرعية وقضاياها الحقيقية ومشكلاتها الواقعية .
فالعانس ومشكلاتها، والمطلقة ومأساتها، والأرملة ومعاناتها، والفقيرة وحاجاتها ، والمتعلمة ووضعها والمعاقة ومعاناتها واليتيمة وبؤسها والمرأة العاملة ومتاعبها والتزاماتها , والسجينة وقضيتها كلها .. قضايا ومشاكل تحتاج إلى دراسات ميدانية وتقارير شاملة ، وحلول ناجحة ، وتوصيات صريحة واضحة يكون فيها الإكرام للمرأة ورعاية حقوقها وحفظها من أن تستغل لممارسات سيئة تنعكس على الأسرة السعودية والمجتمع السعودي بالسوء والعقوبة، (ينظر بتوسع إلى ورقة (يا مصلحون أوصدوا الأبواب أمام زحف التغريب).
فإن من المسلَّمات لدى المؤمنين اختصاص المولى جل وعلا بالخلق والأمر ، وأن أمره سبحانه ناشئ عن علم تام وحكمة متناهية فهو العليم سبحانه بالخلق وما يحتاجون إليه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) فبالعلم المحيط ، والحكمة المتناهية المقتضية لوضع الأمور في نصابها شرعت الشرائع ، وحدت الحدود بما يتوافق وطبيعة هذا الإنسان ، مع مراعاة خصائص كل منهما ، وليس الذكر كالأنثى فجاءت شريعة الإسلام أفضل الشرائع وأحكمها وأعدلها وأرحمها بالخلق ، فاستحقت بذلك أن تكون خاتمة الشرائع ، صالحة لكل زمان ومكان مهما تعاقبت الأزمان ، وتغيرت متطلبات الإنسان .
وما على المؤمن حيال ذلك إلا التسليم التام لشرع الله والرضى به ، وألا يجد في نفسه أدنى حرج وضيق ، وألا يختار غيره بديلا فحينئذ يتحقق وصف الإيمان ، وبدون ذلك تنتفي حقيقة الإيمان قـال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
ومن هذا المنطلق الإيماني وبالتمسك بالوحيين تتحقق السعادة في الدارين ، وتندحر كل شبهة يرجف بها المرجفون ، ويحيكها المتآمرون .
إن حقوق المرأة وواجباتها جاءت متلائمة بما يتوافق وطبيعة المرأة وتكوينها وصدق الله القائل (وليس الذكر كالأنثى ) وإن تلك الحقوق يجب أن تفهم وتنزل وفقا للنصوص الشرعية وفق فهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم وسلف هذه الأمة الذين شهد الله لهم بالخيرة فليست الأمور متروكة للأهواء والرغبات ، و(ما يطلبه المستمعون) ..
وحين تعطى المرأة ما لها وما عليها وفق شرع الله فقد تحررت حقا من كل ظلم وتعسف وافتراء وابتزاز وابتذال ، وأصبحت امرأة صالحة مصلحة طاهرة مصونة عفيفة تبني في مجتمعها ولا تهدم .
ألا وإن من أعظم حقوق المرأة المنصوص عليها في الشرع المطالبة بالعمل وتوظيف المرأة ، ولكن داخل بيتها فتلك أسمى وظيفة وأشرفها ، وهي الملائمة لتكوينها الجسدي والأنثوي ، والنفسي ، والعاطفي ، وأما العمل خارج منزلها فهو الجهد المضني الذي يشقى به جسم الإنسان ، وقد أشار الله سبحانه إلى ذلك حين أفرد الخطاب لآدم في قوله تعالى ( ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) فآدم لما كان هو الكادَّ على زوجه والكاسب لها كان بالشقاء أخص ، فعمل المرأة خارج منزلها شقاء لا تتحمله .
وبقدر تحقيقها لوظيفتها داخل بيتها يتحقق لهذه الأمة السمو والكفاءة ، والنمو الاقتصادي ، كما شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء .
أما من حيث الكفاءة فالمرأة من أكبر المصانع المنتجة للبشر الأكفاء ، ووراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ، وأما من حيث النمو الاقتصادي فدونك تجربة اليابان أكبر الدول من حيث النهضة الاقتصادية فهل كان بسبب خروج المرأة للعمل ؟ كلا. بل إن الأرقام تشير إلى أن الرجل يشغل 73% في حجم العمالة ، ونسبة مشاركة المرأة في العمل خارج البيت 27% من إجمالي العمالة في المجتمع الياباني ، وأما البقية فقد تفرغن لوظيفة البيت الهامة ، فهن سلاح البلاد ، وقوة العمل غير المعترف بها ، إنها العمود الفقري للأمة ، فهن المسؤولات عن البيوت ، فلا وجود للخادمات في المجتمع الياباني . فالاحتفاظ بدور المرأة ، وفق الفطرة في بيتها هو قمة النجاح لأي مجتمع .
هذا هو دور المرأة الحقيقي ، وأما ما ينادي به أعداء المرأة من دعوة لتحررها -من كل الضوابط والأخلاق والقيم بدعوى الحرية والمساواة- فتلك دعاوى باطلة ماكرة خبيثة بدأ يلفظها أسيادهم في الوقت الذي تعالت فيه صيحات عقلاء الغرب ، بل ونساؤهم اللاتي خرجن وحققن المساواة التامة المزعومة في كل شيء مع الرجل ليطالبوا بتحديد ميدان عمل المرأة ، وحدوده وحصره في بيتها وأسرتها وأطفالها.
فقد اقترحت لجنة دراسة العمل في أمريكا بإدراج تربية الطفل في عداد الوظائف والأعمال التي يجب على الدولة أن تدفع لها الرواتب والأجور ، وعلقت اللجنة (( نستطيع أن نرى السخافة التي تُعرِّف العمل على أساس أنه وظيفة بأجر فربة البيت طبقا لهذا التعريف لا تعتبر عاملة ، ولكن إذا أحل الزوج محلها خادمة أو طباخة أو مربية أطفال فإن هؤلاء النسوة يعتبرن عاملات ) .
إننا حقيقة بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم العمل ، والإنتاجية ، والبطالة ، ورد هذه المصطلحات إلى أصالتها الإسلامية. فالعمل حسب الأصول الإسلامية في القرآن والسنة : هو الذي يهدف إلى الارتقاء
بالإنسان إلى منزلة أحسن تقويم التي تؤهله لأداء دوره الذي أراده الله سبحانه له في الأرض . وحين يتركز مفهوم العمل حول هذا الهدف النبيل تحتل ربات البيوت ومربيات الأجيال مكانتهن اللائقة بهن .
وبعد كل ذلك فلا يعني ما سبق بالضرورة تحريم عمل المرأة خارج بيتها ، بل المراد تقرير أن أصل عمل المرأة ووظيفتها الحقيقية في بيتها سواء في تربية أطفالها ورعاية أسرتها والاهتمام بزوجها ، أو في أي عمل تنتفع به في دينها ودنياها ، فإذا ما أرادت بعد ذلك أن تخرج فلا مانع من ذلك ، ولكن وفق ضوابط وشروط منها : ألا يكون عملها يتعارض مع عملها الأساسي ، وأن يكون وفق الضرورة والحاجة ، ملائما لطبيعة المرأة ، بعيداً عن الاختلاط بالرجال ، مراعيا للحشمة والحياء والحجاب . ينظر بتوسع إلى بحث ( الحرية حق كفله الإسلام للمرأة للدكتورة / ساره آل جلوي ) .
ولعنا في ختام هذه الرسالة أن نقف مع موضوع مهم يكثر الحديث حوله خاصة فيما يتعلق بالمرأة ألا وهو المرأة والتعليم، إن الإسلام دعا إلى تعليم المرأة المسلمة ، فأوّل آية نزلت في القرآن الكريم كانتْ داعيةً إلى العلم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
إيذاناً بانتهاء عصر الجهل والتخلُّف ، وبَدْء عصر جديدٍ ، عصر العلم والتقدُّم والاكتشاف والنبوغ .
وتعلمت المرأة السعودية ، وحققتْ نتائج كبيرة باهرة ، وغدت متفوّقة في تعليمها ، محققةً نتائج كبيرة في ميادين تخصصها ، وأصبحتْ مؤثرة في مجتمعها .
بعيداً – والحمد لله – عن أجواء الفتنة والاختلاط بالرجال في كل مراحل التعليم ، ولم تشكُ يوماً من مضايقة الرجال لها ، لأنها تعمل وهي مصونة وهي آمنة وهي حُرّة غير مقيّدة .
لقد أعلنتْ إدارة الرئيس جورج بوش عن عزمها تشجيع مبدأ عدم الاختلاط بين البنين والبنات في المدارس العامة ، وصدر إعلان هذا المشروع في السجل الفيدرالي في الصحيفة الرسمية بتاريخ 8/5/2002م . وذلك فيما يبدو تداركاً لمشكلة كبيرة عاشتها أمريكا .
ولئن كان الرئيس الأمريكي تنبأ بضرورة هذا الفصل وأهميته فإن ديننا قد أمرنا بهذا ، وهذه البلاد والحمد لله طبّقته واقعاً في مدارسها منذ عام 1380هـ ضمن خطط الرئاسة العامة لتعليم البنات .
لقد انتصرتْ المرأة المسلمة في السعودية والحمد لله على كل نساء الأرض إذْ حققت توازناً خطيراً لم تستطع نساء الدنيا أن يحققن ذاك التوازن ، ألا وهو : التعلم + العفِّة .
كتب سكوت بيتر سون مراسل صحيفة كريستيان ساينس موينتور الأمريكية واسعة الانتشار تحقيقاً قال فيه : لم يقفْ الحجاب أمام تطور المرأة السعودية التي تتعامل باقتدار مع أحدث برامج الحاسوب والإدارة ونظريات التعلُّم .
وإنَّ نظرةً سريعةً حول بعض الإحصاءات في العالم الحر الذي ترك المرأة تتعلم وفتح لها باب الاختلاط لكنه مع الأسف لم يعتن بكرامتها ، ولم يعتن بأمنها ، ولم يعتن بشرفها ومكانتها الراقية العالية ، هذه النظرة تعطينا المدى السحيق الذي ارتكستْ فيه الفتاة عندهم .
فمثلاً : في أمريكا : مليون حالة حمل سنوياً وسط اليافعات ، ( 406 ) آلاف حالة يتم التخلص منها بالإجهاض ( Adortion ) وَ ( 134 ) ألفاً منها يتم بإسقاط الحمل ، بينما يخرج ( 490 ) ألف طفل غير شرعي سنوياً ، وهذا الرقم يُشكل حوالي 28% من الإجمالي السنوي لعدد المواليد ، حسبما أفاد بذلك المركز القومي للإحصاءات الصحيّة . فالحمد لله على نعمة الإسلام .
كما يجب أن تكون المدارس ودور العلم التي تتلقى فيها الفتاة تعليمها مجهزة بمبانٍ صممتْ هندسياً لتلبي الاحتياجات النفسية للطالبات ، كما يجب أنْ تكون مهيّأة بكافة التجهيزات الفنية ، والعلمية والعملية التي تخدم الفتاة وتنمي ثقافتها وحصيلتها العلمية ؛ لترتقي في مجالها .
إن المرأة في حاجة إلى إعادة النظر في التخصصات الموجودة الآن ، حتى تتناسب وطبيعتها ، نظراً للاختلاف الكبير بين طبيعتها وطبيعة الرجل ، فالدراسات والأبحاث أكدتْ الفروق السلوكية والبيولوجية بين الرجال والنساء ، قال جل وعلاه ( وليس الذكر كالأنثى ) .
يقول الدكتور ألكسيس كاريل : (( يجب أن يبذل المربون اهتماماً شديداً للخصائص العضوية والعقلية في الذكر والأنثى، وكذا لوظائفها الطبيعية ، هناك اختلافات لا تُنكر بين الجنسين ؛ ولذلك فلا مناص من أن نحسُب حساب هذه الاختلافات في إنشاء عالمٍ متمدِّن )) .وانطلاقاً من هذا المبدأ وهذه الطبيعة المختلفة بين الجنسين فإنه يجب أنْ يُفتح في الجامعات من التخصصات ما يناسب هذه الطبيعة التي خلقها الله حتى تستطيع المرأة أن تتفاعل وتُنتج وتُقدِّم صوراً مشرقة في مجالها الخاص بها .
أما أن توجه المرأة لتخصصات بعيدة كل البعد عن خصائصها التي جبلها عليها ، وعن فطرتها وقدرتها ، فهذا من الظلم لها ، ومن الاستهانة بحقوقها ، ومن التعامي عن فطرتها وطبيعتها وخصائصها ، وبالتالي ينتج منه عدم تفاعلها وإنتاجها ، بل واستسلامها في النهاية .
فلا يصح مثلاً أن توجه المرأة إلى جانب الدعاية والإعلان ؛ لأنها ليست سلعة وأداة للجذب ، فلم تخلق إلاّ لجذب زوجها لا لجذب الناس للبضائع ولا أن تكون كابتن طيار فهي مهمة شاقة
لا تناسب طبيعة المرأة فضلاً عن مخاطرها ومحاذيرها الشرعية ، ولا أن تكون سفيرة أو دبلوماسية أو في أعمال مهنية كالحدادة والنجارة ... فهذا كله وغيره من السخرية بالمرأة ، وتحميلها ما لا تطيق ، والقفز على فطرتها ، بل وفيه تسخيرها لخدمة شهوات الذئاب ، تقول : ألورا رولي مقدمة برامج في شبكة الأخبار العالمية (CNN ) بعد أن تركت العمل في الشبكة : إن الأمومة أنقذتني .
إذاً لا بد من التركيز على التخصصات التي تناسب طبيعة المرأة ، والتي تدعوها للعمل والإنتاج والإصلاح .
ولمراعاة طبيعة المرأة وخصائصها ، فإنه لا بد من مناهج تعليمية توجه هذه الطبيعة وتنميها إلى أبعد حد ممكن ، وذلك فيما يتعلق بدورها في الأسرة ودورها في المنزل ، وواجباتها تجاه زوجها ، وطرق وأدوار تربية الأولاد ، وتجاوز الصعوبات والمشاكل التي تواجهها في التربية ، وتعليمها المسائل الفقهية ، والقضايا الشرعية التي تهمها كأم أو زوجة أو بنت ، فالمرأة في الإسلام لها أحكام كثيرة دقيقة منضبطة لا غنى لها عن تعلمها لتواجه الحياة على بصيرة وعلم .
ونتساءل لماذا الفتاة تتعلم أشياء كثيرة معقدة تصرف فيها وقتها وجهدها وتفكيرها وهي بعيدة كل البعد عن حياتها العملية وعن طبيعتها ، فلماذا تتعلم أدق وأصعب المعادلات الكيميائية ؟ هل المطلوب تخريج كيميائيات ... ؟ أو تدرس علم الأرض بكل تفاصيلها الدقيقة ... ؟ وهذا لا يخصها ولا يهمها .
إذاً فمن الأمانة بهذا النشء وبهؤلاء الفتيات أن يتعلمن ما يحتجن إليه في حياتهن العملية وما يتوافق مع أنوثتهن وطبيعتهن ؛ كي يحققن نتائج عظيمة بإذن الله تعالى .
وفي الختام .. كونوا وفقكم الله حماة للمرأة من الدعاوى الباطلة المزيفة من دعاة التغريب والتحرر، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله بالحق ..وقولوا للمرأة من هي المرأة في الإسلام .. ومكانتها فيه.
خوفوها من التمرد على الفطرة والتنكر للدين ومبادئه قولوا لها عوداً حميداً أيتها العاقلة الطاهرة .. عوداً حميداً أيتها الدرة المصونة تنالي سعادة الدنيا والآخرة وتعيشي حياة طيبة (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )).
جعلنا الله جميعا مفاتيح للخير مغاليق للشر منارات للهدى مقامع للعداء آمين
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
بيان حول حقوق المرأة ومنزلتها في الإسلام
وثيقة حقوق المرأة المسلمة وواجباتها
منع تغريب المرأة السعودية (طريقة علمية منهجية)
الملك عبدالعزيز وقضية تحرير المرأة
المشابهة بين قاسم أمين في كتابه تحرير المرأة و دعاة التحرير في هذا العصر
نقـد.. كتاب " تحرير المرأة في عصر الرسالة " لمؤلفه.. عبد الحليم أبو شقه
أساليب العلمانيين في تغريب المـرأة المسلمة
معركة تحرير المرأة السعودية..موثق بالأدلة
المؤامرة على المرأة المسلمة .. تاريخها .. وسائلها .. مقاومتها
ملف خاص بالمرأة المسلمة
حقوق المرأة ..في ظل المتغيرات المعاصرة
قالوا عن المرأة في الإسلام
النوادي الرياضية النسائية تدريب أم تغريب
التربية البدنية في المدارس النسائية
حجاب المرأة المسلمة
حكم الاختلاط
المرأة العاملة
مكانة المرأة
قيادة السيارة
شبهات وردود حول المرأة
فهذه رسالة إلى إخواننا وأخواتنا الأفاضل المشاركين في الحوار الوطني الثالث، الحوار الذي يهدف من خلاله لإصلاح المجتمع ... والوقوف على قضاياه ومشكلاته.. الحوار الذي يعبر فيه كل مشارك عن دينه و أمته ومجتمعه ومقدار ولائه ومدى نصحه ..
الحـوار الذي تكون فيه المصلحة العامة لـلأمة والمجتمع هـي المقدمة على المصالح الشخصية .
معاشر الفضلاء:
أنتم وليس غيركم قد حمّلتم - باختياركم أعضاء في هذا الحوار - أمانة عظيمة ومسئولية كبيرة .. فأنتم تقولون عني وعن أخي وجاري وزميلي .. وأختي وزوجتي وابنتي ... وتتكلمون باسم كل فرد في هذا الوطن الغالي والمجتمع المتميز .
فأنتم – وهذه مكانتكم – قد تحملتم بكل كلمة ونقاش تديرونه مسئولية هذه الأمة رجالاً ونساءً صغاراً وكباراً .. فهل بعد هذه الأمانة العظيمة وهو الحمل الثقيل من حمل وأمانة ؟!
وإني مذكر - والذكرى تنفع المؤمنين - الأساتذة المشاركين والمشاركات بقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الوزر مثل أوزار من تبعه لا ينقص من أوزارهم شيئاً)
فهنيئاً لكل صاحب طرح مميز نافع يخدم مصالح الأمة والمجتمع بأن يكون ساناً سنة حسنة له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة .
ويا ندامة – وحاشاكم – كل صاحب طرح سقيم مريض منهزم لا يخدم إلا المصالح الشخصية ، والأفكار الهدامة ، والمبادئ المنحرفة ، يا ندامته يوم يكون قد سن في الأمة سنة سيئة عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ، ويا نـدامته يوم يأتي يوم القيامة كما قـال الله تعالى : (( يحملون أوزارهم وأوزار الذين يضلونهم بغير علم ألا ساء ما يزرون )) !
وإني على ثقة أن كل واحد منكم على قدر من العلم والثقة والأمانة والمسئولية التي يشعر من خلالها بما ميّز الله به أمتنا ، وخص به بلادنا - حفظها الله من كل سوء - وجعلها مهبط الوحي .. ومبعث الرسالات ، والحصن الحصين الذي يأرز إليه الإيمان .. والسد المانع تجاه كل موجة تخريب وإفساد ...
ولن يزال بإذن الله هكذا مادام فيه رجال ونساء يحملون الهّم .. ويدركون الخطر .. ويذودون عن الحياض .. وينصحون بكل صدق وإخلاص . لهذه الأمة عموماً ولمجتمعنا خصوصاً الذي أصبح مقصد الأعداء في كل شأن من شؤونه ومجال من مجالاته ..
ولعلكم وأنتم في طيبة الطيبة، تزدادون إيماناً وثقة وثباتاً ومسؤولية بكل ما يدار في لقاءاتكم واجتماعاتكم ونقاشاتكم..وتتذكرون أنكم إن قلتم الحق ودافعتم عنه – وأنتم أهل لذلك - إنما تدافعون عن الإسلام الذي انتشر من هذه البقعة المباركة فهنيئا لكم ، فهذه المدينة النبوية لم يخرج منها قط إلا الحق ولم يوح فيها أبداً بغير الهدى، ولم تعرف المرأة في تاريخها الطويل المظلم المهان .. لم تعرف الحق والعدل والإنصاف إلا من هذه المدينة المباركة .. لم تذق طعم الإكرام .. والإعزاز إلا من هذه المدينة.
فقد كانت قبل مبعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تعيش في صور من الذل والإهانة .. والظلم والاستعباد .والجور و الإجحاف .. فجاء الإسلام .. وجاء محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام .. ليكرم المرأة .. ويعلي شأنها .. ويرفع منزلتها .. ويعيد لها حقوقها .. لقد جاء محمد صلى الله عليه وسلم ليسحق عنها الظلم ويبدد الظلمات ويفيض عليها الخير، وبالفعل فقد حصلت المرأة في ظل شريعة الإسلام وهدى خير الأنام كل خير وحق وفضل فاستعادت نسمات الحرية المفقودة ونعمت بحقوقها .. وتمتعت بما شرع الله لها حتى لم تشبهها امرأة من نساء العالمين في جلال حياتها وسناء منزلتها..
حتى قال أحد المستشرقين في كتاب الإسلام ونفسية المسلمين : ( من أراد أن يتحقق عن عناية محمد بالمرأة فليقرأ خطبته في مكة التي أوصى فيها بالنساء) !
- لقد أكرم الإسلام المرأة حين جعلها صنو الرجل (( ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف )) .. (النساء شقائق الرجال).
- أكرمها أماً فجعل طاعتها تلي طاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وحقها مقدم على الأب بثلاث .
- وأكرمها بنتاً فجعلها سبباً في نجاة أبيها من النار إذا أحسن تأديبها وتربيتها وصبر عليها .
- وأكرمها زوجة حين جعل جزاءها على طاعة زوجها أن تخير في دخول الجنة من أبوابها الثمانية وأوصى بالإحسان إليها .
- وأكرمها حين سمى سورة في القرآن باسمها وسورة باسم جنسها ..وأشاد في سور كثيرة بالمؤمنة وأخلاقها
- وأكرمها اقتصاديا حين أثبت لها حق الملكية والتصرف في مالها.
- وفرض لها نصيبا من الميراث بعد أن كانت جزءا منه ، ومع هذا ألزم الولي بالنفقة عليها ولو كانت غنية.
- وأكرمها حين حذر من قتلها في الحروب لضعفها.
- وأكرمها حين أوصى بتعليمها كل ما ينفعها.
- وأكرمها بحفظها وصيانتها ورعاية سمعتها وفرض عقوبة على من تعرض لعرضها بالأذى والقذف.
- وأكرمها حين جعلها ناصحة بالمعروف .. مشاركة في مهام الأمة وقضاياها بالنصيحة والدعوة والرأي..
إلى غير ذلك من المجالات التي حفل الدين بإكرامها . فهل عرفت البشرية دينا ومنهجاً عني بالمرأة كعناية الإسلام بها؟
ولا زالت ولن تزال المرأة في بلادنا بلاد الحرمين خاصة تنعم بحقوقها ، وتتميز بمكانتها ، وتتمتع بحريتها دون سائر نساء أهل الأرض ، والواقع الغربي والمجتمعات العربية المقلدة له شاهد على ما تتميز به المرأة المسلمة في بلادنا من حقوق ومكرمات...
فهل لنا حاجة بعد هذا التكريم – معاشر الفضلاء – أن نصدق تلك الدعاوى المشبوهة التي تثار ضد المرأة في مجتمعنا المحافظ الكريم ؟!! هل يليق بالغني أن ينظر بما في أيدي الفقراء ؟ فقد أغنانا ديننا عن دعاواهم .
وكم في بث تلك الدعاوى المغرضة والمطالب الباطلة من خدمة لأعداء ديننا وبلادنا وأعداء المرأة أيضاً من أدعياء تحريرها .؟.
إنهم بمطالبهم ودعاواهم تلك لا يريدون تخليص المرأة من ظلم إنما يريدون كما قال الله تعالى عنهم ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً).
فهم يهدفون إلى إخراج المرأة عن دينها وعفتها وطهارتها لنشر الفوضى الأخلاقية والأمنية في مجتمعنا كما هو حال المجتمعات المتحررة من الحياء والتي مازادت المرأة إلا إهانة وإذلالاً وتفسخاً وانحطاطاً وظلما. ينظر بتوسع إلى ورقة حول تغريب المرأة في هذا البلد المبارك باسم: (معركة تحرير المرأة في السعودية) وورقة أخرى بعنوان : (الحرية التي يريدونها للفتاة السعودية).
فحذار حذار أيها الأمناء والأمينات أن تكونوا بأطروحاتكم ومداخلاتكم وتوصياتكم مـمن يسعى لهدم الإسلام أو يخدم الهدامين بما يحقق لهم آمالهم وربما كان ذلك بغفلة أو مجاراة تهدم مكانة المرأة في مجتمعنا المسلم والذي هو آخر حصن من حصون الإسلام .
فأنتم تعلمون ما تتمتع به المرأة من إمكانات ومواهب ضخمة حباها الله إياها جديرة أن تبنى بها أمة أو تهدم بها أمة ، فإن المرأة هي حصن الأمة المنيع فاحذروا أن تكونوا سببا لولوج العدو من خلاله
قال حسان بن عطية أحد السلف ما أتيت أمة قط إلا من قبل نسائهم .. وهذا مصداق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم (ماتركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فالله الله أن تؤتي المرأة في بلاد مهبط الوحي من قبلكم فقد عزّ على الأعداء أن تبقى المرأة في بلادنا حرماً مصوناً وعرضاً طاهراً ورحماً عزيزاً وجوهرة مكنونة، عزّ عليهم أن تبقى فتاة الجزيرة صامدة أمام الحملات الشرسة، معتزة بحجابها، فخورة بحيائها، ترى الغرب مضرب الذل والإهانة والتخلف الحقيقي.
بمقابل ما تتمتع به المرأة في بلادنا من حقوق ومكارم ومميزات وهذا لا يمنعنا من الاعتراف ببعض الممارسات الخاطئة والمظالم الواقعة على بعض النساء من بعض أفراد المجتمع .. فهناك صور نشاز من الظلم والإهانة والحرمان تلاقيها بعض أخواتنا في مجتمعنا من بني جلدتنا .. ولكنها ليست صفة سائدة ، وليست شريعة الله المتهم بل هي بسبب الهوى والجهل بدين الله الذي رسخه عند الرجل والمرأة ضحالة التعليم الشرعي في مؤسسات التعليم ، وبرامج الإعلام ، ويزيد الأمر سوءاً ما تقوم به عدد من وسائل الإعلام من البرامج الموجهة لهدم العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة وعرض قضاياهما بصورة صراع بين ندين تحث المرأة فيها على التخلص من سلطة الرجل زعموا
أما التشريعات الربانية للمرأة فهي منـزهة عن الظلم والإجحاف (إن الله لا يظلم الناس شيئاً ولكن الناس أنفسهم يظلمون) .
أيها النبلاء: إن أملنا فيكم كبير في أن تنال المرأة مربية الأجيال (وهي الأم والأخت والبنت والزوجة ..، من بحوثكم ودراساتكم ، ومداخلاتكم أن تنال ما يخدم مصالحها الشرعية وقضاياها الحقيقية ومشكلاتها الواقعية .
فالعانس ومشكلاتها، والمطلقة ومأساتها، والأرملة ومعاناتها، والفقيرة وحاجاتها ، والمتعلمة ووضعها والمعاقة ومعاناتها واليتيمة وبؤسها والمرأة العاملة ومتاعبها والتزاماتها , والسجينة وقضيتها كلها .. قضايا ومشاكل تحتاج إلى دراسات ميدانية وتقارير شاملة ، وحلول ناجحة ، وتوصيات صريحة واضحة يكون فيها الإكرام للمرأة ورعاية حقوقها وحفظها من أن تستغل لممارسات سيئة تنعكس على الأسرة السعودية والمجتمع السعودي بالسوء والعقوبة، (ينظر بتوسع إلى ورقة (يا مصلحون أوصدوا الأبواب أمام زحف التغريب).
فإن من المسلَّمات لدى المؤمنين اختصاص المولى جل وعلا بالخلق والأمر ، وأن أمره سبحانه ناشئ عن علم تام وحكمة متناهية فهو العليم سبحانه بالخلق وما يحتاجون إليه ( ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير ) فبالعلم المحيط ، والحكمة المتناهية المقتضية لوضع الأمور في نصابها شرعت الشرائع ، وحدت الحدود بما يتوافق وطبيعة هذا الإنسان ، مع مراعاة خصائص كل منهما ، وليس الذكر كالأنثى فجاءت شريعة الإسلام أفضل الشرائع وأحكمها وأعدلها وأرحمها بالخلق ، فاستحقت بذلك أن تكون خاتمة الشرائع ، صالحة لكل زمان ومكان مهما تعاقبت الأزمان ، وتغيرت متطلبات الإنسان .
وما على المؤمن حيال ذلك إلا التسليم التام لشرع الله والرضى به ، وألا يجد في نفسه أدنى حرج وضيق ، وألا يختار غيره بديلا فحينئذ يتحقق وصف الإيمان ، وبدون ذلك تنتفي حقيقة الإيمان قـال تعالى ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما )
ومن هذا المنطلق الإيماني وبالتمسك بالوحيين تتحقق السعادة في الدارين ، وتندحر كل شبهة يرجف بها المرجفون ، ويحيكها المتآمرون .
إن حقوق المرأة وواجباتها جاءت متلائمة بما يتوافق وطبيعة المرأة وتكوينها وصدق الله القائل (وليس الذكر كالأنثى ) وإن تلك الحقوق يجب أن تفهم وتنزل وفقا للنصوص الشرعية وفق فهم الصحابة الكرام رضي الله عنهم وسلف هذه الأمة الذين شهد الله لهم بالخيرة فليست الأمور متروكة للأهواء والرغبات ، و(ما يطلبه المستمعون) ..
وحين تعطى المرأة ما لها وما عليها وفق شرع الله فقد تحررت حقا من كل ظلم وتعسف وافتراء وابتزاز وابتذال ، وأصبحت امرأة صالحة مصلحة طاهرة مصونة عفيفة تبني في مجتمعها ولا تهدم .
ألا وإن من أعظم حقوق المرأة المنصوص عليها في الشرع المطالبة بالعمل وتوظيف المرأة ، ولكن داخل بيتها فتلك أسمى وظيفة وأشرفها ، وهي الملائمة لتكوينها الجسدي والأنثوي ، والنفسي ، والعاطفي ، وأما العمل خارج منزلها فهو الجهد المضني الذي يشقى به جسم الإنسان ، وقد أشار الله سبحانه إلى ذلك حين أفرد الخطاب لآدم في قوله تعالى ( ولا يخرجنكما من الجنة فتشقى ) فآدم لما كان هو الكادَّ على زوجه والكاسب لها كان بالشقاء أخص ، فعمل المرأة خارج منزلها شقاء لا تتحمله .
وبقدر تحقيقها لوظيفتها داخل بيتها يتحقق لهذه الأمة السمو والكفاءة ، والنمو الاقتصادي ، كما شهد بذلك الأعداء قبل الأصدقاء .
أما من حيث الكفاءة فالمرأة من أكبر المصانع المنتجة للبشر الأكفاء ، ووراء كل رجل عظيم امرأة عظيمة ، وأما من حيث النمو الاقتصادي فدونك تجربة اليابان أكبر الدول من حيث النهضة الاقتصادية فهل كان بسبب خروج المرأة للعمل ؟ كلا. بل إن الأرقام تشير إلى أن الرجل يشغل 73% في حجم العمالة ، ونسبة مشاركة المرأة في العمل خارج البيت 27% من إجمالي العمالة في المجتمع الياباني ، وأما البقية فقد تفرغن لوظيفة البيت الهامة ، فهن سلاح البلاد ، وقوة العمل غير المعترف بها ، إنها العمود الفقري للأمة ، فهن المسؤولات عن البيوت ، فلا وجود للخادمات في المجتمع الياباني . فالاحتفاظ بدور المرأة ، وفق الفطرة في بيتها هو قمة النجاح لأي مجتمع .
هذا هو دور المرأة الحقيقي ، وأما ما ينادي به أعداء المرأة من دعوة لتحررها -من كل الضوابط والأخلاق والقيم بدعوى الحرية والمساواة- فتلك دعاوى باطلة ماكرة خبيثة بدأ يلفظها أسيادهم في الوقت الذي تعالت فيه صيحات عقلاء الغرب ، بل ونساؤهم اللاتي خرجن وحققن المساواة التامة المزعومة في كل شيء مع الرجل ليطالبوا بتحديد ميدان عمل المرأة ، وحدوده وحصره في بيتها وأسرتها وأطفالها.
فقد اقترحت لجنة دراسة العمل في أمريكا بإدراج تربية الطفل في عداد الوظائف والأعمال التي يجب على الدولة أن تدفع لها الرواتب والأجور ، وعلقت اللجنة (( نستطيع أن نرى السخافة التي تُعرِّف العمل على أساس أنه وظيفة بأجر فربة البيت طبقا لهذا التعريف لا تعتبر عاملة ، ولكن إذا أحل الزوج محلها خادمة أو طباخة أو مربية أطفال فإن هؤلاء النسوة يعتبرن عاملات ) .
إننا حقيقة بحاجة إلى إعادة تعريف مفهوم العمل ، والإنتاجية ، والبطالة ، ورد هذه المصطلحات إلى أصالتها الإسلامية. فالعمل حسب الأصول الإسلامية في القرآن والسنة : هو الذي يهدف إلى الارتقاء
بالإنسان إلى منزلة أحسن تقويم التي تؤهله لأداء دوره الذي أراده الله سبحانه له في الأرض . وحين يتركز مفهوم العمل حول هذا الهدف النبيل تحتل ربات البيوت ومربيات الأجيال مكانتهن اللائقة بهن .
وبعد كل ذلك فلا يعني ما سبق بالضرورة تحريم عمل المرأة خارج بيتها ، بل المراد تقرير أن أصل عمل المرأة ووظيفتها الحقيقية في بيتها سواء في تربية أطفالها ورعاية أسرتها والاهتمام بزوجها ، أو في أي عمل تنتفع به في دينها ودنياها ، فإذا ما أرادت بعد ذلك أن تخرج فلا مانع من ذلك ، ولكن وفق ضوابط وشروط منها : ألا يكون عملها يتعارض مع عملها الأساسي ، وأن يكون وفق الضرورة والحاجة ، ملائما لطبيعة المرأة ، بعيداً عن الاختلاط بالرجال ، مراعيا للحشمة والحياء والحجاب . ينظر بتوسع إلى بحث ( الحرية حق كفله الإسلام للمرأة للدكتورة / ساره آل جلوي ) .
ولعنا في ختام هذه الرسالة أن نقف مع موضوع مهم يكثر الحديث حوله خاصة فيما يتعلق بالمرأة ألا وهو المرأة والتعليم، إن الإسلام دعا إلى تعليم المرأة المسلمة ، فأوّل آية نزلت في القرآن الكريم كانتْ داعيةً إلى العلم ( اقرأ باسم ربك الذي خلق ) .
إيذاناً بانتهاء عصر الجهل والتخلُّف ، وبَدْء عصر جديدٍ ، عصر العلم والتقدُّم والاكتشاف والنبوغ .
وتعلمت المرأة السعودية ، وحققتْ نتائج كبيرة باهرة ، وغدت متفوّقة في تعليمها ، محققةً نتائج كبيرة في ميادين تخصصها ، وأصبحتْ مؤثرة في مجتمعها .
بعيداً – والحمد لله – عن أجواء الفتنة والاختلاط بالرجال في كل مراحل التعليم ، ولم تشكُ يوماً من مضايقة الرجال لها ، لأنها تعمل وهي مصونة وهي آمنة وهي حُرّة غير مقيّدة .
لقد أعلنتْ إدارة الرئيس جورج بوش عن عزمها تشجيع مبدأ عدم الاختلاط بين البنين والبنات في المدارس العامة ، وصدر إعلان هذا المشروع في السجل الفيدرالي في الصحيفة الرسمية بتاريخ 8/5/2002م . وذلك فيما يبدو تداركاً لمشكلة كبيرة عاشتها أمريكا .
ولئن كان الرئيس الأمريكي تنبأ بضرورة هذا الفصل وأهميته فإن ديننا قد أمرنا بهذا ، وهذه البلاد والحمد لله طبّقته واقعاً في مدارسها منذ عام 1380هـ ضمن خطط الرئاسة العامة لتعليم البنات .
لقد انتصرتْ المرأة المسلمة في السعودية والحمد لله على كل نساء الأرض إذْ حققت توازناً خطيراً لم تستطع نساء الدنيا أن يحققن ذاك التوازن ، ألا وهو : التعلم + العفِّة .
كتب سكوت بيتر سون مراسل صحيفة كريستيان ساينس موينتور الأمريكية واسعة الانتشار تحقيقاً قال فيه : لم يقفْ الحجاب أمام تطور المرأة السعودية التي تتعامل باقتدار مع أحدث برامج الحاسوب والإدارة ونظريات التعلُّم .
وإنَّ نظرةً سريعةً حول بعض الإحصاءات في العالم الحر الذي ترك المرأة تتعلم وفتح لها باب الاختلاط لكنه مع الأسف لم يعتن بكرامتها ، ولم يعتن بأمنها ، ولم يعتن بشرفها ومكانتها الراقية العالية ، هذه النظرة تعطينا المدى السحيق الذي ارتكستْ فيه الفتاة عندهم .
فمثلاً : في أمريكا : مليون حالة حمل سنوياً وسط اليافعات ، ( 406 ) آلاف حالة يتم التخلص منها بالإجهاض ( Adortion ) وَ ( 134 ) ألفاً منها يتم بإسقاط الحمل ، بينما يخرج ( 490 ) ألف طفل غير شرعي سنوياً ، وهذا الرقم يُشكل حوالي 28% من الإجمالي السنوي لعدد المواليد ، حسبما أفاد بذلك المركز القومي للإحصاءات الصحيّة . فالحمد لله على نعمة الإسلام .
كما يجب أن تكون المدارس ودور العلم التي تتلقى فيها الفتاة تعليمها مجهزة بمبانٍ صممتْ هندسياً لتلبي الاحتياجات النفسية للطالبات ، كما يجب أنْ تكون مهيّأة بكافة التجهيزات الفنية ، والعلمية والعملية التي تخدم الفتاة وتنمي ثقافتها وحصيلتها العلمية ؛ لترتقي في مجالها .
إن المرأة في حاجة إلى إعادة النظر في التخصصات الموجودة الآن ، حتى تتناسب وطبيعتها ، نظراً للاختلاف الكبير بين طبيعتها وطبيعة الرجل ، فالدراسات والأبحاث أكدتْ الفروق السلوكية والبيولوجية بين الرجال والنساء ، قال جل وعلاه ( وليس الذكر كالأنثى ) .
يقول الدكتور ألكسيس كاريل : (( يجب أن يبذل المربون اهتماماً شديداً للخصائص العضوية والعقلية في الذكر والأنثى، وكذا لوظائفها الطبيعية ، هناك اختلافات لا تُنكر بين الجنسين ؛ ولذلك فلا مناص من أن نحسُب حساب هذه الاختلافات في إنشاء عالمٍ متمدِّن )) .وانطلاقاً من هذا المبدأ وهذه الطبيعة المختلفة بين الجنسين فإنه يجب أنْ يُفتح في الجامعات من التخصصات ما يناسب هذه الطبيعة التي خلقها الله حتى تستطيع المرأة أن تتفاعل وتُنتج وتُقدِّم صوراً مشرقة في مجالها الخاص بها .
أما أن توجه المرأة لتخصصات بعيدة كل البعد عن خصائصها التي جبلها عليها ، وعن فطرتها وقدرتها ، فهذا من الظلم لها ، ومن الاستهانة بحقوقها ، ومن التعامي عن فطرتها وطبيعتها وخصائصها ، وبالتالي ينتج منه عدم تفاعلها وإنتاجها ، بل واستسلامها في النهاية .
فلا يصح مثلاً أن توجه المرأة إلى جانب الدعاية والإعلان ؛ لأنها ليست سلعة وأداة للجذب ، فلم تخلق إلاّ لجذب زوجها لا لجذب الناس للبضائع ولا أن تكون كابتن طيار فهي مهمة شاقة
لا تناسب طبيعة المرأة فضلاً عن مخاطرها ومحاذيرها الشرعية ، ولا أن تكون سفيرة أو دبلوماسية أو في أعمال مهنية كالحدادة والنجارة ... فهذا كله وغيره من السخرية بالمرأة ، وتحميلها ما لا تطيق ، والقفز على فطرتها ، بل وفيه تسخيرها لخدمة شهوات الذئاب ، تقول : ألورا رولي مقدمة برامج في شبكة الأخبار العالمية (CNN ) بعد أن تركت العمل في الشبكة : إن الأمومة أنقذتني .
إذاً لا بد من التركيز على التخصصات التي تناسب طبيعة المرأة ، والتي تدعوها للعمل والإنتاج والإصلاح .
ولمراعاة طبيعة المرأة وخصائصها ، فإنه لا بد من مناهج تعليمية توجه هذه الطبيعة وتنميها إلى أبعد حد ممكن ، وذلك فيما يتعلق بدورها في الأسرة ودورها في المنزل ، وواجباتها تجاه زوجها ، وطرق وأدوار تربية الأولاد ، وتجاوز الصعوبات والمشاكل التي تواجهها في التربية ، وتعليمها المسائل الفقهية ، والقضايا الشرعية التي تهمها كأم أو زوجة أو بنت ، فالمرأة في الإسلام لها أحكام كثيرة دقيقة منضبطة لا غنى لها عن تعلمها لتواجه الحياة على بصيرة وعلم .
ونتساءل لماذا الفتاة تتعلم أشياء كثيرة معقدة تصرف فيها وقتها وجهدها وتفكيرها وهي بعيدة كل البعد عن حياتها العملية وعن طبيعتها ، فلماذا تتعلم أدق وأصعب المعادلات الكيميائية ؟ هل المطلوب تخريج كيميائيات ... ؟ أو تدرس علم الأرض بكل تفاصيلها الدقيقة ... ؟ وهذا لا يخصها ولا يهمها .
إذاً فمن الأمانة بهذا النشء وبهؤلاء الفتيات أن يتعلمن ما يحتجن إليه في حياتهن العملية وما يتوافق مع أنوثتهن وطبيعتهن ؛ كي يحققن نتائج عظيمة بإذن الله تعالى .
وفي الختام .. كونوا وفقكم الله حماة للمرأة من الدعاوى الباطلة المزيفة من دعاة التغريب والتحرر، كونوا قوامين بالقسط شهداء لله بالحق ..وقولوا للمرأة من هي المرأة في الإسلام .. ومكانتها فيه.
خوفوها من التمرد على الفطرة والتنكر للدين ومبادئه قولوا لها عوداً حميداً أيتها العاقلة الطاهرة .. عوداً حميداً أيتها الدرة المصونة تنالي سعادة الدنيا والآخرة وتعيشي حياة طيبة (( من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون )).
جعلنا الله جميعا مفاتيح للخير مغاليق للشر منارات للهدى مقامع للعداء آمين
وصلى على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
كتبها الأخ الكريم الصياد
المصدر : الساحات