منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

2 مشترك

    تذكرة الأبرار بالجنة والنار

    avatar
    d.mohamedaloi
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد المساهمات : 144
    نقاط : 6625
    السٌّمعَة : 24
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 49
    أوسمه : تذكرة الأبرار بالجنة والنار Ououo_14

    تذكرة الأبرار بالجنة والنار Empty تذكرة الأبرار بالجنة والنار

    مُساهمة من طرف d.mohamedaloi الأربعاء 1 فبراير 2012 - 11:22

    تذكرة الأبرار بالجنة و النار


    تذكرة الأبرار بالجنة و النار


    تأليف

    د/ أحمد فريد

    نبذة عن الكتاب : يعيش القارىء الكريم مع هذه الرسالة فى ذكر الجنة و النار و ما ورد فيهما من صريح الأخبار و صحيح الآثار حيث لخص المؤلف فيها حياة الأشقياء نعوذ بالله من حالهم و مهادهم طعامهم و شرابهم - ثم أردف ذلك بذكر حياة السعداء – نسأل الله من فضله العظيم و كرمه العميم

    الناشر


    الدار السلفية للنشر و التوزيع

    الإسكندرية ت: 0123490589
    مكتبة مشكاة الإسلامية




    قال تعالى: } فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُور {(أل عمران: 185)

    *****


    و قال النبيr: " للجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله والنار مثل ذلك "[1]


    *****

    و قال النبيr: " ما رأيت مثل النار نام هاربها ولا مثل الجنة نام طالبها"[2]
    بسم الله الرحمن الرحيم

    مقدمة

    نسأل الله حسن الخاتمة


    الحمد لله الذى أسكن عباده هذه الدار, و جعلها لهم منزلة سفر من الأسفار, و جعل الدار الآخرة هى دار القرار, فسبحان من يخلق ما يشاء و يختار, و يرفق بعباده الأبرار فى جميع الأقطار, و سبقت رحمته بعباده غضبه و هو الرحيم الغفار, أحمده على نعمه الغزار, و شكره و فضله على من شكر مدرار, و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الواحد القهار و أن محمدا عبده و رسوله النبي المختار, و الرسول المبعوث بالتيسير و الإنذار صلى الله عليه و على اله و صحبه صلاة تتجدد بركاتها بالعشى و الإبكار.



    أما بعد:



    فمن تأمل أحوال السابقين من أمة سيد المرسلين و جدهم فى غاية الطاعة لله عز و جل, و الكف عن معصيته, و هم مع ذلك فى غاية الخوف و الإشفاق و الحذر من الله عز و جل و عظيم عقابه و أليم عذابه.



    كان ثابت البنانى يستوحش لفقد التعبد بعد موته فيقول: يا رب إن أذنت لأحد أن يصلى فى قبره فأذن لى.



    ملأوا الحياة عبادة و طاعة لله عز و جل و رغبة فى طاعته و طمعا فى رضاه, و كثر مع ذلك خوفهم و بكاؤهم حتى أشفقوا من فقد البكاء و الخشية بعد الموت و تمنوا لو وجدوا من يبكى عنهم بعد وفاتهم.



    كان يزيد الرقاشى يقول فى بكائه: يا يزيد من يبكى بعدك لك, و من يترضى ربك عنك.



    و دخلوا على الجنيد عند الموت و هو يصلى فقالوا له: الآن فقال: الآن تطوى صحيفتى.



    قيل لأبى بكر النهشلى و هو فى الموت: اشرب قليلا من الماء, قال: حتى تغرب الشمس.



    قرىء على أحمد بن حنبل فى مرضه أن طاووسا كان يكره الأنين فما أن حتى مات.



    يا ديار الأحباب أين السكان, يا منازل العارفين أين القطان, يا أطلال الوجد أين أين البنيان.



    لا تعرضن بذكرنا فى ذكرهم
    ليس السليم إذا مشى كالمقعد



    حسبك أن قوما موتى تحيى بذكرهم النفوس, و إن قوما أحياء تقسو برؤيتهم القلوب, سلام على تلك القبور, و رضوان الله على حشو تلك اللحود.



    أماكن تعبدهم باكية, و مواطن خلواتهم لفقدهم شاكية, زال التعب و بقى الأجر, ذهب ليل النصب و طلع الفجر

    إن كنت تنوح يا حمام البان

    للبين فأين شاهد الأحزان

    أجفانك للدموع أو أجفانى

    لا يقبل مدع بلا برهان



    و من تأمل أحوالنا من قسوة القلوب و قلة تقواها, و غلبة التكاسل عن الطاعات و الزهد فى القربات و قلة التورع عن المحرمات, و تفكر بعقله و قلبه أليس الإسلام هو الإسلام؟ و القرآن هو القرآن؟ فما بال أحوالنا لا توافق أحوال السلف الكرام, و إنما ينطبق علينا قول القائل:

    يا من إذا تشبه بالصالحين فهو عنهم متباعد, و إذا تشبه بالمذنبين فحاله و حالهم واحد, يا من يسمع ما يلين الجوامد و طرفه جامد و قلبه أقصى من الجلامد, إلى متى تدفع التقوى عن قلبك و هل ينفع الطرق فى حديد بارد.



    فما هى الأفة فينا حتى فارقت أحوالنا أحوالهم, و باينت أعمالنا أعمالهم؟ هل الآفة هى عدم الإيمان!! كلا و الله نحن مؤمنون بالله عز و جل و اليوم الأخر.















    فما هى الأفة؟




    الآفة هي ضعف الإيمان بالله عز و جل و اليوم الأخر, و الإيمان إذا ضعف لا يدفع العباد إلى الطاعات و لا يحجزهم عن المعاصي, قال النبيr: " لا يزنى الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن, ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن ".[3]



    و المعاصي لا تنافى أصل الإيمان كما قال النبي r للصحابي الذي لعن من كان يشرب الخمر: " لا تلعنه فإنه يحب الله ورسوله ".[4]



    و علاج الإيمان يكون بالأخذ بأسباب تقويته, فإذا قوى إيمان العبد فإنه يسهل عليه عند ذلك أن يستجيب لله عز و جل و للرسول صلى الله عليه و سلم.



    كان الصحابة رضى الله عنهم يتعلمون الإيمان قبل القرآن, روى الحاكم بسند صحيح على شرط الشيخين عن ابن عمر رضى الله عنهما قال: عشنا برهة من الدهر و كان أحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن.



    و طريقة القرآن في تقوية الإيمان هي تكرير معاني الإيمان على القلوب و الأسماع, و انظر كيف كرر الله عز و جل و قرر لنا أمور الآخرة حتى ترتسم في القلوب و حتى لا تغيب عن العبد لحظة واحدة, فلا يقول قولا و لا يعمل عملا إلا و هو يستحضر الإيمان بالآخرة , فتارة يخبر الله عز و جل بها إخبارا مؤكدا كما قال تعالى: }إِنَّ السَّاعَةَ ءاَتِيَةٌ أَكَادُ أُخْفِيهَا) { طه: 15)



    و تارة يقسم الله عز و جل بوقوعها كما قال تعالى: } وَالذَّارِيَاتِ ذَرْواً * فَالْحَامِلَاتِ وِقْراً * فَالْجَارِيَاتِ يُسْراً * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْراً * إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ { ( الذاريات: 1-6)



    و تارة يأمر نبيه بالإقسام على وقوعها كما قال تعالى: }وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ {(سبأ: 3)



    و تارة يذم الله عز و جل المكذبين بها كما قال تعالى: } قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِلِقَاء اللّهِ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ {يونس:45



    و تارة يمدح المؤمنين بها كما قال تعالى:} لَّيْسَ الْبِرَّ أَن تُوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَـكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ { (البقرة:177)



    و تارة يخبر الله عز و جل بقرب يوم القيامة كما قال تعالى: } إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيداً * وَنَرَاهُ قَرِيبا ً{ (المعارج:6-7)



    فلا تكاد تقلب ورقة من المصحف حتى ترى خبر الآخرة, و لو ذكر الله ذلك فى موضع واحد لكان كافيا فى وجوب الإيمان بها, و لكن القرآن يكرر ذلك على القلوب حتى يقوى الإيمان بها فكيف العبد قلبه و جوارحه عن المعاصي و يحسبها على الطاعات لأن الإيمان بالآخرة استقر فى قلبه, و كان القرآن المكي كذلك تذكرة بالآخرة, و تقويه للإيمان بها ثم نزلت بعد ذلك الفرائض و الأحكام.



    عن عائشة رضى الله عنها قالت: أول ما نزلت من القرآن سورة فيها ذكر الجنة و النار- تعنى رضى الله عنها- سورة المدثر و هي ثاني سورة و فيها يقول جل و علا: } فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ{ (المدثر:8). و قوله جل و علا: } وَمَا جَعَلْنَا أَصْحَابَ النَّارِ إِلَّا مَلَائِكَة ً{ (المدثر:31) و قوله جلا و علا: } كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ * إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ * فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءلُونَ * عَنِ الْمُجْرِمِينَ{ ( المدثر:38-41) حتى إذا ثاب الناس إلى الإسلام نزل الحلال و الحرام, و لو نزل من أول الأمر "لا تزنوا" لقالوا لا ندع الزنا أبدا, و لو نزل " لا تشربوا الخمر" لقالوا لا مدع الخمر أبدا.



    أنزل على النبي r و أنا جارية ألعب: } بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ{ (القمر:46) و ما نزلت البقرة و النساء إلا و أنا عنده في المدينة.



    و مما ربى الله عز و جل به الإيمان كذلك فى قلوب الصحابة فرض قيام الليل فى ابتداء الدعوة.



    روى مسلم عن عائشة رضى الله عنها قالت: فرض الله عز و جل على نبيه r قيام الليل فقام النبي r و قام الصحابة معه حولا كاملا, و احتجز الله عز و جل خاتمة السورة اثنا عشر شهرا ثم نزل بعد ذلك التخفيف.



    و إنما قصدت رضى الله عنها الأمر بقيام الليل في قوله تعالى: } يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً * نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً * أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً * إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً{ (المزمل:1-6)



    و قصدت بالتخفيف الآية الأخيرة من السورة و هي قوله تعالى: } إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ وَاللَّهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآن{ِ (المزمل:20)



    فعلاج ضعف الإيمان إذن إنما يكون بالتذكير بالآخرة و تلاوة القرآن الذي يتضمن أعظم التذكير و أطيبه و تربية الإيمان كذلك بالطاعات بالقيام و الصيام و سائر القربات, و إنما قصدت بهذه الرسالة اللطيفة أن تكون تذكرة سريعة لمن لا يتسع وقته للمصنفات الكبار و مطالعة ما صنفه العلماء الأخيار في سائر الأعصار, فقد ضعفت الهمم و تقاصرت الأعمار , و تشاغل الناس بدنياهم عن دار القرار, و القلوب لا تصلح إلا بالوعظ و التذكير و التبشير و التحذير, عن أنس رضى الله عنه قال: قال رسول الله r: "والذي نفسي بيده لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا. قالوا : وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنة والنار".[5]



    قال الحافظ ابن رجب رحمه الله: و القدر الواجب من الخوف ما حمل على أداء الفرائض و اجتناب المحارم, فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثا للنفوس على التشمير فى نوافل الطاعات و الانكفاف من دقائق المكروهات و التبسيط فى فضول المباحات كان ذلك فضلا محمودا, فإن تزايد على ذلك بأن أورث مرضا أو موتا, أو هما لازما بحيث يقطع عن السعى فى اكتساب الفضائل المطلوبة المحبوبة لله عز و جل لم يكن محمودا. التخويف من النار (18) مكتبة الإيمان.



    و قد أنذر الله عز و جل بالنار و أمر المؤمنين بأخذ الوقاية من التعرض لها و بين خطرها فقال تعالى: } كَلَّا وَالْقَمَرِ * وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ * وَالصُّبْحِ إِذَا أَسْفَرَ * إِنَّهَا لَإِحْدَى الْكُبَرِ * نَذِيراً لِّلْبَشَرِ * لِمَن شَاء مِنكُمْ أَن يَتَقَدَّمَ أَوْ يَتَأَخَّر{َ (المدثر:32-37)



    قال الحسن: و الله ما أنذر العباد بشىء أدهى منها.



    و قال تعالى: } فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى{ (الليل:14)



    و عن عدى بن حاتم قال: قال رسول الله r: " اتقوا النار. قال: وأشاح, ثم قال: اتقوا النار. ثم أعرض وأشاح ثلاثا حتى ظننا أنه ينظر إليها. ثم قال: اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة".[6]



    و قال أبو الجوزاء: لو وليت من أمر الناس شيئا لاتخذت منارا على الطريق و أقمت عليه رجالا ينادون فى الناس النار النار.



    و عن مالك بن دينار قال: لو وجدت أعوانا لناديت فى منار البصرة باليل, النار النار ثم قال: لو وجدت أعوانا لناديت لفرقتهم فى منار الدنيا يا أيها الناس النار النار.



    و قال ابن عيينة: قال إبراهيم التيمى: مثلت نفسي في الجنة, أكل من ثمارها و أعانق أبكارها, ثم مثلت نفسي في النار, أكل من زقومها و أشرب من صديدها و أعالج سلاسلها و أغلالها, فقلت لنفسي: أي شيء تريدين؟ قالت أريد أن أعد إلى الدنيا فأعمل صالحا, قال: فأنت في الأمنية فأعملي, و نحن و الله في الأمنية فكل من قصر في طاعة الله عز و جل في الدنيا يطلب العودة إليها كلما عاين أمور الآخرة و ترك دار العمل و لا حساب إلى دار الحساب و لا عمل, قال تعالى: } حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْت{ُ (المؤمنون: 99-100)

    و قال تعالى: } وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ{ (الأنعام:27)



    و قال تعالى: } وَلَوْ تَرَى إِذِ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُو رُؤُوسِهِمْ عِندَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ{ (السجدة:12)



    و قال تعالى: } وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءكُمُ النَّذِير{ُ (فاطر:37)



    و قال تعالى: } قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيل{ (غافر:11)



    و أترك القارىء الكريم مع هذه الرسالة يعيش فى ذكر الجنة و النار و ما ورد فيهما من صريح الأخبار و صحيح الآثار حيث لخصت فيها حياة الأشقياء نعوذ بالله من حالهم و مهادهم طعامهم و شرابهم - ثم أردفت ذلك بذكر حياة السعداء – نسأل الله من فضله العظيم و كرمه العميم.



    و الإيمان بالآخرة يتضمن الإيمان بكل ما ورد فى كتاب الله فى شأنها و كل ما صحت به سنة رسول الله صلى الله عليه و سلم و أسأل الله أن يتقبل منا صالح الأعمال و أن يتجاوز عن سيئاتنا إنه على ما يشاء قدير و بالإجابة قدير و هو حسبنا و نعم الوكيل.







    النار


    صفة جهنم و أهوالها و أنكالها:



    قال الغزالى رحمه الله:



    يا أيها الغافل عن نفسه, المغرور بما هو فيه من شواغل هذه الدنيا المشرفة على الانقضاء, و الزوال, دع التفكير فيما أنت مرتحل عنه, و اصرف الفكر إلى موردك, فإنك أخبرت بان النار مورد للجميع, إذ قيل: } وَإِن مِّنكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَّقْضِيّاً * ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوا وَّنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً{ (مريم: 71-72)



    فأنت من الورود على يقين و من النجاة في شك, فاستشعر في قلبك هول ذلك المورد فعساك تستعد للنجاة منه, و تأمل في حال الخلائق و قد قاسوا من دواهي القيامة ما قاسوا, فبينما هم في كربها و أهوالها وقوفا ينتظرون حقيقة أنبائها و تشفيع شفائعها, إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب و أطلت عليهم نار ذات لهب, و سمعوا لها زفيرا و جرجة تفصح عن شدة الغيظ و الغضب, فعند ذلك أيقن المجرمون بالعطب و جثت الأمم على الركب, حتى أشفق البراء من سوء المنقلب, و خرج المنادى من الزبانية قائلا: أين فلان بن فلان المسوف نفسه في الدنيا بطول الأمل, المضيع عمره في سوء العمل, فيبادرونه بمقامع من حديد, و يستقبلونه بعظائم التهديد, و يسوقونه إلى العذاب الشديد, و ينكسونه في قعر الجحيم, و يقولون له: } ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيم{ُ (الدخان:49). فاسكنوا دارا ضيقة الأرجاء, مظلمة المسالك, مبهمة المهالك, يخلد فيها الأسير, و يوقد فيها السعير, شرابهم فيها الحميم, و مستقرهم الجحيم, الزبانية تقمعهم, و الهاوية تجمعهم, أمانيهم فيها الهلاك, و ما لهم منها فكاك, قد شدت أقدامهم إلى النواصي, و اسودت وجوههم من ظلمة المعاصي, ينادون من أكنافها و يصيحون في نواحيها و أطرافها: يا مالك قد حق علينا الوعيد, يا مالك قد نضجت منا الجلود, يا مالك أخرجنا منها فإنا لا نعود.



    فتقول الزبانية: هيهات لات حين أمان, و لا خروج لكم من دار الهوان, فاخسأوا فيها و لا تكلمون, و لو أخرجتم منها لكنتم إلى ما نهيتم عنه تعودون, فعند ذلك يقطنون و على ما فرطوا في جنب الله يتأسفون, و لا ينجيهم الندم, و لا يغنيهم الأسف, بل يكبون على وجوههم مغلولين, النار من فوقهم, و النار من تحتهم, و النار عن أيمانهم, و النار عن شمائلهم فهم غرقى في النار, طعامهم نار, و شرابهم نار, و لباسهم نار, و مهادهم نار, فهم بين مقطعات النيران و سرابيل القطران و ضرب المقاطع و ثقل السلاسل, فهم يتجلجلون في مضايقها, و يتحطمون في دركاتها, و يضربون بين غواشيها, تغلى بهم النار كغلى القدور, و يهتفون بالويل و العويل, و مهما دعوا بالثبور صب من فوق رؤوسهم الحميم, و يصهر به ما في بطونهم و الجلود و لهم مقامع من حديد, تهشم بها جباههم فينفجر الصديد من أفواههم, و تنقطع من العطش أكبادهم, و تسيل على الخدود احداقهم, و يسقط من الوجنات لحومها و هم مع ذلك يتمنون الموت فلا يموتون.[7]





    [1] رواه البخاري (11/321) الرقاق, عن عبد الله بن مسعود و رواه أحمد (1/387/413/442).


    [2] رواه الترمذى بإسناد حسن لغيره, و انظر السلسلة الصحيحة للألباني (رقم 953).


    [3] رواه البخاري (10/30) الأشربة, و مسلم (2/41) الإيمان.


    [4] رواه البخاري (14/75) الحدود.


    [5] رواه مسلم (4/150), 151) الصلاة, و أحمد (3/170).




    [6] رواه البخاري (1/400) الرقاق.


    [7] إحياء علوم الدين (2986-2988)
    avatar
    d.mohamedaloi
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد المساهمات : 144
    نقاط : 6625
    السٌّمعَة : 24
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 49
    أوسمه : تذكرة الأبرار بالجنة والنار Ououo_14

    تذكرة الأبرار بالجنة والنار Empty رد: تذكرة الأبرار بالجنة والنار

    مُساهمة من طرف d.mohamedaloi الأربعاء 1 فبراير 2012 - 12:30

    عمق جهنم و شدة حرها:



    عن عتيبة بن غزوان عن النبي r قال: " إن الصخرة العظيمة لتلقى من شفير جهنم فتهوي فيها سبعين عاما ما تفضي إلى قرارها".رواه أحمد (4/174), و الترمذى (10/45/46) صفة جهنم, و صححه الألباني.



    و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: " كنا عند رسول الله r: أتدرون ما هذا؟ قلنا الله و رسوله أعلم. قال: هذا حجر أرسله الله في جهنم منذ سبعين خريفا فالآن حين انتهى إلى قعرها".رواه مسلم (17/179) كتاب الجنة, باب جهنم. و الوجبة هي السقطة.

    و الوجبة هي صوت سقوط الشيء من مكان عال.

    و لجهنم سبعة أبواب, قال الله عز و جل:} َوإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ* لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِّكُلِّ بَابٍ مِّنْهُمْ جُزْءٌ مَّقْسُومٌ{ (الحجر:43- 44). و قيل: المراد بالأبواب الأطباق طبق فوق طبق.



    و عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه في قوله تعالى: } وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَة{ُ (البقرة:24) قال: هي حجارة من كبريت خلقها الله يوم خلق السموات و الأرض في السماء الدنيا يعدها للكافرين, و في الصحيحين من غير وجه عن رسول الله r أنه قال: " لا تزال جهنم يلقى فيه و تقول هل من مزيد حتى يضع فيها رب العزة قدمه فيزوى بعضها إلى بعض فتقول قط قط وعزتك".رواه البخارى (8/594) التفسير, و مسلم (17/184) كتاب الجنة.



    و عن ابن مسعود رضى الله عنه في قوله: } إِنَّهَا تَرْمِي بِشَرَرٍ كَالْقَصْر{ِ (المرسلات:32) قال: أما إنى لست أقول كالشجرة و لكن كالحصون و المدائن.



    و عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول اللهr:" ناركم هذه، التي يوقد ابن آدم، جزء من سبعين جزءا من حر جهنم. قالوا : والله! إن كانت لكافية، يا رسول الله! قال: فإنها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا. كلها مثل حرها". رواه البخارى (6/330) بدء الخلق, و مسلم (17/179) كتاب الجنة, و مالك في الموطأ (2/994) جهنم, و الترمذى (10/58) صفة جهنم.



    طعام أهل النار:



    قال الله تعالى: } لَّيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٍ * لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِن جُوع{ٍ (الغاشية: 6-7)

    الضريع نوع من الشوك لا تأكله الدواب لخباثته.



    و قال تعالى: المزمل: } إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيما{ً ( 12-13), عن ابن عباس رضى الله عنه قوله تعالى: } َطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ {قال: شوك يأخذ بالحلق لا يخل و لا يخرج.



    و قال تعالى: } ثُمَّ إِنَّكُمْ أَيُّهَا الضَّالُّونَ الْمُكَذِّبُونَ * لَآكِلُونَ مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ * فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُونَ * فَشَارِبُونَ عَلَيْهِ مِنَ الْحَمِيمِ * فَشَارِبُونَ شُرْبَ الْهِيمِ * هَذَا نُزُلُهُمْ يَوْمَ الدِّين {ِ) الواقعة: 51-56)



    و قد وصف الله عز و جل شجرة الزقوم فقال: } إِنَّهَا شَجَرَةٌ تَخْرُجُ فِي أَصْلِ الْجَحِيمِ * طَلْعُهَا كَأَنَّهُ رُؤُوسُ الشَّيَاطِينِ* فَإِنَّهُمْ لَآكِلُونَ مِنْهَا فَمَالِؤُونَ مِنْهَا الْبُطُون َ* ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَيْهَا لَشَوْباً مِّنْ حَمِيمٍ * ثُمَّ إِنَّ مَرْجِعَهُمْ لَإِلَى الْجَحِيم{ِ ( الصافات: 64-68), و الشوب هو الخلط و المزج أى يخلط الزقوم المتناهى في القذارة و المرارة و الحميم المتناهى في اللهب و الحرارة.



    و عن ابن عباس رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ هذه الآية: } اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُون{َ (أل عمران: 102) فقال رسول اللهr: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في دار الدنيا لأفسدت على أهل الدنيا معايشهم فكيف بمن يكون طعامه".رواه الترمذى (10/54) صفة جهنم, و قال: هذا حديث حسن صحيح, و أحمد (1/301/338), و ابن ماجة (4325) الزهد, و صححه الألباني في صحيح الجامع رقم (5126), و صححه عبد القادر الأرناؤوط في تحقيق جامع الأصول.

    قال الله تعالى: } فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ * وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِين{ٍ (الحاقة: 35-36)



    قال ابن عباس: الغسلين الدم و الماء و الصديد الذي يسيل من لحومهم.



    و التوفيق بين ما ها هنا و بين قوله: } إِلَّا مِن ضَرِيع{ٍ و قوله: }مِّن زَقُّوم{ٍ و قوله: }مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ{ (البقرة:174) أنه يجوز أن يكون طعامهم جميع ذلك أو أن يكون العذاب أنواع و المعذبين طبقات فمنهم أكلة الضريع و منهم أكلة الزقوم و منهم أكلة النار لكل منهم جزء مقسوم.





    شراب أهل النار:



    قال الله تعالى: } وَيُسْقَى مِن مَّاء صَدِيدٍ * يَتَجَرَّعُهُ وَلاَ يَكَادُ يُسِيغُهُ وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ{ (إبراهيم: 16-17)



    أى يستقى من ماء صديد شديد النتانة و الكثافة فيتكرهه و لا يكاد يبتلعه من شدة نتانته و كثافته.



    قال تعالى: } وَسُقُوا مَاء حَمِيماً فَقَطَّعَ أَمْعَاءهُمْ{ (محمد: 15)



    و الحميم هو الماء الحار المغلي بنار جهنم يذاب بهذا الحميم ما في بطونهم و تسيل به أمعاؤهم و تتناثر جلودهم كما قال تعالى: } يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ * وَلَهُم مَّقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ * كُلَّمَا أَرَادُوا أَن يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيق{ِ ( الحج:20-22)



    و قال تعالى: } وَإِن يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاء كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ بِئْسَ الشَّرَابُ وَسَاءتْ مُرْتَفَقا{ً (الكهف:29)



    قال الله عز و جل: } وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمْ النَّار{ُ (إبراهيم: 49-50 ). فقوله: } سَرَابِيلُهُم مِّن قَطِرَان{ٍ أى قمصانهم من قطران تطلى به جلودهم حتى يعود ذلك الطلاء كالسرابيل, و خص القطران لسرعة اشتعال النار فيه مع نتن رائحته و وحشة لونه و القطران قيل فيه ما يطلى به الجمل الأجرب, و عن أبى مالك الأشعرى قال: قال رسول اللهr: " النائحة إذا لم تتب قبل موتها، تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب".رواه مسلم (6/235,236) الجنائز, و قال النووى: فيه دليل على تحريم النياحة و هو مجمع عليه و فيه صحة التوبة ما لم يمت المكلف و لم يصل إلى الغرغرة.



    و قال الله تعالى: } فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيم{ُ (الحج:19)



    فقوله: } قُطِّعَتْ{ أى قدرت لهم على قدر جثتهم لأن الثياب تقطع على مقدار بدن من يلبسها, و قيل إنها من نحاس قد أذيب فصار كالنار, و الحق إجراء النظم القرآني على ظاهره.



    و عن سمرة بن جندب رضى الله عنه عن النبيr: " منهم من تأخذه النار إلى ركبتيه, و منهم من تأخذه النار إلى حجزته, و منهم من تأخذه النار إلى عنقه, و منهم من تأخذه النار إلى ترقوته".رواه مسلم: (17/180) الجنة.

    و عن ابن عباس رضى الله عنه أن رسول الله r قال: " أهون أهل النار عذابا أبو طالب, ينتعل بنعلين يغلي منهما دماغه".رواه مسلم (3/85) الإيمان.



    أسرة أهل النار:



    قال تعالى: } لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاش{ٍ (الأعراف:41)



    أى فرش من النار و يلتحفون بألحفة من النار عياذا بالله من حالهم.



    و قال تعالى: } لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَل{ٌ (الزمر:16) أي أطباق و فراش و مهاد و سرادقات, و إطلاق الظلل عليها تهكما, و إلا فهي محرقة و الظلة تقى من النار كما قال تعالى: } انطَلِقُوا إِلَى ظِلٍّ ذِي ثَلَاثِ شُعَبٍ * لَا ظَلِيلٍ وَلَا يُغْنِي مِنَ اللَّهَب{ِ (المرسلات:30-31)



    عظم أهل النار و بشاعة منظرهم:



    عن أبى هريرة رضى الله عنه عن النبي r قال: " ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع". رواه البخارى (11/415) الرقاق, و مسلم (17/186) صفة الجنة.

    و عنه رضى الله عنه قال: "ضرس الكافر- أى ناب الكافر- مثل أحد وغلظ جلده مسيره ثلاث". رواه مسلم (17/186) صفة الجنة, و الترمذى (10/47, 48) صفة جهنم. قال النووي: هذا كله لكونه أبلغ في إيلامه و كل هذا مقدور لله تعالى يجب الإيمان به لإخبار الصادق به صلى الله عليه و سلم.

    قال الحافظ المنذرى: و قد ورد أن من هذه الأمة من يعظم في النار كما يعظم فيها الكفار, فروى ابن ماجة و الحاكم و غيرهما من حديث عبد الله بن قيس قال: كنت عند أبى بريدة ذات ليلة فدخل علينا الحارث بن أقيش رضى الله عنه, فحدثنا الحارث ليلتئذ أن رسول الله r قال: " إن من أمتي من يدخل الجنة بشفاعته أكثر من مضر, وإن من أمتي من يعظم للنار حتى يكون أحد زواياها". رواه ابن ماجة (4323) صفة النار, و الحاكم (1/7) و قال الحاكم: صحيح على شرط مسلم ووافقه الذهبى, و قال المنذرى: و إسناده جيد و صححه الألباني.



    فصل في ذكر بعض ألوان العذاب:



    عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهr: " يؤتى بأنعم الناس يوم القيامة من أهل النار فيصبغ في النار صبغة ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول : لا والله يا رب, ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا، من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله يا رب ما مر بي بؤس قط ولا رأيت شدة قط".رواه مسلم(17/149) صفة القيامة, و ابن ماجة (4321) صفة النار. قال ابن الأثير: فيصبغ: أي يغمس في النار أو الجنة غمسة كأنه يدخل إليها إدخالة واحدة.



    عن أبى هريرة رضى الله عنه عن رسول اللهr: " ما من صاحب كنز لا يؤدى زكاته إلا مثل له يوم القيامة شجاعا أقرعا له ***بتان يأخذ بلهزمتيه فيقول: أنا مالك أنا كنزك" رواه البخاري (3/268) الزكاة.

    و الهمزة عظم ناتئ في اللحى و في رواية: "يفر منه و يتبعه, و يتقى منه فيلقم يده ثم يطوقه"

    و قرأ هذه الآية: } وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُواْ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَة{ِ ( أل عمران:180)



    و عن النعمان بن بشير رضى الله عنه عن النبي r قال: " إن أهون أهل النار عذابا رجل في أخمص قدميه جمرتان يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمم". رواه البخاري (11/417) الرقاق, و مسلم (3/85,86) الإيمان, و الترمذى (2744) صفة جهنم.

    و عن الحسن البصري في قوله تعالى: } كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَاب{َ ( النساء:56) تأكلهم النار كل يوم سبعين ألف مرة كلما أكلتهم قيل لهم: "عودوا" فيعودون كما كانوا.





    عذاب أهل النار المعنوي:



    من عذاب أهل النار المعنوى أن الملائكة تبكتهم قبل أن يدخلوا منازلهم في النار كما قال تعالى: } كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ * قَالُوا بَلَى قَدْ جَاءنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ {(الملك:8-9)



    و من عذابهم المعنوى: أنهم يلعن بعضهم بعض و يسب بعضهم بعضا قال تعالى: } كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا الأعراف:38, و يتبرأ الكبراء من المستضعفين و يقول المستضعفون: لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّار{ِ (البقرة:167)



    و من عذابهم المعنوى أنهم يرون الذين كانوا يسخرون منهم و يستهزؤون بهم من أهل الإيمان قد فازوا بالرضى و الرضوان و نجوا من غضب الملك الديان كما قال تعالى: } وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَار{ُ (ص: 62-63)



    و من عذابهم المعنوى كذلك أنهم يمنعون من الكلام, قال محمد بن كعب: لأهل النار خمس دعوات يجيبهم الله عز و جل في أربعة فإذا كانت الخامسة لم يتكلموا بعدها أبدا, يقولون: } قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِّن سَبِيل{ٍ (غافر:11) فيقول الله تعالى مجيبا لهم: } ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِير{ِ (غافر:12) ثم يقولون: } رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً (السجدة:12) فيجيبهم الله تعالى: } أَوَلَمْ تَكُونُواْ أَقْسَمْتُم مِّن قَبْلُ مَا لَكُم مِّن زَوَال{ٍ إبراهيم:44 فيقولون: } رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَل{ُ (فاطر:37) ثم يقولون: } قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ * رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُون{َ (المؤمنون 106-107) فيجيبهم الله تعالى: } اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُون{ِ (المؤمنون:108) فلا يتكلموا بعدها أبدا و ذلك غاية شدة العذاب.

    قال مالك بن أنس: قال زيد بن اسلم في قوله تعالى: } سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيصٍ (إبراهيم:21) قال: صبروا مائة سنة, ثم جزعوا مائة سنة, ثم صبروا مائة سنة, ثم قالوا: } سَوَاء عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِن مَّحِيص{ٍ



    و عن ابن عمر رضى الله عنه قال: قال رسول الله r: " يؤتى بالموت يوم القيامة كأنه كبش أملح, فيذبح بين الجنة و النار, و يقال يا أهل الجنة خلود بلا موت, و يا أهل النار خلود بلا موت) رواه البخاري (11/415) الرقاق: صفة الجنة و النار, و مسلم (17/186) صفة الجنة. قال ابن الأثير: الأملح: المختلط البياض و السواد, و قوله "فيذبح" شبه اليأس من مفارقة الحالتين في الجنة و النار و الخلود فيها بحيوان يذبح فيموت, فلا يبقى يرجى له حياة و لا وجود, و كذلك حال أهل الجنة و النار بعد الاستقرار فيهما و إخراج من يخرجه الله من النار في اليأس من مفارقة حالتيهما و انقطاع الرجاء من زوالها

    فهذه أصناف عذاب جهنم على الجملة, و تفصيل غمومها و أحزانها و محنها و حسرتها لا نهاية لها و أعظم الأمور عليهم مع ما يلاقونه من شدة العذاب حسرة فوت نعيم الجنة و فوت لقاء الله و فوت رضاه مع عملهم بأنهم باعوا كل ذلك بثمن بخس دراهم معدودة, إذ لم يبيعوا ذلك إلا بشهوات حقيرة في الدنيا أياما قصيرة و كانت غير صافية كانت مكدرة منغصة, فيقولون في أنفسهم: و حسرتاه كيف أهلكنا أنفسنا بعصيان ربنا, و كيف لم نكلف أنفسنا الصبر أياما قلائل, و لو صبرنا لكانت انقطعت عنا أيامه و بقينا الآن في جوار رب العالمين متنعمين بالرضا و الرضوان, فيالحسرة هؤلاء و قد فاتهم ما فاتهم و بلوا بما بلوا به و لم يبق معهم شئ من نعيم الدنيا و لذاتها, و اعلم أن الله تعالى خلق النار بأهوالها و خلق لها أهلا لا يزيدون و لا ينقصون, و أن هذا أمر قد قضى و فرغ منه, قال الله تعالى: } وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُون{َ (مريم:39)



    و لعمري الإشارة به إلى يوم القيامة بل في أول الأزل و لكن أظهر يوم القيامة ما سبق به القضاء, فالعجب منك حيث تضحك و تلهو و تنشغل بمحقرات الدنيا و لست تدرى أن القضاء بماذا سبق في حقك, فإن قلت فليت شعري ماذا موردي؟ و إلى ماذا مآلي و مرجعي؟ و ما الذي سبق به القضاء في حقي؟ فلك علامة تستأنس بها و تصدق رجاءك بسببها, و هي أن تنظر إلى أحوالك و أعمالك فإن كلا ميسر لما خلق له, فإن كان قد يسر لك سبيل الخير فأبشر فإنك مبعد عن النار, و إن كنت لا تقصد خيرا إلا و تحيط بك العوائق فتدفعك, و لا تقصد شرا إلا و يتيسر لك أسبابه فاعلم أنك مقضي عليك, فإن دلالة هذا على العاقبة كدلالة الدخان على النار, قال الله تعالى: } إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيم{ٍ (الإنفطار:13-14). فاعرض نفسك على الآيتين و قد عرفت مستقرك من الدارين و الله أعلم.
    waleed
    waleed
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : العقرب
    عدد المساهمات : 189
    نقاط : 7939
    السٌّمعَة : 70
    تاريخ التسجيل : 23/10/2011
    العمر : 38
    الموقع : اليمن

    تذكرة الأبرار بالجنة والنار Empty رد: تذكرة الأبرار بالجنة والنار

    مُساهمة من طرف waleed الأربعاء 25 يوليو 2012 - 17:04

    موضوع رائع
    بارك الله فيك
    وجزاك الله خيرا
    وجعله في ميزان حسناتك


    _________________

    *******************************************
    تذكرة الأبرار بالجنة والنار 382063_236800343118403_976021741_n

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 8 نوفمبر 2024 - 11:09