العصر الذهبي الثاني
عصر الخلافة الراشدة
تمهيد
يعتبر عصر الخلفاء الراشدين,هو العصر الذهبي الثاني للحضارة الإسلامية الخالدة وللدولة الإسلامية العظيمة, ففيه تأسس مبدأ الشوري في تولى الخلافة, وفيه تم القضاء على المرتدين في كل البلدان التي كانت قد دخلت في الإسلام أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم, وفيه توسعت رقعت الدولة الإسلامية بفتح العديد من البلدان كالشام والعراق وفلسطين ومصر والسودان والمغرب وتونس وغيرها من الدول , وفيه تم القضاء على أكبر أمبراطوريات العالم (أمبراطورية فارس) ونظراً لما وقع في هذا العصر من أحداث فأننا سوف نتحدث عنه في المباحث التالية:
الفصل الأول : تأسيس نظام الشوري في تولي الحكم.
الفصل الثاني: خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه.
الفصل الثالث: خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
الفصل الرابع : خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه
الفصل الخامس: خلافة على بن أبي طالب رضى الله عنه.
الفصل الأول
تأسيس نظام الشورى في تولي الحكم
لقد كان المسلمون أثناء حياة النبى صلى الله عليه وسلم في أمن وسكينة، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يدبر أمورهم، ويقود جموعهم، ويرشدهم ويهديهم إلى الطريق المستقيم ، ويفتيهم فيما يعنيهم من أمور دنياهم وأخرتهم .
فلما مات النبى صلى الله عليه وسلم ,شعر المسلمون أنه لابد لهم من راعٍ يخلف الرسول فى تدبير أمورهم، ويقود مسيرتهم، ويحمل راية الإسلام عالية خفاقة، فمن يتولى أمرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؟! إن الرسول صلوات الله وسلامه عليه, لم يعيّن أحدًا من بعده ؛ بل ترك الأمر شورى بينهم، يختارون خليفتهم بأنفسهم لكن من يكون ذلك الخليفة ؟
مجلس الشورى (سقيفة بنى ساعدة):
لابد من اجتماع للتشاور، والاتفاق على رأى، فليلتق الجميع فى سقيفة بنى ساعدة، وليتفقوا على من يختارونه، لكن الأنصار قد سبقوا إلى السقيفة، واختاروا واحدًا منهم هو سعد بن عبادة.
فلما علم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وأبو عبيدة بن الجراح، أسرعوا إلى السقيفة، ووقف أبو بكر فيهم خطيبًا، فتحدث عن فضل المهاجرين وفضل الأنصار ثم ذكر أن الخليفة يجب أن يكون قرشيّا، إذ إن الناس لا يطيعون إلا هذا الحىّ من العرب، ثم اختار للناس أن يبايعوا إما عمر وإما أبا عبيدة، فرفض عمر وأبو عبيدة ذلك الأمر لعلمهما بفضل أبى بكر وسابقته، وهنا وقف بشير بن سعد وهو أحد زعماء الأنصار، وطلب من قومه ألا ينازعوا المهاجرين فى الخلافة !
وهذا موقف نبيل؛ إنه حريص على وحدة الصف، وعلى الأخوة الإسلامية، لا يفكر إلا فى المصلحة العامة، وهنا أعلن عمر ابن الخطاب ومعه أبو عبيدة بن الجراح مبايعتهما لأبى بكر الصديق.
وبايع كل من كان فى السقيفة أبا بكر، ثم شهد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة بيعة عامة على نطاق أوسع ضمت كل الذين شهدوا بيعة السقيفة والذين لم يشهدوها، وأصبح أبو بكر خليفة المسلمين، وكان ذلك سنة 11هـ/ 633م. لقد كان أبو بكر جديرًا بذلك، وكان المسلمون جميعًا على قناعة بذلك، فقد رضيـه رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينهم إمامًا فصلى خلفه، وأمر الناس بالصلاة خلفه، وهو مريض، فكيف لا يرضونه لدنياهم؟!
عصر الخلافة الراشدة
تمهيد
يعتبر عصر الخلفاء الراشدين,هو العصر الذهبي الثاني للحضارة الإسلامية الخالدة وللدولة الإسلامية العظيمة, ففيه تأسس مبدأ الشوري في تولى الخلافة, وفيه تم القضاء على المرتدين في كل البلدان التي كانت قد دخلت في الإسلام أيام المصطفى صلى الله عليه وسلم, وفيه توسعت رقعت الدولة الإسلامية بفتح العديد من البلدان كالشام والعراق وفلسطين ومصر والسودان والمغرب وتونس وغيرها من الدول , وفيه تم القضاء على أكبر أمبراطوريات العالم (أمبراطورية فارس) ونظراً لما وقع في هذا العصر من أحداث فأننا سوف نتحدث عنه في المباحث التالية:
الفصل الأول : تأسيس نظام الشوري في تولي الحكم.
الفصل الثاني: خلافة أبى بكر الصديق رضى الله عنه.
الفصل الثالث: خلافة عمر بن الخطاب رضى الله عنه.
الفصل الرابع : خلافة عثمان بن عفان رضى الله عنه
الفصل الخامس: خلافة على بن أبي طالب رضى الله عنه.
الفصل الأول
تأسيس نظام الشورى في تولي الحكم
لقد كان المسلمون أثناء حياة النبى صلى الله عليه وسلم في أمن وسكينة، فالرسول عليه أفضل الصلاة والسلام يدبر أمورهم، ويقود جموعهم، ويرشدهم ويهديهم إلى الطريق المستقيم ، ويفتيهم فيما يعنيهم من أمور دنياهم وأخرتهم .
فلما مات النبى صلى الله عليه وسلم ,شعر المسلمون أنه لابد لهم من راعٍ يخلف الرسول فى تدبير أمورهم، ويقود مسيرتهم، ويحمل راية الإسلام عالية خفاقة، فمن يتولى أمرهم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ؟! إن الرسول صلوات الله وسلامه عليه, لم يعيّن أحدًا من بعده ؛ بل ترك الأمر شورى بينهم، يختارون خليفتهم بأنفسهم لكن من يكون ذلك الخليفة ؟
مجلس الشورى (سقيفة بنى ساعدة):
لابد من اجتماع للتشاور، والاتفاق على رأى، فليلتق الجميع فى سقيفة بنى ساعدة، وليتفقوا على من يختارونه، لكن الأنصار قد سبقوا إلى السقيفة، واختاروا واحدًا منهم هو سعد بن عبادة.
فلما علم عمر بن الخطاب وأبو بكر الصديق وأبو عبيدة بن الجراح، أسرعوا إلى السقيفة، ووقف أبو بكر فيهم خطيبًا، فتحدث عن فضل المهاجرين وفضل الأنصار ثم ذكر أن الخليفة يجب أن يكون قرشيّا، إذ إن الناس لا يطيعون إلا هذا الحىّ من العرب، ثم اختار للناس أن يبايعوا إما عمر وإما أبا عبيدة، فرفض عمر وأبو عبيدة ذلك الأمر لعلمهما بفضل أبى بكر وسابقته، وهنا وقف بشير بن سعد وهو أحد زعماء الأنصار، وطلب من قومه ألا ينازعوا المهاجرين فى الخلافة !
وهذا موقف نبيل؛ إنه حريص على وحدة الصف، وعلى الأخوة الإسلامية، لا يفكر إلا فى المصلحة العامة، وهنا أعلن عمر ابن الخطاب ومعه أبو عبيدة بن الجراح مبايعتهما لأبى بكر الصديق.
وبايع كل من كان فى السقيفة أبا بكر، ثم شهد مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم بالمدينة بيعة عامة على نطاق أوسع ضمت كل الذين شهدوا بيعة السقيفة والذين لم يشهدوها، وأصبح أبو بكر خليفة المسلمين، وكان ذلك سنة 11هـ/ 633م. لقد كان أبو بكر جديرًا بذلك، وكان المسلمون جميعًا على قناعة بذلك، فقد رضيـه رسول الله صلى الله عليه وسلم لدينهم إمامًا فصلى خلفه، وأمر الناس بالصلاة خلفه، وهو مريض، فكيف لا يرضونه لدنياهم؟!