التطريد والاحلال:
التطريد والاحلال Swarming and supersedure:
تتكاثر كل طوائف النحل التابعة للأربعة أنواع المعروفة، تتكاثر عن طريق التطريد، بمعنى أن جزء من الطائفة يترك الطائفة الأم، يتركها إلى مكان أو سكن جديد. يحمل كل طرد معه ملكة بالغة، مع قيام النحل في الخلية الأم بتربية ملكة جديدة قبل أو بعد التطريد. بالإضافة لهذه الطريقة في تكاثر، فإنه تحدث هجرة(Migration) . وذلك بدون تقسيم للطائفة، بمعنى هجر للطائفة ككل (Absconding)، أو التطريد بسبب الجوع(Hunger swarming) ، إحلال الملكة بدون تطريد (Supersedure)، كما تحدث مراحل وسطية بين الحالات السابقة. توجد علاقات متشابكة ومعقدة بين كل هذه الأمور، وهذه تؤدى إلى إختلاف في السلوك للنحل الغربي. يوجد خطين أساسيين في هذه العلاقة المعقدة، الأول يبدأ من فقد أو فشل الملكة حتى يتم إحلالها، والثاني من الظروف الغير مناسبة بالخلية، وذلك حتى يغادر النحل هذه الخلية.
عندما تفقد الطائفة ملكتها، فإنها تربى ملكات، بعد تحويل بعض عيون الشغالات المحتوية على يرقات إلى بيوت ملكية للإنقاذ(Emergency queen cells)، والتي يمكن الاستدلال عليها بتشريحها، فنجد أ قواعدها عبارة عن عيون (نخاريب) للشغالات. يمكن للطائفة تربية ملكات، أثناء وضع الملكة الأصلية للطائفة، وضعها للبيض، ولكنها، أي الملكة، فاشلة بعض الشئ. تربى هذه الملكات عادة في بيوت ملكية أصلية، والتي من البداية لها شكل البيت الملكي، وبها بيض وضعته الملكة. تعتمد تربية الملكات، بكل أنواعها، تعتمد على نقص تثبيط الفورمونات الصادرة من الملكة . يظهر هذا بوضوح مع بعض الملكات الواضعة للبيض، أكثر من غيرها، وفى المسنة منها أكثر من الشابة، ولذا فإن هذا لا يتسبب عن نقص إنتاج الملكة للبيض، أ, وضعها لبيض الذكور والناتج عن نقص مخزون الحيوانات المنوية بالملكة، أي بقابليتها المنوية (Spermatheca) . عادة ما يحدث هذا في منتصف الصيف بالمناطق المعتدلة، أو يتوافق مع قمة تربية الشغالات والذكور، لكنه لا يتوافق مع قمة متوسطات درجات الحرارة أو أعداد النحل في الطوائف التي لا تقوم بالتطريد، وليس بالضروري مع قمم تواجد الرحيق (مواسم الفيض). تتم تربية الملكات بدرجة أكبر في الطوائف القوية وليست الضعيفة، وتبدأ غالبا مع زيادة حضنة الشغالات، وليس مع نقصها، ولكن بمجرد البدء فيها، فإن حضنة الشغالات تقل، وبالتبعية، تصبح بطن الملكة أصغر ووزنها أخف، مع نقص إنتاجها للبيض، وتصبح قادرة بدرجة أكبر على الطيران.لا تعتمد تربية الملكات على الوفرة في غذاء الحضنة بالطائفة، ولكن هذه الوفرة تشجع تربية الملكات، وذلك بتنشيط مبايض الشغالات. عندما تنمو الطائفة بدرجة تزيد عن حجم العش أو الفراغ الذي تعيش فيه، فإن النحل في البداية يتقارب مع بعض داخل العش، وإذا استمرت الزيادة فإنه يكون كتلة نحلية خارجية، تكون كثافة النحل في الداخل، 2 – 3 مرة أكثر من العادي. يظهر تكاثف أو زحام النحل بالعش، عندما لا تكون الطائفة كبيرة جدا بالنسبة لحجم العش، ولكن لأن النحل الصغير السن مرتبط بالحضنة ومتزاحم حولها وخصوصاً إذا زادت نسبة الشغالات بالمقارنة بالحضنة، أو أن الحضنة نقصت بسبب فقدان الطائفة لملكتها الواضعة للبيض. يحدث التطريد في الطوائف التي بها ازدحام للنحل، بمعنى نقص المساحة المتاحة للحضنة. الطوائف التي تصبح فجأة مزدحمة (تجريبياً)، يمكن أن تطرد، بدون البدء في تربية ملكات، ولكن تزاحم شغالات النحل يؤدى لتشجيع تربية الملكات، ويحتمل أن ذك يحدث بسبب حجب توزيع فورمونات الملكة، وعندما تطرد الطوائف الصغيرة، فإنه يكون لديها ملكات تمت تربيتها من طور اليرقة. يبدو أنه كلما زاد استعداد الطائفة لتربية ملكات، فإن الاحتياج للزحام يكون أقل، وذلك حتى يتم التطريد. بالعكس فإن التزاحم الأقل في الطائفة التي تربى ملكات، يؤدى لتقليل تطور بيوت الملكات وبالتالي التطريد.
إذا لم يوجد تزاحم على الإطلاق يكون قبل فتح أي بيوت ملكية وخروج ملكات منها، ويمكن أن لا يحدث على الإطلاق وذلك في النحل الغربي أو الأوروبي، على الأقل. لم يدرس سلوك النحل الأوروبي((Apis mellifera في المناطق الاستوائية، كما أن النحل العملاق (A. dorsota) والنحل الصغير (A. florea) والذي يعيش على قرص واحد مكشوف، وليس في أماكن مغلقة، يمكن أن يحدث بها تزاحم، هذين النوعين جب أن يكون سلوكهما مختلف، في هذا الصدد.
عند خروج الملكة الجديدة في طائفة بها ملكة بياضة، فإن الأخيرة عادة ما تقتل، ولكنها أحيانا تبقى وتستمر في وضع البيض، حتى تقوم الملكة الجديدة بوضع البيض، ويكون هذا إحلال فعال (Efficient). عندما تقتل الملكة العجوز، وفى نفس الوقت لا توجد ملكة شابة، تبدأ في وضع البيض، فإن الطائفة تزيد من عدد بيوت الملكات، وذلك ببناء بعض بيوت الإنقاذ، ولأن الملكات التي لم تبدأ في وضع البيض ليس لديها القوة الكافية لتثبيط تربية الملكات. عندما تخرج ملكة حديثة بالطائفة، بعد فقدانها، أي الطائفة، لملكتها البياضة سواء بالتطريد أو غيرة، فإن سلوك الطائفة بالتبعية، يتأثر، وعادة ما يتم قتل الملكات داخل بيوتها الملكية، أو يسمح لها بالخروج، ثم يحدث القتال على الأقراص، حتى تبقى ملكة واحدة حية. تتلاقح هذه الملكة العذراء مع الذكور وتبدأ في وضع البيض، وبذلك يتم استبدال الملكة المسنة. يشار لهذا على أنه إحلال غير فعال(Inefficient)، وذلك لأن الطائفة لم يتم فيها وضع البيض لفترة أسبوع على الأقل. من ناحية أخرى، يمكن للشغالات منع الملكة الجديدة الأولى التي خرجت من الطائفة، منعها من مهاجمة الملكات الأخرى داخل البيوت الملكية، وذلك لعدم رفع أغطية البيوت الشمعية، وسد الشقوق أو الثقوب التي عملتها الملكة الجديدة بالبيوت، وتغذية الملكات الموجودة داخل البيوت الملكية، كما تقوم الشغالات بإعادة الأغطية الشمعية لبيوت الملكات لمكانها، وتؤدى رقصات خاصة (Jerking or DVAV dance) لهذه المناسبة، على البيوت الملكية وعلى الملكة الحرة بالخلية أيضا. يتأخر خروج الملكات من البيوت الملكية نتيجة إجراءات الحماية التي تقوم بها الشغالات. إن وجود أو تزاحم عدد كبير من الشغالات بالطائفة، هو الذي يجعل الطائفة تحافظ على الملكات داخل بيوتها الملكية، مما يؤدى إلى صلابة جسمها ونضجه، كما يمكنها من الرد(Pipe) على الأصوات التي تصدرها الملكة الحرة (Piping)، وهذا يشجع الشغالات على الرقص فوق البيوت. الطوائف ذات الملكات المغردة، أو التي تصدر أصوات، تكون جاهزة للتطريد، حتى ولو كانت صغيرة وغير مزدحمة.
يبدأ التطريد برقصة خاصة تؤديها الشغالات (Schwirrlauf or whir dance) وفيها تجرى الشغالات في خط مستقيم على الأقراص بدون توقف، ثم كل نصف إلى ثلاثة ثواني، ترفرف بأجنحتها جزئيا بتردد 250(HZ). من وقت لآخر تقوم الشغالة الراقصة بملامسة الشغالة الأخرى لمدة خمسة ثواني. وتصدر الشغالة الراقصة صوت مثل الملكة (Pipe) أثناء هذا التلامس، ولكن هذا الصوت يكون مستمر وليس متقطع . يؤدى التلامس بين الشغالات القائمة بالرقص، والشغالات الأخرى إلى قيام الأخيرة بتكراره، و بالتالي ينتشر في كل الطائفة وبسرعة. في النهاية تخرج الشغالات من الطائفة وتطير. يصاحب الرغبة في التطريد يصاحبها سلوك ملئ حوصلة العسل بالعسل(Engorgement) والذي يمدها بالطاقة أثناء الطيران ويسمح لها بالبقاء لفترة بدون سروح لجمع الغذاء أو أخذ العسل من الأقراص. هذه الحالة المستقرة والمصاحبة للتطريد، لا يمكن أن توجد في طائفة عديمة الملكة، وبالتالي فإنها وعلى عكس تربية الملكات، نجد أن التطريد يعتمد على تواجد فورمونات الملكة، وليس على نقصها. إذا لم توجد حضنة في طائفة ما، وكذلك لا يوجد بها بيوت ملكات عامرة، أو أنها صغيرة جدا، أي الطائفة، أو أنه يتم إزعاجها باستمرار، أو تم إبعاد النحل من على الأقراص. إذا حدث كل ما سبق فإن معظم النحل البالغ سوف يرحل ولن تحدث زيادة في أعداد الطائفة ويسمى الهجر (Absconding) أو جوع التطريد (Hunger swarming). عندما يحدث الانقسام، فإن أفراد النحل التي سوف تذهب مع الطرد يكون اختيارها عشوائي من مجتمع النحل. هذا الانقسام للنحل يختلف عن ذلك الذي يعتمد على السن والذي يظهر عند رجوع النحل الطائر إلى مكانة القديم، بعد نقل الطائفة إلى مكان آخر قريب، كما يحدث في طرق التطريد الصناعي ( التقسيم). تحتوى الطرود على ذكور إذا خرجت قبل الظهر، عندما تكون معظم الذكور بالطائفة وليس بالخارج في الهواء الجوى.
عندما يغادر الطرد من طائفتة الأصلية، يطير النحل دائريا لفترة قصيرة بطريقة تشبه أسراب الجراد، ثم عادة ما تتكون كتلة نحلية تتعلق بأفرع أحد الأشجار بالقرب من أو على بعد أمتار من الطائفة الأصلية. بعد ساعات أو أيام، تطير مرة أخرى إلى مكان جديد، بعد التأكد من وجود ملكة واحدة على الأقل مع الطرد. يتم العثور على المكان الجديد للطرد بواسطة النحل الكاشف، والذي يقيس حجم الفراغ الذي سينقل إلية الطرد، بالمشي داخله، وإذا لم يجده مناسبا، فإنه يبحث عن غيره. يقوم النحل الكاشف بفحص الأماكن التي اكتشفها النحل الكاشف الأخير، وأخيرا يتم الاستقرار على اختيار أفضل الأماكن لسكن الطرد، يتم إبلاغ باقي نحل الطرد بها. تفضل الطرود السكن في العشوش القريبة من طائفتها الأصلية، وذلك في حدود 300 – 600 متر، كما تفضل الكهوف أو الفراغات ذاـ الفتحات المرتفعة متر عن سطح الأرض وذات فتحة أو باب مساحته 75 سم2، وحجم العش يكون أكثر من 10 لتر وأقل من 100 لتر(600 – 6000 بوصة مربعة ) ، أما شكل الفراغ أو الكهف فلا يهم النحل.
يعتبر الفارغ المفضل للنحل، يعتبر صغير بالمقارنة بالخلايا العادية، وهذا الحجم يختاره النحل يسمح للطائفة بالنمو والتطريد ولو مرة سنويا، وفى نفس الوقت تكون الطائفة بجم يسمح لها بالحياة. يستخدم النحل الأوروبي، في المناطق الاستوائية، يستخدم عشوش صغيرة، وبالتالي تكون الطوائف صغيرة وتكون الطرود الناتجة عنها أيضا صغيرة، في هذه الأجواء.
أكبر عدد من الطرود في أسيوط، مصر العليا، يخرج فبراير ومارس ما بين الساعة 11 – 12 ظهرا، وتخرج 90% من الطرود في الفترة من 11 – 3 بعد الظهر. لوحظ ارتباط مؤكد جدا وموجب بين بناء البيوت والكئوس الملكية والتطريد. لوحظ أيضا ارتباط موجب ومعنوي جدا بين حجم الطرد وعدد الملكات القائمة بالتطريد. أكبر تربية للذكور(66%) في مارس وفبراير، لوحظ ارتباط معنوي بين عدد الملكات القائمة بالتطريد والذكور. الوزن الجاف للشغالة ومحتوى البروتين ووزن معدة العسل ونسبة المواد الصلبة بها، كانت أغلى في الشغالات القائمة بالتطريد بالمقارنة بغيرها.
أكبر عدد من طرود النحل في جنوب عمان كان في أكتوبر، نوفمبر، يناير وأقلها في أشهر موسم الخريف الممطرة(Monsoon) وهى يوليو وأغسطس.
التطريد والاحلال Swarming and supersedure:
تتكاثر كل طوائف النحل التابعة للأربعة أنواع المعروفة، تتكاثر عن طريق التطريد، بمعنى أن جزء من الطائفة يترك الطائفة الأم، يتركها إلى مكان أو سكن جديد. يحمل كل طرد معه ملكة بالغة، مع قيام النحل في الخلية الأم بتربية ملكة جديدة قبل أو بعد التطريد. بالإضافة لهذه الطريقة في تكاثر، فإنه تحدث هجرة(Migration) . وذلك بدون تقسيم للطائفة، بمعنى هجر للطائفة ككل (Absconding)، أو التطريد بسبب الجوع(Hunger swarming) ، إحلال الملكة بدون تطريد (Supersedure)، كما تحدث مراحل وسطية بين الحالات السابقة. توجد علاقات متشابكة ومعقدة بين كل هذه الأمور، وهذه تؤدى إلى إختلاف في السلوك للنحل الغربي. يوجد خطين أساسيين في هذه العلاقة المعقدة، الأول يبدأ من فقد أو فشل الملكة حتى يتم إحلالها، والثاني من الظروف الغير مناسبة بالخلية، وذلك حتى يغادر النحل هذه الخلية.
عندما تفقد الطائفة ملكتها، فإنها تربى ملكات، بعد تحويل بعض عيون الشغالات المحتوية على يرقات إلى بيوت ملكية للإنقاذ(Emergency queen cells)، والتي يمكن الاستدلال عليها بتشريحها، فنجد أ قواعدها عبارة عن عيون (نخاريب) للشغالات. يمكن للطائفة تربية ملكات، أثناء وضع الملكة الأصلية للطائفة، وضعها للبيض، ولكنها، أي الملكة، فاشلة بعض الشئ. تربى هذه الملكات عادة في بيوت ملكية أصلية، والتي من البداية لها شكل البيت الملكي، وبها بيض وضعته الملكة. تعتمد تربية الملكات، بكل أنواعها، تعتمد على نقص تثبيط الفورمونات الصادرة من الملكة . يظهر هذا بوضوح مع بعض الملكات الواضعة للبيض، أكثر من غيرها، وفى المسنة منها أكثر من الشابة، ولذا فإن هذا لا يتسبب عن نقص إنتاج الملكة للبيض، أ, وضعها لبيض الذكور والناتج عن نقص مخزون الحيوانات المنوية بالملكة، أي بقابليتها المنوية (Spermatheca) . عادة ما يحدث هذا في منتصف الصيف بالمناطق المعتدلة، أو يتوافق مع قمة تربية الشغالات والذكور، لكنه لا يتوافق مع قمة متوسطات درجات الحرارة أو أعداد النحل في الطوائف التي لا تقوم بالتطريد، وليس بالضروري مع قمم تواجد الرحيق (مواسم الفيض). تتم تربية الملكات بدرجة أكبر في الطوائف القوية وليست الضعيفة، وتبدأ غالبا مع زيادة حضنة الشغالات، وليس مع نقصها، ولكن بمجرد البدء فيها، فإن حضنة الشغالات تقل، وبالتبعية، تصبح بطن الملكة أصغر ووزنها أخف، مع نقص إنتاجها للبيض، وتصبح قادرة بدرجة أكبر على الطيران.لا تعتمد تربية الملكات على الوفرة في غذاء الحضنة بالطائفة، ولكن هذه الوفرة تشجع تربية الملكات، وذلك بتنشيط مبايض الشغالات. عندما تنمو الطائفة بدرجة تزيد عن حجم العش أو الفراغ الذي تعيش فيه، فإن النحل في البداية يتقارب مع بعض داخل العش، وإذا استمرت الزيادة فإنه يكون كتلة نحلية خارجية، تكون كثافة النحل في الداخل، 2 – 3 مرة أكثر من العادي. يظهر تكاثف أو زحام النحل بالعش، عندما لا تكون الطائفة كبيرة جدا بالنسبة لحجم العش، ولكن لأن النحل الصغير السن مرتبط بالحضنة ومتزاحم حولها وخصوصاً إذا زادت نسبة الشغالات بالمقارنة بالحضنة، أو أن الحضنة نقصت بسبب فقدان الطائفة لملكتها الواضعة للبيض. يحدث التطريد في الطوائف التي بها ازدحام للنحل، بمعنى نقص المساحة المتاحة للحضنة. الطوائف التي تصبح فجأة مزدحمة (تجريبياً)، يمكن أن تطرد، بدون البدء في تربية ملكات، ولكن تزاحم شغالات النحل يؤدى لتشجيع تربية الملكات، ويحتمل أن ذك يحدث بسبب حجب توزيع فورمونات الملكة، وعندما تطرد الطوائف الصغيرة، فإنه يكون لديها ملكات تمت تربيتها من طور اليرقة. يبدو أنه كلما زاد استعداد الطائفة لتربية ملكات، فإن الاحتياج للزحام يكون أقل، وذلك حتى يتم التطريد. بالعكس فإن التزاحم الأقل في الطائفة التي تربى ملكات، يؤدى لتقليل تطور بيوت الملكات وبالتالي التطريد.
إذا لم يوجد تزاحم على الإطلاق يكون قبل فتح أي بيوت ملكية وخروج ملكات منها، ويمكن أن لا يحدث على الإطلاق وذلك في النحل الغربي أو الأوروبي، على الأقل. لم يدرس سلوك النحل الأوروبي((Apis mellifera في المناطق الاستوائية، كما أن النحل العملاق (A. dorsota) والنحل الصغير (A. florea) والذي يعيش على قرص واحد مكشوف، وليس في أماكن مغلقة، يمكن أن يحدث بها تزاحم، هذين النوعين جب أن يكون سلوكهما مختلف، في هذا الصدد.
عند خروج الملكة الجديدة في طائفة بها ملكة بياضة، فإن الأخيرة عادة ما تقتل، ولكنها أحيانا تبقى وتستمر في وضع البيض، حتى تقوم الملكة الجديدة بوضع البيض، ويكون هذا إحلال فعال (Efficient). عندما تقتل الملكة العجوز، وفى نفس الوقت لا توجد ملكة شابة، تبدأ في وضع البيض، فإن الطائفة تزيد من عدد بيوت الملكات، وذلك ببناء بعض بيوت الإنقاذ، ولأن الملكات التي لم تبدأ في وضع البيض ليس لديها القوة الكافية لتثبيط تربية الملكات. عندما تخرج ملكة حديثة بالطائفة، بعد فقدانها، أي الطائفة، لملكتها البياضة سواء بالتطريد أو غيرة، فإن سلوك الطائفة بالتبعية، يتأثر، وعادة ما يتم قتل الملكات داخل بيوتها الملكية، أو يسمح لها بالخروج، ثم يحدث القتال على الأقراص، حتى تبقى ملكة واحدة حية. تتلاقح هذه الملكة العذراء مع الذكور وتبدأ في وضع البيض، وبذلك يتم استبدال الملكة المسنة. يشار لهذا على أنه إحلال غير فعال(Inefficient)، وذلك لأن الطائفة لم يتم فيها وضع البيض لفترة أسبوع على الأقل. من ناحية أخرى، يمكن للشغالات منع الملكة الجديدة الأولى التي خرجت من الطائفة، منعها من مهاجمة الملكات الأخرى داخل البيوت الملكية، وذلك لعدم رفع أغطية البيوت الشمعية، وسد الشقوق أو الثقوب التي عملتها الملكة الجديدة بالبيوت، وتغذية الملكات الموجودة داخل البيوت الملكية، كما تقوم الشغالات بإعادة الأغطية الشمعية لبيوت الملكات لمكانها، وتؤدى رقصات خاصة (Jerking or DVAV dance) لهذه المناسبة، على البيوت الملكية وعلى الملكة الحرة بالخلية أيضا. يتأخر خروج الملكات من البيوت الملكية نتيجة إجراءات الحماية التي تقوم بها الشغالات. إن وجود أو تزاحم عدد كبير من الشغالات بالطائفة، هو الذي يجعل الطائفة تحافظ على الملكات داخل بيوتها الملكية، مما يؤدى إلى صلابة جسمها ونضجه، كما يمكنها من الرد(Pipe) على الأصوات التي تصدرها الملكة الحرة (Piping)، وهذا يشجع الشغالات على الرقص فوق البيوت. الطوائف ذات الملكات المغردة، أو التي تصدر أصوات، تكون جاهزة للتطريد، حتى ولو كانت صغيرة وغير مزدحمة.
يبدأ التطريد برقصة خاصة تؤديها الشغالات (Schwirrlauf or whir dance) وفيها تجرى الشغالات في خط مستقيم على الأقراص بدون توقف، ثم كل نصف إلى ثلاثة ثواني، ترفرف بأجنحتها جزئيا بتردد 250(HZ). من وقت لآخر تقوم الشغالة الراقصة بملامسة الشغالة الأخرى لمدة خمسة ثواني. وتصدر الشغالة الراقصة صوت مثل الملكة (Pipe) أثناء هذا التلامس، ولكن هذا الصوت يكون مستمر وليس متقطع . يؤدى التلامس بين الشغالات القائمة بالرقص، والشغالات الأخرى إلى قيام الأخيرة بتكراره، و بالتالي ينتشر في كل الطائفة وبسرعة. في النهاية تخرج الشغالات من الطائفة وتطير. يصاحب الرغبة في التطريد يصاحبها سلوك ملئ حوصلة العسل بالعسل(Engorgement) والذي يمدها بالطاقة أثناء الطيران ويسمح لها بالبقاء لفترة بدون سروح لجمع الغذاء أو أخذ العسل من الأقراص. هذه الحالة المستقرة والمصاحبة للتطريد، لا يمكن أن توجد في طائفة عديمة الملكة، وبالتالي فإنها وعلى عكس تربية الملكات، نجد أن التطريد يعتمد على تواجد فورمونات الملكة، وليس على نقصها. إذا لم توجد حضنة في طائفة ما، وكذلك لا يوجد بها بيوت ملكات عامرة، أو أنها صغيرة جدا، أي الطائفة، أو أنه يتم إزعاجها باستمرار، أو تم إبعاد النحل من على الأقراص. إذا حدث كل ما سبق فإن معظم النحل البالغ سوف يرحل ولن تحدث زيادة في أعداد الطائفة ويسمى الهجر (Absconding) أو جوع التطريد (Hunger swarming). عندما يحدث الانقسام، فإن أفراد النحل التي سوف تذهب مع الطرد يكون اختيارها عشوائي من مجتمع النحل. هذا الانقسام للنحل يختلف عن ذلك الذي يعتمد على السن والذي يظهر عند رجوع النحل الطائر إلى مكانة القديم، بعد نقل الطائفة إلى مكان آخر قريب، كما يحدث في طرق التطريد الصناعي ( التقسيم). تحتوى الطرود على ذكور إذا خرجت قبل الظهر، عندما تكون معظم الذكور بالطائفة وليس بالخارج في الهواء الجوى.
عندما يغادر الطرد من طائفتة الأصلية، يطير النحل دائريا لفترة قصيرة بطريقة تشبه أسراب الجراد، ثم عادة ما تتكون كتلة نحلية تتعلق بأفرع أحد الأشجار بالقرب من أو على بعد أمتار من الطائفة الأصلية. بعد ساعات أو أيام، تطير مرة أخرى إلى مكان جديد، بعد التأكد من وجود ملكة واحدة على الأقل مع الطرد. يتم العثور على المكان الجديد للطرد بواسطة النحل الكاشف، والذي يقيس حجم الفراغ الذي سينقل إلية الطرد، بالمشي داخله، وإذا لم يجده مناسبا، فإنه يبحث عن غيره. يقوم النحل الكاشف بفحص الأماكن التي اكتشفها النحل الكاشف الأخير، وأخيرا يتم الاستقرار على اختيار أفضل الأماكن لسكن الطرد، يتم إبلاغ باقي نحل الطرد بها. تفضل الطرود السكن في العشوش القريبة من طائفتها الأصلية، وذلك في حدود 300 – 600 متر، كما تفضل الكهوف أو الفراغات ذاـ الفتحات المرتفعة متر عن سطح الأرض وذات فتحة أو باب مساحته 75 سم2، وحجم العش يكون أكثر من 10 لتر وأقل من 100 لتر(600 – 6000 بوصة مربعة ) ، أما شكل الفراغ أو الكهف فلا يهم النحل.
يعتبر الفارغ المفضل للنحل، يعتبر صغير بالمقارنة بالخلايا العادية، وهذا الحجم يختاره النحل يسمح للطائفة بالنمو والتطريد ولو مرة سنويا، وفى نفس الوقت تكون الطائفة بجم يسمح لها بالحياة. يستخدم النحل الأوروبي، في المناطق الاستوائية، يستخدم عشوش صغيرة، وبالتالي تكون الطوائف صغيرة وتكون الطرود الناتجة عنها أيضا صغيرة، في هذه الأجواء.
أكبر عدد من الطرود في أسيوط، مصر العليا، يخرج فبراير ومارس ما بين الساعة 11 – 12 ظهرا، وتخرج 90% من الطرود في الفترة من 11 – 3 بعد الظهر. لوحظ ارتباط مؤكد جدا وموجب بين بناء البيوت والكئوس الملكية والتطريد. لوحظ أيضا ارتباط موجب ومعنوي جدا بين حجم الطرد وعدد الملكات القائمة بالتطريد. أكبر تربية للذكور(66%) في مارس وفبراير، لوحظ ارتباط معنوي بين عدد الملكات القائمة بالتطريد والذكور. الوزن الجاف للشغالة ومحتوى البروتين ووزن معدة العسل ونسبة المواد الصلبة بها، كانت أغلى في الشغالات القائمة بالتطريد بالمقارنة بغيرها.
أكبر عدد من طرود النحل في جنوب عمان كان في أكتوبر، نوفمبر، يناير وأقلها في أشهر موسم الخريف الممطرة(Monsoon) وهى يوليو وأغسطس.