منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

2 مشترك

    الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟

    malk almaki
    malk almaki
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 49
    نقاط : 4488
    السٌّمعَة : 50
    تاريخ التسجيل : 27/01/2013
    العمر : 32
    الموقع : السعوديه

    الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟  Empty الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟

    مُساهمة من طرف malk almaki الخميس 14 مارس 2013 - 11:48


    الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟
    عبد الحميد السرّاج حوّل سوريا سجناً كبيراً بدعم من عبد الناصر
    وأنشأ مكتباً أمنياً خاصاً تدخّل عبره في الشؤون اللبنانيّة
    صبحي منذر ياغي

    الوحدة السورية – المصرية التي اعلنت في 22 شباط من العام 1958، احدثت جدلا كبيرا في الاوساط السياسية العربية، التي انقسمت بين مؤيد لها، واعتبارها بداية لتحقيق احلام الشعوب العربية في الوحدة، وآخر رافض، معتبرا ان هذه الوحدة كانت مجرد خطوة ارتجالية عاطفية لم ترتكز على اسس منطقية وواقعية، بل في اطار المصالح الامنية والسياسية التي كانت سائدة في تلك الظروف. وان انهيار هذه الوحدة بعد ثلاث سنوات من اعلانها يشكل دليلا على استحالة تحقيق الوحدة العربية، وعلى استحالة تجاهل خصوصيات الاوطان، وخصوصية كل شعب عربي، واستحالة تذويب الشعوب... فكيف نشأت هذه الوحدة؟ وكيف انهارت؟ ومن هو الضابط عبد الحميد السراج (الذي اتى على ذكره النائب وليد جنبلاط في مؤتمر البريستول)، الذي يتهمه كثيرون بلعب دور في حدوث الانفصال، بسبب مواقفه، وتصرفاته، وترسيخه الحكم البوليسي الاستخباراتي في سوريا؟

    اعتبر البعض ان الوحدة المصرية – السورية التي اعلنت في 22 شباط من العام 1958، كانت نتيجة المطالبة الدائمة لمجموعة من الضباط السوريين، في وقت كان فيه قادة حزب البعث العربي الاشتراكي قد قاموا بحملة من اجل الاتحاد مع مصر. اذ يرى الصحافي باتريك سيل "... ان جمال عبد الناصر لم يكن متحمسا لوحدة عضوية مع سوريا، ولم يكن يطمح لادارة شؤون سوريا الداخلية ولأن يرث مشاكلها. كان بالاحرى ينادي بـ "التضامن العربي" الذي بموجبه يقف العرب وراءه ضد القوى العظمى، وكان يحتاج بصورة خاصة الى السيطرة على سياسة سوريا الخارجية بهدف حشر
    اعدائه من الغربيين والعرب... وكانت هذه فكرة مختلفة تماما عن برنامج البعث الوحدوي الداعي الى تحطيم الحدود. ولكنه لم يستطع ان يأخذ شيئا ويدع شيئا، وهكذا دفعه السوريون دفعا الى الموافقة على قيام الجمهورية العربية المتحدة...".
    ورأى الدكتور جورج جبور: "انه منذ منتصف عام 1954، ومنذ مطلع عام 1955 خصوصا، ابدت الجماهير في سوريا اهتماما خاصا بثورة مصر: اتفاقية القناة، مقاومة الاحلاف، بلورة الفكرة العربية لدى قادة ثورة مصر، الضغط الصهيوني على مصر متمثلا في الحملة على غزة في مطلع عام 1955، مؤتمر باندونغ، صفقة الاسلحة، توضح الاتجاه الاجتماعي للثورة ومحاربتها الجدية للاقطاع... كل ذلك اكسب الثورة وقائدها احتراما عظيما في الاوساط التقدمية والديموقراطية في القطر العربي السوري، فاذا اضفنا الى كل ذلك الوزن الذي تمثله مصر في الوطن العربي: بشريا وحضاريا وجغرافيا خصوصا، اتضح لدينا ان استقطاب الزعامة الناصرية للجماهير العربية في النصف الثاني من الخمسينات كان امرا محتما".


    وتابع جبور: "بدأت ملامح هذا الاستقطاب في سوريا عام 1955 حين طرحت حكومة الثورة في مصر مواجهة حلف بغداد شعار انتهاج سياسة عربية خارجية مستقلة، ضمن نطاق الجامعة العربية، وتقوية ميثاق الضمان الجماعي العربي. لقي هذا الشعار ما يستحقه من تقدير لدى القوى الوطنية في سوريا فألفت حكومة جديدة ساهم فيها حزب البعث في الحكم، كذلك بدأت منذ تلك الفترة دعوة حزب البعث الى الاتحاد بين مصر وسوريا باعتبار انهما البلدان الاكثر تحررا من البلدان العربية الاخرى".
    ويرى المؤرخون لتلك الفترة من تاريخ سوريا السياسي، انه مع انتخاب شكري القوتلي في العام 1955، حسم الموقف لمصلحة التيار المنادي بالتعاون والتحالف مع مصر، واتفقت مصر وسوريا على انشاء قيادة عسكرية موحدة يكون مركزها في دمشق، وكانت العوامل الخارجية قد لعبت دورها الاول في تعزيز هذا التقارب، حيث بدأ الاتحاد السوفياتي في بداية عام 1956، بحملة ديبلوماسية واسعة لاكتساب دول الشرق الاوسط، وقبلت سوريا ومصر في شهر شباط من نفس العام صفقات السلاح السوفياتي في الوقت الذي كان فيه حلف بغداد يهدد الاراضي السورية بدعم من بريطانيا.
    ورأى الدكتور احمد سرحال انه عند اندلاع معركة سيناء في تشرين الاول من العام 1956 ووقوع العدوان الثلاثي على مصر "اعلنت الحكومة السورية حالة الطوارئ في اراضيها واتجهت وحدات من قواتها للمرابطة في الاردن بعدما عطلت خط انابيب التابلين الناقلة للبترول العراقي الى الساحل اللبناني. وقد اضطرت هذه الوحدة للانسحاب من الاردن ابتداء من 24 نيسان 1957 بعد ان هددت القوات الاميركية بالتدخل ضدها".
    وتابع سرحال: "لم يعد بوسع الحكومة السورية التراجع عن سياستها الجديدة اذ شعرت بقدر من العزلة امام السياسة العراقية بل والاسرائيلية. فعقدت في شهر تشرين الاول 1957 معاهدة للتعاون الاقتصادي مع الاتحاد السوفياتي. واجتمع في 18 تشرين الاول 1957 مجلس النواب السوري ومجلس النواب المصري في جلسة مشتركة واصدرا بالاجماع بياناًً فيه دعوة الى حكومتي البلدين للاجتماع وتقرير الاتحاد بين الدولتين. وفي هذا الاتجاه اجتمع رئيسا البلدين واركان حكومتيهما واصدروا بياناً في 22 شباط 1958 اعلنوا فيه توحيد القطرين في دولة واحدة في الجمهورية العربية المتحدة التي قرر ان يكون نظامها رئاسياً ديموقراطياً. وبالفعل جرى استفتاء شعبي على الوحدة وتم انتخاب جمال عبد الناصر رئيساً للجمهورية العربية المتحدة. ووضع في 5 آذار 1958 دستور جديد موقت للجمهورية العربية المتحدة... وقد اناط الدستور السلطة التنفيذية برئيس الجمهورية يمارسها فعلياً بمعاونة نواب الرئيس الوزراء الذين يعينهم ويقيلهم بنفسه، وهم مسؤولون امامه دون غيره. علماً بانه كان هناك الى جانب الحكومة المركزية في الجمهورية العربية المتحدة مجلسان تنفيذيان اقليميان: المجلس التنفيذي المصري، والمجلس التنفيذي السوري اللذان يرأس كل منهما وزير مركزي، اما السلطة التشريعية فقد تولاها مجلس الامة المكون من نواب يعين نصفهم رئيس الجمهورية والنصف الآخر يختاره من بين اعضاء مجلس النواب السابقين في سوريا ومصر، وقد منح مجلس الامة حق طرح الثقة بالوزراء، ولكن بصورة افرادية من دون المسؤولية الوزارية الجماعية التي بقيت قائمة امام رئيس الجمهورية فقط. وبذلك حافظ النظام على طبيعته الرئاسية المتشددة، ولا سيما وان بعض اعضاء المجلس كانوا يعينون من قبل الرئيس، وهذا يخالف ويتجاوز طبيعة النظام الرئاسي القائم مبدئياً على الفصل بين السلطات".
    المحامي غالب ياغي (الذي تولى في تلك الحقبة امانة سر القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي في لبنان)، اعتبر ان الوحدة العربية كانت وما زالت حلماً بالنسبة الى العرب، وجاءت الوحدة المصرية السورية تلبية لرغبات الشعبين المصري والسوري، في اطار الجو الدولي الضاغط، والاحداث التي شهدها الوطن العربي من تأميم قناة السويس، والعدوان الثلاثي على مصر، والحشودات التركية على الحدود السورية وصولاً الى قيام حلف بغداد بالمؤامرات والدسائس... ومنذ ايام انشاء حكومة صبري العسلي في سوريا اصر ميشال عفلق ان يتضمن البيان الوزاري للحكومة الدعوة الى الوحدة السورية المصرية، وقد لاقت هذه الدعوة تأييد مجلس الشعب السوري. وقد قام عدد من قادة الألوية في الجيش السوري بمفاوضة الحكومة المصرية حول الوحدة، وكان من بين هؤلاء عبد الغني قنوت، وامين الحافظ، وصلاح جديد، ومصطفى حمدون... واعلنت الوحدة، ومنح الرئيس السوري شكري القوتلي لقب "المواطن العربي الاول".


    امل وتحديات
    ورأى سامي شرف (وزير الدولة وسكرتير الرئيس جمال عبد الناصر): "... ان الوحدة مع سوريا، نجحت في تحقيق الاستقرار الذي لم تنعم به من قبل منذ بدأ تاريخها الحديث بعد الحرب العالمية الاولى، ووفرت لها كل المقومات لتقوم بدورها العربي... واستطاعت سوريا في ظل الوحدة ان تحقق تغييرات اجتماعية عميقة كانت تتطلع اليها منذ الاستقلال، ووقف الاقطاع السوري ضدها فقد كانت قوانين تموز 1961 تحقيقاً لمطالب متراكمة منذ زمن طويل لم يستطع اي حزب سياسي ان يحققها... واثبتت هذه التجربة ان الوحدة العربية حقيقية، وان اسسها صحيحة، وجسدت حلم الامة العربية والثورة العربية...".
    وفي لقاء مع النائب سامي الخطيب الذي عايش تلك الفترة من موقعه كضابط امني في الشعبة الثانية (الاستخبارات اللبنانية)، اعتبر ان "الوحدة المصرية السورية كانت نتيجة لتطلعات الشعوب العربية وامانيها في التوحد، وكانت جزءاً من احلامنا وتطلعاتنا".
    وفي رأي غالب ياغي ان الوحدة بين مصر وسوريا "اعطت الامل للمواطن العربي بامكان السعي الى الوحدة الشاملة، وكانت في تلك الفترة الرد الحاسم على المؤامرات التي كانت تستهدف سوريا ومصر ولبنان وبقية الدول العربية...".
    في المقابل فان المعارضين لمشروع الوحدة والمتابعين لهذه الفترة التاريخية، اكدوا انه منذ قيام الجمهورية العربية المتحدة، بدأت الممارسات "الديكتاتورية" من جانب الرئيس عبد الناصر، الذي عمد الى اقتلاع احشاء السياسة السورية، وكان قد وضع شرطين لقيام هذه الوحدة، اولهما ان يمتنع الضباط عن ممارسة العمل السياسي، وحلّّ الاحزاب في سوريا ومن بينها حزب البعث، وهذا ما اثار نقمة عدد كبير من البعثيين الذين لم يتوقعوا استبعادهم من الوحدة وهم من صانعيها. وفي رأي بارتيك سيل، ان قادة حزب البعث كانوا يتوقعون ان يصبحوا المعلمين العقائديين للجمهورية العربية المتحدة، وان يزودوا عبد الناصر بعقيدة متكاملة، ويعلموا العروبة لمصر نفسها. ولكن كل ذلك لم يكن سوى احلام يقظة. فبدلاً من الحياة الحزبية الجاهزة التي كانت قائمة في سوريا انشأ عبد الناصر تركيباً كان في الوقت نفسه سلطوياً وكسيحاً مخلع الاوصال. فكل القرارات كانت تتخذ عنده في القاهرة، حيث كان يعمل بواسطة مجموعة صغيرة من الضباط ورجال الامن. اما في دمشق فكان اعتماده على رجل امن صموت هو العقيد عبد الحميد السراج الذي رفعه وجعله وزيراً للداخلية.
    السياسة المتبعة تجاه سوريا افقدتها سيطرتها على شؤونها الداخلية والخارجية، وانعدمت الحياة السياسية فيها، لتنحصر في ايدي المسؤولين المصريين، ولم تعد دمشق سوى مركز محافظة، وانشأ عبد الناصر حكومة مركزية ضمت: اكرم الحوراني، وصلاح الدين البيطار، وكانت الشؤون المصرية والسورية، من اختصاص مجلسين تنفيذيين محليين. وفي تشرين الثاني عام 1959 ارسل الرئيس جمال عبد الناصر ابرز مساعديه المشير عبد الحكيم عامر ليتولى حكم سوريا التي اطلق عليها اسم الاقليم الشمالي، اما مصر فكانت الاقليم الجنوبي.
    ولأن الوحدة لم تأت وفق ما تمناه السوريون، بدأ عدد منهم التعبير عن رفضه ومشاعره وخصوصاً بسبب التدخلات المصرية في الشاردة والواردة، وبسبب تهميش دور الزعماء والقادة السوريين، حتى اولئك الذين كانوا في المناصب الحكومية، ومنهم اكرم الحوراني الذي اعرب عن خيبة امله "... وغادر الحوراني القاهرة بعدما نفض يديه منها عائداً الى بلدة حماه وسط خيبة امل كاملة من تجربة الوحدة مع مصر...".
    وكما ذكر باتريك سيل انه "كانت لدى الحوراني اسباب شخصية وراء مرارته، نظراً الى أن وضعه السياسي قد تضرر تحت حكم عبد الناصر، فقبل الوحدة كان هو صانع الحكام في سوريا، كان قوياً في اوساط الجيش، محبوباً من الفلاحين... ثم جاء عبد الناصر وانتزع منه كل ذلك واعطاه في المقابل منصباً شكلياً فارغاً في حكومة الجمهورية العربية المتحدة، الى ان رمى بهذا المنصب باشمئزاز...".
    واشار المحامي غالب ياغي الى ان اكرم الحوراني ابلغه في بيروت ان الاختلاف بينه وبين عبد الناصر كان سببه الرئيسي، موضوع تحويل الاسرائيليين لنهر الاردن، وهذا ما دفعه الى تقديم استقالته من منصب نيابة الرئاسة ومن وزارة العدل في الحكومة المركزية، وأصدر الحوراني بياناً في 13 حزيران 1963 بعد انفصال سوريا عن مصر تحدث فيه عما جرى في جلسة الوزارة المركزية في القاهرة بتاريخ 29 تشرني الثاني 1959 (وقد ذكر الحوراني ذلك في مذكراته الصادرة عن مكتبة مدبولي في القاهرة عام 2000).
    ويذكر الذين عايشوا تلك الفترة كيف بدأت عملية ضرب المعارضين من الشيوعيين بالدرجة الاولى لتطول بعدها البعثيين، ولعب المقدم عبد الحميد السراج دور الجلاد، فزجّ عدداً من المعارضين في غياهب السجون وفي الاقبية السود، وتعرض الكثير من هؤلاء لابشع انواع التعذيب الجسدي والنفسي وبأساليب وحشية.


    ورأى غسان زكريا (عديل عبد الحميد السراج): "... ان السراج حوّل سوريا في زمانه الى سجن كبير، اختفت فيه كل مظاهر الديموقراطية وشكلياتها، وضرب فيه وعذب وزراء ونواباً واطباء ومحامين وصحافيين ورجال اعمال ومهندسين ونساء ورجال دين، وهو ما لم يجرؤ
    الاستعمار الفرنسي على مدى ربع قرن على فعله وهو يحتل الشام ولبنان بمئة الف جندي...".
    malk almaki
    malk almaki
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 49
    نقاط : 4488
    السٌّمعَة : 50
    تاريخ التسجيل : 27/01/2013
    العمر : 32
    الموقع : السعوديه

    الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟  Empty رد: الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟

    مُساهمة من طرف malk almaki الخميس 14 مارس 2013 - 12:08



    السلطان الاحمر
    فمن هو عبد الحميد السراج، الذي اطلق عليه الاديب اللبناني سعيد تقي الدين لقب "السلطان الاحمر"؟
    يشير غسان زكريا الذي وضع كتاباً عن عديله عبد الحميد السراج بعنوان "السلطان الاحمر"، الى ان السراج المولود في مدينة حماه السورية، بدأحياته حارساً على مدخل بحسيتا (سوق مدينة حلب العمومية)، وكان في ذلك الوقت يصرف الوقت في كوخ الحراسة على الدرس والتحضير لامتحانات البكالوريا يستطيع الانتساب الى الكلية العسكرية التي دخلها في العام 1947. وبعد تخرجه حاول السراج الانتساب الى "جيش الانقاذ" الذي تشكل اثر نكبة فلسطين، الا ان قادة هذا الجيش من الحمويين ومنهم اديب الشيشكلي، واكرم الحوراني رفضوا طلبه بحجة عدم امتلاكه الخبرة العسكرية الكافية، وشكّل هذا الامر صدمة تركت اثراً بليغاً في حياة السراج.
    وكان السراج في بداياته مرافقاً لحسني الزعيم، ثم لاديب الشيشكلي، وعندما اغتيل العقيد البعثي عدنان المالكي في 22 نيسان 1955 اثناء مباراة رياضية على يد رقيب علوي في الشرطة العسكرية يدعى يونس عبد الرحيم (الذي كان من اعضاء الحزب القومي)، كان السراج واحداً من كبار المسؤولين الامنيين، وقد اتهم الحزب القومي برئاسة جورج عبد المسيح باغتيال المالكي، وقد لعب السراج دوراً في اقتياد القوميين السوريين الى المعتقلات وكان من بينهم زوجة الزعيم انطون سعادة جولييت المير سعادة التي لم تبرئ السراج ولا جورج عبد المسيح من تدبير عملية الاغتيال، وذكرت في الصفحة 185 من مذكراتها"... اثناء المحاكمات، وخلال ترددنا على المحكمة، كنا نستطيع تفهم ما يدور في الاجواء عن طريق المحامين. وعرفنا من يقف وراء هذه الحملة كلها ومن يحرك تلك المحاكمات ومن يرتب التعيينات من هنا ومن هناك. وفي كل هذه الامور كانت الاصابع المشاركة في ضرب القوميين كثيرة ومتشابكة مع اصابع عبد الحميد السراج الذي عرفنا بعد الانفصال انه مدبر عملية قتل عدنان المالكي مع جورج عبد المسيح وغيره، والذي لم يكف يوماً عن صب الاتهامات علينا والبكاء على "عدنان الشهيد"...".وفي رأي غسان زكريا ان "عبد الحميد السراج امر باعتقال جولييت المير سعادة ليبقيها رهينة تضمن له سلامته، وتزيح قبضة القوميين عن عنقه وثأرهم منه... كان السراج يعرف ان ارملة سعادة بريئة من كل التهم التي ساقها بحقها، وانها لم تقترف ذنباً لتسجن مع المجرمات والفاسقات...".
    مكتب امني خاص للشؤون اللبنانية
    عندما تولى عبد الحميد السراج وزارة الداخلية والمسؤولية الامنية في عهد الوحدة السورية – المصرية، عمد الى انشاء مكتب امني خاص للشؤون اللبنانية، مركزه في منطقة الحواكير في دمشق، وتولى مسؤولية هذا المكتب الضابط السوري برهان ادهم (ابو ابرهيم) . ويذكر غسان زكريا في كتابه المذكور آنفاً "ان المكتب الخاص كلف خزينة الدولة مئات الملايين، انفقها برهان ادهم بلا حسيب ولا رقيب، اشترى بها "عملاء" له في لبنان منهم النواب والوزراء وشيوخ العشائر ورعاع القوم... وكان سميح عسيران نائب صيدا الراحل على صلة ببرهان ادهم وعبد الحميد السراج، وكمال جنبلاط كان صديقاً للسراج مثله، ومثلهما كان سليمان فرنجية، رينه معوض، صائب سلام، رشيد كرامي، عبدالله اليافي، صبري حمادة، عدنان الحكيم، شبلي العريان، خيري عوني الكعكي، وغيرهم كثر كانوا يحجون الى دمشق في الشتاء وبلودان في الصيف سعياً لكسب رضا "السلطان" وسؤال خاطره... ثم يمرون على السفير المصري في دمشق قبل ان يعودوا الى عبد الحميد غالب السفير المصري في بيروت، ليباحثوهم في العروبة والوطنية...".

    لعل النقطة السوداء الابرز في تاريخ عبد الحميد السراج، كانت اعتقاله أحد مؤسسي حزب الشعب اللبناني والقيادي البارز في الحزب الشيوعي في لبنان وسوريا فرج الله الحلو، وتصفيته بعد تعذيبه، ثم تذويب جثته بالاسيد لاخفاء معالم الجريمة. وظلت قضية اعتقال الحلو وموته موضع شكوك، واخذ ورد، الا ان غسان زكريا وفي كتابه "السلطان الاحمر" (ص 102) يتحدث عن هذه القضية – اللغز ويقول: "... فرج الله الحلو، القائد الشيوعي اللبناني، الذي انتهى في الشام مذوباً بالاسيد في مغطس حمام مكتب عبد الوهاب الخطيب، احد جلادي السراج المقربين له في شارع بغداد كان ضحية من ضحايا تعاون المأجورين والمرتزقة اللبنانيين مع اجهزة الاستخبارات السورية... اقتادوه الى مروان السباعي مسؤول الاستخبارات في حمص، ادخلوه الى غرفة صغيرة مظلمة، بقي فيها ساعات. ثم سلطوا على عينيه ضوءاً حاداً، لم يعد يبصر من كان يتناوب عليه بالضرب بسياط مجدولة من اسلاك حديدية. لم يستطع الاحتمال، خرّّ على ركبتيه، نزعوا حذاءه من رجله اليسرى واخذوا يشققون كعب رجله بآلة حادة... سمحوا له بشرب كوب ماء واحد قبل ان يبدأ عبد الوهاب الخطيب التحقيق معه، وكلما تأنى فرج الله الحلو في الرد، كان الخطيب يهوي عليه صفعاً... تعب منه بعد ساعات طويلة من التحقيق، صرخ يدعو وجيه انطكلي... وبدأ وجيه يتفنن في ايلام فرج الله الحلو الذي كان يكتفي بالانين والتوسل ان يريحه لحظات من اللكم والركل... لم يعد الحلو يتحمل الألم فسقط مغمياً عليه...". ويذكر زكريا ان انطكلي اعتقد بأن الحلو فارق الحياة فأسرع يخبر عبد الوهاب الخطيب الذي اجرى اتصالاً هاتفياً بشخص ما... ليعود ويطلب من انطكلي التخلص من الجثة باذابتها بالاسيد في مغطس الحمام، وانه عندما بدأ انطكلي بمحاولة لنشر رجل الحلو بمنشار حديدي صحا الحلو من غيبوبته من شدة الألم وصرخ متوسلاً، الا ان الانطكلي انهال بالمنشار على رأس فرج الله الحلو حتى فارق الحياة وعاد لإكمال تقطيع جسده بالمنشار، ثم صب الاسيد على الجسد المقطع. ويذكر زكريا: "... ان اختفاء فرج الله الحلو هزّ الصحف البيروتية، وتحركت آلة الشيوعيين الاعلامية تؤكد سفره الى دمشق وتطالب السراج بالافراج عنه اذا كان معتقلاً، وبالكشف عن مكان خطفه... وقابل عبد الحميد السراج الحملة الاعلامية بصمت اطبق عليه وعلى الصحف الدمشقية... ووصل الامر الى موسكو فوجه نيكيتا خروشوف نداء علنياً للرئيس جمال عبد الناصر، يطالبه فيه بالكشف عن مكان وجود المناضل الشيوعي اللبناني...".
    يد من حديد
    كان السراج يقوم ببث اعوانه وجواسيسه لمراقبة اجتماعات الضباط السوريين المشكوك في ولائهم للوحدة، ومراقبة الانشطة السياسية والاجتماعية واعتقال المشتبه بهم، والضرب بيد من حديد وبقسوة، وذكر غسان زكريا " ....ان السراج اصدر تعليماتبعدم السماح لاي مواطن بمغادرة الاراضي السورية الا بعد الحصول على "تأشيرة خروج" او اذن سفر فحوّل البلاد سجناً كبيراً واتبع ذلك بممارسة سياسية اقتصادية موجهة، حددت الاستيراد ومنعت الكثير من المواد الكمالية فتفشت ظاهرة التهريب من بيروت التي كانت تحافظ على نظامها الاقتصادي الحر ... وبدأت تتشكل عصابات تهريب منظمة حماها بعض ضباط الاستخبارات ... كان كل ذلك يجري على مرأى ومسمع عبد الحميد السراج الذي كان يقف في الناس داعياً الى حماية "الاقتصاد الوطني" يمنع عنهم الشراء والاستيراد من بيروت ... بينما كان يسمح لنفسه بان يرسل سيارة "بويك" الخمرية اللون في ساعات الفجر الاولى الى بيروت لتعود مليئة بكل نفيس وثمين من سوق الطويلة ... في تلك الاثناء حتى ربطة عنق "السلطان" كانت من بيروت...".
    و شارك السراج في تأجيح الصراع خلال احداث 1958 في لبنان التي قامت في نهاية حكم الرئيس كميل شمعون ودعم الجبهة الوطنية بالمال والسلاح، حتى ان زكريا يعتبر ان السراج كان المسؤول الاول عن اغتيال الصحافي نسيب المتني في بيروت في ايار 1958، عندما قام بتكليف اكرم الصفدي (يملك اليوم مدينة للملاهي في القاهرة اسمها "غرناطة") وزمرة لاغتيال الصحافي نسيب المتني لاسباب عدة منها ان صاحب "التلغراف" معارض لكميل شمعون ومحسوب على الشام وبذلك تبتعد الشبهات عن "السلطان الاحمر".
    وقامت حملة عنيفة ضد السراج من القوى السياسية في البلاد، وخصوصاً ان البعث خرج من السلطة واصبح معارضاً، كما ان بقية الجماعات السياسية فقدت نفذها المالي بسبب تحديد الملكية والتأميم.
    وفي رأي النائب سامي الخطيب: "...ان الاتهامات الموجهة الى السراج مبالغ فيها، السراج كان ضابطاً امنياً ناجحاً، وادى دوره باخلاص، ولكن المناخات السياسية والامنية المضطربة، التي كانت سائدة في تلك الفترة، كانت تتطلب الضرب بيد من حديد. السراج رجل وطني وليس هناك من شكوك في وطنيته وعروبته...". اما السيدة هدى جمال عبد الناصر وفي سؤال وجهناه اليها عن تصرفات السراج ومدى مسؤوليته عن انهيار الوحدة، فانها اعترفت بدوره في حدوث الانفصال من جراء ممارساته وتصرفاته، واكدت انه تمت دعوة السراج الى الندوة التي عقدتها "الاهرام" منذ سنوات في مصر، عن الوحدة المصرية- السورية للمساهمة والمشاركة، الا ان السراج لم يحضر ولم يشارك وتمنع حتى عن الاجابة او الرد على الكثير من الاستفسارات و الاسئلة، و اتهموه صراحة في الندوة بأنه من المسؤولين عن الانفصال، الا "انه لم يزل للوقت ساكت" (و هو ما زال مقيماً في مصر). و اشارت السيدة هدى عبد الناصر الى ان لديها "رسائل متبادلة بين الرئيس عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر تشير الى الصراع الذي كان دائراً بين عامر و السراج، حول امور كثيرة". و اشار الصحافي محمد حسنين هيكل في مقالة له في جريدة "الاهرام" عقب الانفصال، الى استياء الرئيس المصري جمال عبد الناصر من التصرفات البوليسية للسرّاج، و ان ناصر قال للسراج في لقاء معه في القاهرة "...انت تعرف رأيي في كثير من اجراءات البوليس في دمشق، و لقد قلت لك انها في كثير من الاحيان تضر بسمعة الجمهورية اكثر مما تخدم امنها...والامور لا تحتاج الوصول الى هذا المدى الذي يصل اليه بعض رجالك في بعض الاحيان".
    الانفصال...و انهيار الوحدة
    كان للأجواء السياسية المشحونة دورها الاول في حصول الانفصال، اضافة الى التدخلات العربية والاجنبية. ولا ينفي النائب سامي الخطيب "ان تكون الاسباب الداخلية قد لعبت دورها في حصول الانفصال، اضافة الى الدور الذي لعبته السفارات الغربية التي كانت منذ الاساس ضد هذه الوحدة...".
    و اعتبر سامي شرف انه كان هناك قضايا داخلية تمس الاوضاع وآليات الحكم في كل من سوريا و مصر هيأت ارضية صالحة لنجاح الانفصاليين...،"...كانت هناك اصابع اجنبية تلعب لفصم هذه الوحدة خوفاً من المدى الوحدوي الذي كان سيحدث تأثيراً في المنطقة العربية كلها، ويؤدي الى تغييرات فيها، و يحول دون قيام اسرائيل بتحقيق اهدافها التوسعية...".
    و يذكر شرف عدة اسباب ادت الى وقوع الانفصال وانهيار الوحدة و منها:
    · عدم وجود اتصال جغرافي بين سوريا و مصر مما يجعل سيطرة الحكومة المركزية محدودة
    · ابعاد الجيش عن التدخل في السياسة، و هو موضوع شائك و معقد في سوريا بالذات، فقد كان الضباط السوريون يتدخلون في السياسة للنخاع...منذ عام 1949.
    · التنظيم السياسي الواحد و هو الاتحاد القومي الذي كان مطبقاً في مصر لم يكن مقبولاً من حزب البعث السوري على وجه التحديد... و قد اعتبرت نتيجة انتخابات الاتحاد القومي في سوريا هزيمة للبعثيين و انتصاراً لعبد الحميد السرّاج.
    · كان صعباً اتمام توحيد القوانين بين مصر وسوريا، و خصوصاً التي تحكم تنقل الافراد والتجارة و ازالة الحواجز بين الاقليمين.
    · تهجير مليون فلاح مصري الى منطقة الجزيرة.
    · الهيمنة على الجيش السوري بضباط مصريين...
    ففي 28 ايلول 1961، قامت مجموعة من الضباط السوريين بقيادة المقدم عبد الكريم النحلاوي (مدير مكتب عبد الحكيم عامر)، و بدعم اردني - سعودي، و بؤازرة من رجال الاعمال السوريين الساخطين بسبب قرارات التأميم، بانقلاب عسكري في اجواء متأزمة من كافة النواحي. و فوجىء الرئيس عبد الناصر بانباء التمرد السوري فأمر بارسال قوة من الفي مظلي مصري الى سوريا لسحق هذا التمرد. ولكن مواقف قيادات الجيش في اللاذقية و حلب المؤيدة للمتمردين دفعت عبد الناصر الى نقض اوامره علماً ان الطليعة المصرية المؤلفة من 120 مظلياً كانوا قد اعلنوا الاستسلام بعد هبوطهم. و كان عبد الحكيم عامر قد غادر دمشق حوالي الساعة الثالثة بعد ظهر يوم الانقلاب الى القاهرة، وكان صلاح البيطار و اكرم الحوراني قد ايدا الانفصال و كانا من بين السياسيين السوريين الموقعين على الوثيقة الانفصالية في 2 تشرين الاول 1961.
    و كالعادة في كل انقلاب، عمد الانقلابيون الى اعتقال عدد من الضباط الموالين، والشخصيات السياسية، وكان من بين هؤلاء الضباط عبد الحميد السراج الذي كان مختبئاً في منزل لآل زلفو (من اقارب زوجته ملك) في منطقة الحواكير في دمشق، عندما داهمته قوة من الجيش برئاسة النقيب هشام عبد ربه، و اقتادته الى سجن المزة.
    تهريب السرّاج من سجن المزة
    بعد اعتقال السراج، وصلت معلومات الى الرئيس جمال عبد الناصر عن تعرض السراج في سجنه في المزة لابشع انواع التعذيب، و ان زوجته تكاد تفقد بصرها من شدة الحزن، فقرر عبد الناصر تهريب السراج بأي طريقة، و تم وضع خطة اطلق عليها اسم "جمال".
    و يتحدث سامي شرف عن تهريب السراج بقوله: "... بدأ جس نبض السلطات العليا في لبنان ممثلة باللواء فؤاد شهاب، و كان الرجل ايجابياً، و لكنه طلب فقط البعد عن توريط السلطات اللبنانية في نتائج قد تضر بامن لبنان وسلامته...وقمت بزيارة خاصة الى لبنان لمقابلة الرئيس شهاب، وللاشراف على تنفيذ الخطة...".
    ويذكر شرف تفاصيل هذه الخطة التي تضمنت الاتصال بالمساعد منصور رواشدة (حارس السراج في السجن) لتأمين هروب السراج من باب السجن حتى مشارف دمشق، ودراسة طبيعة الارض وخطوط الاقتراب من دمشق حتى الحدود اللبنانية - السورية، بما في ذلك الطرق والوسائل التبادلية في النقل من الخيل والجمال والموتوسيكلات والسيارات وتفادي نقاط التفتيش بما فيها اللبنانية منعاً للحرج، اضافة الى ترتيب وجود غواصة مصرية امام السواحل اللبنانية في اتجاه مبنى السفارة المصرية، وان يتولى قيادة الطائرة المصرية التي ستصل الى بيروت لنقل السراج الى القاهرة الكابتن عبد الرحمن عليش.
    وتابع شرف: "...كانت الاتصالات مع منصور رواشدة مستمرة ومؤمنة بمعرفة الزعيم اللبناني الكبير كمال جنبلاط واللواء شوكت شقير...واتفق مع منصور رواشدة على اليوم والساعة وكان هو الذي سيتولى في نفس الوقت تأمين خروج السراج من دمشق حتى الحدود اللبنانية، وكان لديه تلقين كامل عن الطرق التبادلية التي كان سيسلكها...وكنت انا في بيروت بالاتفاق والتنسيق مع الرجل الشريف سامي الخطيب...بتعليمات من الرئيس فؤاد شهاب في انتظار وصول السراج الى مشارف بيروت في نقطة متفق عليها من قبل".
    النائب سامي الخطيب وفي اتصال معه اكد مشاركته في خطة تهريب السراج "لأن السراج كان رجلاً وطنياً...".
    عملية تهريب السراج يرويها من جهته غسان زكريا ويقول: "...في اليوم المحدد، قام منصور الرواشدة بتغيير مناوبته في السجن مع زميل له، احضر بزة عسكرية...سربها الى الزنزانة كي يرتديها السراج...اخرج السراج من الزنزانة حاملاً بطانية تحت ابطه...مشى خلف الرواشدة...اخذ السراج يرمي البطانية، مشيا عليها، ثم يعود ويسحبها من جديد ويرميها امامهما لاخفاء دعساته...ظلا هكذا حتى وصلا الى سيارة منصور الرواشدة وكان قد تركها في ساحة قرب السجن...". اما شرف فيتابع: "...كان الاتفاق مع سفيرنا في لبنان عبد الحميد غالب واعضاء السفارة ان يكونوا طبيعيين في تصرفاتهم وتحركاتهم...حتى لا نلفت الانظار...المهم...وصل عبد الحميد السراج ومعه حارسه في السجن منصور رواشدة، وكان في استقباله الزعيم كمال جنبلاط، الذي اصطحبهما في سيارته الكاديلاك السوداء الخاصة الى منزل محمد نسيم في بيروت...وبمجرد وصول السرّاج الى منزل محمد نسيم تمت عملية تغيير ملامحه بشعر مستعار وشوارب...وقمت بعد ذلك بزيارة الرئيس فؤاد شهاب بصحبة السفير عبد الحميد غالب حيث ابلغته بوصول السراجالى بيروت وان المخطط هو سفره الى القاهرة في اسرع وقت حتى لا نسبب حرجاً للسلطات اللبنانية...واستجاب الرئيس شهاب وامر بأن يكون كل من احمد الحاج، مدير مكتبه، وسامي الخطيب تحت تصرفنا...قام سامي الخطيب بقيادة السيارة بنفسه في طريقه الى مطار بيروت...وكان يجلس بجواره محمد نسيم، وفي الخلف جلس السراج وسامي شرف ومحمد المصري ومنصور رواشدة، وكلنا نرتدي ملابس عسكرية لبنانية ما زلت احتفظ بها للآن، وكنا نبدو كاحدى دوريات الامن، واخترقت سيارتنا سور المطار من ثغرة اعدت على عجل...ووصلت السيارة الى المدرج مباشرة حيث وصلتها في اللحظة عينها الطائرة المصرية التي تحمل الصحافة المصرية الى بيروت يومياً...حيث ابلغ قائدها برج المراقبة ان هناك عطلاً مفاجئاً في الطائرة وفتح بابها واسقط سلمها من داخلها...وتم تنفيذ المتفق عليه من دون معوقات...دخلنا الطائرة واقلعت بنا وعليها عبد الحميد السراج، ومنصور الرواشدة، ومحمد المصري، وانا...ونظرنا الى بيروت ساطعة وهي تنام هادئة نظرة كلها حب وتقدير...ووصلنا الى مطار القاهرة...كانت الساعة تقترب من السابعة صباحاً...وطلب الرئيس جمال عبد الناصر ان نتوجه والسيد عبد الحميد السراج وانا الى منشية البكري لتناول الافطار معه...وفي اليوم التالي نشر خبر صغير من ثلاثة سطور في الصفحة الاولى بجريدة "الاهرام" عنوانه "عبد الناصر يستقبل عبد الحميد السراج بمنشيته الكبرى..." فقط لا غير.
    النهار 7 و 8 آذار 2005


    _________________

    *******************************************
    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
    alsaidilawyer
    alsaidilawyer
    مدير المنتدى
    مدير المنتدى


    الجنس : ذكر
    الابراج : الدلو
    عدد المساهمات : 4032
    نقاط : 80917
    السٌّمعَة : 2684
    تاريخ التسجيل : 01/03/2010
    العمر : 53
    الموقع : الجمهورية اليمنية - محافظة إب

    الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟  Empty رد: الوحدة السورية – المصرية: كيف نشأت؟ ولماذا انهارت ؟

    مُساهمة من طرف alsaidilawyer الخميس 8 مايو 2014 - 7:42

    شكرا
    مشاركـة موفقــــة
    جزاك الله خيراً في دنياك وأخرتك
    ووفقك لما يحبه ويرضاه
    وأعانك على طاعته
    وجنبك معصيته
    وأسكنك
    الجنة


    _________________

    *******************************************

    [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 21:58