منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات فرسان المعرفة

أهلا وسهلا زائرنا الكريم ومرحبا بك في منتديات فرسان المعرفة منتديات التميز والابداع ونتمنى أن تكون زيارتك الأولى مفتاحا للعودة إليه مرة أخرى والانضمام إلى أسرة المنتدى وأن تستفيد إن كنت باحثا وتفيد غيرك إن كنت محترفا

منتديات فرسان المعرفة

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتديات الشمول والتنوع والتميز والإبداع

قال تعالى ( يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلا)أ
عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال(من قال صبيحة يوم الجمعة قبل صلاة الغداة , أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه ثلاث مرات غفرالله ذنوبه ولو كانت مثل زبد البحر)
عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يدعو بهذا الدعاء "اللهم! اغفر لي خطيئتي وجهلي. وإسرافي في أمري. وما أنت أعلم به مني. اللهم! اغفر لي جدي وهزلي. وخطئي وعمدي. وكل ذلك عندي. اللهم! اغفر لي ما قدمت وما أخرت. وما أسررت وما أعلنت. وما أنت أعلم به مني. أنت المقدم وأنت المؤخر. وأنت على كل شيء قدير". رواه مسلم في صحيحه برقم (2719)
عن عقبة بن عامر رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة)رواه مسلم وأبو داود وابن ماجة وابن خزيمة في صحيحة
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "اللهم! أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري. وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي. وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي. واجعل الحياة زيادة لي في كل خير. واجعل الموت راحة لي من كل شر". رواه مسلم في صحيحه برقم (2720)
عن أبي الأحوص، عن عبدالله رضى الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه كان يقول "اللهم! إني أسألك الهدى والتقى، والعفاف والغنى". رواه مسلم في صحيحه برقم(2721)
عن زيد بن أرقم رضى الله عنه. قال: لا أقول لكم إلا كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كان يقول "اللهم! إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والبخل، والهرم وعذاب القبر. اللهم! آت نفسي تقواها. وزكها أنت خير من زكاها. أنت وليها ومولاها. اللهم! إني أعوذ بك من علم لا ينفع، ومن قلب لا يخشع، ومن نفس لا تشبع، ومن دعوة لا يستجاب لها". رواه مسلم في صحيحه برقم(2722)
عن عبدالله رضى الله عنه قال: كان نبي الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده لا شريك له". قال: أراه قال فيهن "له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. رب! أسألك خير ما في هذه الليلة وخير ما بعدها. وأعوذ بك من شر ما في هذه الليلة وشر ما بعدها. رب! أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر. رب! أعوذ بك من عذاب في النار وعذاب في القبر". وإذا أصبح قال ذلك أيضا "أصبحنا وأصبح الملك لله". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن عبدالرحمن بن يزيد، عن عبدالله رضى الله عنه . قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أمسى قال "أمسينا وأمسى الملك لله. والحمد لله. لا إله إلا الله وحده. لا شريك له. اللهم! إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها. وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها. اللهم! إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر. وفتنة الدنيا وعذاب القبر". رواه مسلم في صحيحه برقم(2723)
عن أبي موسى رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله, ورجل قلبه معلق بالمساجد إذا خرج منه حتى يعود إليه, ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه, ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه, ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله , ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه) متفق عليه
عن أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ) روه الشيخان والترمذي.
عن أبي مالك الحارث بن عاصم الأشعري رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(الطهور شطر الإيمان والحمدلله تملأ الميزان وسبحان الله والحمدلله تملأ أو تملآن ما بين السماء والأرض والصلاة نور والصدقة برهان والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك كل الناس يغدو فبائع نفسه أو موبقها) رواه مسلم. وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم(من قال سبحان الله وبحمده في يومه مائة مرة حُطت خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر)رواه البخاري ومسلم.
عن أبي سعيد رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( استكثروا من الباقيات الصالحات ) قيل وما هن يارسول الله؟ قال ( التكبير والتهليل والتسبيح والحمدلله ولا حول ولاقوة إلابالله ) رواه النسائي والحاكم وقال صحيح الاسناد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أحب الكلام إلى الله أربع- لا يضرك بأيهن بدأت: سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر ). رواه مسلم

+6
شهاب
سهيل اليماني
d.mohamedaloi
أبو تمام
محمدالصايدي
alasmrani
10 مشترك

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    alasmrani
    alasmrani
    فارس نشيط
    فارس نشيط


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجدي
    عدد المساهمات : 219
    نقاط : 9640
    السٌّمعَة : 344
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 43
    الموقع : الجزيره العربيه
    المزاج المزاج : رائق وحبوب

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف alasmrani الجمعة 15 يونيو 2012 - 10:51

    بسم الله الرحمن الرحيم


    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح


    فى ظلال القرآن ـ موافقا للمطبوع - (1 / 260)





    ندرك قيمة هذا الدرس. وما يتضمنه من تجارب الجماعات السابقة والأمم الغابرة ، حين نستحضر في أنفسنا أن القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح وأنه هو مدرستها التي تلقت فيها دروس حياتها.

    وأن اللّه - سبحانه - كان يربي به الجماعة المسلمة الأولى التي قسم لها إقامة منهجه الرباني في الأرض ، وناط بها هذا الدور العظيم بعد أن أعدها له بهذا القرآن الكريم. وأنه - تعالى - أراد بهذا القرآن أن يكون هو الرائد الحي - الباقي بعد وفاة الرسول - r - لقيادة أجيال هذه الأمة ، وتربيتها ، وإعدادها لدور القيادة الراشدة الذي وعدها به ، كلما اهتدت بهديه ، واستمسكت بعهدها معه ، واستمدت منهج حياتها كله من هذا القرآن ، واستغزت به واستعلت على جميع المناهج الأرضية. وهي بصفتها هذه ، مناهج الجاهلية! إن هذا القرآن ليس مجرد كلام يتلى .. ولكنه دستور شامل .. دستور للتربية ، كما أنه دستور للحياة العملية ، ومن ثم فقد تضمن عرض تجارب البشرية بصورة موحية على الجماعة المسلمة التي جاء لينشئها ويربيها وتضمن بصفة خاصة تجارب الدعوة الإيمانية في الأرض من لدن آدم - عليه السلام - وقدمها زادا للأمة المسلمة في جميع أجيالها. تجاربها في الأنفس ، وتجاربها في واقع الحياة. كي تكون الأمة المسلمة على بينة من طريقها ، وهي تتزود لها بذلك الزاد الضخم ، وذلك الرصيد المتنوع.

    ومن ثم جاء القصص في القرآن بهذه الوفرة ، وبهذا التنوع ، وبهذا الإيحاء .. وقصص بني إسرائيل هو أكثر القصص ورودا في القرآن الكريم ، لأسباب عدة ، ذكرنا بعضها في الجزء الأول من الظلال عند استقبال أحداث بني إسرائيل وذكرنا بعضها في هذا الجزء في مناسبات شتى - وبخاصة في أوله - ونضيف إليها هنا ما نرجحه .. وهو أن اللّه - سبحانه - علم أن أجيالا من هذه الأمة المسلمة ستمر بأدوار كالتي مر فيها بنو إسرائيل ، وتقف من دينها وعقيدتها مواقف شبيهة بمواقف بني إسرائيل فعرض عليها مزالق الطريق ، مصورة في تاريخ بني إسرائيل ، لتكون لها عظة وعبرة ولترى صورتها في هذه المرآة المرفوعة لها بيد اللّه - سبحانه - قبل الوقوع في تلك المزالق أو اللجاج فيها على مدار الطريق! إن هذا القرآن ينبغي أن يقرأ وأن يتلقى من أجيال الأمة المسلمة بوعي. وينبغي أن يتدبر على أنه توجيهات حية ، تتنزل اليوم ، لتعالج مسائل اليوم ، ولتنير الطريق إلى المستقبل. لا على أنه مجرد كلام جميل يرتل أو على أنه سجل لحقيقة مضت ولن تعود! ولن ننتفع بهذا القرآن حتى نقرأه لنلتمس عنده توجيهات حياتنا الواقعة في يومنا وفي غدنا كما كانت الجماعة المسلمة الأولى تتلقاه لتلتمس عنده التوجيه الحاضر في شؤون حياتها الواقعة .. وحين نقرأ القرآن بهذا الوعي سنجد عنده ما نريد. وسنجد فيه عجائب لا تخطر على البال الساهي! سنجد كلماته وعباراته وتوجيهاته حية تنبض وتتحرك وتشير إلى معالم الطريق وتقول لنا : هذا فافعلوه وهذا لا تفعلوه. وتقول لنا : هذا عدولكم وهذا صديق. وتقول لنا : كذا فاتخذوا من الحيطة وكذا فاتخذوا من العدة. وتقول لنا حديثا طويلا مفصلا دقيقا في كل ما يعرض لنا من الشؤون .. وسنجد عندئذ في القرآن متاعا وحياة وسندرك معنى قوله تعالى : «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ» ..

    فهي دعوة للحياة ..للحياة الدائمة المتجددة. لا لحياة تاريخية محدودة في صفحة عابرة من صفحات التاريخ.

    هذا الدرس يعرض تجربتين من تجارب الأمم يضمهما إلى ذخيرة هذه الأمة من التجارب ويعد بهما الجماعة المسلمة لما هي معرضة له في حياتها من المواقف بسبب قيامها بدورها الكبير ، بوصفها وارثة العقيدة الإيمانية ، ووارثة التجارب في هذا الحقل الخصيب.

    والأولى تجربة لا يذكر القرآن أصحابها ويعرضها في اختصار كامل ، ولكنه واف. فهي تجربة جماعة «خَرَجُوا مِنْ دِيارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ» .. فلم ينفعهم الخروج والفرار والحذر وأدركهم قدر اللّه الذي خرجوا حذرا منه .. فقال لهم اللّه : «مُوتُوا» .. «ثُمَّ أَحْياهُمْ» .. لم ينفعهم الجهد في اتقاء الموت ، ولم يبذلوا جهدا في استرجاع الحياة. وإنما هو قدر اللّه في الحالين.

    وفي ظل هذه التجربة يتجه إلى الذين آمنوا يحرضهم على القتال ، وعلى الإنفاق في سبيل اللّه ، واهب الحياة.

    وواهب المال. والقادر على قبض الحياة وقبض المال.

    والثانية تجربة في حياة بني إسرائيل من بعد موسى .. بعد ما ضاع ملكهم ، ونهبت مقدساتهم ، وذلوا لأعدائهم ، وذاقوا الويل بسبب انحرافهم عن هدي ربهم ، وتعاليم نبيهم .. ثم انتفضت نفوسهم انتفاضة جديدة واستيقظت في قلوبهم العقيدة واشتاقوا القتال في سبيل اللّه. فقالوا : «لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ لَنا مَلِكاً نُقاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ».

    ومن خلال هذه التجربة - كما يعرضها السياق القرآني الموحي - تبرز جملة حقائق ، تحمل إيحاءات قوية للجماعة المسلمة في كل جيل ، فضلا على ما كانت تحمله للجماعة المسلمة في ذلك الحين.

    والعبرة الكلية التي تبرز من القصة كلها هي أن هذه الانتفاضة - انتفاضة العقيدة - على الرغم من كل ما اعتورها أمام التجربة الواقعة من نقص وضعف ، ومن تخلي القوم عنها فوجا بعد فوج في مراحل الطريق - على الرغم من هذا كله فإن ثبات حفنة قليلة من المؤمنين عليها قد حقق لبني إسرائيل نتائج ضخمة جدا ..

    فقد كان فيها النصر والعز والتمكين ، بعد الهزيمة المنكرة ، والمهانة الفاضحة ، والتشريد الطويل والذل تحت أقدام المتسلطين. ولقد جاءت لهم بملك داود ، ثم ملك سليمان - وهذه أعلى قمة وصلت إليها دولة بني إسرائيل في الأرض ، وهي عهدهم الذهبي الذي يتحدثون عنه والذي لم يبلغوه من قبل في عهد النبوة الكبرى ..

    وكان هذا النصر كله ثمرة مباشرة لا نتفاضة العقيدة من تحت الركام وثبات حفنة قليلة عليها أمام جحافل جالوت! وفي خلال التجربة تبرز بضع عظات أخرى جزئية كلها ذات قيمة للجماعة المسلمة في كل حين :

    من ذلك .. أن الحماسة الجماعية قد تخدع القادة لو أخذوا بمظهرها. فيجب أن يضعوها على محك التجربة قبل أن يخوضوا بها المعركة الحاسمة .. فقد تقدم الملأ من بني إسرائيل - من ذوي الرأي والمكانة فيهم - إلى نبيهم في ذلك الزمان ، يطلبون إليه أن يختار لهم ملكا يقودهم إلى المعركة مع أعداء دينهم ، الذين سلبوا ملكهم وأموالهم ومعها مخلفات أنبيائهم من آل موسى وآل هارون. فلما أراد نبيهم أن يستوثق من صحة عزيمتهم على القتال ، وقال لهم : «هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتالُ أَلَّا تُقاتِلُوا!» استنكروا عليه هذا القول ، وارتفعت حماستهم إلى الذروة وهم يقولون له : «وَما لَنا أَلَّا نُقاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنا مِنْ دِيارِنا وَأَبْنائِنا؟» ..

    ولكن هذه الحماسة البالغة ما لبثت أن انطفأت شعلتها ، وتهاوت على مراحل الطريق كما تذكر القصة وكما يقول السياق بالإجمال : «فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتالُ تَوَلَّوْا إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ» .. ومع أن لبني إسرائيل طابعا خاصا في النكول عن العهد ، والنكوص عن الوعد ، والتفرق في منتصف الطريق .. إلا أن هذه الظاهرة هي ظاهرة بشرية على كل حال ، في الجماعات التي لم تبلغ تربيتها الإيمانية مبلغا عاليا من التدريب .. وهي خليقة بأن تصادف قيادة الجماعة المسلمة في أي جيل .. فيحسن الانتفاع فيها بتجربة بني إسرائيل.

    ومن ذلك أن اختبار الحماسة الظاهرة والاندفاع الفائر في نفوس الجماعات ينبغي أن لا يقف عند الابتلاء الأول .. فإن كثرة بني إسرائيل هؤلاء قد تولوا بمجرد أن كتب عليهم القتال استجابة لطلبهم. ولم تبق إلا قلة مستمسكة بعهدها مع نبيها. وهم الجنود الذين خرجوا مع طالوت بعد الحجاج والجدال حول جدارته بالملك والقيادة ، ووقوع علامة اللّه باختياره لهم ، ورجعة تابوتهم وفيه مخلفات أنبيائهم تحمله الملائكة ...!

    ومع هذا فقط سقطت كثرة هؤلاء الجنود في المرحلة الأولى. وضعفوا أمام الامتحان الأول الذي أقامه لهم قائدهم : «فَلَمَّا فَصَلَ طالُوتُ بِالْجُنُودِ قالَ : إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ : فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي. وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي - إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ - فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ» .. وهذا القليل لم يثبت كذلك إلى النهاية.

    فأمام الهول الحي ، أمام كثرة الأعداء وقوتهم ، تهاوت العزائم وزلزلت القلوب : «فَلَمَّا جاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قالُوا : لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ» .. وأمام هذا التخاذل ثبتت الفئة القليلة المختارة ..

    اعتصمت باللّه ووثقت ، وقالت : «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» .. وهذه هي التي رجحت الكفة ، وتلقت النصر ، واستحقت العز والتمكين.

    وفي ثنايا هذه التجربة تكمن عبرة القيادة الصالحة الحازمة المؤمنة .. وكلها واضحة في قيادة طالوت. تبرز منها خبرته بالنفوس وعدم اغتراره بالحماسة الظاهرة ، وعدم اكتفائه بالتجربة الأولى ، ومحاولته اختبار الطاعة والعزيمة في نفوس جنوده قبل المعركة ، وفصله للذين ضعفوا وتركهم وراءه .. ثم - وهذا هو الأهم - عدم تخاذله وقد تضاءل جنوده تجربة بعد تجربة ولم يثبت معه في النهاية إلا تلك الفئة المختارة. فخاض بها المعركة ثقة منه بقوة الإيمان الخالص ، ووعد اللّه الصادق للمؤمنين.

    والعبرة الأخيرة التي تكمن في مصير المعركة .. أن القلب الذي يتصل باللّه تتغير موازينه وتصوراته لأنه يرى الواقع الصغير المحدود بعين تمتد وراءه إلى الواقع الكبير الممتد الواصل ، وإلى أصل الأمور كلها وراء الواقع الصغير المحدود. فهذه الفئة المؤمنة الصغيرة التي ثبتت وخاضت المعركة وتلقت النصر ، كانت ترى من قلتها وكثرة عدوها ما يراه الآخرون الذين قالوا : «لا طاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ» .. ولكنها لم تحكم حكمهم على الموقف. إنما حكمت حكما آخر ، فقالت : «كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ ، وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ» .. ثم اتجهت لربها تدعوه : «رَبَّنا أَفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أَقْدامَنا وَانْصُرْنا عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ» ..

    وهي تحس أن ميزان القوى ليس في أيدي الكافرين ، إنما هو في يد اللّه وحده. فطلبت منه النصر ، ونالته من اليد التي تملكه وتعطيه .. وهكذا تتغير التصورات والموازين للأمور عند الاتصال باللّه حقا ، وعند ما يتحقق في القلب الإيمان الصحيح. وهكذا يثبت أن التعامل مع وعد اللّه الواقع الظاهر للقلوب أصدق من التعامل مع الواقع الصغير الظاهر للعيون! ولا نستوعب الإيحاءات التي تتضمنها القصة. فالنصوص القرآنية - كما علمتنا التجربة - تفصح عن إيحاءاتها لكل قلب بحسب ما هو فيه من الشأن وبقدر حاجته الظاهرة فيه. ويبقى لها رصيدها المذخور تتفتح به على القلوب ، في شتى المواقف ، على قدر مقسوم ..

    ===============


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 4178049171476204832
    محمدالصايدي
    محمدالصايدي
    المشرف المميز
    المشرف المميز


    الجنس : ذكر
    الابراج : الثور
    عدد المساهمات : 686
    نقاط : 17609
    السٌّمعَة : 401
    تاريخ التسجيل : 13/11/2010
    العمر : 51
    الموقع : اليمن
    أوسمه : القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Ououo_17

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف محمدالصايدي الإثنين 25 يونيو 2012 - 11:38

    جزاك الله خير
    وكتب الله لك اجره اضعافاً مضاعفة
    وجعله في ميزان حسناتك


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Uuuoou12
    أبو تمام
    أبو تمام
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد المساهمات : 238
    نقاط : 8826
    السٌّمعَة : 13
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 39

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف أبو تمام الأربعاء 4 يوليو 2012 - 13:30

    الله يعطيك العافيه
    ويجزيك كل خير


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 14769618951089002862


    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 2043871743497399936
    avatar
    d.mohamedaloi
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الجوزاء
    عدد المساهمات : 144
    نقاط : 6429
    السٌّمعَة : 24
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 48
    أوسمه : القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Ououo_14

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف d.mohamedaloi الأربعاء 4 يوليو 2012 - 14:35

    thanks
    سهيل اليماني
    سهيل اليماني
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : السرطان
    عدد المساهمات : 350
    نقاط : 11025
    السٌّمعَة : 341
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 36
    الموقع : الجمهورية اليمنية

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف سهيل اليماني الجمعة 6 يوليو 2012 - 10:39

    جزاك الله خيرا


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Oooo_o11
    شهاب
    شهاب
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : السمك
    عدد المساهمات : 22
    نقاط : 4779
    السٌّمعَة : 11
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 33
    الموقع : امملكة العربية السعوديه

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف شهاب الجمعة 6 يوليو 2012 - 11:46

    موضوع رائع جزاك الله خير


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 10468474101247435876
    الماس
    الماس
    مشرف
    مشرف


    الابراج : الثور
    عدد المساهمات : 66
    نقاط : 5572
    السٌّمعَة : 10
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 35

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف الماس الإثنين 16 يوليو 2012 - 8:03

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 16714389


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 1104763541447864449
    khalidbinbader
    khalidbinbader
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الميزان
    عدد المساهمات : 92
    نقاط : 5695
    السٌّمعَة : 70
    تاريخ التسجيل : 24/07/2011
    العمر : 43

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف khalidbinbader السبت 4 أغسطس 2012 - 15:41

    موضوع رائع

    جزاك الله خير
    أبو عقيل الصايدي
    أبو عقيل الصايدي
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الثور
    عدد المساهمات : 216
    نقاط : 9054
    السٌّمعَة : 130
    تاريخ التسجيل : 04/08/2012
    العمر : 49

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف أبو عقيل الصايدي السبت 4 أغسطس 2012 - 16:19

    الله يعطيك العافية
    ويجزيك الخير
    ويجعله في ميزان حسناتك
    ويرحم والديك

    د. فضل الحسيني
    د. فضل الحسيني
    مشرف
    مشرف


    الجنس : ذكر
    الابراج : الميزان
    عدد المساهمات : 133
    نقاط : 7394
    السٌّمعَة : 40
    تاريخ التسجيل : 24/02/2012
    العمر : 44

    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح Empty رد: القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح

    مُساهمة من طرف د. فضل الحسيني الإثنين 13 أغسطس 2012 - 16:29

    موضوع ممتاز
    جزاك الله خير


    _________________

    *******************************************
    القرآن هو كتاب هذه الأمة الحي ورائدها الناصح 1934342975728018594

      الوقت/التاريخ الآن هو الجمعة 26 أبريل 2024 - 10:24